القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (26) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: آراء العلماء في الساعة التي في الجمعة بالأدلة والراجح منها

2024-08-20

صورة 1
الجزء (26) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: آراء العلماء في الساعة التي في الجمعة بالأدلة والراجح منها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وما زلنا في باب في الساعة التي في يوم الجمعة، وذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه»، وفي رواية: «وأشار بيده يقللها» يعني كما بينت لكم هي ساعة قصيرة ليست طويلة.

ما معنى هنا وهو يصلي؟ يعني يدعو، «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم»، يعني يدعو الله سبحانه وتعالى فيها، هنا «وهو يصلي» ليست الصلاة المعروفة، مثلا ممكن أن يصلي مثلا ركعتين ثم يدعو الله لا، هنا >وهو يصلي< وهو يدعو الله لأن بعد هذا فيه مشقة على للناس لا، يعني بيصلي مثلا قل ركعتين مثلا في الضحى في الظهر ويدعو والعصر، ودين دين اليسر، فهنا المعنى في لغة العرب يصلي فمعنى الصلاة لغة الدعاء، ولها كذلك معان أخرى، فهنا >وهو يصلي< يعني وهو يدعو الله، ولذلك قال: يسأل الله شيئا يطلب شيئا يعني: وهو يدعو الله يسأل الله شيئا، يعني هكذا يكون معنى الحديث، إلا أعطاه إياه وهذا وعد من رب العالمين.

فهذه الأحاديث تبين خصوصية يوم الجمعة بماذا؟ بهذه الساعة التي يستجيب الله سبحانه وتعالى للمسلمين فيها، وهي ساعة عظيمة وفي يوم عظيم، وهو من أعياد المسلمين شرع الله سبحانه وتعالى فيها أشياء كثيرة بيناها في الدروس التي سلفت وفيه أشياء بتأتي، خصوصية يوم الجمعة أن فيه ساعة الإجابة، وهي من الأوقات التي يستجيب الله سبحانه وتعالى للناس، نعم في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله سبحانه وتعالى عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه، وهي مخفية، ووقتها قصير غير طويل، فعلى الناس على قدر استطاعتهم أن يدعون الله سبحانه وتعالى في يوم الجمعة، فمثلا في الضحى، في الصباح، في الظهر، في العصر، قبل أن تغرب الشمس.

ولعل الشخص يتثاقل هذا الأمر الآن، يعني هل ممكن يقول قائل: أنا كيف أجلس مثلا الصباح أدعو الله، أجلس مثلا في مكان رافع يديه ويدعو الله سبحانه وتعالى، كذلك الضحى يقول كيف أنا أجلس الضحى مثلا، من الضحى للظهر والظهر بعد كذا، مثلا أدعو الله سبحانه وتعالى في المسجد أو في البيت أو كذا، كذلك العصر أجلس أدعو الله، كيف أقضي أشغالي كيف كذا؟

من قال لك أصلا الدعاء هكذا! أنت تدعو رب العالمين سبحانه وتعالى ما تدعو مخلوق ولا قبر ولا كذا، فأنت أي مكان تدعو الله سبحانه وتعالى سواء جالس في مسجد أو في بيت، أو في سيارة ماشي، أو في طريق، أو جالس مع أهلك أو مع أقاربك يوم الجمعة، أو في غداك، أو في فطورك، أو ما شابه ذلك، ولا يلزم رافع يديك، ما يحتاج هذا الأمر، فأنت في السيارة ماشي في السيارة شيء دعاء خفيف، نقول مثلا في الضحى، وتدعو الله سبحانه وتعالى وأنت ماشي شيء يسير بخير الدنيا والآخرة، عند الغداء دعوت الله سبحانه وتعالى في الصباح، الآن أنت تصلي الفجر وتدعو الله سبحانه وتعالى، الظهر تدعو الله سبحانه وتعالى، العصر تدعو الله سبحانه وتعالى، في صلاتك، يكفي هذا الدعاء، سمعت إشلون؟ يكفي هذا الدعاء.

 فإذا فعلت هذا الأمر تصيب هذه الساعة ولا لا؟ تصيبها لا بد، تصيب هذه الساعة، لكن الناس يظنون يجب أن يجلس في مسجد، ولا بد جالس جلسة تشهد، ورافع يديه ما يلزم من هذا، فلذلك يتركون الدعاء، هذا من جهلهم، ماشي على الطريق في ظهر في عصر ادع الله سبحانه وتعالى، وأنت تمشي حتى تسوي رياضة، أو في غداء، أو في كذا الآن أنت بتصلي النوافل يوم الجمعة في كل الأوقات، الآن عندك أدعية تلقائيا تدعوها من التعوذ، من خيري الدنيا والآخرة، حتى في صلاتك النافلة والفريضة يكفي هذا، وخاصة إذا قلت الله جمع لك أدعية في خيري الدنيا والآخرة: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» هذا يكفي تقوله في أي وقت.

وأنت ماشي في السيارة وأنت كذا تجلس في البيت مثلا تقرأ القرآن وتقرأ في العلم وتدعو الله سبحانه وتعالى بهذه الدعاء، وبتحصل اللي تبغيه، تريد مثلا زوجة صالحة، تريد أولاد، تريد مال، تريد الله يثبتك في هذا الدين، الله يرزقك العلم، الله يحفظك إلى آخره، هذا الدعاء يدخل كل شيء.

وهي هذه ساعة مخفية في جميع اليوم غير معينة، مثلا تقول والله هذه الساعة في الضحى، ويأتيك أناس يقول لك لا في الظهر، ويقول لك أناس في العصر، ويقول لك أناس هنا هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضي الصلاة، هذه كلها الأقوال ضعيفة كلها، وبنأتي عليها من القواعد أحاديث كلها ضعيفة في تعيينها، وإن كان علماء قالوا بذلك فهؤلاء العلماء معذورون لاجتهادهم، لكن أهل العلم الذين أصابوا أنها مخفية في يوم الجمعة مخفية كما أخفيت ليلة القدر في العشر الأواخر، ولذلك كلام كثير لأهل العلم في ليلة القدر في تعيينها، لكن هي كذلك مخفية في القول الصحيح في العشر الأواخر، فكذلك ساعة الإجابة هذه مخفية في يوم الجمعة على الناس أن يجتهدون.

يقول ابن حجر في «فتح الباري» (ج2 ص417): (والحكمة في ذلك حث العباد على الاجتهاد في طلب واستيعاب الوقت بالعبادة، بخلاف ما لو تحقق الأمر في شيء من ذلك لكان الاقتصار عليه وإهمال ما عداه)، فلذلك الحكمة لكي يجتهد الناس، ولا نقول أنك تجلس في المسجد من الصباح للمغرب وتدعو الله مثل الصوفية، الصوفية ترى يفعلون هكذا يوم الجمعة ولا يستجيب الله له لأنه إذا جلس الواحد من الصباح للمغرب يصيب الساعة أو لا؟ يصيب لكن لأنه صوفي مجرم ما يستجيب الله له حتى لو أصاب هذه الساعة، خله يترك الشرك والبدع، وفيه أناس خليهم يتركون الغل والحقد على الناس خاصة على أهل العلم، كيف يستجيب الله لهم؟ الله سبحانه وتعالى يعاقبهم ما يستجيب لهم.

وهؤلاء المبتدعة الضلال الله يضع له شريعة وهم يضعون لهم شريعة، ويقولون نحن أحباء الله سبحانه وتعالى، ونحن نحب الرسول ونتبع الرسول، كذبتم، هؤلاء يتبعون أهواءهم بغير علم، فشريعة الله في القرآن والسنة فعلى الناس الاتباع، فلذلك الله سبحانه وتعالى أخفى هذه الساعة في يوم الجمعة لكي يجتهد الناس، والاجتهاد هكذا، ممكن في بيتك في سيارتك، في سوقك، في طريقك، مع أصدقائك، مع كذا مع كذا، لا تنسى الدعاء، ولا يحتاج أن تدعو الله ساعة كاملة دقائق، ولو أتيت بأدعية شاملة كاملة قصيرة يكفي، لكن أنت إذا تريد أن تخصص دعاء خصصه، تريد امرأة صالحة استخير الله سبحانه وتعالى في يوم الجمعة، وادع الله سبحانه وتعالى شيء يسير في الصباح، وبعد ذلك في الظهر، والعصر وكذا، وتصيب هذه الساعة، فلذلك على الناس الاجتهاد، فمراد الله سبحانه وتعالى أن يجتهد الناس في هذه الساعة.

وكذلك من أراد أن يتوسع في هذا الأمر عليه بـ«المنهاج» للنووي (ج6 ص139)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص417)، و«زاد المعاد» لابن القيم ج1 ص220، و«المفهم» للقرطبي ج2 ص494، وابن القيم طول في هذه المسألة فارجع إلى «زاد المعاد».

وبينت لكم أن الراجح من أقوال أهل العلم أن هذه الساعة في جميع يوم الجمعة، وتنتقل، ولا تكون في وقت معين مثلا العصر لا، أو الظهر، أو الضحى فلا، وبينت لكم أن الراجح أنها خفية ما أحد يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وهذا مثل ليلة القدر كذلك مخفية وتتنقل، وأحرى بها في الأوتار في أواخر شهر رمضان، فهذا هو الراجح في هذه المسألة.

وباقي أقوال أهل العلم وما استدلوا به كلها أحاديث ضعيفة لا تصح، ولعل نتكلم فيها في هذا الدرس، فقلنا في الدرس الذي سلف أراء العلماء في هذه الساعة.

قلنا اختلفوا على أنها هل هي باقية أو رفعت: فمنهم من قال أنها رفعت، ومنهم من قال هي باقية ولم ترفع.

وعلى القول بالبقاء هل هي في كل جمعة أو في جمعة واحدة من السنة، فمنهم من قال أنها في جمعة واحدة من كل سنة، ومنهم من قال أنها في كل جمعة.

وعلى القول بأنها في كل جمعة هل لها وقت معين من اليوم؟ فمنهم: أنها مبهمة في اليوم، ومنهم قال أنها معينة.

وعلى كلا القولين فهل هي تستمر أو تنتقل؟ فمنهم من قال أنها تنتقل، ومنهم من قال أنها تستمر.

وبينا في هذه الأقاويل الأمر الصحيح.

فعندنا هنا حديث أبي لبابة بن عبد المنذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر»، إلى آخر كلامه، «وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة»، إلى آخر الحديث، وهذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وابن ماجه في «سننه»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، وإسناده ضعيف، فهو حديث ضعيف، أنا أختصر لكم اختصار لأن الكلام طويل، فاعرف أن هذا الحديث ضعيف ما يصح.

وفي اللفظ لكي يعرف أنه حديث ضعيف «ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر» إلى آخر الحديث، فهذا الحديث في هذه الساعة ضعيف فاعرف هذا.

وهناك أثر رواه عبد الرزاق في «المصنف» عن عبد الله بن عيسى مولى معاوية قال: «قلت لأبي هريرة أنهم زعموا أن الساعة التي في يوم الجمعة يستجاب فيها الدعاء رفعت فقال أبو هريرة رضي الله عنه: كذب من قال ذلك، قلت: فهي في كل جمعة؟ قال: نعم»، وهذا الحديث حديث حسن، ويقول ابن حجر إسناده قوي؛ كما في«فتح الباري»، فيبين أبو هريرة رضي الله عنه أنها لم ترفع وأنها باقية وهي في كل جمعة، وهذا قول الصحابة الآن، فعليك بفقه الصحابة.

وذكرت بعض الآثار كلها ضعيفة لا تصح، الآن عندنا:

أن الصحابة قالوا بوجود هذه الساعة.

ويستجاب فيها الدعاء هذا الفائدة الثانية.

الفائدة الثالثة أنها لم ترفع.

فهذا الآن فقه الصحابة في مسألة هذه الساعة، أنها ساعة يوم الجمعة، ويستجاب فيها الدعاء، وأنها لم ترفع.

وبين كذلك ابن القيم في «زاد المعاد» في الرد على الذين يقولون أنها رفعت، فبين أنها لم ترفع، ويقول نظير قول من قال أن ليلة القد رفعت، وبين ورد عليه، ممكن أن يرجع إلى «زادالمعاد» في هذا (ج1 ص220).

أما القول بأنها موجودة لكن في جمعة واحدة من كل سنة فقال به كعب الأحبار ولا يصح، فقال به كعب الأحبار لأبي هريرة فرد عليه فرجع إليه، يعني عندما قال أنها من كل سنة بين له أبو هريرة فتراجع، والدليل الذي ذكر في هذا الأمر هو حديث ضعيف، فأخرج النسائي في «السنن» عن أبي هريرة قال: «أتيت الطور فوجدت ثم كعبا فمكثت أنا وهو يوما أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة» فقال إلى آخر الحديث، فقال كعب: «ذلك اليوم في كل سنة»، وهذا القول ضعيف، وكذلك الحديث ضعيف، وكعب تراجع عن هذا.

فأنا فقط أذكر لكم للفائدة الأقوال والأدلة، وإلا لا حاجة، لكي عند المناقشات تبينون للمقلدة والهمج والرعاع العوام أتباعهم يقولوا لك صححه فلان وعلان، وهي في العصر، وهي في كذا، تبين له، فلا يمكن أن تكون الساعة هذه في جمعة واحدة من السنة، وحكمة الله سبحانه وتعالى أن الناس يجتهدون في يوم الجمعة بالدعاء، ثم كذلك يستفيدون من هذا الدعاء، الناس يطلبون حوائج كثيرة، فيتحرى الناس الدعاء يوم الجمعة ويجتهدون على ما بينا الطريقة، ولا حاجة أن تجلس تصلي ركعتين أو تصلي كذا، أو مثلا تجلس في المسجد من طلوع الشمس إلى غروب الشمس في المسجد يوم الجمعة، ما عندك عيال، فلذلك لا بد الناس ينتبهون لهذه الأمور، ويعرفون، فعلى الطريقة التي بيناها.

والقول بأنها مخفية في جميع اليوم كما خفيت ليلة القدر في العشر الأواخر يعني قال به بعض العلماء كما بينت لكم، وهذا يعني هو القول الراجح في هذه المسألة، والقول بأنها تنتقل في يوم الجمعة ولا تلزم ساعة معينة لا ظاهرة ولا مخفية، هذا قال به كثير من أهل العلم، منهم أبو حامد الغزالي كما نقل عنه، والأثرم، وابن عساكر، والطبري، وهذا يعني أصلا قول الصحابة رضي الله عنهم كما بينت لكم أنها مخفية وهي تنتقل، هذا القول هو الصحيح.

كذلك قول أنها من حين خروج الإمام إلى فراغ الصلاة يوم الجمعة، هذا قول كذلك ما فيه أي دليل، وأذكره لكم فقط للفائدة، وذكر ابن المنذر في «الأوسط»: واحتج أصحاب هذا القول بما رواه مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة»، وهذا حديث ضعيف بيأتي الكلام عليه في الأسبوع القادم نفرد له درسا كاملا، وهذا القول ليس بصحيح لأنه إذا عينا هذا الأمر ممكن أناس ما يأتون صلاة الجمعة فتذهب عليهم هذا الساعة، وثم الوقت قصير جدا هنا، وكذلك من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يجتهد الناس، فإذا عين الناس من حين خروج الإمام إلى أن تقضى الصلاة هذا تعيين، بس الناس بيدعون في هذا الوقت وتنتهي الساعة، يعني الضحى ما بيجتهدون، الظهر ما بيجتهدون، العصر ما بيجتهدون، إلى غروب الشمس ما بيجتهدون.

ولذلك العوام الآن آخذين بهذا الحديث وبقول بعض أهل العلم أن من خروج الإمام إتيانه إلى أن تقضى الصلاة، لذلك تراهم يدعون، وهذا القول ليس بصحيح، والصحيح ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم أنها تنتقل.

كذلك من الأقوال هي آخر ساعة بعد العصر، وهذا قال به يعني خلق من أهل العلم، لكن لم يصيبوا في هذا، منهم الإمام أحمد، ابن القيم، شيخ الإسلام ابن تيمية، واستدلوا بأحاديث ضعيفة، فاستدلوا بحديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وهذا الحديث أخرجه ابن ماجه في «سننه»، وفيه: «فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض ساعة، قلت: أي ساعة هي؟ قال: آخر ساعة من ساعات النهار»، يعني بعد العصر، وممكن أن يقال في العصر، وهذا حديث ضعيف لا يصح.

وكذلك استدلوا بحديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر»، هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد، وهو حديث ضعيف لا يصح، وكذلك استدلوا بحديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئا إلا أتاه إياه، والتمسوها آخر ساعة بعد العصر» والحديث هذا أخرجه أبو داود في «سننه»، وهو حديث ضعيف لا يصح.

وكذلك حديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وفيه كذلك: «ولم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة»، وهو حديث ضعيف لا يصح.

فهنا الآن يعني بعض أهل العلم يرون أن هذه الساعة إما في آخر النهار قبل غروب الشمس أو في العصر، وهذا كذلك تعيين، وهذا ليس مراد الرسول صلى الله عليه وسلم، مراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخفيها عن الناس كما أمره الله سبحانه وتعالى، ولا يبين للناس تعيين هذه الساعة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمهم فأخفاها لكي الناس يجتهدون، وهذا هو الحديث الصحيح المذكور في صحيح مسلم عندكم، وكذلك رواه البخاري كما بينت لكم في الدرس الذي سلف، وهو أقوى الأحاديث، وهذه الأحاديث التي ذكرت كلها ضعيفة، والشيخ الألباني يعني صححها ولم يصب في هذا الأمر.

فإذا هذه أقوال العلماء في تعيين الساعة، والمقلدة والحزبية والوعاظ والخطباء يذكرون هذه الأحاديث الضعيفة للناس، منهم من يقول لهم إلى أن يخرج الإمام إلى أن تقضى الصلاة، ومنهم يقول العصر، ومنهم يقول لهم الضحى، وإلى آخره، كلها بأحاديث ضعيفة، وهؤلاء القصاص والخطباء هؤلاء والمفتين ما يبحثون، الدكاترة هؤلاء ما يبحثون أصلا بس، الموجود في الرأس من قديم يقولون به، بتحرك ساكن منه؟ لا، تقول له ابحث ما يبحث مقلدة هكذا، وكل واحد فاعل نفسه أنه يعرف.

وكلش كلش بيقول لك صححها الشيخ الألباني في الجامع الصحيح، هذا كتاب عالم يخطئ ويصيب، يعني الكتاب فيه خطأ وفيه صواب، حتى لو مكتوب صحيح، هذا الكتاب فيه أحاديث صحيحة وفيه أحاديث ضعيفة، وأنا أخرج الآن هذا الكتاب لنبين للناس أمة الإجابة الأشياء الصحيحة، ونقمع المقلدة والمبتدعة الذين يقلدون في الأحاديث، في الفتاوى، في كل شيء، وإذا بحث يبحث لك اختلف العلماء، ينقل لك الحكم كذا، أو ما حكم مثلا كذا؟ الأقوال معروف، ويصف لك أحاديث ضعيفة ويقول لك أنا بحثت، هذا بحث! لا، البحث لا بد يكون فيه مناقشة، وتبيين الراجح والمرجوح، تبيين الأحاديث الضعيفة والصحيحة بدون تقليد، وتبيين العلل، هذا هو الأصل.

وهذا الأمر ما يعرفه إلا أهل الحديث وبس، فلذلك هذه الأقوال استفد منها واعرفها، وهذه الأحاديث كلها ضعيفة، والله سبحانه وتعالى أخفى هذه الساعة لكي يجتهد الناس، وهذا يعني الله سبحانه وتعالى شرع هذه الساعة لهذه الحكمة ليجتهدوا، فإذا عينا ذهبت الحكمة، ولذلك هذه الأحاديث التي ذكرت ضعيفة، والعلماء يجتهدون منهم من يصيب ومنهم من يخطئ، فأنت خذ قول مصيب.

وبعض العلماء قالوا أنها إذا زالت الشمس يعني في الظهر، إذا في الزوال هنا ادع الله، ولا تدعوا ولا شيء في هذا الوقت بالنسبة للساعة لأن الحديث ضعيف ولم يثبت، فاعرف هذا الأمر.

وذكر ابن المنذر عن أبي العالية، وكذلك عبد الرزاق في «المصنف» عن الحسن، ورواه ابن عساكر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: «كانوا يرون الساعة المستجاب فيها إذا زالت الشمس»، ولا يصح هذا الأثر، وكذلك حتى لو صح هذا اجتهاد من قتادة؛ لأنه لم يثبت أصلا حديث أن الدعاء المستجاب في هذه الساعة في يوم الجمعة بعد زوال الشمس في وقت الظهر يعني في وقت دخول صلاة الظهر، لا يوجد أي دليل على هذا.

وكذلك من الأقوال هي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، يعني من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس هذا الوقت المستجاب عندهم، وهو قول ضعيف ولا عندهم دليل، ونقل عن أبي هريرة رضي الله عنه عند ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو أثر ضعيف لا يصح، فليس هو قول أبو هريرة، قول أبو هريرة بينت لكم موافق للرسول صلى الله عليه وسلم أنها ساعة مخفية، وأنها تنتقل، والدعاء مستجاب فيها، فهذا قول الصحابة على الحديث الذي عندكم في صحيح مسلم، ولا يصح، وذهب إلى ذلك القاضي عياض والقرطبي، وقولهم مرجوح.

كذلك من الأقوال هي إذا أذن المؤذنون لصلاة الجمعة عندهم أن هذه الساعة وقت استجابة، فذلك هذا ما فيه أي دليل فيه ولا شيء، ونقل هذا ابن المنذر أن هذا قول عائشة، ولا يصح عن عائشة رضي الله عنها، عائشة والصحابة كلهم يقولون أنها تنتقل وهي خفية كل يوم جمعة، وهذه كلها آثار، ولذلك المقلدة ينقلون هذه الآثار وهي لا تصح، كل واحد حاطب ليل، فلذلك انتبه للفقه الذي ينشر الآن في القنوات والإنترنت وما أدري وين، كل واحد ينقل حاطب ليل، وكل واحد مسوي نفسه أنه عالم أو طالب علم أو شيخ أو عنده بحث، كله خبط وخلط، فهذه الأقاويل في الحقيقة ما عليها أي دليل.

وكذلك منهم من قال أنها إذا جلس الإمام على المنبر يخطب حتى يفرغ، فهذا كذلك ما في أي دليل على هذا القول، وابن المنذر رويناه عن الحسن البصري ولا يصح، فلذلك اعرف هذا الأمر.

فهذه يعني الأقاويل في هذه الساعة استفيد منها فقط إفادة ولا تطبقها، وليست صحيحة أصلا كلها مرجوحة، وأحاديثهم كلها ضعيفة، فمن أصاب من العلماء فله أجران، ومن أخطأ من العلماء فله أجر على اجتهاده، ونحن نأخذ قول من أصاب، لكن الأصل ننتقل إلى فقه الصحابة، وإجماع الصحابة في هذا أن الساعة هذه موجودة في يوم الجمعة وهي تنتقل ومخفية، وهذه الساعة يستجاب للشخص إذا أصابها، هذا فقه الصحابة ومنهج الصحابة، وتأخذ أنت قول من قال بهذا القول الذي وافق فيه الصحابة وانتهى الأمر، ولا تعور رأسك.

كذلك من الأقاويل هي من بين إقامة الصلاة إلى تمام الصلاة، وهناك فيه حديث أخرجه الترمذي في «سننه» وهو حديث ضعيف عن عمرو بن عوف قال: «قالوا أي ساعة يا رسول الله؟ قال: حين تقوم الصلاة إلى الانصراف منها»، وكذلك أخرجه ابن ماجه في «سننه»، وهو حديث ضعيف لا يصح، فلذلك هناك يعني أقاويل المتأخرين كما بينت لكم.

وعندك مثلا النووي يعني يرى أنها العصر، وكلها يعني أحاديث ضعيفة، كذلك ابن القيم يرى أنها آخر ساعة بعد العصر، كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية يرى هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة على الحديث الذي في مسلم وكذا حديث ضعيف يقول: لا ينافى قوله في الحديث الآخر «فالتمسوها آخر بعد العصر»، بعد كذلك يرى، وهو حديث ضعيف لا يصح.

وكذلك الشوكاني يرى هذا أنها العصر، فلا شك أن الأحاديث الواردة في كونها بعد العصر أرجح يقول، وهي كلها ضعيفة، فبينت لكم المراجع في الدروس التي سلفت، كذلك الشروح مثلا شرح سنن الترمذي، شرح أبي داوود تكلموا على هذه المسألة وأقوال أهل العلم، من أراد الزيادة فيرجع إلى هذه الكتب والكتب التي بيناها من قبل فيها كلام كثير، وأنا الآن هذبت لك كلامهم واختصرت لك بسهل وفهم يسير إذا استمعت إليه في التواصل المرئي تفهم الكلام، وإلا كلام كثير.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan