الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (4) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: أوّل من سمى "الجمعة" بهذا الاسم
2024-07-03
الجزء (4) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: أوّل من سمى "الجمعة" بهذا الاسم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكلمنا في الدرس الذي سلف عن تسمية يوم الجمعة، وبينا ذلك للفائدة، وقلنا أن معنى الجمعة في اللغة العربية: الاجتماع، وبينا ذلك، وفي هذا الدرس نتكلم للفائدة كذلك يعني يكون عندكم معلومة عن هذا الأمر، أول من سمى الجمعة، فذكر أهل العلم في ذلك ثلاثة أقوال، ونذكرها فقط للفائدة، وإلا ليس عليها أي دليل، لكن هي مشتقة من الاجتماع والجمع هذا في اللغة، وهذا يكفي، وبينا ذلك.
* فمن الذي سمى الجمعة؟ فقيل أن كعب بن لؤي أول من جمع يوم العروبة، ولم تسمى العروبة الجمعة إلا مذ جاء الإسلام، وهو أول من سماها الجمعة يعني كعب بن لؤي، وهذا الاسم من نسب النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى عليكم، كذلك قصي بن كلاب من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، فكعب هذا قيل أنه أول من سمى يوم الجمعة.
ونسب النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى عليكم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نجار بن معد بن عدنان، هذا هو نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من آل هاشم، وآل عبد مناف، وآل قصي وآل لؤي، وغير ذلك فهذا كعب بن لؤي من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من سادات قريش في أهل الجاهلية أو في أيام الجاهلية، فقيل هو أول من سمى ذلك، لكن هذا الكلام ليس عليه دليل، أنا أقول لكم بس للفائدة.
القول الثاني: إنما سمى يوم الجمعة؛ لأن قريش كانت تجتمع إلى قصي بن كلاب في دار الندوة، فهذا يدل على أن قصي بن كلاب هو الذي سماها جمعة، هذا قول، وقصي هذا كذلك من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، ودار الندوة هذه معروفة في أيام الجاهلية، فلذلك ترى من أهل الجاهلية من الشيوعي والملاحدة والجهلة يسمون أمكنتهم بالندوة محل كذا باسم الندوة، واضرب في الانترنت سوف تخرج لك أسماء هؤلاء، فيسمون هذا الاسم بناء على هذا.
ودار الندوة معروفة في عهد الجاهلية، كما كذلك سوق عكاظ في أيام الجاهلية، فالعلمانية والذين أفكارهم على أفكار الغرب وغير ذلك يسمون أمكنتهم عكاظ، كذلك جريدة عكاظ وما شابه ذلك، كله لأجل هذا، كله كيد للإسلام والمسلمين في بلدانهم، ولا أحد يدري إلا ما شاء الله، فيريدون أن يحيون أيام الجاهلية وأفكار الجاهلية ليضربوا الإسلام والمسلمين، وإلا ما في أحد يسمي بهذه الأسماء إلا الذي عنده أفكار الجاهلية، فلينتبه الناس لهذه الأسماء وأهلها، وكل ذلك من الأعداء في الداخل، فليس عندنا أعداء فقط كما يقولون اليهود والنصارى، عندنا هنا الأعداء كثر في البلدان الإسلامية في الداخل، وهم هؤلاء أخطر من الذين في الخارج، أرأيت المنافقين جعلهم الله سبحانه وتعالى من أخطر الناس على الإسلام ومن المشركين الظاهرين لماذا؟ لأن هؤلاء يكيدون للإسلام والمسلمين خفية، والكفرة من اليهود والنصارى يكيدون للإسلام ظاهرا، فهم أشر وأخطر.
ولذلك الله سبحانه وتعالى جعل للمنافقين العذاب في الدرك الأسفل من النار، يعني تحت الكفار والكفار فوقهم، وهذا يدل أن هؤلاء أخبث الناس، فانتبه للذين في الداخل لا تهتم كثيرا بالأعداء في الخارج وتترك الأعداء في الداخل، فإن هذا هلاكك وهلاك الناس في البلدان الإسلامية إذا انشغلوا بالأعداء في الخارج وتركوا الأعداء في الداخل لأن الهدم للبلدان الإسلامية يأتي من هؤلاء الذين في الداخل أولا، الأعداء في الداخل من الملاحدة والزنادقة والصوفية والإخوانية والسرورية والتراثية والمرجئية والقطبية وغير ذلك من الأعداء في الداخل.
فإذا أراد الناس الأمن والأمان، ويرتفع عنهم دمار بلدانهم؛ فعليهم محاربة هؤلاء، وكشف هؤلاء، وقمع هؤلاء ليلا ونهار أي الأعداء في الداخل، وبعد ذلك تلقائيا يسقط الأعداء في الخارج، كلش على قولت العوام يسكتون عن البلدان الإسلامية أي اليهود والنصارى ويخافون لأنه ما عندهم أتباع هنا يهدمون الإسلام، فيسكتون يخافون كما هو الآن حادث من بعد أظهروا عدواتهم الآن أخفوها اليهود والنصارى والأعداء في الخارج لأن الأعداء أصحابهم أتباعهم في الداخل سقطوا، فلذلك الكل الآن يتخفى كما ترون.
فهكذا النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقمع الأعداء في الداخل وفي الخارج، والصحابة قدوتهم النبي صلى الله عليه وسلم قاموا على الأعداء في الداخل والخارج، وأكثروا من محاربة الأعداء في الداخل كالجهمية والقدرية والمرجئية والخارجية وغير هؤلاء، فهكذا.
ولذلك لأعداء السنة وأعداء الإسلام وأعداء الدين حيل يحتالون على الناس بضرب الناس في البلدان الإسلامية وهم الإخوانية والمبتدعة، يوجهون الناس على أن العدو عدوكم اليهود والنصارى والأمريكان، والناس يظنون أن هذا كلام عدل وأن هؤلاء فعلا يريدون محاربة هؤلاء، وأنهم يحفظون ديار المسلمين، لكنهم يوجهون الناس هكذا ليسكتون عنهم ولا يتعرضون لهم حكومات ولا غير ذلك، فيسكتون عنهم، ويلعبون في البلدان الإسلامية، فإذا قووا وحصلت لهم الكمية الكبيرة في الشعوب الذي يستطيعون بذلك أن يثورون الناس على البلدان الإسلامية فعلوا، حرضوا على الثورات، وبعد ذلك العدو هذا الخارجي يصير صديق لهم، وين اللي كنتم تقولون أن هؤلاء هم أعداؤكم اليهود والنصارى، وتوجهون الناس على ذلك!.
فهكذا الأعداء، فعلى البلدان الإسلامية قمع الأعداء في الداخل هنا من أهل البدع دعاة الضلالة، أصحاب المناصب هؤلاء، والدكاترة والذين يزعمون يقولون أنهم دعاة ووعاظ وغير ذلك هم الأعداء، وانظر إلى القرآن كيف يتحدث عن المنافقين في الداخل، وكيف يتحدث عن الكافرين في الخارج، من الفاتحة للناس يتحدث عن الأعداء في الداخل وقمعهم وكشفهم، وإذلالهم، ووضع لهم عذاب أليم رب العالمين سبحانه وتعالى عشان الناس يتبعون هذا القرآن ويقمعون الأعداء في الداخل، لا يوجد صديق، لا يوجد نسيب، لا يوجد ذاك لا يوجد أي شيء، هذا هو الأصل فيه ما دام هذا مبتدع ضال مضل.
فاعلم أن الذين في الداخل أخطر من الذين في الخارج، ويأتيك مبتدع من المبتدعة يقول انظر ماذا يقولون أن هؤلاء الدعاة أخطر من اليهود والنصارى، ويسخر سخر الله منك، أنت اللي سخرية وجاهل وعدو وصديق لليهود والنصارى، أي عدو لليهود والنصارى أنت! صديقهم أنت في البلدان الإسلامية تنشر البدع والشرك والمنكرات، يفرحون بك أصلا.
وإذا أردت أن تعلم إذا قمعوا هؤلاء في البلدان وهربوا انظر أين يذهبون إلى بلد إسلامي؟ لا، يذهبون إلى الغرب ما يسمى باللجوء السياسي، وهذا يدل على أن هؤلاء من أهل الجاهلية أتباع قصي بن كلاب، وأتباع كعب بن لؤي، هؤلاء أتباع هؤلاء سادات قريش في أهل الجاهلية، فلذلك انظر يسمون بهذه الأسماء الآن، فانظر في هذا الأمر تره كفره هؤلاء هذا في الجملة يعني أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم سمعت شلون؟ لتتعجب أن قصي هذا من سادات أهل الجاهلية لكنه من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نريد أن نبين هذا الأمر فلا تعظمونهم مثل الصوفية والروافض يضعون لهم أحاديث على أن قصي أسلم، قصي هذا أصلا مات قبل الإسلام متى أسلم؟ أشياء عجيبة وغريبة.
عبد المطلب كذا مشكلة مع هذه المبتدعة والصوفية يحط له نسب قصي ما أدري شنو من أهل الجاهلية، وأنت متى ولدت؟ بس عشان يزعم أنه من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، أنت صوفي أنت مجرم أي نسب الرسول صلى الله عليه وسلم منه؟ ولذلك أكثر الهاشمية كلها رافضة، وأكثر الهاشمية كلها صوفية، كلها أنساب موضوعة ولا شيء، فهؤلاء دائما مبتدعة عشان يكذبون على الناس يضعون لهم هذه الأنساب ولا واحد أصلا.
فلذلك يعني ننتبه للمقصد وننتبه للأفكار الجاهلية الآن يعني البلدان ممتلئة من هذه الأفكار وهذه الأمكنة، يسمون هذه الأسماء الآن، وما يريدون أن يحيونها بما يسمى بالتراث من القبورية وغير ذلك إلا لأجل هذا، لأجل أيام الجاهلية يريدون يعيدون الناس إلى الجاهلية لماذا؟ إذا أضلوا الناس تمكنوا منهم، تمكنوا منهم فيطيعونهم في أي شيء، هذا هو مرادهم، يحبون الرئاسة، يحبون السيادة، يحبون كذا، وإلا هذا أصلا هذا سيد هذا إلا واحد منتهي جيفه هذا سيد، فيريدون كذا، يريدون شهوة المال والرئاسة وكذا، والسيادة وكذا وكذا، وإلا أي سيد هذه؟ سيد، فلذلك كل مرادهم كل الشهوة والدنيا والرئاسة ويريدون الناس إذا أضلوا، كلما أضلوا الناس صاروا أتباع لهم، فيأمرونهم بأي شيء يفعلون.
فحتى التراثيين ليش يضلون شبابهم يأتون لهم من دعاة الضلالة دورات بدعية عشان يضلون شبابهم عشان ما في أحد ينكر عليهم، عشان ما في أحد يرفض أوامرهم، يقودون الناس مثل البهائم، كل الأحزاب والفرق هكذا، ما يريدون كتاب، ما يأمرون الناس بالكتاب والسنة لا، بأفكارهم، أما أهل السنة الجماعة يأمرون الناس بكتاب الله، يأمرون الناس بالسنة حتى يقولون لهم لا تقلدوني في هذا إذا أخطأت إذا تبين لك خطأي، وهكذا، هكذا أهل السنة، هكذا السلف، هكذا أهل الحديث، لكن هؤلاء لا، ولا يريدون مال، ولا يريدون زواج على هذه الطريقة البدعية، ولا يريدون شيء، يفعلون هذا لله سبحانه وتعالى، ويتعاملون مع الخلق هكذا كما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس على حسب الدين.
لكن هؤلاء هكذا ليش يضلون الناس بهذه الأمكنة، وهذه الأسماء، ويفعلون لهم الأماكن هذه، وفيها لهو ولعب؟ لكي يكونوا تحتهم ويأمرونهم؛ فيطيعونهم؛ هذا هو المراد من ذلك، فأي شيء يريدون من هؤلاء يحصلونه من الأموال وغير ذلك، وإلا هم لماذا الآن يريدون أن يكسبوا هذا التاجر وهذا التاجر الحزبيون، ويضعون هذا المقاول وهذا كذا وكذا كله للمصلحة، أموال يحصلون من عنده سلم واستلم، طريقتهم اتصل نصل؛ لله، وهكذا، هؤلاء المبتدعة هم الآن القائمون بأفكار الجاهلية فانتبه لهم.
والقول الثالث في تسمية الجمعة: أن الأنصار هم الذين سموها جمعة، وذلك حين اجتمع أهل المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهذا كله ليس عليه أدلة ولا شيء، لكن نحن نذكر لكم يعني للفائدة فقط معلومة، يأتيكم شخص يقول لك سمعت الجمعة من الوعاظ كذا وكذا وكذا، تقول له ترى كل هذه الأقوال غلط ومش عنه.
ومن أراد الزيادة في ذلك فلينظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص353)، و«عمدة القاري» للعيني (ج5 ص238)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج3 ص500)، و«تاج العروس» للزبيدي (ج5 ص306)، و«الروض» للسهيلي (ج1 ص8)، و«أحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص98)، و«المحلى بالآثار» لابن حزم (ج5 ص45)، و«الصحيح الجامع» للبخاري (ج3 ص1398).