الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (20) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: وجوب الانصات لخطبة الجمعة
2024-08-03
الجزء (20) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: وجوب الانصات لخطبة الجمعة
المتن:
باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة:
وحدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح بن المهاجر قال ابن رمح أخبرنا الليث عن عقيل، عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت)).
وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي، حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن إبراهيم بن قارض، وعن ابن المسيب أنهما حدثاه أن أبا هريرة قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثله)).
وحدثنيه محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب بالإسنادين جميعا في هذا الحديث مثله غير أن ابن جريج قال إبراهيم بن عبد الله بن قارض.
وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت))، قال أبو الزناد: هي لغة أبي هريرة، وإنما هو فقد لغوت.
الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن المستحبات والسنن لصلاة الجمعة، وفي هذا الباب «باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة»، وكما سمعتم ذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت))، والحديث هذا يبين هذا الأمر، وكذلك الأحاديث أخرى بمثله.
وقول ابن شهاب وهو الزهري أخبرني سعيد بن المسيب ويقال بالكسر المسيب، فيجوز هذا ويجوز هذا لأن بعض العلماء قالوا المسيب وبعض العلماء قالوا المسيب.
فعندنا الآن بالنسبة للغرض من الخطبة هو ذكر الله سبحانه وتعالى وموعظة الناس، ولذلك فهي تشتمل على القرآن الكريم الذي هو أكبر ذكرا، وأعظم موعظة للمؤمنين، وكذلك السنة تقرأ على المصلين في الخطبة، فلا بد على الناس أن يعظموا كلام الله سبحانه وتعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بالإنصات، وعدم اللغو، وعدم الكلام، وعدم اللعب بأي شيء في الخطبة، وذلك لأنها تشتمل على القرآن الكريم، أو تفسيره، وكذلك على السنة تقرأ على الناس، وأحكام السنة، وأمور كثيرة لا تخفى عليكم، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإنصات.
وعلى الناس أن يعظموا كلام الله سبحانه وتعالى، ويعظموا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لأي أحد أن يتكلم إذا خطب الخطيب، ويجب الإنصات وعدم الكلام واللغو واللعب بأي شيء، والإنصات من الآداب الإسلامية للخطبة، فالإنصات من الآداب الإسلامية أثناء الخطبة، فعلى الناس أن يلتزموا بهذا الأمر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اللغو وأمر بالإنصات، لذلك يحرم الكلام أثناء الخطبة والإمام يخطب؛ فيجب الإنصات والاستماع إليها.
والخطبة بضم الخاء الخطابة المعروفة، وبالكسر خطبة النكاح الخطبة خطبة النكاح المعروفة للزواج، والخطبة الخطابة المعروفة يوم الجمعة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنصت)) من نصت ينصت نصتا، وهو مطلق السكوت لغرض الاستماع، هذا معنى الإنصات، الإنصات هو مطلق السكوت لغرض الاستماع، ولغوت فهو من لغا يلغو لغوا أي: تكلم وخاب، وكذلك يطلق على سقوط القول يقول لك هذا ملغي فهذا يعني محذوف ساقط الكلام هذا غير معتبر هكذا، وكذلك المراد به ما لا يعني به من الكلام، فيتكلم بكلام ما يعنى به وغير معتبر، وهو ملغي.
وأنصت إنصاتا استمع، وقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم﴾ [البقرة:225]، يعني عقد القلب وغيره في الكلام اللغو، فالله سبحانه وتعالى ما يؤاخذ الناس به الذين يتكلمون ويحلفون لغوا هكذا، فالله ما يؤاخذ الناس في الحلف، والله إن فعلت كذا فهذا يعني ما يؤاخذ ولا يكون في كفارة، لكن لا بد أن تعقد هذه الأيمان حتى بعد ذلك توجب عليه أي: على الحالف الكفارة، وعند العرب هذا الأمر يحلفون كثيرا لغوا فهذا غير مؤاخذ، ممكن يحلف الشخص مائة مرة في اليوم هذا لغو، الله سبحانه وتعالى ما يؤاخذ الناس عليه، وبينت عائشة رضي الله عنها هذا الأمر، لكن الذي يعقد الأيمان هذا الذي عليه كفارة.
فاللغو الكلام الذي لا أصل له من الباطل، وهو الميل عن الصواب، والذي يتكلم هذا لغا يعني وقع في الإثم.
وانظر: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ج4 ص155)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص414)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج3 ص308)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص286 و312).
وهذا الحديث فيه دلالة على الامتناع من الكلام أثناء الخطبة، وهذا واضح من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأن الكلام أثنائها لغو يعني ملغي لا يجوز، واللغو منهي عنه في أثناء الخطبة تأتي بكلام أي كلام وتتكلم، واللغو منهي عنه فيكون الكلام أثناء الخطبة منهي عنه، إذا الواحد يلغي بالكلام ويلعب بأي شيء وهو محرم، كذلك الكلام محرم، فيكون الكلام أثناء الخطبة منهي عنه، وهذا قول جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة وغيرهم، وهو الراجح.
فعند جمهور العلماء: التحريم أن هنا النهي هذا واللغو والكلام محرم أثناء الخطبة، فالإنصات واجب، والكلام محرم.
وخالفت الشافعية: فنفوا الحرمة وقالوا بالكراهة فقط، وهذا قولهم مرجوح، يعني عندهم يستحب الإنصات على المصليين، وهذا خلاف السنة كما عندكم، فاللغو والكلام واللعب فهذا محرم أثناء الخطبة، والإنصات يكون واجب أثناء الخطبة ليس بمستحب، وهذا عند المتأخرين خلاف، والخلافيات كثير عند المتأخرين، لكن أما الصحابة فقد أجمعوا على التحريم، وأنه لا يجوز الكلام أثناء الخطبة، ولا اللعب، ولا اللغو، ولا الكلام، ويجب الإنصات، وهذا بإجماع الصحابة رضي الله عنهم.
لكن أحيانا للفائدة لا بد أن نبين لأنه ممكن أن تناقش أنت، فتعرف قول من هذا، وعند العامة وما شابه ذلك معتبر إذا قلت للجمهور فتحجهم بهذا، لكن لا بد من ذكر الأدلة على التحريم، وذكر إجماع الصحابة لأنه لا بد أن هؤلاء يخرج فيهم من يقول لك اختلف العلماء فتبين له، وأن هذا قول الجمهور لإسكاته.
فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يبين ((إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت))، شيء يسير اللغو هذا كلام يسير تبينه لشخص أو لصاحبك يوم الجمعة يعني في صلاة الجمعة وخطبة الجمعة، والإمام يخطب فقد لغوت يعني دخلت في الإثم وفي الكلام الساقط، وما شابه ذلك على ما بينا، واللفظ الآخر كذلك مثله، لكن ذكر لكم أبو هريرة رضي الله عنه لغته في ذلك، ((فقد لغيت)) بالكسر، وبين أبو الزناد راوي الحديث هي لغة أبي هريرة، وإلا اللغات الأخرى إنما هو فقد لغوت، وهذا واضح في نهي المصلين أن يتكلموا، أو يلعبوا، أو ما شابه ذلك، فلا يجوز لأي شخص أن يتكلم.
وفيه بعض الأحكام سنتكلم عنها إن شاء الله الدرس القادم، فهذا تأصيل هذا الحديث وتبيين الإنصات، وتبيين اللغو والكلام في هذا لغة وشرعا.
وانظر: «المغني» لابن قدامة (ج2 ص238)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص405)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج3 ص311)، و«كشاف القناع» للبهوتي (ج2 ص53)، و«مغني المحتاج» للشربيني (ج1 ص289)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص165)، و«سبل السلام» للصنعاني (ج2 ص50).
من أراد الزيادة فيرجع إلى هذه المراجع.
فإذا عندنا التكلم يوم الجمعة والإمام يخطب يعني تكلم فيه السلف، فعندنا عن نافع ((أن عبد الله بن عمر رأى رجلين يتحدثان والإمام يخطب يوم الجمعة فحصبهما أن اصمتا)) أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» وإسناده صحيح.
* فهذا يعني ابن عمر فكان ينهى يعني الناس أن يتكلموا والإمام يخطب، وهذا الأمر الأصل فيه إذا رأى مثلا رجل يتكلم أو رجلان فيتركهما الشخص ولا أحد يعني لا يقول لهم أنصتا ولا يقول لهم شيء لعله ينتهيان من ذلك، لكن إذا كان الأمر ضرورة وحاجة مثل ابن عمر رأى أن هؤلاء مستمرين الآن بالحديث رآهم مستمرين بالحديث يتكلمون، فهنا يكون الأمر ضروري شخص ينبه هذين الرجلين بالإنصات، مثلا يشير عليهم هكذا مثلا، ويعني إذا ما فاد فيهما الإشارة ممكن أن يتكلم هذا، ويكون أمر ضروري بإسكات هذين الرجلين، أو بإسكات هذا الرجل.
وهذا بيأتي الكلام عليه أنه يكون ضروري، فلا بأس إذا رأى يعني رجل رجلين يتكلمان يعني في هذا فلا بأس أن ينبه هذا وينبه هذا، لكن الأصل ترك هذا الذي يتحدث وهذا الذي يتحدث، فإذا استمر هذا الرجل وهذا الرجل، فلا بأس بعد ذلك ينبه هذا وهذا، وبيأتي الكلام عليه بعد ذلك.
لكن المقصد من الإتيان بمثل هذه الآثار أن الصحابة يرون وجوب الإنصات، فإذا شرع الإمام في الخطبة يوم الجمعة فلا يجوز الكلام، فهذا الأثر يبين لك النهي عن الكلام ويجب الإنصات.
وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ((أنه رأى رجلا يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة فرماه بحصاه، فلما نظر إلي وضع يده على فيه))، هذا الرجل يعني، أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وابن المنذر في «الأوسط»، وإسناده صحيح.
* فهذا كذلك يدل على وجوب الإنصات، والكلام منهي عنه، وهذا ابن عمر لأنه كان يعني المساجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد الصحابة رضي الله عنهم يعني مفروش بالحصى والتراب، فعادي يعني حصى عنده فيرمي هذا، فلا يعتقد شخص أنه ذهب إلى الخارج وأتى بحصاة لا، هذه الحصاة بقربه فرماه، المهم أن الإنصات يدل عند الصحابة واجب والكلام محرم.
وفي حديث وفي أثر عن ابن مسعود رواه إبراهيم النخعي، لكنه أثر ضعيف، يعني ابن مسعود رأى رجل والإمام يخطب يتكلم فلما قضى الصلاة قال له عبد الله ابن مسعود: ((الذي سألت عنه نصيبك من الجمعة)) يعني أبطل شنو؟ صلاة الجمعة له، لكن أثر ضعيف لا يصح، وبيأتي الكلام هل تكون الصلاة باطلة أو لا إذا لغا الشخص وتكلم وتحدث، بيأتي الكلام أنه بس فقط يأثم، وبعض أهل العلم كابن حزم، ونقلوا مثل أثر ابن مسعود أنه يبطل الصلاة، فالأثر ضعيف وقول ابن حزم فيه نظر، فالصحيح هو قول الجمهور أن الشخص يأثم فقط على الكلام أو اللغو وما شابه ذلك.
ويبين يعني أن ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن هذا يأثم عليه الشخص فقط، فالأثر هذا يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ((كفى لغوا أن تقول لصاحبك أنصت إذا خرج الإمام يوم الجمعة))، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، وإسناده صحيح، فاللغو هنا يأثم عليه الشخص فقط، وهذا يعني من الأثر يتبين أن الإنصات واجب واللغو محرم، ولذلك يعني كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ [الفرقان:72] يعني إذا مروا بالإثم وفعلوا الإثم، أو مروا على مثلا الناس يفعلون المحرمات، أو ما شابه ذلك بتركهم وهجرهم، فاللغو هنا في هذه الآية الإثم.
فلذلك يعني يكون اللغو في يوم الجمعة والإمام يخطب فيأثم عليه الشخص، فلذلك يجب الإنصات، والشخص إذا يعني أنصت فله أجر عظيم، وتجري عليه الحسنات، وصاحب الحسنات الملك يكتب له طول ما هو ساكت في يوم الجمعة وينتظر الصلاة فيكتب الحسنات، والله سبحانه وتعالى أعلم بذلك، فهذا الأمر لا بد الشخص يصبر؛ لأن الناس يعني من كثرة ما يتكلمون في خارج الصلاة وفي خارج المساجد فيأتون المساجد ما يصبرون، فيتحدثون كذلك، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالإنصات، فإذا أنصت العبد وهو يسمع كلام الخطيب وهو يخطب فله أجر عند الله سبحانه وتعالى، والملك يكتب لهم هذا الأمر، لكن إذا هذا يتكلم هذا يتكلم تصير فوضى أصلا، فأعرفوا هذا الأمر.
يعني أيام الجمعة ترى أشياء عجيبة وغريبة من خاصة الأعاجم، خاصة من كبار السن، يعني كثيرا ما يتكلمون في كل جمعة، ويعني يعني هذا كذلك من فترة أن في الملاحق الآن في الجمع طق سوالف والخطيب يخطب ولا يدرون إيش يقول ولا شيء، ما يشعرون إلا بالإقامة ولا يقومون مشكلة، ويسالفون، فيدل أن الخطباء جهال ولم يفهموا الناس ولم يعلموا الناس.
أما مجرد أن تقول لهم أنصتوا وكذا لا، المفروض أنت عشرين سنة عشر سنوات فوق المنبر المفروض ربيت الناس الآن على هذه الآداب الإسلامية وبينت لهم، فتلقائيا يسكتون، لكن ما دام هذه خطبك أنت الآن فمشكلة عليك، وإلا هذا الأمر في الحقيقة لو الخطباء هؤلاء أهل سنة وأهل علم وفقهاء لكان هؤلاء الناس الآن طلبة علم، أقل شيء يفهمون الحق ويعلمون الأحكام في الجملة، وإلا الجمع الآن خاصة الذين في الخارج يتكلمون ويتحدثون، فما يعرفون هذه الآداب ولم يعرفوا هذه الأحاديث، ولم يدري هؤلاء أن الإنصات واجب والكلام محرم.
وقل لهؤلاء ما حكم الإنصات وما حكم الكلام؟ ما يعرفون، هؤلاء الخطباء لم يعلموا الناس شيئا، وحتى الذي يعني لا يسمع الخطبة يجب عليه أن ينصت، ما دام هو الآن في المسجد ممكن أحيانا ما يسمعون الخطبة خاصة إذا كان في البلدان أفريقيا وغير ذلك ما عندهم ميكرفونات مثل الخليج أو كذا، فممكن أنه فيه أناس لا يسمعون الخطبة، فهؤلاء يجب عليهم ما دام الآن هم ينتظرون الصلاة وفي المسجد أو خارج المسجد؛ فيجب عليهم أن ينصتوا.
ولذلك يقول مالك بن أبي عامر أن عثمان بن عفان كان يقول في خطبته قلما يدعو ذلك إلى خطب: ((إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا، فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للمنصت السامع)) نفس الشيء، أخرجه إمام مالك في «الموطأ» وإسناده صحيح، فهكذا فحتى الذي لا يسمع الخطبة يجب عليه أن ينصت، ويحرم عليه الكلام يقول: والله أنا ما أسمع، أو يقولون الناس نحن ما نسمع، ويتحدثون ويتكلمون لا، ما دام هم ينتظرون الصلاة فيجب عليهم الإنصات.
ويقول موسى بن طلحة: ((رأيت عثمان والمؤذن يؤذن وهو يحدث الناس يسألهم ويستخبرهم عن الأسعار والأخبار))، أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» وإسناده صحيح، يعني فلا بأس يبين هذا الأثر أنه ما فيه بأس بهذا الكلام للحاجة قبل أن يخطب الإمام، فلا بأس، فهذا عثمان رضي الله عنه أمير المؤمنين يتحدث والمؤذن يؤذن، يعني قبل خطبة الإمام.
وعن السائب بن يزيد قال: ((كنا نصلي في زمن عمر يوم الجمعة فإذا خرج عمر وجلس على المنبر قطعنا الصلاة، وكنا نتحدث ويحدثنا، فإذا سكت المؤذن خطب فلم نتكلم حتى يفرغ من خطبته))، أخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده»، وإسناده صحيح.
وقال ابن حجر في «المطالب العالية» (ج1 ص292): (هذا إسناده صحيح موقوف).
فهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم والسلف.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.