القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (19) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: التبكير لصلاة الجمعة - وقته - فضله - وتعريفات مهمة

2024-08-03

صورة 1
الجزء (19) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: التبكير لصلاة الجمعة - وقته - فضله - وتعريفات مهمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة» يعني ناقة، «ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام خرجت الملائكة يستمعون الذكر»، أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه».

فكل باب من أبواب المسجد ملائكة موجودين تكتب للناس هذه الأجور المذكورة، فعلى أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأول، فإذا أتى الإمام طوت الملائكة الصحف واستمعوا إلى الخطبة، فمن اغتسل يوم الجمعة فلا بد عليه والأفضل له أن يغتسل ثم يأتي، هذا فضل الغسل، فيحصل العبد على هذه الأجور على حسبه كما سمعتم، «ثم راح»؛ المراد بالرواح الذهاب في أول النهار هذا في لغة العرب، وكذلك سواء في النهار أو في آخره، كله ذهاب، وفي الليل كله ذهاب هذا في اللغة، لكن «ثم راح»؛ في الرواح، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن التبكير إلى صلاة الجمعة، فالتبكير هذا والذهاب الذي نقول عنه من وقت في صلاة الجمعة هو مستحب وليس بواجب، كما بين أهل العلم.

والنبي صلى الله عليه وسلم رغب في ذلك، والشارع رغب في التبكير إلى صلاة الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم حث عليه كما عندكم في الكتاب في حديث أبي هريرة، والحكمة فيه أن تسكن النفس في الرواح إلى الصلاة، وتطمئن، وتنشرح هذه النفس للصلاة، غير الذي يذهب متعجل مثلا دائما يتأخر فيذهب بسرعة، ممكن لا يستطيع أن يغتسل، ممكن يلبس أي شيء، ممكن ينسى أشياء، ومضطرب في ذهابه، ويأتي بعد ذلك متأخر، فهذا يعني نفسه، ما تنشرح، ما تطمئن نفسه، ما تسكن نفسه، فالنبي صلى الله عليه وسلم حث على هذا الأمر لكي الناس يذهبون إلى صلاة الجمعة منشرحين الصدور، أنفسهم مطمئنة لهذه الصلاة العظيمة كما بينا في مقدمة شرح كتاب يوم الجمعة، هذا في الأصل.

لكن مثلا هناك ناس ينشغلون فعلا، وعندهم بعض الأشغال لأهلهم لبيوتهم، عندهم مصالح بعض الأشياء، هؤلاء لو تأخروا ليس عليهم حرج، وبيأتي الكلام على هذا، نحن نتكلم عن الأصل الآن، وفيه مصالح ثانية لو فعلوها يحصلون هذه الأجور كأنه أتى يوم الجمعة من وقت في أول ساعة، فالله يعطيه الأجر هذا، كأنه قدم بدنة؛ لأن هذا حريص هو على أن يأتي من وقت، حريص على صلاة الجمعة، لكن أحيانا في أثناء السنة تتخلل أشغال له مصالح فيقدمها لأنها أهم من الإتيان من وقت، هو لا يترك صلاة الجمعة، لكن ترك هذا الوقت لمصلحة أكبر وأعظم، فالله سبحانه وتعالى يؤجره أجران: أجر الإتيان كأنه أتى من وقت مبكر، وفعله لهذه المصلحة التي قدمها.

فلذلك يعني نحن نتكلم الآن على الأصل، ما عنده شيء، ما عنده كذا، ما له مصلحة للدين لدنياه، فهؤلاء في الحقيقة يأتون إلى الصلاة غير منشرحين النفس ومضطربين، ولذلك تراهم يصلون خارج الجامع، الأشكال هذه خارج الجامع؛ لأن كلهم متأخرين خاصة هذه الأعاجم يأتون دائما متأخرين، أو يأتون مع الإقامة، إذا قوم خرجوا من البيوت لأنهم بالقرب من المسجد، فأشياء كثيرة يفعلها هؤلاء مخالفين للسنة منها هذه، فالمسلم ما يفعلها كذلك، فهؤلاء ما تنشرح صدورهم لصلاة الجمعة ولا تطمئن، دائما مضطربة في اليوم والليلة، فأنت في تقدمك لهذه الصلاة من فعل الأشياء المستحبة قبل الصلاة من الغسل وغير ذلك، هذا كله فيه زيادة إيمان وانشراح الصدر، وحب الخير، والله سبحانه وتعالى يرزقك الإيمان والتقوى والهداية، ويعطيك أشياء لا تعلم بها بسبب حرصك على هذه الطاعة، كذلك تأتي مبكرا، فهذا الأمر كذلك فيه زيادة إيمان، واطمئنان النفس، وانشراح الصدر.

