القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (22) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: الحاجة للكلام في أثناء خطبة الجمعة

2024-08-12

صورة 1
الجزء (22) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: الحاجة للكلام في أثناء خطبة الجمعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام الإنصات في خطبة الجمعة، وبينا هذه الأحكام، وفي هذا الدرس سنتكلم عن الحاجة إلى الكلام في أثناء خطبة الخطيب، وبعض الأمور التي يحتاج إليها الناس في زمن الخطبة والخطيب يخطب، وبينت لكم في الدروس التي سلفت أن الأصل يعني أصل الكلام والخطيب يخطب يحرم ولا يجوز، فمن تكلم أثم، وبينت لكم أن الإنصات للخطبة واجب، هذا على الأصل، ولا يجوز الكلام نهائيا والخطيب يخطب.

لكن لسعة ديننا وما فيه من التيسير على الناس، ونفي المشقة عن المسلمين في كل زمان، وأنه دين ميسر من الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى يجعل الأمر محرما على الأصل، لكن هناك ضرورة وحاجة يحتاجون الناس، فالله سبحانه وتعالى وسع على الناس ولم يضيق عليهم، فحرم عليكم الميتة يعني أكل الميتة، لكن هناك ضرورة يجوز أكل الميتة، فالله سبحانه وتعالى حرم على الناس أكل الميتة وأحل لهم الميتة للضروريات، وغير ذلك من الضروريات، فأي شيء يذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن فلا بد من تطبيقه، لا يقال والله هذا حرام، نعم هذا حرم لكن الله سبحانه وتعالى عند الاضطرار أحله في هذا الوقت، وحرمه في وقت آخر، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى على الناس لكي لا يشق عليهم هذا الدين، ولكي لا يتركون هذا الدين.

ويسر الله سبحانه وتعالى لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الأمور للناس، ثم الصحابة اقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فبينوا حرموا أشياء في وقت، وهذه الأشياء المحرمة أحلوها في وقت ضرورة وحاجة ليوسعوا على الناس، ولكي يحبوا هذا الدين، فلذلك لا بد أن تترك فتاوى المذهبيين الذين ضيقوا على الناس هذا الدين، وهذا الدين واسع، والنبي صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم >حجرت واسعا< يقول لذاك الأعرابي، فأشياء كثيرة.

كذلك لا تلتفت إلى فتاوى الحزبيين ضيقوا على أنفسهم وعلى أتباعهم، فلذلك كثير من المذهبيين تركوا الدين حتى صلاة لا يصلون لماذا؟ لأن يرى الفتاوى المذهبية تضيق عليه وهو جاهل ويطبق، فشق عليه وثقل عليه، فلجأ إلى أين؟ تراه يلجأ يكون صوفيا، إخوانيا، تراثيا، حزبيا، منافقا، ممكن يذهب إلى اليهود إلى النصارى، ممكن يذهب إلى الرافضة، وانظر الذين تصوفوا كلهم من أين؟ من المذهبيين، وانظر إلى الرافضة والحزبيين، كذلك الحزبية كما ترون صلاة لا يصلون الآن منهم من أتباعهم، ولجأوا إلى النفاق وإلى الدنيا حتى ينافقوا الممثلين وأشياء كثيرة لماذا؟ لأن ديانات هؤلاء يضيقون على أتباعهم، فيفتون لهم بالتشدد والغلو.

ثم بعد ذلك المذهبية المبتدعة والحزبية المبتدعة يقولون عن أمة الإجابة أمة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقية أهل السنة والجماعة ومن تبعهم المسلمين متشددة، كيف هذا التشدد! أنتم المتشددة، أنتم تضيقون على أنفسكم وعلى أتباعكم، وإلا أيها الأزهريون والمبتدعون والإخوانيون والقطبيون والسروريون والمرجئيون تجلسون في الشوارع في مصر ست شهور سبع شهور في الشمس والبرد ثورة هذه من شنو؟ هذه من الغلو وهذه من التشدد، هذه لم يأت بها الله سبحانه وتعالى، ومخيمات مع النسوان كيف يكون؟ هذا المذهبية أتباع المذهبية يفتون للناس، الحزبية يفتون للناس يبيتون الرجال والنساء في الشوارع والطرقات ويتركون بيوتهم شنو هذا! هذا دينهم كله تشدد ليس من دين الإسلام، فدين الإسلام فيها اليسر.

فارجع إلى علماء أمة الإجابة يدلون لك بالأحكام الميسرة التي هي في القرآن والسنة، التي هي في القرآن والسنة، فهذا الحل في هذه الأوقات بعض ما حرمه الله سبحانه وتعالى من تيسير الله سبحانه وتعالى للناس، فعلى الناس الاتباع، ولذلك انظر كيف أحب الصحابة الإسلام ودخلوا فيه أفواجا كما ترون، ونزلت سورة كاملة في ذلك كما لا يخفى عليكم سورة النصر، ومن بعدهم التابعين والمسلمون خلق، لماذا؟ رأوا أن الديانات هذه الشركية والبدعية ليست بصحيحة وفيها ضيق وفيها خلافيات، وقتل وقتيل، وثورات في الجاهلية، فدخلوا الإسلام ما رأوا إلا المحبة والألفة والاجتماع والأحكام الميسرة.

فبينا لكم في الإنصات يجب والكلام يحرم، لكن هناك حاجيات وضروريات يحتاج الناس إليها يتكلمون والخطيب يخطب، لكن هؤلاء الخطباء كما لا يخفى عليكم جهلة ولم يبينوا للناس يبينوا للناس الإنصات، ولعل نتكلم عن ذلك.

فهذا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله: هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وما نرى في السماء قزعة» ثم ذكر الحديث، قزعة يعني الغيوم هذه المقطعة تسمى قزعة غير مجتمعة، فأي شيء غير مجتمع فيسمى قزعة، مثل الآن شعر الرأس يسما قزع لأنه غير مجتمع، مقطوع من هنا ومقطوع من هنا ومقطوع من هناك، فهذا قزع يسمى، فهذا كذلك القزعة يعني الغيوم هذه مقطعة مفرقة هنا وهناك، فإذا اجتمعت تسمى غيوم، لكن إذا كانت متفرقة تسمى قزعة، وهذا شيء كثير في الصيف يكون في الشتاء.

وهذا الحديث حديث أنس أخرجه البخاري ومسلم في «صحيحيهما»، فهذا الحديث يدل على جواز الكلام مع الخطيب، ويجوز الكلام والخطيب يخطب، ولذلك لو لم يجوز لأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال اسكت، اجلس، وهكذا، في الذي كان يتخطى رقاب الناس قال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجلس آذيت»؛ فهذا لم يقل له شيئا، فهذا الحديث يدل على ماذا؟ على جواز الكلام أثناء الخطبة والخطيب يخطب للضرورة، والضرورة الاستسقاء الآن، ومن النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعاء، وهلك المال يعني الغنم الماشية، والعيال ليس لهم حليب وليس لهم طعام ولا لبن ولا شيء لأن الناس في القديم يعيشون على الحليب واللبن وما شابه ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، وما فيه قزعة ولا غيم ولا شيء كانت سماء صافية، وأنس بين هذا الشيء، وهذا يدل على أن سقف النبي صلى الله عليه وسلم يعني مسجد الرسول ليس فيه سقفا كاملا، يعني السماء ترى.

المهم لا يخفى عليكم نزل المطر من الجمعة إلى الجمعة، جاء في الجمعة الثانية وتكلم للرسول صلى الله عليه وسلم، والمهم أن الحديث الآن النبي ما أنكر على هذا الصحابي قال له اسكت مثل الذي يتخطى رقاب الناس، فهذا يجوز لمصلي من المصليين إذا هناك حاجة أن يخاطب الخطيب، مثلا نار في القسم الثاني مثلا من أي جامع أو أي مسجد، ممكن هنا أناس ما يدرون بها صغيرة، فيجوز لشخص يتكلم يقول في نار فيه كذا، أو إذا كان يعني بالقرب من الخطيب يخبر الخطيب أن يكلم الناس عن هذا لكي يكلمون الدفاع المدني وهكذا، لإنقاذ الناس وإطفاء هذه النار، فلا يقال فيه نار الآن الناس صامتة لأنه ما يجوز لا، يجوز في حاجيات.

فهذا الآن تكلمه والخطيب يخطب، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس، النبي صلى الله عليه وسلم ترك الخطبة، فيجوز أن يترك الخطيب الخطبة ويشرع فيه هذا المهم وهذا الاضطرار، ثم بعد ذلك ممكن إذا ما في أي شيء يرجع ويخطب مرة ثانية، يشرع فيما توقف فيه الخطيب فيجوز، هذا أمر الآن.

الحديث الثاني حديث أبو رفاعة رضي الله عنه وهذا من الصحابة: «أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدر ما دينه، فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي، وأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا، فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل، ثم أتى خطبته فأتم آخرها»، أخرجه مسلم في «صحيحه».

وأبو رفاعة هذا تميم العدوي له صحبة كما ذكر ابن حزم في «المحلى»، فهذا الحديث يدل كذلك أنه يجوز للخطيب إذا أمر مهم ينزل عن المنبر، ويتكلم وفي الأشياء الضرورة التي حدثت، أو في الحاجة في الجامع أو المسجد، ولا بأس بذلك، فمثلا شخص أغمي عليه أمامه، ما يصير يخطب ورجل مغمى عليه لا، ممكن لأن إذا الخطيب ما يتكلم الناس يبقون هكذا، فيجوز أن ينزل ويقول اسعفوه كذا وكذا، واتصل يا فلان بالإسعاف يأتي به، ما يتركه هكذا إلى آخر الصلاة ممكن يموت، فيجوز للخطيب أن ينزل، فإذا جعل رجال ثلاثة أو أربعة يحملونه إلى الخارج مثلا إلى أن يأتي الإسعاف ثم يرجع يخطب بالناس؛ لأن الحاجة هذه والضرورة قد قضيت من هؤلاء؛ لأنه ما يصير تترك الجمعة فقط أناس يقومون بهذا الأمر وهذه الضرورة، ثم يرجع ويخطب.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يعني علم أبا رفاعة هذا تميم العدوي الدين، رغم أنه علم، وهذا أمر مهم، وهذا يدلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعني أرسل لكي يعلم الناس الدين، فكيف الناس يتركون ويعرضون عن العلم، وانظر يعني حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الخطبة، والخطبة واجبة، ويوم الجمعة، ومع هذا النبي صلى الله عليه وسلم ترك الخطبة وقام يعلم هذا الرجل، وصحابة خلق من الصحابة موجودون، ومع هذا ما قال والله أنا أراعي هؤلاء وأترك هذا لا، هذه أمورة مهمة الآن هذا يريد أن يتعلم العلم، فلا بأس أن يأتي رجل مثلا بمثل هذا ويقول مثل قوله، فالنبي صلى الله عليه وسلم علمه الدين ما يحتاجه من الدين، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم وخطب بالناس.

 كذلك ممكن أن تأتي إلى الخطيب امرأة، تأتي امرأة من المنبر تفتح الباب، هذه ما أتت فتحت الباب إلا لأمر ضروري لها تريد أن تكلم الخطيب، ممكن لوحدها بالقرب من الجامع سقط ابنها وليس عندها أحد، انكسرت رجله، شج رأسه، طفل زوجها ليس لديها أحد أو زوجها مثلا ميت، المهم أنه يجوز للخطيب الآن يشوف هذه المرأة، لكن هؤلاء جهال شنو عرفهم، يجوز للخطيب أن يقف ويحول لها ماذا تريدين؟ والله عندي كذا كذا، فلان علان أسعفوا زوجها مثلا مغمى عليه، ابنها، ويخرجون هؤلاء ويسعفون ابنها وكذا، ويصلون صلاة الظهر، والله سبحانه وتعالى يعطيهم الأجر كامل للجمعة، لكن من يفهم الكلام الآن؟ يقول لها الخطيب لا لا شوف الإسعاف! ما أتت إلا في أشياء ضروريات.

فلا بد على يعني الناس أن يختاروا لهم خطباء فقهاء لهذه الأمور الضرورية، أما الموجودين الآن لا، اغسل يدك منهم ولا واحد منه فائدة، أصلا هو ما يعرف شيء في الدين فكيف يعلم الناس هذه الأمور؟ ألا ترى العوام في خلط وخبط في هذا الدين؟ وليس في واحد منهم خير كما بين أبو الدرداء وغيره، لأن أتباع هذه الجماعات هؤلاء، وهذه الجماعات العصابات الحزبية ما سيطروا على المساجد إلا بسبب هؤلاء عاونوهم العوام هؤلاء الرعاع الغجر، وإلا لو فيهم خير ما تمكن هؤلاء من الخطابة والإمامة أن خطيب يخطب بهم جاهل ما يعرف شيء، وإمام جاهل ما يعرف يصلي، وفي الخارج بعد أدهى وأمر نسمع من الأئمة.

فلذلك لا بد الناس الآن يهيئون لهم خطباء وأئمة وجيل جديد يعرف علم الحديث، ويعرف علم الفقه، والدعوة، والحكمة، واللطف، واللين، ويعرف متى يفتي بالحرمة، ومتى يكون الأمر ضروري وحاجة، وما شابه ذلك، لذلك لا بد الناس يعرفون هذه الأمور هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ينزل لهذا الصحابي يعلمه، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم يأتيه صحابي ويقول ادع الله لنا يترك الخطبة ويدعو، هذه كلها أدلة تبين هذا الأمر.

وكذلك بينت لكم من قبل في نفس هذا الكتاب «شرح صحيح مسلم» كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوق المنبر لعثمان لأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بحضرة الصحابة، وكلام عثمان معه وعمر يخطب في أمر غسل الجمعة، وإنكاره تركه، ولم ينكر أحد من الصحابة على عمر أنه ما يجوز، فكان عمر بن الخطاب ترك الخطبة وقام يبين لعثمان بن عفان رضي الله عنهما، فيجوز للخطيب أن يتكلم يتوقف ويتكلم، وهذا شرحناه في الدروس التي سلفت هذا الأثر، موجود في صحيح مسلم، وهذا بحضرة الصحابة لو لم يجز لبينوا لعمر رضي الله عنه، فيجوز للحاجة، حتى في هذه الأمور مسائل فقهية كان يتكلم عمر رضي الله عنه مع عثمان رضي الله عنه عن غسل الجمعة يعني عن مسائل فقهية، هذا يجوز رغم أن الكلام لا يجوز للخطيب يتكلم، ولا يجوز للمصلين يتكلموا إلا للضرورة، وهذه ضروريات وحاجات، يريد يبين لعثمان رضي الله عنه، يبين للصحابة، يبين للأمة أن أمر غسل الجمعة مهم، فهذه حاجات وضروريات يجوز.

فهكذا شخص أغمي عليه بالخارج ما أحد يدري إلا واحد، فيجوز يتكلم يقول لهذا وهذا نسعف الرجل لعل الخطب بعيد ما يستطيع يكلم الناس، فيقوم أربعة ويسعفون هذا ويذهبون به، ويطلبون الإسعاف ممكن يذهبون معه، بعد ذلك هم يصلون صلاة الظهر والله يعطيهم أجر صلاة الجمعة كاملة لأنه ضرورة شرعية، فالله سبحانه وتعالى وسع على الناس في هذا الدين في ديننا الإسلامي، لم يوسع على الذين من قبلنا، فهؤلاء المذهبيون يأتون ويشقون على الناس والحزبيون يشقون على الناس ما يصير، هؤلاء يقولون هذا من الدين الإسلامي وهؤلاء يقولون من الدين الإسلامي، فالإسلام ليس فيه إفراط ولا تفريط وسط، والله سبحانه وتعالى بين للناس وسط، والرسول صلى الله عليه وسلم بين للناس وسط، والوسط ليس هكذا من هذا الكلام لا، بالأدلة يتبين أن هذا الكلام وهذا الحكم الذي بينه يعني هذا العالم هذا هو الوسط.

وهذا الآن إذا من الأمور الضرورية، إذا شخص يتكلم مع شخص والخطيب يخطب، فممكن أولا أن تتركه لا تقول له أنصت ولا تشير له بيدك ولا شيء لعله ينتهي؛ لأن ممكن أحيانا تكلم هذا وتكلم هذا يصير فتنة وبلبلة، وواحد أقشر ممكن يقوم عليك، والخطيب يخطب تصير بلبلة، اتركه شيئا، لكن ممكن أن هذا يستمر وهذا يستمر، يشوشون على المصلين، يشوشون على الخطيب الآن يجوز لك أنت أن تقول له تشير له أولا بيدك اسكت يعني هكذا يجوز واتركه، إذا ما انتهى ممكن تقول له اسكت أنصت إلى الخطبة، وفي الغالب الناس يسكتون خلاص تقول لهم هكذا أو تشير لهم يسكتون، فهذا أمر ضروري.

والنبي صلى الله عليه وسلم بين عن الإنصات، يعني حتى الذي يقول لصاحبه أنصت ليس له يعني يأثم، لكن هذا إذا كان الأمور طبيعية، يعني إذا تكلم لا تقول له أنصت اتركه لعل بعد دقيقتين ثلاث دقائق خمس دقائق يسكت، والذي معه يسكتون، فإذا لم ينصتوا فبعد ذلك يجوز لك أن تقول أن تشير لهم تشير لهذا الذي يتكلم، وهذا في الغالب يسكتون، وإذا حاولت بعد ذلك ممكن أن تقول له أنصت، هذه ضرورة يجوز.

ولذلك في حديث بكر بن عبد الله المزني أن علقمة بن عبد الله المزني كان بمكة فجاء كريه والإمام يخطب، يكري يعني شخص، يوم الجمعة فقال له: «حسبت القوم قد ارتحلوا فقال له: لا تعجل حتى ننصرف، فلما قضى صلاته قال له ابن عمر: أما صاحبك فحمار، وأما أنت فلا جمعة لك»، هذا الأثر أثر صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وكذلك ابن حزم في «المحلى»، وإسناده صحيح.

فهذا الأمر للضرورة، وكذلك الأمر الذي بين له ابن عمر بين له أنك حمار، فيجوز أطلق كلمة حمار ولا بقرة والله ديايه على أي واحد يستحق من هذه المبتدعة،  يا ثور، فيجوز للمستحقين، وهذا الأمر هذا من الصحابي يقولون بعدها والله ما عنده خلق، إذا قال عن أي صحابي ما عنده خلق هذا ضال مضل، هو الذي ليس عنده خلق، والله سبحانه وتعالى ذكر الحمار، وذكر الكلب، وذكر الأنعام ﴿أولئك كالأنعام﴾ [الأعراف:179] يعني كالحيوانات من البقر والبعران، فيجوز للمستحقين، فكل شيء بحسبه، فلا أحد ينهى أحد يقول هذا لا يجوز هذا ما يجوز هذا كذا كذا لا، يجوز في مواقف، ولا نقول لك أمشي في الطرقات يا حمار يا كذا هذا ما يجوز بعد.

فلا يجوز مطلقا يعني رمي الناس خاصة المسلمين بأسماء الحيوانات ما يجوز نهائيا ومحرم، أو كذلك هؤلاء العامة لأولادهم يا حمار، يا كلب، يا كذا فهذا كله ما يجوز هذا ليس من التربية، لا بد الواحد حتى يعني لو غضبان ويرمي الله يلعنك ما يجوز، فلا بد الواحد يمسك نفسه في الأشياء هذه، وهذه كلها بعد محرمة، لكن أحيانا للمبتدعة نقول، أما عموم المسلمين عموم الناس ما يجوز رميهم، ولا بد من الصبر عليهم، نقول الله يهديك يعني ندعو له، أما المبتدعة الذي نعرفهم هؤلاء أرمهم بكل شيء حتى بالزندقة يستحقون، هؤلاء أعداء الله يعادون الله سبحانه وتعالى، ليس بالأمر السهل، الله أنزل منهج وشريعة، وهم يخالفون، الله سبحانه وتعالى يبين لك أن هؤلاء أعداء يعادون ويضادون الله، فأين الدفاع عن الله! فلا بد من الدفاع عن الله سبحانه وتعالى عن دينه، والقيام على هؤلاء، ورميهم بالعظائم، هؤلاء يعادون النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعون حب الله حب الرسول، فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع سنة، وهم يضعون بدعة للناس، يبغضون الصحابة ما عليك منهم ما يظهرون، إذا تمكنوا أظهروا بغض الصحابة يسبون الصحابة، ويلعنون الصحابة الله يلعنهم.

ولذلك انظر دعنا من الرافضة هؤلاء هذا أمر، الإخوانية هؤلاء يزعم من أهل السن وكذا يسبون الصحابة يطعنون في الصحابة متى؟ عندما تمكنوا وسيطروا على بعض الدول وأصبحوا حكاما، فيطعنون في الصحابة، انظر كيف عداوة هؤلاء، فهؤلاء ارمهم بأي شيء ولك أجر فيهم، فهؤلاء دعاة على أبواب جهنم، انظر الإخوانية في تركيا كيف يعادون الله سبحانه وتعالى، ويعادون النبي صلى الله عليه وسلم، يعادون الصحابة، يعادون هذا الدين، يجوزون كل محرم، ويقفون مع اليهود ومع النصارى ومع الزنادقة ومع الرافضة كما ترونهم، الآن واقفين مع الخوارج في دولة قطر ضد البلدان الإسلامية هؤلاء عندهم فرص، فمن قال هؤلاء ما نرمهم بهذه العظائم، ارمهم هؤلاء وينتهي الأمر، هؤلاء خوارج ومبتدعة وزنادقة.

فلا بد على المسلم أن تكون عنده غيرة على هذا الدين ويدافع عن هذا الدين، فلذلك هذا ابن عمر وفيه أشياء أخرى آثار للسلف في رمي هؤلاء المبتدعة بأمور عظيمة، يقول له هذا ضال أكثر من حمار أهله، وأشياء كثير معروفة فلا بد نعرف هذا الآن، وكذلك أثر نافع >أن ابن عمر رأى رجلين يتحدثان والإمام يخطب يوم الجمعة فحصبهما أن اصمتا< هذا أثر صحيح أخرجه الإمام مالك في الموطأ وإسناده صحيح، فهذا للضرورة إذا ما سكت هذا ولم يسكت هذا فممكن أولا تشير لهم، ثم ممكن كان قبل في مسجد الرسول تراب وحصباء فحصبهما لكي يسكتا، فيجوز للضرورة أن تقول لهذا اسكت لهذا اسكت في الحاجة.

وهذا الأثر كذلك أثر ابن عمر رضي الله عنهما «أنه رأى رجل يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة فرماه بحصاة، فلما نظر إليه إذا وضع يده على فيه» أثر صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وابن المنذر في «الأوسط»، وإسناده صحيح، فهذا أمر ضروري، فيجوز أن تقول لهذا أنصت، وإلا الأصل ما تقول له اصبر عليه لعله يسكت، إذا لم يسكت صار أمرا ضروريا، فيجوز أن تشير له بيدك وهكذا، ولعل فيه أشياء بالنسبة للسلام إذا عطس شخص فبيأتي الكلام الدرس القادم.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan