الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (24) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: مراجعة لآداب وسنن الإنصات والكلام في أثناء خطبة الجمعة
2024-08-12
الجزء (24) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: مراجعة لآداب وسنن الإنصات والكلام في أثناء خطبة الجمعة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدروس التي سلفت عن باب الإنصات يوم الجمعة في الخطبة، ولعل لطول الغيبة والدروس، لعل نتكلم عن مراجعة فيما مضى من الأحكام في هذا الباب، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه بينا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لصاحبه أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغى»، وبينا بالنسبة عن اللغو إنه لا يجوز العبث والخطيب يخطب يوم الجمعة، ولا الكلام، سواء الشخص يلغو أو يفعل أي شيء لوحده أو مع صاحبه مثل الكلام مثلا.
وبينا بالنسبة عن الإنصات يوم الجمعة من الواجبات، يعني يجب على المصلي أن ينصت يوم الجمعة والخطيب يخطب، وبينا كذلك بالنسبة عن اللغو والعبث والكلام يحرم ولا يكره يحرم، فلو تكلم العبد والإمام يخطب يأثم، وإذا عبث كذلك مثلا في مسباح والإمام يخطب فهذا يأثم، فعندنا الإنصات يجب الإنصات واللغو يحرم، فلا بد على المصلي إذا جاء يوم الجمعة لا بد أن يتأدب بهذه الآداب، وإذا تكلم الإمام وخطب فيجب على الجميع الإنصات وعدم العبث والكلام وغير ذلك، وهذا الحديث يبين هذا الأمر، والإمام مسلم رحمه الله تعالى في «صحيحه» ذكره من طرق، واللفظ واحد في هذا الأمر.
وكذلك يعني بينا بالنسبة للآداب للإتيان إلى صلاة الجمعة بيناه ذلك كالغسل ولبس الثوب الجديد وإلى آخره، أو النظيف، وبينا هناك حاجات تطرأ للناس يوم الجمعة حتى لو كان في المسجد، فيجوز للناس أن يتكلموا بحسب هذه الحاجة والضرورة، والرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهذا كان أمر ضروري وحاجة لماذا؟ لأن الأمطار توقفت ما في ماء لا للناس، ولا للحيوانات، ولا غير ذلك، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وهي فرصة يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعاء، وكذلك يوم الجمعة فتعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له كذا وكذا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، فيجوز الكلام مع الخطيب، أو الكلام للحاجة والضرورة، قلنا مثل ماذا؟ لو شخص أغمي عليه يوم الجمعة ما ينبغي للناس يتركونه ويقولون أنه لا يجوز، وأنه حرام اللغو وكذا، لأنه ممكن الناس جهال ما يفهمون هذه الأمور، فيتركون الرجل مغمي حتى يموت ويهلك لا، خلاص هنا يجوز لشخص يقول مثلا احمل معي هذا الرجل، يعني اتصلوا بالإسعاف، ممكن يخبرون من؟ يخبرون الخطيب والله فيه شخص مغمي عليه وهو يتكلم بإسعافه، هذا أمر ضروري، ثم الخطيب يواصل والناس يجلسون إذا نقل مثلا، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما تكلم له هذا الأعرابي ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم واصل الخطبة، والناس بعد ذلك صلوا صلاة الجمعة وأتموها، ولا بأس بذلك للحاجات.
قلنا كذلك يعني فيه أشياء ممكن أن تترك، مثلا لو عطس شخص، فممكن في نفسه أن يحمد الله، ولا حاجة أن يجهر، والناس بعد ذلك يدعون له، فإذا عطس فعليه أن يحمد الله في نفسه وخلاص وانتهى الأمر، لأنه ممكن أن يجعل بسبب هذا الأمر فوضى، فهذا يعطس، وهذا يعطس، وهذا يعطس، وهذا يحمد، وهذا يشمت، وإلى آخره، فيرتك فيه أشياء تترك، فعليه ماذا؟ أن يحمد الله سبحانه وتعالى في نفسه وانتهى الأمر.
وبينا كذلك في بعض الأمور التي يفعلها الناس بالنسبة للسلام، الآن الخطيب يخطب فيأتي شخص ويتخطى رقاب الناس وهذا غلط كذلك قلنا، وكذلك ماذا؟ يذهب إلى الأمام ويسلم وهو رافع صوته، هذا ما ينبغي له، المفروض هذا لا يسلم ولا شيء، هذا المفروض يجلس أو يصلي ركعتين ثم يجلس، قلنا إذا الخطيب مثلا لا يسمع مثلا الذين في الخارج، خاصة في بعض البلدان ما عندهم مكبرات الصوت، ففي الخارج مثلا ما يسمعون، ممكن لو دخل الشخص على المصلين في الخارج أو في التوسعات هذه وهم لا يسمعون الخطيب ممكن أن يسلم يسلمون عليه قلنا، لكن إذا يسمعون الخطيب فلا ينبغي هذا يسلم، وإذا سلم فلا أحد يرد عليه السلام.
فكذلك قلنا لو قال الإمام قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا الناس يصلون على الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن سرا، في بعض البلدان لا، إذا ذكر الخطيب الرسول صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم، وحتى أن الذين على اليمين في الجامع وإن كان كبيرا يسمعون صوتهم وهو يصلون على الرسول صلى الله عليه وسلم، والذين في الخارج، هذا كله لغو، وهؤلاء يأثمون على هذا الأمر، فللخطبة وللمساجد آداب لا بد على المسلم أن يتعرف على هذه الآداب ويعرف هذه الآداب، ما يكون جاهلا إلى أن يموت، وهو يظن أنه يعرف الإسلام، وهو ما يعرف شيئا إلا الأشياء اليسيرة، ثم بعد بأحاديث ضعيفة.
فلذلك لا بد على المسلم أن يتعلم العلم ويعرف إسلامه، مسلم ما يعرف إسلامه كيف يكون هذا! فلا بد، فلذلك تسمع أحيانا في الأشرطة أعاجيب يوم الجمعة، أين الآداب الجمعة؟ وهذا بسبب أن هذا الخطيب لو كان هذا الخطيب عالم لبين لهم، حتى السلامات تسمعها في الأشرطة والخطيب يخطب، يعني انظر للمصلين هؤلاء والفوضى، والأعظم إن الخطيب إذا كان صاحب فوضى هذا بعد مشكلة، هو الذي يحدث اللغو والعبث وغيره، هذا بعد مشكلة كبيرة، وهناك أشخاص هكذا، صلوا على الرسول يقول، يعني يهيج الناس، وترى الناس هايجين يعني مثل الحيوانات، هذا بعد مصيبة جهل الخطيب، لا بعد إذا شفت الخطيب عنده عصا ومعصب ويضرب بها المنبر، ويشير على المصلي بها هكذا رأيتم أنتم هذا خطيب! هذا يوضع خطيبا! هذا مجرم ما عنده آداب ولا شيء، ويضرب على المنبر ويضرب على كذا ويكسر المنبر شنو هذا؟ والناس يهيجون في حديقة حيوان، هؤلاء ما يعرفون الآداب ولا يعرفون شيء، أين آداب الجمعة، آداب الجامع، آداب المسجد، هؤلاء ما يعرفون يتأدبون مع الله سبحانه وتعالى.
ولا بعد في هذا المجرم هذا الخطيب في صورة مكتوب عليها الله كسرها من العصبية شنو هذا؟ هذا المصلين بعد يلا الفوضى من من؟ من الخطيب الآن، وانظر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يأمر بالإنصات والآداب والسكوت والوقار والسكينة، هذه الآن يعني جامع ويوم الجمعة وملائكة موجودين، لا بد الناس يكون عندها وقار وسكينة وما شابه ذلك، لكن للأسف كما ترون وأشياء أخرى، والخطيب يقول كبروا ويكبرون الخوارج، وأشياء أخرى، هؤلاء ليس لهم جمعة وليس لهم شيء، ما لهم إلا الآثام.
فعلى كل مسلم يعني يتعلم الآداب، ويتعلم أحكام الجمعة ما يحضر هكذا، ولا فوق هذا المبتدعة هؤلاء الأحزاب يجمعون تبرعات، ويخدعون الناس يوم الجمعة بها، شخص يعني يأتي يوم الجمعة بتراب يقول من يشتري هذا التراب هذا من فلسطين إلا ذاك من فلسطين تراب، هذا يبيله من يضعه في عينه يقص على الناس، ولا بعد يحمل الهاتف يقول ترى في واحد في الهاتف حق إخواني أرسل أنا اشتريت التراب هذا بخمسة آلاف، مكتوب يقول مكتوب أنه اشترى واحد التراب هذا بخمسة آلاف، أرض حق بيت، أنت انظر للنبي صلى الله عليه وسلم بس أسكت الناس وحرم العبث شيء يسير، ما بالك هذه الأشياء لصوص الآن في الجوامع والمساجد، لصوص خطباء وأئمة ومصلين، فاللصوص هؤلاء حرامية يسرقون أموال الناس ويأكلونها بالباطل.
انظر إلى هذا يضع بشت يقول لك يلا ما نبغي إلا خمسمائة فلس ويأخذ الأموال يسرقها، مصائب بلاوي الآن، هذه الجوامع الآن صارت هكذا كلها لصوص فيها، ولذلك يأتون أناس لا يصلون ولا شيء بس يخرجون ثورة من الجامع يوم الجمعة، ما يصلون ولا يأتون قالوا لهم سوف نخرج اعتصام وثورة من الجامع تعالوا، جاءوا ما يصلون، الآن الرسول صلى الله عليه وسلم بين عن الإنصات، والآداب، واحترام المسجد، لا ما ترى عند هؤلاء شيء، ما تشوف ما وفقوا هؤلاء ولا في شيء يأتون يخرجون اعتصامات ومظاهرات بعد صلاة الجمعة، ما صارت أصلا الصلاة لهذا للبدع والخروج وغير ذلك، هؤلاء ليس لهم أصلا جمعة، وليس لهم شيء.
اللي يبغي فعلا يحصل الأجر الجمعة يأتي بسكينة ووقار وآداب التي ذكرناها وينصت، ولا يرفع صوته بشيء، ولا يقول أي شيء، ويحتسب الأجر عند الله، فهذا الذي سوف يحصل، أما ما تبقى، وإذا فعل شيئا من الثورات وما شابه ذلك في جامع فلا يذهب معهم، وعليه أن يذهب ويستر على نفسه يذهب إلى بيته ويقوم بحاجاته وحاجة أهله وعياله أفضل من هؤلاء الخوارج المبتدعة، فيذهب معهم في الطرقات هذا الطريق والطرقات هذه للحيوانات يمشون فيها، فلذلك المسلم الذي عنده وقار وآداب يتأدب بها مع الله سبحانه وتعالى، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع المساجد، والمؤمنين عليه خلاص إذا خلص الصلاة يذهب يقوم بحوائج أهله، ونحن نفعل في الغالب بعد صلاة الجمعة هذا الأمر نقوم بحوائج أهلنا وأولادنا، والذين يحتاجون لهذا الأمر من المسلمين والفقراء، هذا هو الأصل.
أما إذا لم نتأدب بهذه الآداب التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم في السنة! فهذا الرجل يعتبر مبتدعا، فلا بد أن الناس يعرفون هذا الأمر، فأهل العلم حتى عدم تشميت العاطس إذا عطس، يعني انظر هذا شيء يسير، يقول لك هو يحمد الله سرا وانتهي الأمر، ما بالك الآن التكبيرات، وما بالك بالخروج والثورات والفوضى التي يعني يفعلها الخطباء البدع، والمصلون المبتدعة من الأحزاب، فهذه كلها فوضى، هذه فوضى دينهم ليست ديننا، دين الإسلام له آداب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.