والناس في الحقيقة يقولون نريد انشراح الصدر وسعادة في الدنيا والآخرة بالدنيا، فلا يحصلون، نقول لهم: طبقوا هذه السنن، هذه الواجبات، هذه الأوامر الربانية سوف تنشرح صدوركم في الحياة الدنيا، ولا يلزم الشخص، لأنه تأتينا أسئلة ونسمع أسئلة للمشايخ، ونقرأ بعض الكتب نرى أشياء فيها: من يقول نحن الآن نواظب على الطاعة، نواظب على كذا وكذا، لكن ما نرى أنفسنا فيها سعادة في الحياة، وتصيبنا ابتلاءات تنكد علينا الحياة، ودائما في اضطراب، يقولون فكيف نوفق بين هذا وهذا وذاك؟ والدين فيه انشراح وسعادة بلا شك هم يقولون.

أولا: أن الأمر هذا لا يلزم أن أنت مسلم متمسك بالكتاب والسنة، رزقك الله سبحانه وتعالى الإيمان والنور وهذا الدين أنه لا تبتلى، ولا يخدش ولا يخرم السعادة إذا وجد الابتلاء أمراض، أو أشياء أخرى، أو نقص في الأموال، أو عليك ديون، أو سيارتك قديمة، أو بيتك قديم، أو ما شابه ذلك، هذا لا يخدش أصلا في السعادة، تبقى أنت سعيدا في هذه الحياة مع هذه الابتلاءات، فالله سبحانه وتعالى بتمسكك بهذا الدين الله سبحانه وتعالى يشرح صدرك بالإيمان والهداية وقوة الإيمان، والله سبحانه وتعالى يعطيك أشياء أخرى دنيوية تقوم بها من السكن والطعام والشراب والأموال والوظيفة والزوجة والأولاد تسدد بها وتقارب، وتنسى هذه الابتلاءات، وتنسى هذا المرض، وهذا الأمر، أحيانا يضيق صدرك يأتيك الملل، هذه أمور طبيعية.

فالله يعوضك بقوة الإيمان، والإيمان والدين ما يكون ضد هذا الشيء، فيتقوى إيمانك وتتقوى نفسك على هذا البلاء، وتحمد الله وتصبر، وأكبر دليل ما سمعنا من الذين الله سبحانه وتعالى شرح صدورهم من المسلمين خاصة المتمسكين بالكتاب والسنة من أهل السنة والجماعة أهل الأثر من ينتحر، نسمع من هذا العوام، سواء هنا أو في البلدان الأخرى، وأكثر وأكثر في الانتحار نسمع من دول الكفر، وهذا دليل أن الله عوضك قوة الإيمان والهداية والدين، وتتقوى على هذه الابتلاءات الدنيوية، وتثبت وتحمد الله، والله يؤجرك على هذا ويشرح صدرك، مع أنك متضرر لكنك تحمد الله.

هذا الأمر يجمع بين الآيات والأحاديث وغير ذلك مما يذكرها هؤلاء الناس السائلون، كيف وكيف؟ هكذا، وإلا نقول لو كنت أنت ليس في قلبك الإيمان ولا هذا الدين ولا كذا لانتحرت والعياذ بالله كما نسمع من ضيق الصدر، لكن الله معوض المسلمين هذا الدين والإيمان والإسلام يتقوون به بأنفسهم بهذه الابتلاءات، وأكبر دليل كذلك نرى خلق من هؤلاء العوام والعياذ بالله يكفرون ويسبون الدين ويتركون الصلاة وكذا، ويقولون ما عندنا نحن كذا، ما عنده قوة الإيمان، فبهذه الابتلاءات والعياذ بالله انتكس، وهذا يعني يدل على أن هذا الرجل ليس في قلبه إيمان.

وإلا نحن نرى النار الصغيرة إذا أتتها الريح ماذا تفعل فيها تطفئها؟ وإذا كانت النار قوية وأتتها الريح قوت، فهؤلاء سقطوا في هذه الفتن وهلكوا من الخوارج والثوار والوعاظ وهذه الأشكال هذه الموجودة الآن بسبب أن هؤلاء ليس في قلبهم إيمان أصلا، وإلا كيف والعياذ بالله يعلنون الكفر! نحن مسلمين يقولون إن كنتم سمعتموهم، ونحن كذا ونحن كذا، ونحن سنذهب إلى الغرب، وما شابه ذلك من الأمور التي نسمعها، وإحنا مو مصليين، ومنهم من يقول مب رايحين الحج، أنت أصلا إذا روحت الحج بتفسد، أنتم عالة على الإسلام والدين، تلعنون الدين، تلعنون الإسلام، والعياذ بالله تسبون الله سبحانه وتعالى، فهؤلاء يعني كما ترون غير مطمئنة أنفسهم؛ لأن ما عندهم الإيمان، مسلوب منهم من خبثهم، ما يعبدون الله.

فكيف نجمع بين هذا وذاك؟ هكذا، أنه انظر إلى المسلمين الآن تصيبهم مصائب وأشياء، ثابتين على الصلاة، على السنن، على التدين، والله يعوضهم في بلدانهم من الدينار والدرهم، وأنواع المطاعم والمشارب والسكن، وغير ذلك ما ينسون هذا البلاء، فسنن الله سبحانه وتعالى لخلقه هكذا ما تتغير وما تتبدل، فالمقصود أنه يعني الالتزام وقوة الإيمان ما يلزم منه ألا تبتلى، وكذلك تبتلى للأجر وتكفير السيئات والذنوب، ولكي تقوى على هذه الحياة، ما تتفاجأ يوم الأيام فتبتلى بشيء عظيم، لعل لأنه ما ابتليت من قبل بأشياء لعلك تنتكس، تقول: ما في إلا أنا؟ ما في إلا أنت.

فلذلك هذه الأمور معروفة، لكن الجهال ما يعرفون كيف، يقول والله أنا مسلم، لكن لست سعيد، فلذلك لا بد يعرف الناس هذه الأشياء ليس بسعيد وكذا، فهذا ما يعرف شيء في دينه، فالله سبحانه وتعالى بين الكتاب والسنة أصلا، بين كل شيء، نقول لهذا أنت تعلم العلم النافع، ما تجلس عند هؤلاء الوعاظ هؤلاء الخطباء والجهلة وتقول تعلمت، وعند المجودين وما شابه ذلك لا، تجلس عند العلماء تتعلم العلم النافع، بعد ذلك بتعرف العمل الصالح، وانظر بعد ذلك الانشراح في صدرك، تجري عليك هذه الابتلاءات كأن ذبابة أتت إلى أنفك ففعلت هكذا بس، في شيء أتعبك؟ هذه الذبابة جاءت سويت لها وخلاص، هذه الابتلاءات تجري عليك وأنت في سعادة.

المسلمون في سعادة لكن منهم من جهل، ومنهم من لا يفهم، ومنهم من علم، وإلا انظر أشد الابتلاء من؟ الأنبياء والرسل، وهم أقوى الناس وإيمانهم كالجبال تقوى وورع وهدى، ومع هذا أكبر وأكثر الابتلاءات عند الأنبياء والرسل، وهم في سعادة يلا قم فجج هذا الكلام، وهم أكبر الناس وأئمة السعداء في دنياهم لأن هذه تجري عليهم الابتلاءات هذه العظيمة مثل ما قلت لكم شيء يسويه كذا بيدك، هذه السعادة، هذه الطمأنينة.

 انظر إلى يوسف عليه السلام أين وصل، حاكم صار بعد ذلك كان في السجن بلد كاملة الناس معروفة، والذين من قبله والذين من بعده وإلى آخره، وهم في سعادة واطمئنان نفس، لكن بسبب ذنوبكم ما تعرفون ضيق في الصدر، بسبب المعاصي التي تفعلونها في بيوتكم ولا في زواجكم، ولا في كذا في، ولا في كذا، ما تسألون أهل العلم، ما ترجعون إلى أهل العلم فتصيبكم هذه الأمور الابتلاءات، وإلا أكاه الناس كثر من أهل الحديث ومن أهل السنة ومن المسلمين تصيبهم ابتلاءات يقولون الحمد لله، وهم يقولون نحن في سعادة، نعم نحن في سعادة ما يعلم بها لا الغرب ولا الشرق، ويبغون شهوات ورغبات، فلينظروا إلى هذه الأمور وضيق الصدر والعياذ بالله، فلا بد النظر لهذا الأمر.

 وفي التبكير إلى الجمعة من الفوائد والأجر وزيادة الإيمان، والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يعلمه إلا الذي تمسك بالكتاب والسنة، والتبكير المراد الساعات والزمن، فعند الجمهور أن وقت التبكير يكون من أول النهار، والمراد بهذه الساعات عند جمهور العلماء يختلف الوقت فيه كما لا يخفى عليكم في الصيف والشتاء، وعند البعض أن التبكير هذا إلى صلاة الجمعة من طلوع الفجر، ومنهم من عنده الوقت هذا التبكير عندهم من طلوع الفجر، ومنهم عندهم طلوع الشمس، فيبتدئ عندهم الناس من أول النهار هذا التبكير والساعة الأولى التي يحصل للشخص أجر كأنه قدم أو ذبح بدنة بعير يعني، هذا يعني عند الجمهور على كل حال، وهناك يعني هذا كقول الشافعية والحنفية والحنابلة وغيرهم، الجمهور يقولون هكذا.

والساعات يعني عند بعض أهل العلم كالإمام مالك وغيره أن التبكير إلى الجمعة يكون بعد الزوال يعني بعد زوال الشمس في الظهيرة في الظهر، فهي عندهم هي أجزاء الساعة بعد الزوال، فيكون الجزء هذا بعد الزوال يكون عند الإمام مالك وغيره التبكير وأول ساعة، فإذا جاء بعد الزوال فعندهم أن هذا قدم بدنة.

على كل حال أنا آتيكم بأقوال أهل العلم يأتي الآن الترجيح يعني، فيعني هذا قولهم، ويعني هذا القول الثاني قول الإمام مالك ولهم يعني القول قوي في هذه المسألة، يقول لو كان التبكير المرغب فيه من أول النهار لبادر إليه في ذلك الوقت السلف يقول الإمام مالك، وفعلا أن السلف الصالح من الصحابة وغير ذلك لم يأتوا إلى صلاة الجمعة من الفجر، أو من أول النهار، أو من طلوع الفجر، أو من طلوع الشمس، ورغم أن المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يخطب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس هذا الجاهل هذا الخطيب، ومع هذا لم يأتوا هذا الوقت من بعد طلوع الشمس يبقون إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، ما كان فعل السلف ولم ينقل عنهم، ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كهذه الدرجة في الوقت، ولذلك لم يفعل السلف الصالح هذا الأمر.

فكان السلف الصالح يتقدمون في الوقت وفي هذه الساعة على حسب أوقاتهم في الشتاء وفي الصيف لكن يشعرون أنفسهم أنهم أتوا في الساعة الأولى، أو في الساعة الثانية، أو في الثالثة، يعني يشعرون أنفسهم أنهم أتوا في الوقت المبكر، ويقول الإمام مالك لو كان السلف يفعلون ذلك يكون الأمر كما قلتم، لكنهم لم يفعلوا ذلك؛ لأنهم كانوا أحرص الناس على الخير، الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على الخير، أحرص الناس في هذا الوقت في حضور الجمعة، ولم يكونوا يقدون إلى الجمعة من وقت طلع الشمس، فعلا هذا القول يعني صحيح.

فهذه يعني أقول أهل العلم في أول ساعة، فيكون الآن الساعات الزمنية الوقتية المعروفة، وهذا يبين من فعل السلف رضي الله عنهم أن الأمر على عادة البلد، يكون على عادة البلد، وعلى فتح الجوامع؛ لأن الجوامع هذه أصلا ما تفتح في هذا الوقت خاصة في بعض البلدان أو أكثر البلدان الذين يخافون من الخوارج والداعشية وما شابه ذلك، وأمروا الناس من القديم أمروا المؤذنين والأئمة ألا يفتحوا إلا وقت معين، لا يفتحون الأوقات المتقدمة أو الوقت المتقدم، فعلى عرف البلد، فيأتي أناس مثلا في بعض البلدان يفتحون لك الجوامع على التاسعة صباحا، والناس لأنهم تعودوا على هذا الأمر وهذا عاداتهم في التبكير، فيكون لهؤلاء التبكير في هذا الوقت على الساعة التاسعة، هذا مثلا في مناطق.

مناطق أخرى لا، على العاشرة، على الحادية، كما نعلم بعض البلدان إذا بقي نصف ساعة أو ربع ساعة يفتحون الجوامع، هذه أوامر، فمثلا عندك بعض البلدان بعض الجوامع على الساعة العاشرة، وعاداتهم هؤلاء أن يأتوا الناس مبكرين على العاشرة عندهم تبكير لأنه ممكن بينت لكم لهم هذه البلد أو هذه المنطقة لهم مصالح حتى لو كانت دنيوية، وهذه مصالحهم الدنيوية يعني مفيدة لهم في حياتهم لهم ولأولادهم ولأهليهم لبيوتهم، فيبيعون ويشترون في هذا الوقت، والناس لهم عادات في هذا الأمر، فلا بأس أن يتأخروا على عاداتهم لأنهم عندهم تجارة عندهم كذا عندهم كذا، ما يحصلون بالأموال ولا تباع هذه البضاعات إلا في هذا الوقت، ولأنه ممكن بقيت أسبوع تتلف، ممكن خضروات ممكن أشياء فواكه، ممكن أشياء ثانية، فيتضرر الناس.

وأنا ذهبت إلى هذه البلدان، ورأيت أن في هذا الوقت الجمعة الصباح عندهم أشياء كثيرة، فيحصل للناس أضرار، فلا يذهبون كلهم أو الغالب منهم إلا على الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف، فتكون الساعة الآن التبكير لأهل هذه المنطقة هذا الوقت هو الساعة الأولى، من ذهب في هذا الوقت كأنه قرب بدنة، ومن ذهب الساعة الثانية إذا قلنا على العاشرة مثلا بعد ربع ساعة أو شبيه بهذا الوقت الساعة الثانية، نصف هذا الوقت وشبيه به الساعة الثالثة وهكذا، إلى أن يقرب إتيان الإمام فهذا قدم بيضة، فإذا ركب الإمام المنبر ذهب الأجر وانتهى، فتدخل الملائكة تسمع هذه الخطبة، فلذلك مثلا في بلد على الساعة العاشرة الحادية عشرة مثلا يأتون أو الحادية عشرة إلا ربع مثلا، وترى على الكيفية والصفة التي تراها أنت في جوامع بلدك فتأتي على العاشرة، فإذا مثلا كالعادة صفين بعد تعرف؛ لأنه يصعب أنك تعرف الأوقات هذه والساعات بالتحديد مستحيل أحد يعرف هذا أن الساعة كذا الساعة الأولى، بعد مثلا ربع ساعة وكذا الساعة الثانية، وبعد ذلك مثلا الساعة الثالثة، يصعب الناس يعرفون هذا الأمر.

لكن هذا بالعرف وكيفية الناس، ووجود الناس في الجوامع لأنه بين شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين أنه يصعب تحديد أوقات الصلاة على الساعات بالوقت، والعلامة المحددة بالشرع، مثلا نقول زوال الشمس مثلا 11 بالضبط على قول العامة، مستحيل هذا أصلا يصير، مستحيل أن تضبط الساعة المعروفة الآن والوقت في هذا الجهاز على العلامة، على مثلا الزوال أو الفجر أو العصر يصعب، لكن أنت يعني توقت هذا الوقت في الساعة على حسب الاجتهاد والتقريب بس للوقت، حتى لو نقص عشر دقائق أو زاد ربع ساعة أو شيء مما شابه ذلك فلا بأس، فأنت الآن أصبت وقت الصلاة الظهر، وأصبت وقت صلاة العصر والفجر وهكذا، أما هذه التقاويم لا لا هذه كلها احتياطات وساعات وأشياء فلكية وما شابه ذلك، فأولئك ما يصيبون أصلا الأوقات، ولا يقتربون لها إلا في حالات ضيقة جدا من الفصول في الصيف أو في الشتاء أو في كذا أو في كذا، فلذلك هذا كله اجتهاد.

فهذه الساعات كذلك يوم الجمعة يصعب أن تحددها وكذا، لكن بهذه القرائن، بهذا العرف لأن العرف مقبول شرعا عرف الناس ما دام مباح ولا في شيء إثم ولا كذا ولا كذا، ويجوز الناس يحتجون بالعرف والعادة، فكيفية الناس الآن يعني ترى أن الناس في الوقت المبكر يعني في حدود صفين ثلاثة في الأمام هذا وقت مبكر، وأتيت أنت الآن في هذه الساعة، والله سبحانه وتعالى يعلم أنك حريص على هذا الأمر، فتأتي في هذا الوقت فأنت قدمت بدنة ولك أجر في ذلك أجر البدنة، وكذلك يعني بقية الساعات يكون الأمر هكذا، فيكون الآن هذا الأمر والتحديد هذه الساعات على العرف، وعلى القرائن، وعلى الكيفيات حضور الناس، وعلى مسألة الآن فتح الجوامع في البلدان الإسلامية، على حسب الفتح والإغلاق.

وهناك في الحقيقة يعني جائز للتخلف في هذا الأمر وعدم التبكير لمصالح يعني بينها يعني العلماء كابن القيم وغيرهم من العلماء، قد يكون اشتغال الرجل بمصالحه ومصالح أهله ومعاشه، وغير ذلك من الأمور في دينه ودنياه، حتى الأمور الدنيوية يتأخر فيها، لكن إذا كان معذورا من ناحية الصلاة فلا يحضرها هذا أمر ثان، لكن عند الناس مشاغل مصالح قبل الصلاة ما يستطيعون أحيانا يعني أن يأتوا مبكرين، فلهم الأجر بذلك، لكن لا بد أن يأتون للصلاة، يعني يسمعون الخطبة، هذا يعني معروف عند أكثر الناس، قبل أن يأتي الخطيب بخمس دقائق أو عشر دقائق يحضروا فيسمعون الخطبة ويصلون مع الناس، هؤلاء إذا لهم عذر في ذلك فالله سبحانه وتعالى يعطيهم الأجر كامل على حسب حرصهم من قبل للإتيان، إذا كانوا يأتون من وقت في أول ساعة فكأن هذا قدم بدنة، فيعطى هذا أجر ذبيحة بدنة، وبعدها بقرة، وبعدها شاة وكذا وكذا، وإلى آخره.

فلذلك الأجر لا ينقطع عنك حتى لو كان عندك مصلحة خاصة المصلحة الدنيوية والدعوة وما شابه ذلك؛ فتعطى أجر الصلاة وصلاة الجماعة وإلى آخره، وكذلك أجر التبكير تعطى، فهكذا يعني بين أهل العلم، فأفضل رواحة الرواحة إلى صلاة الجمعة في أول النهار مبكر ويكون على الساعة التي بيناها نحن مسألة العرف والقرائن وغير ذلك، أما أول النهار المعروف فهذا يصعب على الناس، السلف ما فعلوها، وحتى للمصالح كما بينت لكم عن عثمان رضي الله عنه وهو أحرص الناس على العبادة، وهو الشهيد، وهو من أهل الجنة أتى متأخر لأنه أصابه عذر، وكذلك بعض الصحابة، وبيأتي هذا الأمر.

لكن يعني لا بد من حرص المسلم على هذا الأمر، ويعني فيكون هكذا، ومن راح في الساعة ثم راح فكأنما قرب بدنة، هذا في الساعة الأولى، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، والبدنة قرب تصدق بدنة، كأنه تصدق بدنة، وله الأجر العظيم، وعند جمهور العلماء من الفقهاء بالنسبة للبدنة يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم، وسميت بذلك لعظم بدنها، ولكن خصها جماعة من العلماء بالإبل، وهذا الصحيح، فيطلق على الأمر الأول البدنة الإبل، ويطلق على البقرة كذلك بدنة، لكن البدنة الأولى هي الإبل، والمراد هنا الإبل بالاتفاق لتصريح الأحاديث بذلك.

والبدنة والبقرة يقعان على الذكر والأنثى باتفاقهم والهاء فيها للواحدة كقمحة وشعيرة من أفراد الجنس، «ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة»، بقرة سميت بقرة لأنها تبقر الأرض تشقها بالحراث، فسميت بقرة لأنها تبقر الأرض، وعند الناس إذا قلت هذه بقرة يعني شنو؟ بليد غبي ما يعرف شي، لكن البقرة سميت هكذا لأنها تبقر الأرض تشق الأرض بالحراثة، فسميت بقرة، والبقر الشق المعروف، ومنه قولهم: بقر بطنه: شق بطنه، هذا من ذهب إلى الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، يعني كأنه تصدق ببقرة لله سبحانه وتعالى، ولا يخفى عليكم الناس ما يستطيعون يفدون ويذبحون في كل أسبوع مثلا إبل أو بقرة أو كذا، والله سبحانه وتعالى بفضله ومنه أعطى الناس هذه الأجور في كل أسبوع ولم يذبحوا شيء.

وانظر إذ ذهبت الساعة الأولى أو مثلا في الساعة الثانية في كل جمعة كأنك ذبحت بقرة لله، إذا أنت ستين سنة واحد شخص ستين سنة ومات وهو دائما في الساعة الأولى أو الثانية، يعني نقول مثلا في الثانية يذهب، ستين سنة كم بقرة ذبح وكم بقرة تصدق من الأجور! فمسألة عظيمة جدا فاحرص على ذلك، هو يوم واحد على عرف البلد، تعال على عرف البلد، معروف نحن نصف المسجد مع الإقامة، فلذلك فاحرص ما دام أناس يتأخرون هكذا أنت حرص قبلهم في الوقت المعروف تحصل على بدنة تحصل على بدنة، كأنك تصدقت بدنة ما دام الناس هكذا يتأخرون على تأخير الناس، فأنت عليك بالسلف مذهب السلف في هذا الأمر.

* «ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن»؛ يعني تصدق بكبش أقرن يعني له قرن، كبشا أقرن وصف بالقرن لأنه أكمل أحسن وصورة الذي يكون له قرن، يكون له شكل جميل، والشخص دائما يحب أن يقدم لله سبحانه وتعالى شيء طيب لأن الله طيب، فيقدم الشيء الطيب، والكبش الأقرن هو ذو القرن المعروف.

* «ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»، هذا شرح هذا الحديث وهذا واضح.

ومن أراد الزيادة فلينظر إلى هذه المراجع:

انظر: «زاد المعاد» لابن القيم (ج1 ص222)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص266)، و«عمدة القاري» للعيني (ج5 ص250)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج3 ص270)، و«المجموع» للنووي (ج4 ص539)، و«شرح صحيح مسلم» له (ج6 ص35)، و«الصحيح» لابن خزيمة (ج3 ص124)، و«السنن» للترمذي (ج2 ص281).

فمن أراد الزيادة فليرجع إلى هذه المراجع، وفيه خلافيات كثيرة فيما ذكرنا لكن نحن هذبنا هذا الخلاف وبينا الراجح وما في السنة.

سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan