الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (5) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: مشروعية صلاة الجمعة
2024-07-05
الجزء (5) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: مشروعية صلاة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* مشروعية صلاة الجمعة:
اتفقت كلمة الأمة على مشروعية صلاة الجمعة، وأنها من آكد فرائض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين، وتواترت إقامتها منذ أن أقيمت بالمدينة النبوية على يد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، وقد واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم من الوقت الذي شرعها الله سبحانه وتعالى فيه إلى أن توفى صلى الله عليه وسلم.
* فمشروعية صلاة الجمعة وفرضية صلاة الجمعة هذا مجمع عليه بين الأمة الإسلامية، يعني من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا إلى قيام الساعة، وتواترت الأخبار بذلك كما سوف يأتي في أثناء الشرح للأحاديث، والنبي صلى الله عليه وسلم واظب على ذلك.
فقد ثبت مشروعيتها بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وانظر: «زاد المعاد» لابن القيم (ج1 ص207)، و«جامع البيان» لابن جرير (ج2 ص358)، و«عمدة القاري» للعيني (ج5 ص239).
فعندنا من الأدلة من القرآن على أن صلاة الجمعة فرض؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله﴾ [الجمعة:9] أي: اقصدوا واهتموا في سيركم إلى صلاة الجمعة، وليس المراد بالسعي ها هنا المشي السريع، وإنما هو الاهتمام بها، وتأديتها في جماعة، والسعي بالقلوب والنية الحسنة، والعمل على القيام بصلاة الجمعة، فهذا هو المراد بالسعي، ﴿فاسعوا إلى ذكر الله﴾ يعني إلى صلاة الجمعة واقصدوا واعمدوا واهتموا بصلاة الجمعة هذا هو المراد، وليس المراد كما قال بعض أهل العلم أن السعي الإسراع إليها إذا سمعت النداء تسرع إليها، فهذا ليس بصحيح.
والقول الراجح: في هذا أن المراد بالسعي الاهتمام بها وإقامتها والعمل بها، فهكذا المراد في هذه الآية، ولذلك يتبين أن هذا التفسير هو الصحيح بقوله تعالى ﴿ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن﴾ [الإسراء:19]، والسعي إلى الآخرة بالأعمال الصالحة، المفروض ما يصير خلاف ولا شيء، لكن على كل حال أحيانا بس نذكر لكم إشارة هكذا وكذا، وإلا ما عندنا إحنا اختلف العلماء ولا شيء ولا كذا ولا كذا، هذا الحكم الذي في الدين هو هذا أن الناس يسعون إلى الآخرة بطاعة الله سبحانه وتعالى، بإقامة التوحيد توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، إقامة الصلاة، إقامة الزكاة، إقامة الحج، الصيام، الأعمال كلها، تلاوة القرآن، الذكر، كل شيء، هذا هو مراد السعي إلى الآخرة، وأن الناس بإذن الله ثم بأعمالهم يدخلون الجنة يوم الآخرة، وهذا هو المراد بذلك.
فالسعي هنا المراد به العمل الصالح جملة وتفصيلا، فالسعي هنا العمل والفعل ﴿فاسعوا إلى ذكر الله﴾، فهذه الآية الكريمة تدل صراحة على مشروعية صلاة الجمعة، وأنها فريضة لأن الأمر بالسعي ظاهر في الوجوب، فالله سبحانه وتعالى أمر الناس أن يصلوا صلاة الجمعة، ويقوموا بصلاة الجمعة، ويتعلموا ويتفقهوا أحكام الجمعة.
وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج3 ص495)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج8 ص103)، و«المنتقى شرح الموطأ» للباجي (ج1 ص194)، و«أحكام القرآن» لابن العربي (ج4 ص1804)، وكذلك انظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص152)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج3 ص254)، من أراد الزيادة بذلك فليرجع إلى هذه المراجع.
ثم من السنة كما عندكم في الكتاب، وذكر النووي في «المنهاج»: باب التغليظ في ترك الجمعة، وذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى في «صحيحه» حديث عبد الله بن عمر، وحديث أبي هريرة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين» هذا الحديث في «صحيح مسلم» يعني ويأتي شرحه لكنه شرح بسيط، الختم الطابع هذا من أشد العقاب للمرء المبتدع أن الله سبحانه وتعالى يطبع على قلبه ما دام معاند مصر، معرض عن القرآن، معرض عن السنة، معرض عن أقوال أهل العلم، فالله سبحانه وتعالى يطبع على قلبه، والختم التغطية ختم وتغطية مرة واحدة.
انظر إلى هذا الرافضي طبع على قلبه خلاص انتهي، طبع عليه مغطى ما يدري ما يخرج من رأسه، وإلا كيف يقول إن أنا أريد أدخل النار عشان أنا أواسي أهل النار! يلا شنو تريد أي مغطى هذا قلبه ...، ما في شيء أي شي يدخل يطوف هنا وهناك، وإلا فيه أحد يقول هذا الكلام أواسي أنا! واسهم بعدين بتشوف، قولوا أريد أواسيكم إذا دخلت النار قولوا وإلا بعد في الدرك الأسفل من النار، فمصيبة كبيرة، يعني من أخطر الأمور أن الله سبحانه وتعالى يختم على قلب المرء.
فحاول على قدر استطاعتك أن تطهر قلبك قبل أن يطبع عليه ويغطى، فإن عندك هذا الدين عظيم والقرآن والسنة لا ينقلب الأمر، عندك كتب السحر هذه أفضل الكتب بعدين بيصير تحذر منها الآن، هكذا سنة الله سبحانه وتعالى في أهل البدع، كتب الرافضة لا هذه وإن كان فيها أخطاء وكذا ونحن نختلف معهم لكن هذه يعني في المذهب الجعفري ما في شيء يفتون فيها، هكذا يقول الأشاعرة، هكذا يقولون الصوفية، هكذا يقولون الأزهرية الصوفية، فهؤلاء غطى، يعني طبع على قلوبهم، فلا يقول لأنه سوف تتكلم بالعكس عكس القرآن عكس السنة عكس الآثار، ظلمات في القلب، فلذلك حاول على قدر استطاعتك أن تطهر قلبك.
وما في يطهر القلب إلا بالحلقات الأثرية هي الله سبحانه وتعالى وضع فيها النور وبس ما في شيء ثان، هنا تطهر بالقرآن، بصحيح البخاري، بصحيح المسلم، هذه كلها فيها سنن، سنن أبي داوود، سنن الترمذي، سنن ابن ماجه، سنن النسائي، هذه تدرس هذه يبحث فيها، هذه يقرأ فيها، كلها أتت بسنن النبي صلى الله عليه وسلم سميت بالسنن، فهذه الكتب فيها أيام النبي صلى الله عليه وسلم، تطهر القلوب، تنظف القلوب لأن هذا تطهير معنوي، صعب...، ما تستطيع تطهره بماء أو شيء حسي، طيب اغسل ثوبك في أي مكان في أي مغسلة تعطيهم ثيابك تطهرها تستطيع، لكن تطهير القلوب ما فيه، لا تقول باروح حلقة تراثي، حلقة سروري، حلقة ..، لا أنا أروح حق الجميع تقول لنا، فما لك إلا الحلقات السلفية وبس هي اللي تطهر فيها القلوب لأن هذه سنن وأحاديث تشرح على الأصول، فهي الله سبحانه وتعالى جعل فيها تطهير للقلوب وبس ما في لماذا؟ لأن تطهير القلوب بالقرآن، تطهير القلوب بالسنة.
من الذي يدرس القرآن التدريس الصحيح والتفسير الصحيح؟ وكذلك السنة من يدرسها التدريس الصحيح؟ ما فيه إلا عند السلفيين أهل الآثار، فالله سبحانه وتعالى بين إذا أردتم تطهير القلوب بالقرآن بالسنة، ولا يكون بالكلام، الكل الآن إذا وعظ قال أن تطهير القلوب بالقرآن، لكنه يقرأ كتب حسن البنا، ويقول لك أن تطهير القلوب بالقرآن، ثم يذهب إلى كلمات وعظية لنبيل العوضي، محمد العواضي، محمد العريفي، ما أدري ذاك فلان علان، الصوفي يقول لك تطهير القلوب بالقرآن ويقرأ على الطرق الصوفية وغير ذلك، وهكذا الداعشية التطهير بالقرآن، وهكذا السنة يقولون، لكن عند الأعمال والتطبيق يطبقون أفكار رؤوسهم ويقرأون كتبهم التي وضعوها كوضع اليهود النصارى كتبوا كتبا ومشوا عليها فضلوا ضلالا بعيدا، هؤلاء كذلك، فلذلك إذا أردت أن تطهر قلبك ففي الحلقات العلمية الصحيحة الأثرية وبس.
فالختم الطبع والتغطية، فلذلك يعني يحذر العبد، وانظر الآن إلى الفرق الضالة قديما وحديثا كيف يقولون عن قول الله سبحانه وتعالى ﴿ثم استوى إلى السماء﴾ [البقرة:29]؟ يقول لك: استوى استولى، هذا طبع على قلوبهم وإلا اللغة العربية موجودة، وإنه علا وارتفع على العرش هذا ما يبغى لها كلام، وارجع إلى السلف فسروا هذا الأمر وموجود في تفسير صحيح البخاري وغيره من التفاسير موجود هذا الكلام، لكن يذهبون إلى مجازات ولغات محرفة ليست من كلام العرب، ويأخذون من نصراني، فمعنى استوى استولى هذا تفسير نصراني، ذكر هذا الشيخ ابن تيمية في الفتاوى، انظر هذا بسبب شنو؟ الطبع على القلوب.
ولذلك هؤلاء الإخوانية والرافضية والتراثية وغير هؤلاء يثنون على الديانات والتقريب بينها وإلى آخره، ويتعاونون لأنه طبع على قلوبهم يذهبون إلى النصارى الآن، طبع على قلوبهم لماذا؟ لأن هؤلاء وضعوا لهم كتبا قرأوها وطبقوها، ما قرأوا هؤلاء كتاب الله سبحانه وتعالى، ومعنى القراءة يعني الفقه لم يفقه هؤلاء كتاب الله، أما يقرأون القرآن يقرأون القرآن، المنافقين في عهد النبي يقرأون القرآن، لكن ما ينتفعون منه شيئا، هو ليس عن مسألة قراءة القرآن وحفظ القرآن، نريد الفقه الذي فيه معرفة الفقه لا يوجد، لا يوجد إلا عند السلف.
ولذلك لماذا يريدون أقوال الخلف والملاحدة في هذا العصر يقولون ما نريد أقوال الصحابة؟ لأن طبع على قلوبهم لا بد أن تفهم هذا، أي واحد أي جماعة أفراد أو جماعات تراهم هكذا فاعلم أنه طبع على قلبه طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون، ويقول العراقي رحمه الله تعالى المراد بالطبع على قلبه أنه يصير قلب منافق، وقد قال الله سبحانه وتعالى في حق المنافقين: ﴿فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون﴾ [المنافقون:3]، هذا هو الكلام الصحيح الطبع هذا يطبع على قلبي يصير قلبه منافق، وهذا ظاهر من أهل البدع في البلدان الإسلامية، وهذا تكلمنا عنه كثيرا.
فهؤلاء طبع على قلوبهم أي خطيب هذا يخطب ويؤم ويوعظ وهو منافق تراه يذهب إلى الدول الإسلامية كواحد أزهري ويقول أنا معكم ونحن معكم وإلى آخره، فإذا حصل الأموال وكل شيء ذهب إلى الصوفية والزنادقة في الشيشان ويقول أنا ضدكم يلا، أي نفاق أكثر من هذا، هذا طبع على قلبه، ويأتون إلى الدول الإسلامية والبلدان الإسلامية يقولون نحن معكم ثم يذهبون في الخارج يكون ضدهم، ويعلنون هذا الأمر، فهذا يعلم أن هذا طبع على قلبه، قلبه قلب منافق فهم لا يفقهون، وإن كان عندهم يزعم علم، لكن ما يعلمون معنى القرآن، معنى السنة، معنى الآثار ما يفهمون بدون فهم، حفظ بدون فهم لشهادة الدكتوراه فقط، يقرأ القرآن يفسر القرآن إذا خلص وحصل الدكتوراه يضع القرآن في المكتبة وخلاص ويغبر ولا يدري به، إلا إذا بيظهره حق مسابقة يقرأ مرة ثانية، إذا انتهت المسابقة خلاص وهكذا، هؤلاء يعيشون في البلدان الإسلامية منافقون لا يفقهون شيئا، ما يفهم القرآن إلا بالعكس، ما يفهم السنة إلا بالعكس.
فالحديث فيه وعيد شديد وهو لا يكون إلا على فعل المحرم أو ترك واجب، فلذلك لا يجوز ترك صلاة الجمعة لأنها واجبة يا سيد قطب نصب له خيمة ويقول صلاة الجمعة ليش ما تحضرها؟ قال ما في خليفة، ما في خليفة يقول! كي ما في خليفة المساجد قائمة والناس تصلي، وبلد إسلامية، وهذا العشماوي في التنظيم السري كتابه للإخوان المفلسين يذكر هذا ذهبت إلى سيد قطب في يوم الجمعة وقت صلاة الجمعة قلت له قم نذهب نصلي صلاة الجمعة، قال: صلاة الجمعة سقطت لماذا سقطت؟ يقول: صلاة الجمعة لا بد يقومها الخليفة الأكبر كأبي بكر وكعمر وكعثمان وكعلي، يعني الرجل تكفيري مجرم ملحد ما يصلي.
والعجيب أن القطبية أو بعض القطبية يكفرون تارك الصلاة لماذا لا يكفرون سيد قطب؟ ما يصلي صلاة الجمعة ولا الخمس الصلوات زين ليش ما تكفره؛ كفره، ما يكفره، فحتى فتاوى هؤلاء أكاديمية ما في تطبيق، فهذا الرجل ما يصلي صلاة الجمعة فأي إمام هذا، وأي عالم، وأي ذاك! وعرعور هذا المجرم القطبي يقول لا يوجد أحد تكلم في المنهج كما تكلم السيد قطب في شريط لماذا أعدموني، هكذا يتكلم انظر إلى الجهلة ولا هؤلاء يعتبرون مشايخ، يعتبرون أضل الناس، هؤلاء طبع على قلوبهم ما يجري شيء خير على يدهم، انظر إلى الشام ماذا فعل فيها هذا القطبي العرعور ما يجري على يديه شيء، كله شر ما فيهخير.
هذه الأحاديث ليس فقط أحكام جمعة لا لا هذه الله سبحانه وتعالى له مراد في تنزيل القرآن وذكر المنافقين والمبتدعة، وغيرهم، الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر هذه الأحاديث ويأمر وينهى فيها يقصد يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن فيه أناس مثل سيد قطب هؤلاء، وهذا وغيره أن سوف يتركون صلاة الجمعة يتركون الصلوات يقولون مثل هذه الأقاويل وهذه البدع.
فلذلك هذا الحديث يدخل كل هؤلاء يدخلون، والنبي صلى الله عليه وسلم يقصد هؤلاء في هذا الحديث الذي ذكرناه الآن، ما يجوز ترك، والله سبحانه وتعالى أعلمه أن يروي هذا الحديث يقول حق الصحابة لأن الله يعلم أن القطبية وأشكالهم سوف يتركون صلاة الجمعة ويقولون مثل هذا الكلام، هذا رد عليهم، ولهم وعيد شديد، فلا بد أن تفهم الأحاديث والسنة هكذا، ما في أنك شيء أكاديمي، وأن شيء فقهي، وأن أحكام تروى في إذاعة القرآن في الجامعات في كذا.
اختلف العلماء في هذا الحديث، ما في هذه لا، ترى فيه فقه وأشياء تجري على الناس وتحكم على الناس بها أن هذا يدخل في هذا الحديث، وهذه الجماعة تدخل في هذا الحديث، وهكذا، فلا بد أن يعرف، ولا يقال أن هؤلاء أخطاءوا لا، هؤلاء عندهم زندقة، هؤلاء أعداء السنة لا بد أن تعرف معنى أعداء السنة ليس بهكذا الأمر، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين: «لينتهين أقوام من ودعهم الجمعات»؛ يعني تركهم الجمعة يقصد من؟ يقصد من أشكال القطبية والصوفية وغيرهم أنه بيأتي أناس هكذا يتركون، وغير الفساق والفجار الذين لا يصلون صلاة الجمعة، فيأتي صوفي ويقول أنا العبادات وصلوات الجمعة سقطت عني ويجلس في البيت، فهذا الحجازي موجود من أربعين سنة يقول أنا سقطت عني صلاة الجمعة والصلاة والعبادة، وجالس وما نبغي نذكر شلون جالس، وأشياء أخرى.
الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد أشكال هؤلاء ويعلم، فما تمر هذه الأحاديث هكذا في الهواء، ولذلك هؤلاء أصحاب الدورات الآن المميعة هكذا، يمرون على الأحاديث هكذا، يسوق واختلف العلماء وكذا، ويضلون ويشغلون أتباعهم اللي جالسين عندهم هكذا بس ولا يفهم شيء، اللي عندهم ما يفهمون شيء في الدين إلا كلمة هنا وفقه هنا وحديث هنا وإلى آخره، لكن في المنهج والفهم الصحيح لهذه الأحاديث، وأن مراد النبي صلى الله عليه وسلم برواية هذه الأحاديث ما يعرفونه، ولا يذكرون هذا الشيء، بل كأن عندهم هذه السنة وهذه الأحاديث أنها تنفر الناس تفرق الأمة، لماذا النبي صلى الله عليه وسلم رواها؟ عشان تروى وتشرح وتبين للناس تنقذ الناس من الأعداء في الداخل، هذا الأمر لا بد على واحد يفقه به.
وكذلك الإجماع وبتأتي الأحاديث الأخرى، والإجماع من الأمة على فرضية الجمعة، ولذلك قال ابن العربي: (الجمعة فرض بإجماع الأمة)، فكيف الفساق والفجار يتركون الجمعة! وكيف المبتدعة من القطبية والصوفية وغيرهم يتركون الجمعة! ويقولون لا تقام الجمعة إلا بالخليفة الأعظم.
وانظر: «شرح فتح القدير» لابن الهمام (ج2 ص49)، و«رد المختار» لابن العابدين (ج2 ص136)، و«بدائع الصنائع» للكاساني (ج2 ص654)، و«الحاشية» للخرشي (ج2 ص73)، و«المجموع» للنووي (ج4 ص350)، و«نهاية المحتاج» للرملي (ج2 ص283)، و«الأم» للشافعي (ج1 ص188)، و«المغني» لابن قدامة (ج2 ص142)، و«المحلى بالآثار» لابن حزم (ج5 ص63)، وغير ذلك من كتب الفقه التي تكلمت على هذا الأمر.
فإذا الأمر في الحقيقة خطير جدا على الناس فلا يطبع على قلبك يوم من الأيام، فإذا رأيت تقول باطل في القرآن وتقول الباطل في السنة، وتقول الباطل في الآثار، فهذا طبع على قلبك، ولذلك لا تعجب على أن المبتدعة قديما وحديثا لم يتوبوا، ولم يستطع واحد يتوب من المبتدعة إلا أقل القليل لأن هؤلاء طبع على قلوبهم، فلا يطبع لأن الذي يطبع على قلبه فهذا عدو لله، هذا الله يقول لكم هذا عدوي وليس له إلا النار، أي جنة هذا؟
ألا تسمع المبتدعة كلهم قديما وحديثا: اللهم اهدنا، اللهم انصرنا، اللهم اغفر لنا، ولا في شيء من ذلك، ولم يستجب الله لهم في شيء، بل تتجارى بهم الأهواء والضلالات، وترى من بدعة إلى بدعة، فهذا لم يستجب الله لهم، أي هداية يحصلها؟ هذا طبع على قلبه.
وانظر إلى التراثيين من زيارة إلى أخرى، من إخواني إلى إخواني يقولون إخوانه إحنا، هؤلاء طبع على قلوبهم، هذه أمورهم ظاهرة ما يبغي لها كلام ولا أي شيء، فاحذر أن تكون يوم من الأيام في مجلس إخواني، ومجلس صوفي، أو تبليغي، أو كذا أو كذا، فهذا طبع على قلبك، فاحذر هذا الأمر.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.