القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (17) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: التطيب - والتسوك - والادهان - والتزين بأفضل اللباس لصلاة الجمعة

2024-07-29

صورة 1
الجزء (17) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: التطيب - والتسوك - والادهان - والتزين بأفضل اللباس لصلاة الجمعة

المتن:

باب الطيب والسواك يوم الجمعة.

وحدثنا عمرو بن سواد العامري حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال وبكيرة ابن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه» إلا أن بكيرا لم يذكر عبد الرحمن وقال في الطيب: «ولو من طيب المرأة».

حدثنا حسن الحلواني حدثنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس «أنه ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل يوم الجمعة قال طاووس فقلت لابن عباس: ويمس طيبا أو دهنا إن كان عند أهله قال لا أعلمه».

وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر ح وحدثنا هارون بن عبد الله حدثنا الضحاك بن مخلد كلاهما عن ابن جريج بهذا الإسناد.

وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده».

وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر».

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكما سمعتم في هذه الأحاديث وهي تدل على استحباب مس الطيب والدهن، ولبس أحسن الثياب الموجودة، والسواك، فهذه الأحاديث تتكلم عن ذلك، ويأتي بيان هذا الأمر فيستحب يوم الجمعة استعمال الطيب والدهن، ولبس أفضل الثياب الموجودة، والتسوك، وبينا في الدروس التي سلفت عن الغسل فيغتسل ويتطيب ويستعمل الإدهان، ويلبس أفضل اللباس، ويتسوك.

 قال ابن رشد رحمه الله تعالى في «بداية المجتهد» (ج1 ص398): (وآداب الجمعة ثلاثة: الطيب والسواك واللباس، لا خلاف فيه لورود الآثار بذلك)، فهذه آداب يوم الجمعة يعني قبل الصلاة وقبل أن يذهب المصلي إلى صلاة الجمعة، فيفعل هذه الآداب، ويعرف حق الله سبحانه وتعالى عليه في ذلك، وأنه عليه أن يغتسل ويتطيب، ويستعمل الدهن، ويستعمل أفضل اللباس، وعليه أن يتسوك، فإذا فعل المصلي ذلك أصاب السنة، وأصاب الآداب الإسلامية التي قبل أن يذهب إلى المسجد، فلا يترك العبد هذا الأمر، والشخص يفعل ذلك على قدر استطاعته.

وبوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في «صحيحه» في «كتاب الجمعة»، «باب الطيب للجمعة» ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن، وأن يمس طيبا إن وجد»، فهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، وكذلك أخرجه مسلم في «صحيحه» كما عندكم في الكتاب، وفي رواية: «ويلبس من صالح ثيابه» يعني أفضل الثياب وأنظف الثياب يلبسها لصلاة الجمعة، فيتجمل ويتزين لهذه الصلاة، فإن فعل على الناس ذلك حصلوا على أجرين:

أولا: تطبيق السنة.

ثانيا: فعلهم للصلاة.

كما بين شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «شرح رياض الصالحين»، وفي كتابه كذلك «الفتاوى»، وغير ذلك من الكتب التي بين هذا الأمر، فممكن الشخص يذهب فيصلي، لكنه يهمل هذه الأشياء، ويترك هذه الأشياء، وهذه الآداب الإسلامية وهذه السنن، فيحصل أجر الصلاة، فهذه أبو بيجامة هذا كأنه رايح يرقد الجامع، لابس بيجامة النوم ويروح المسجد هذه ما له إلا أجر صلاته، أما بالنسبة عن الثوب وما شابه ذلك فليس له أجر في ذلك، فليس له أجر في هذا الأمر.

والذي يطبق هذه الآداب ليست فقط في صلاة الجمعة في كل شيء، لا يترك العبد المسلم الحق شيئا من السنن إلا يأتي به على قدر استطاعته، فإن عجز وفي نيته تطبيق هذه السنة فحصل على الأجر «إنما الأعمال بالنيات»، تكلمنا عن هذا كثيرا، فلذلك لا تموت ويأتيك الموت وأنت مهمل في تطبيق هذه الآداب الإسلامية وفي هذه السنن، وتقول بعد ذلك بعد ذلك، الجمعة التي تأتي والجمعة التي بعدها، ويدرك هذا الشخص الموت وهو يسوف، وكما ذكر ابن القيم: ما هلك الناس إلا بالتسويف، سوف وسوف ويظن أنه بيخلد أو يعيش سنوات طويلة ويعمر تسعين سنة، مائة سنة، ثمانين سنة، فيجد نفسه في العشرينات توفى أو في الثلاثينات، أو غير ذلك، أناس وصلوا في المائة ومائة وعشرين ومائة وثلاثين وهم أحياء ويطبقون السنة، وهذا بعد ذلك.

فلذلك هذه الأحاديث التي بين أيديكم للتطبيق ليس للحفظ والقراءة للتطبيق، من أراد الأجر ويصيب أجرين عند الله سبحانه وتعالى فعليه بالتطيب، والإدهان، ولبس أفضل الثياب، والتسوك، هذه آداب قبل صلاة الجمعة، وأضف الغسل، فإذا ذهب الشخص إلى الصلاة أصاب أجرين: أجر تطبيق هذه السنن، وأجر الصلاة.

وكذلك الأجور الأخرى إذا تطيب حصل أجر، هذا غير أجر السنة تطبيق السنة، وإذا أدهن حصل له من الأجر، وإذا لبس ثوب النظيف والجديد حصل له ما حصل له من الأجر، والتسوك، والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء من الأجور والحسنات، فعلى الناس الاتباع، ويلبس من صالح ثيابه، ولذلك كل مسلم حق في أي بلد يلبس لصلاة الجمعة ما تعارف الناس عليه في بلده، فيلبس الثياب المعروفة للجسم.

وممكن أن يتزين كذلك بالجورب مثلا إذا كان في الشتاء مثلا، وكذلك لباس الرأس الغترة المعروفة والقحفية المعروفة، وهذه الأشياء، ولا بأس أن يلبس العقال وهذا من التزيين، فحد الشرع إلى هذا اللباس المعروف بين  الناس، يزيدون الناس ويلبسون هذا العقال كذلك من الزينة، فهكذا يحصل على الأجر، أما يلبس الألبسة المحرمة الناس يلبسون يأتون في صلاة الجمعة والعياذ بالله، ويأتون باللباس فيه صور، وفيه كلمات أعوذ بالله بالإفرنجي، وكذلك يلبسون اللباس النوم، ومنهم من يأتي ليس عليه رأسه شيء لابس ثوب وليس عليه رأسه شيء، وألبسة كثيرة كما لا يخفى عليكم تلبس مخالفة للشرع، إما محرمة، أو مكروهة، أو خلاف الشرع وخلاف العرف، ففي الحقيقة هؤلاء ما أصابوا السنة في اللباس.

ولذلك لا بد من تطبيق السنن على ما تعارف الناس في البلدان، وأن يلبس المسلم اللباس الشرعي اللباس الإسلامي، هذا هو اللباس الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به.

وقوله: «ويستن»؛ يعني: يتسوك، ويستن يعني عليه أن يتسوك، يتسوك ويدلك الأسنان بالسواك، «ويمس طيبا» يتطيب، وأن يمس طيبا إن وجد، ففي الزمن القديم يعني فيه أناس ما يستطيعون على الطيب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن وجد»، وإن وجد اللباس مثلا الجديد والنظيف وإلا ممكن يستبدل أي شيء ويأتي، لكن لله الحمد الآن يعني لا يخفى عليكم من الله سبحانه وتعالى يسر للناس أنواع من الطيب والدهن وغير ذلك ومتيسر، فعلى الناس أن لا يأتوا إلى صلاة الجمعة إلا قد مسوا من الطيب، هذا بالنسبة للطيب وللثوب.

وبوب الإمام البخاري في «صحيحه»: «باب الدهن للجمعة»، وذكر حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته» يعني من طيب زوجته، «ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصل ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى»، فهذا الحديث يبين لنا هذه الآداب الإسلامية، وهذه السنن التي في الحقيقة تركها كثير من الذي يذهبون إلى الجمعة إلا ما شاء الله، ويعني هؤلاء الذين يعرفون هذا الأمر، وإلا كما لا يخفى عليكم في العمال هؤلاء يأتون الجمعة لا يمسوا طيب ولا شيء، رائحة كريهة والثياب الله المستعان، ولا يغتسلون، ويأتون من العمل إلى صلاة الجمعة خاصة الأعاجم هؤلاء، فلذلك هؤلاء يخالفون هذه السنن، وبينت لكم الحكمة من التطيب والغسل إلى آخره لكي لا يتأذى الناس من هذه الروائح، ولا يتأذى الملائكة كذلك.

 فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حديث سلمان الفارسي أخرجه البخاري في «صحيحه»: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر»، كذلك على قدر الاستطاعة كما بينت لكم، أحيانا ممكن يتيسر له وأحيانا لا، فلكن يحرص على قدر استطاعته، ويدهن ويصيب من الدهن زيت الزيتون ولا أي شيء معروف، ويمس من طيب زوجته أحيانا الرجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما عندهم لأن النسوة قديما وحديثا هن يحرصن على ماذا؟ على الطيب، فما يكون عند الرجل، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فليمس من طيب بيته»؛ يعني من طيب زوجته.

وهذا يدل على ماذا؟ لكن فيه أمر هنا يجوز استخدام طيب النساء، فلماذا الآن العصرانيون هؤلاء أصحاب الزينة وأصحاب كذا وأصحاب كذا يفرقون بين طيب الرجل وطيب المرأة، وهو ما في فرق أصلا، المرأة تستخدم طيب الرجل والرجل يستخدم طيب المرأة، ويلا ولا فيه أي إشكال، فلذلك هذه الأمور ما فرقها إلا الغرب قالوا هذا طيب النساء وهذا طيب الرجال، والآن الرجال يستحون يتطيبون لا لا تحط لي هذه من الخاصة بالنساء تفشلني أمام الناس، ويقول أروح الوظيفة يقولوا تضع طيب زوجتك!، وهذا في الحقيقة يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن في ديننا لا بأس باستعمال طيب النساء،، وكذلك النساء يستعملن طيب الرجال، ثم لماذا الرائحة تغير؟ فرائحة طيب النساء أجمل وأفضل من الرجال، وكذلك يعني مغايرة ليست سواء.

فلذلك هذا يدل على أن الأمور طبيعية، والآن بعد صنعوا لكم كذلك طيب للرجال والنساء، فلا بأس باستخدام إذا واحد ما عنده مثلا أو خلص، فلا بأس أن يستخدم أي شيء حتى هذا الذي بـخمسمائة فلس، فلا بأس على الأقل يمشي نفسه، فهذا الأمر واسع فيه، فلا يخصص في هذه الأشياء، وما استطاع من طهر ما أمكنه من تنظيف كقص الظفر والشارب وحلق العانة وغير ذلك، فيفعل هذه الأشياء كذلك في كل أسبوع، ويمس الطيب يتطيب من طيب زوجته.

* «ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له» هذه الأحكام والسنن سوف تأتي في موضع آخر، لكن الآن الكلام على الطيب وعلى الدهن وعلى الثياب والسواك، هذه آداب وسنن لا بد أن يفعلوها، ولا يفرق بين اثنين سواء في المسجد أو في غيره أو في البلد، ولذلك هذا التفريق والفرقة فعلها أهل البدع ويفعلونها في الجوامع وفي المساجد وفي البلدان وفي المدن والمناطق وإلى آخره، فهؤلاء لهم وعيد وتكلمنا عن هذا كثيرا.

* «إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى»، فالله سبحانه وتعالى يغفر لهذا الإنسان، وهذا يعني أجره عظيم، فيفعل هذه الآداب ويغتسل، ويأتي الصلاة ويصلي ما كتب له وينصت، فالله سبحانه وتعالى يغفر له، والناس يريدون الغفران، فالغفران في تطبيقه للسنن، فعلى الناس ألا يرفعوا أيديهم هكذا وهم مشركون أو عاصون، أو أهل ربا، أو مهملون في العبادة وفي العلم، ثم يرفعون أيديهم فلا يستجاب لهم، فإذا أراد الناس الغفران من الله سبحانه وتعالى، فعليهم بإتيان الواجبات وتطبيق السنن في جميع العبادات، في عبادات هي فريضة وهذه الفريضة لها سنن، فإتيان هذه الفرائض وتطبيق السنن، فالله سبحانه وتعالى وعد أن يغفر للناس إذا فعلوا ذلك، فلا يذهبون يمنة ويسرة طلبا للمغفرة عن طريق البدع أو المعاصي، وليست على الكتاب ولا على السنة فلا يستجاب لهم، فإذا أراد هؤلاء عليهم بالعلم الشرعي وتطبيقه، وتأدية الفرائض والسنن، فبعد ذلك الله سبحانه وتعالى سوف يغفر لهم.

وكذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهو في «صحيح البخاري» وأخرجه مسلم كما عندكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب» فهذا يعني إصابة الطيب، وكذلك في الحديث الآخر: «يمس طيبا أو دهنا»، وفي الحقيقة يعني يقول طاووس فقلت لابن عباس: «أيمس طيبا أو دهنا إن كان عند أهله فقال: لا أعلم» لكنه ثابت هذا ثابت كما عندكم في الكتاب، وكذلك في «صحيح البخاري» أن الطيب إصابة الطيب والدهن ثابت، وكذلك يعني بعض أهل العلم يوجب الطيب وبعض الصحابة، وابن عباس الذي هو واحد منهم، لكن في الحقيقة هو مستحب.

ثم بعد ذلك الإمام البخاري بوب: «باب يلبس أحسن ما يجد» هذا في «صحيحه»، وذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى حلة فأراد أن يشتريها للنبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم ردها وقال: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة» يعني محرمة، بين أهل العلم في هذا الحديث وهو ثابت في «صحيح البخاري» أن النبي صلى الله عليه وسلم ردها لأنها محرمة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على هذا اللبس ليوم الجمعة، أراد عمر أن تكون له للنبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الجمعة، فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم، لكن بين أنها محرمة، والحديث الآخر عندكم في ذلك.

ثم بوب الإمام البخاري في «صحيحه»: «باب السواك يوم الجمعة»، وعندكم علق هنا حديث أبي سعيد الخدري الذي أسنده في الباب الذي قبله عن النبي صلى الله عليه وسلم يستن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستن وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستن المصلى يعني يتسوك،

ثم ذكر الإمام البخاري حديث أبي هريرة، وكذلك أخرجه مسلم في «صحيحه» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة»، وذكر حديث أنس كذلك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكثرت عليكم في السواك»، يعني النبي صلى الله عليه وسلم أكثر في السواك، في تبيين سنة السواك، وأن عليكم أن تستاكوا، حتى النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يأخذ سواك من الصحابة كما أخذ يعني سواك عبد الرحمن بن أبي بكر وتسوك به كما في الباب الآخر: «باب من تسوك بسواك غيره»، فذكر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سواك عبد الرحمن فتسوك به، يقول: «فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به» فعائشة سلمت للنبي صلى الله عليه وسلم السواك فتسوك به، فهذا كذلك السواك من السنة استعماله يوم الجمعة.

وكذلك حديث حذيفة في «صحيح البخاري»، فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه فيتسوك، فهذه الأحاديث كذلك تبين سنية السواك للمصلي إذا أراد أن يتسوك.

هذا يعني ما عندنا في هذا الباب، وممكن أن ينظر، وهذا الأمر تكلمت عنه لإزالة شعث الرأس وتزيينه وإزالة الرواح الكريهة وإلى آخره، ومن أراد التوسع في ذلك يرجع إلى: «بدائع الصنائع» للكاساني (ج2 ص684)، و«الأم» للشافعي (ج1 ص174)، و«كشاف القناع» للبهوتي (ج2 ص46)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص374)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج3 ص266)، و«المنهاج» للنووي (ج6 ص132)، و«المجموع» له (ج4 ص614).

سؤال: هل من السنة قول بسم الله عند خلع ثوب ليكون حاجز عن أعين الناس؟.

فليس من السنة إذا لبس العبد الثوب أو خلع الثوب؛ لأن الحديث الضعيف لا يصح، فلا يقول بسم الله ولا يبسمل عند لبس الثوب وعند خلع الثوب، والحديث الضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عند ابن السني في عمل اليوم والليلة.

سؤال: ما حكم بيع البضائع عند باب المسجد مثل المساويك وغير ذلك؟

 فعند المسجد وخارج أسوار المسجد فلا بأس بذلك في البيع هذا، أما إذا كان داخل المسجد هذا محرم ولا يجوز، وفيه أناس يبيعون ويعرضون هذه البضائع داخل أسوار المسجد، بل داخل المصلى وهذا لا يجوز، لكن إذا كان خارج المسجد وخارج الأسوار فلا بأس بهذا البيع.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك، وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan