القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (23) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: رد السلام وتشميت العاطس والصلاة على النبي أثناء خطبة الجمعة

2024-08-12

صورة 1
الجزء (23) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: رد السلام وتشميت العاطس والصلاة على النبي أثناء خطبة الجمعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وما زلنا نبين مسألة الإنصات يوم الجمعة والخطيب يخطب، وبينا الأمور الضرورية التي يقوم بها الناس ويجوز لهم فعلها، وبينا الأصل في الإنصات والخطيب يخطب، وفي آخر الباب سوف نتكلم عن مسألة العطاس، ومسألة السلام، والتشميت، والرد يعني رد السلام، وهذا يكون لشرح آخر الباب.

* فمسألة السلام: إذا دخل مصلي والخطيب يخطب، فلا ينبغي السلام، ولو سلم ما ينبغي رد السلام؛ لأن هذا يشوش على الناس والخطيب يخطب، فإذا هذا يدخل ويسلم، وهذا يدخل ويسلم، وممكن أناس يرفعون أصوتهم بالسلام كحال العوام حتى لو الخطيب يخطب ما يبالون، ولو هذا يرد السلام وهذا يرد السلام فممكن يصير تشويش في يوم الجمعة، فما دام الخطيب يخطب فلا أحد يسلم إذا دخل الجامع والخطيب يخطب، بس عليه أن يصلي ركعتين تحية المسجد ويجلس، وهذا الكلام بيأتي عليه بعد ذلك.

* وكذلك بالنسبة للعطاس: فيه أناس يعطسون والخطيب يخطب، فعلى هذا عليه أن يحمد الله سرا لا يسمع الناس، ولا ينبغي أن يجهر بذلك يقول الحمد لله، والعوام ما يفهمون كلهم سوف يردون عليه، فهذا يرد عليه، وهذا يرد عليه والخطيب يخطب، ما ينبغي الكلام والخطيب يخطب، بل على هذا إذا عطس عليه أن يحمد الله سرا، وإذا عطس وجهر بالحمد فلا أحد يرد عليه، ممكن أن يكون جاهلا في هذا الأمر، فهذا يرد عليه وهذا يرد عليه والخطيب يخطب، وكم شخص بيعطس يوم الجمعة؟ عدد من الناس كما هو معروف، وممكن يكح ويقول الحمد لله، والباقي يقولون له يرحمكم الله، وهذه من البدع؛ لأن هذا الكحة ما ثبت فيها شيء إذا كح الواحد، والذين يكحون كثر خاصة من كبار السن، فلا أحد يرد عليهم بشيء ولا أحد يقول شيء، بس على الناس الإنصات.

* كذلك بالنسبة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فالخطيب يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الناس أن يردوا ويصلون على النبي سرا، فهكذا، ولذلك هؤلاء العوام يشوشون على الناس في الخطب، ونحن لا نتكلم عن مساجدنا، مساجدنا ما في هذه الأشياء، لكن نحن نتكلم كلام عام في البلدان الأخرى ترى الأعاجيب يوم الجمعة من الجهر بالبدع، والخرافات، وأشياء كثيرة، وتكبير جهرا، كل هذا من البدع، وكذلك إذا صلى خطيبهم في البلدان الأخرى على النبي صلى الله عليه وسلم ترى أشياء عجيبة أصوات مرتفعة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا يدل على أن هذا الخطيب جاهل ولم يعلمهم شيء يخطب بهم عشرين سنة وثلاثين سنة ولم يفهموا الإنصات، ولم يبين لهم يدل على أن هذا الخطيب جاهل، فيصلي ويرفعون أصواتهم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل لهم أسروا، ولم يعلمهم ألا يجهروا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

فلذلك لا بد على الخطيب أن يتفقه في الدين لكي يعلم الناس في خطبه كل الأحكام، في الأصول والفروع فيحصل على أجرهم، وإذا أحدثوا شيئا فالإثم عليهم لماذا؟ لأن هذا الخطيب فقيه وعلمهم الفقه، وبين لهم المنهيات، وبين لهم العقيدة، وبين لهم الفقه وكل شيء، أناس أهملوا هذا العلم وقاموا يبتدعون ويفعلون أشياء مخالفة للكتاب بس ما على شيء؛ الإثم على هؤلاء الجهلة، لكن إذا يصعد على المنبر جاهل يسمونه دكتور مثلا أو مدرس دين أو كذا أو كذا، ويخطب عشر سنوات عشرين سنة وإلى آخره، والناس يفعلون في أيام الجمع أشياء كثيرة مخالفة للسنة، فالإثم عليه وعليهم لأن هذا لم يعلمهم شيء، وصعد على المنبر بغير علم، ولم يزكى من علماء السنة، ولم يكن عنده من الفقه الكافي ليعلم الناس الدين.

كل المسألة ماذا؟ يمسك هذا المنبر وهذا المسجد من أجل الحزب، ما دام لأجل الحزب يعني ليس لله، والذي يفعل شيئا ليس لله ويأتي يوم القيامة يسحب على وجهه إلى نار جهنم، يؤتى بالعالم علم الناس ليس لوجه الله ليقال عالم ولأجل الحزب، ولأجل الجمعية، ولأجل كذا، وتكثير السواد، ولأجل الراتب والمكافأة وما شابه ذلك، يؤتى به هذا الخطيب المزعوم ويسحب على وجهه في نار جهنم، كما أن هذا العالم رغم أنه عالم، والنبي صلى الله عليه وسلم سماه عالم في الحديث -قرأناه عليكم من قبل- فيؤتى به أن هذا العلم ليس لوجه الله، فيسحب على وجهه إلى نار جهنم، وما أكثرهم خاصة في هذا الزمان الذين سوف يسحبون على وجوههم، فلا تغتر بإمامتهم، ولا خطبهم، ولا منابرهم، ولا جمعياتهم، ولا سيطرتهم على المساجد، فإن ذلك ليس بشيء عند الله، فهؤلاء يوم القيامة يسحبون في نار جهنم، وأنت تدخل الجنة، وهذا هو المطلوب، فاثبت أحد على الكتاب وعلى السنة، ولا تغتر بهذا، وتبغي تكون خطيبا يوم من الأيام أو إماما أو مؤذنا اترك هؤلاء كلهم وعليك بالكتاب والسنة، يأتي النبي ليس معه أحد يدخل الجنة، وقوم يدخلون النار يسحبون على وجوههم في نار جهنم، فاعرف هذا الأمر جيدا.

فلذلك نقول الذي يريد يخطب بالناس لا بد أن يكون فقيها، فهذا الفقه يجعل هذا الخطيب يبين فعلا الدين، ولذلك انظر إلى الفقهاء فقهاء الحديث، كالإمام سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والإمام عبد الرحمن بن مهدي، والإمام البخاري، والإمام أحمد، والإمام الشافعي، وغير هؤلاء.

 فالذي يريد أن يخطب فعلا وينجو يوم القيامة يأخذ من هؤلاء، ثم يخطب، أما يأخذ من جاهل ويخطب! اليوم يوم الجمعة تراه خطيب عقال وغترة وبشت الذي يرى هذا يقول اليوم الثاني باطلون وزنجفره وحاسر، هذا خطيب وينه وين الخطابة هذا! هي بس رزه فلذلك حاسب.

وهناك آثار في الحقيقة عن مسألة الرد على السلام والعطاس والخطيب يخطب، فيقول الحسن البصري رحمه الله تعالى عن المسلم الذي يسلم إذا دخل المسجد يسلم والخطيب يخطب يقول: «يسلم ويرد السلام، ويشمت العاطس والإمام يخطب»، أخرجه ابن حزم في «المحلى»، وكذلك عبد الرزاق في «المصنف»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وأخرجه البيهقي في «السنن»، وإسناده صحيح.

فالحسن البصري يقول إذا سلم الرجل يوم الجمعة والخطيب يخطب يقول يسلم الناس عليه، ويردون عليه، ويشمت العاطس، لكن هذا الأمر يكون متى؟ يكون إذا الناس لم يسمعوا الخطيب، فليس مثلنا الآن في مكبرات الصوت عندنا خاصة في الخليج يركبون مكبرات الصوت فالكل يسمع، حتى الذين في خارج المسجد، حتى الذين في البيوت يسمعون الآن الخطيب، أما لا في البلدان الأخرى ليس كما الآن، فيه أناس في الخارج لا يسمعون الخطيب ولا يوجد ميكروفون، بس عندهم ماذا؟ عندهم إذا قامت الصلاة الناس يكبرون، إذا كبر الإمام للركوع كبروا كلهم لكي يسمع الذين في الخارج.

هذه أسئلة أتتنا من قبل أن مساجدنا هكذا يقولون، الميكرفون ما يسمعه إلا الذين في المسجد لأنه ضعيف، والذين في خارج المسجد ما يسمعون، ويقولون أنهم يتحدثون، قلت لهم: أخبروهم أنه لا يتحدثون حتى لو لم يسمعوا الخطيب، بل يجلسوا إلى أن تقوم الصلاة ثم يصلون مع الناس، فإذا كان الناس هكذا ما يسمعون الخطيب، لو أتى شخص وسلم فلا بأس أن يردوا عليه السلام، ولأنه ما فيش يعني ما يسمعون الخطبة فلا ينشغلون أصلا مع الخطيب هؤلاء.

أما عندنا نحن مثلا الناس مشغولون بسماع الخطيب، فيدخل هذا فيسلم، ويدخل هذا ويشمت العاطس وما شابه ذلك يكون تشويش على الناس، فهذا الأمر يكون إذا لم يسمع الناس الخطبة فلا بأس إذا سلم شخص يسلمون عليه، أو عطس شخص عندهم يشمتونه، ما يسمعون الخطبة أصلا فلا يشوش عليهم يعني الشخص، وغير منشغلين أصلا بالخطبة لأنهم ما يسمعونهم.

وكذلك هذا يعني قول قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله تعالى أن ما فيه بأس أنهم يردون على السلام وما شابه ذلك.

وعن الشعبي رحمه الله تعالى وسالم بن عبد الله بن عمر قال: «رد السلام يوم الجمعة وأسمع»، أخرجه عبد الرزاق في «المصنف»، وابن أبي شيبة في «المصنف» وإسناده صحيح، فكذلك سالم بن عبد الله بن عمر يقول بذلك والشعبي، لكن بينت لكم إذا كان لا يسمع الناس الخطيب ما في بأس، أما إذا كان يسمعون الخطيب فالسنة هكذا ألا يسلم الشخص، ولا يشمت الشخص العاطس، ولا كذلك يتكلمون والنبي صلى الله عليه وسلم بين، بين الإنصات وبينا هذا، فالإنصات واجب قلنا، والكلام محرم.

ولذلك يقول القاسم بن محمد ومحمد بن علي رحمه الله عليهما عندما سئل عن مسألة السلام وكذا قال: «يرد في نفسه»، وهذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وإسناده صحيح.

هذا الكلام الصحيح أن لو صلى الخطيب على النبي صلى الله عليه وسلم، على الناس أن يردوا في أنفسهم لكي لا يزعجوا الناس ويشوشون على الناس، وكذلك إذا سلم جاهل ما يعرف جهر بالسلام على الناس أن يسلموا عليه في أنفسهم يعني سرا، كذلك إذا عطس المصلي يحمد الله في نفسه يعني سرا يرد في نفسه كما بين القاسم بن محمد ومحمد بن علي.

ويقول ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى، يقول عطاء: «إذا عطس الرجل يوم الجمعة والإمام يخطب فحمد الله تعالى أو سلم، وأنت تسمعه وتسمع الخطبة فشمته في نفسك»، هذا كلام عطاء، «ورد عليه في نفسك، فإن كنت لا تسمع الخطبة فشمته وأسمعه  ورد عليه وأسمعه»، هذا الأثر أخرجه عبد الرزاق في «المصنف»، وإسناده صحيح، هذا كلام عطاء، إذا تسمع الخطبة لا تشمت أحد ولا كذلك تسلم، لكن إذا لم تسمع الخطبة والناس ما يسمعون يقول عطاء: فرد السلام هنا، وممكن الواحد يسلم، وإذا عطس يردون عليه، هذا إذا لم يسمع يقول عطاء بن أبي رباح، وهذه الفتوى موافقة للكتاب والسنة.

المهم هذا يعني آخر شيء في هذا الباب باب الإنصات للخطبة، والكلام واضح فإذا عندنا الآن الناس يسمعون الخطيب، إذا دخل أحد فلا يسلم، وإذا سلم لا يردون عليه السلام على قولة العوام كلش يرد سرا في نفسه، وكذلك إذا عطس لا أحد يرد عليه، وهو يحمد الله في نفسه يعني سرا، وهكذا.

لكن إذا لم يسمع الناس الخطبة الذين في الخارج خارج المسجد فلا بأس إذا دخل الشخص أن يسلم، لكن إذا حتى الذين في الخارج يسمعون لا يسلم، فالذين في الخارج مثل الذين في الداخل إذا يسمعون الخطبة مثل عندنا مكبرات الصوت توصل الصوت لا يخفى عليكم، يكون بعيد جدا يسمع الناس، لكن إذا خارج المسجد ما يسمعون في البلدان الأخرى فهؤلاء إذا دخل المصلي وسلم ما في بأس يردون عليه السلام، إذا عطس يردون عليه، وما شابه ذلك، وهذا كلام السلف.

ومن أراد الزيادة في ذلك ينظر كتاب: «الأم» للشافعي (ج2 ص419)، و«الأوسط» لابن المنذر (ج3 ص80)، و«الكافي» لابن قدامة (ج1 ص507 )، و((مسائل الكوسج)) (ص518)، و«معرفة السنن والآثار» للبيهقي (ج4 ص384)، وكذلك «كشاف القناع» للبهوتي (ج2 ص53)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص413)، و«المغني» لابن قدامة (ج2 ص240)، و«مغني المحتاج» للشربيني (ج1 ص289)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج3 ص311)، و«سبل السلام» للصنعاني (ج2 ص50)، و«المحلى» لابن حزم (ج5 ص93).

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan