الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (15) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: متى يغتسل العبد لصلاة الجمعة - وفضل غسل الجمعة
2024-07-26
الجزء (15) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: متى يغتسل العبد لصلاة الجمعة - وفضل غسل الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وما زلنا في تبين أحكام الغسل، متى يغتسل العبد لصلاة الجمعة؟ فذكر ابن قدامة رحمه الله تعالى في «المغني» (ج2 ص374)، وقت غسل الجمعة بعد طلوع الفجر، فمن اغتسل بعد ذلك أجزأه، وذكر عن الإمام الأوزاعي أنه يجزئه قبل الفجر، وهذا الكلام صحيح، فمن أراد أن يغتسل لصلاة الجمعة بعد الفجر فله، وكذلك يجزئه قبل الفجر، وبعض أهل العلم: لا يجوزون قبل الفجر، لكن هذا الكلام فيه نظر، فهذا كلام ابن قدامة رحمه الله تعالى، وهو ينقله في «المغني»، وكذلك ذكر هذا الكلام النووي في «المجموع» (ج4 ص408).
وفي الحقيقة يجوز للمرء أن يغتسل من الليل يعني من ليلة الجمعة ويكفي في ذلك لأن اليوم يبتدئ من غروب الشمس، فإذا كان عند العرب وفي لغة العرب أن اليوم يدخل بغروب الشمس فيجوز أن يغتسل المرء بالليل؛ لأن هذه الليلة من يوم الجمعة، وأصاب السنة، كذلك من أراد في الصباح فله، ومن أراد بقريب دخول وقت الجمعة فله، فالغسل يكون ليلة الجمعة، وبعد الفجر، وفي الضحى، وهكذا قبل الصلاة يغتسل العبد فأصاب السنة.
وفضل الغسل يوم الجمعة له فضل، وبيأتي الكلام على أن غسل يوم الجمعة كغسل الجنابة، وبيأتي الكلام على هذا.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة -يعني ناقة- ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام خرجت الملائكة يستمعون الذكر» أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، فكل باب من أبواب المسجد ملائكة موجودين تكتب للناس هذه الأجور المذكورة، فعلى أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأول، فإذا أتى الإمام طوت الملائكة الصحف واستمعوا إلى الخطبة.
فالمهجر الذي أتى في الساعة الأولى مبكرا كالمهدي بدنة أي: ناقة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا حتى ذكر الدجاجة والبيضة كما في الحديث، فمن اغتسل يوم الجمعة، فلا بد عليه والأفضل له أن يغتسل ثم يأتي، هذا فضل الغسل، فيحصل العبد على هذه الأجور على حسبه كما سمعتم، الذي يأتي مبكرا، ثم الذي بعده، ثم الذي بعده، إلى أن يصل إلى كأنه قرب بيضة، وهذا في الأجر يحصل له الأجر على حسبه، على حسب اجتهاده.
والتبكير على حسب البلدان وحسب العرف؛ لأنه يصعب الآن مثلا تقول مثلا الساعة الأولى مثلا الساعة الثامنة صباحا مثلا، أو الساعة التاسعة، فهذا على حسب البلدان، فمثلا البلدان الآن ممكن البلدان وبعض المدن أو القرى ممكن أن يأتوا مبكرين ويعني متعلمين على هذه الساعة، مثلا على الساعة التاسعة، فيأتون من هذا الوقت ويبقون إلى أن يأتي الإمام، ورأينا هذا يعني الأمر، كذلك يعني بعض البلدان ممكن أن يكون أول ساعة على عرف الناس يأتون إلى صلاة الجمعة مثلا على الساعة العاشرة، فتكون الساعة التاسعة هذه أول ساعة، ومثلا البلد الآخر مثلا على العاشرة لأن الناس وخاصة بعض البلدان لا يفتحون المساجد في هذا الوقت، مثلا نقول يفتحون من بعد صلاة الفجر لا، يغلقون المساجد لأمور عن الداعشية وغير ذلك، فيفتحون المساجد بعضهم مثلا على العاشرة، مثلا بعض البلدان بعض القرى وبعض المدن ممكن أنهم يفتحون الجوامع على الساعة التاسعة، على حسب ذلك.
فعلى حسب عرف البلد تكون الساعة الأولى في فتح المساجد، وبعض المناطق والدول ممكن على الساعة العاشرة والنصف أو الساعة الحادية مثلا يفتحون المساجد، فتكون هذه الساعة بداية هذه يعني الساعة الأولى وهكذا، فلذلك على الناس الاجتهاد، والملائكة تكتب ذلك وتسمع الخطبة.