القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (3) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: سبب تسمية "يوم الجمعة" بهذا الاسم - للمحدّث العلامة فوزي الأثري

2024-07-01

صورة 1
الجزء (3) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: سبب تسمية "يوم الجمعة" بهذا الاسم - للمحدّث العلامة فوزي الأثري

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد رب للعالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين.

ولعل في هذا الدرس نتكلم عن سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم، وذكر أهل العلم منهم ابن حجر في كتابه «فَتْحَ البَارِي» وغيره من العلماء أقوالًا مختلفة من قبل أهل العلم في سبب تسمية يوم الجمعة، ولعل نذكرها للفائدة فقط لكي تعرفون اختلاف العلماء في هذه التسمية فقط، وإلا نأخذ فقط بالنسبة عن معنى الجمعة، وهو المراد في اللغة، والمعنى: الاجتماع، والله سبحانه وتعالى سمى هذا اليوم يوم الجمعة، والله سبحانه وتعالى بيّن بقية الأيام، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولبعض هذه الأيام أسماء، وبعض الأشياء التي تكلم عليها أهل العلم.

* لكن معنى الجمعة الاجتماع هذا هو الصحيح، ويكون المعنى لغوي فقط، وسوف نذكر هذه المسميات عن يوم الجمعة للفائدة فقط، وإلا كله ما في أي دليل عليها، فكان يوم الجمعة يُسمى في أيام الجاهلية العَروبة بفتح العين المهملة وضم الراء العَرُوبة، وهذا الاسم معروف لديكم ومشهور في البلدان.

والعَروُبة: هو اسم قديم أي: قبل الإسلام ليوم الجمعة عند الجاهلية، وكأنه ليس بعربي، فيوم الجمعة في أيام الجاهلية يسمى العَرُوبة، وذكر ابن حجر في «فَتْحَ البَارِي» هذا باتفاق العلماء هذا قبل الإسلام.

ويُقال: يوم عَرُوبة بدون ألف ولا لام، يوم عروبة، ويُقال: ويوم العروبة بالألف واللام، والأفصح ألا يدخلها الألف واللام يقال: يوم عروبة.

والعروبة قيل في معناها أي: البيّن العظيم يعني يوم عظيم وبيّن، وقيل العروبة الرحمة، والمعنى هذا والمعنى الآخر يجتمعان، وَانْظُرْ: «لِسَانَ العَرَبِ» لابن منظور (ج1ص593)، وَ«الروض» وهذا الكتاب في شرح سيرة ابن هشام للسهيلي (ج4 ص98).

فإذًا يوم الجمعة في أيام الجاهلية يسمى العروبة، ولكن في هذا الزمان يعني ذكروا أو ذكر أهل اللغة يُشتق من أمور لكن في هذا الزمان كلمة عروبة مشتقة من العرب، ويقولون العَروبة، ويعنون بذلك أحياء أيام الجاهلية وأحياء العروبة والعصبية، وهؤلاء الذين يدندنون بكلمة العروبة هم الشيوعية في البلدان الإسلامية كما لا يخفى عليكم، ويدندنون بذلك لإحياء العصبيات والأحزاب الجاهلية، ولا يريدون الانتساب إلى الدين الإسلامي، يريدون الانتساب إلى العروبة الجاهلية لا دين ولا شيء.

وهؤلاء يدّعون الذكاء والعلم والتطور والحداثة وما شابه ذلك، وترى هذا طبيب وهذا مهندس وهذا إداري وهذا كذا وهذا كذا، ومع هذا يحيون هذه العصبيات الجاهلية بهذا الإلحاد، وهؤلاء درسوا في الغرب ودرسوا عند الشيوعية، وبعد ذلك يرسلون هؤلاء في بلدان المسلمين، ومقصد هؤلاء اليهود والنصارى والشيوعية وغيرهم تدمير الإسلام والمسلمين في البلدان بنشر هذه الأفكار على مسمى أننا كلنا عرب، ومن قبائل عربية، وديننا قام على العرب، وما شابه ذلك، لكن يدسون السم في العسل فيأتون بهذه العصبيات، نفس طريقة الرافضة، نفس طريقة المعتزلة، نفس طريقة الجهمية، نفس طريقة الأشعرية، نفس طريقة الداعشية، وهكذا يريدون تدمير الإسلام والمسلمين في البلدان الإسلامية، وتغيير أفكار المسلمين رجالًا ونساء، بناتًا وأبناءً صغارًا وكبارًا، لكن هيهات هيهات لم يتغير أحد من المسلمين بهذه الأفكار إلا الذين يأتون من جهتهم من الغجر والهمج ويفعلون أنفسهم أطباء ومهندسون وإلى آخره، وهم يريدون أن يحيون أيام الجاهلية.

فلذلك كلمة يوم الجمعة تُسمى في الجاهلية العروبة، ولذلك هؤلاء الآن الشيوعية يريدون يحيون أفكار الجاهلية، فاعرف ذلك واعرف دينك، واعرف كيف يكيد لك أعداء الإسلام في الداخل والخارج، ويريدون تغيير فطر المسلمين بأي شيء بالعلمانية، بالماسونية، والشيوعية، وكلها شر واحد ومن أهل الشر كذلك، فلذلك هؤلاء ينادون بهذه العصبية فاحذرهم.

ولله الحمد نحن في البلدان الإسلامية عندنا الإسلام، وهذا الإسلام من رب العالمين سبحانه وتعالى وبُعث به النبي صلى الله عليه وسلم، وباللغة العربية، وكذلك من قام به بعد النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق بعد الأنبياء والرسل وهم الصحابة رضي الله عنهم، فلذلك نحن مع هؤلاء مع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ونعتز بهذا الإسلام ولا نرضى بهذه العصبيات والأحزاب، وهذا الإسلام فيه النجاة في الدنيا وفي الآخرة، وفيه العز في البلدان الإسلامية وفيه الأمن والأمان والطمأنينة والسكينة، وبركة الرزق في كل شيء.

فلذلك على الناس أن ينتموا إلى إسلامهم الصحيح، ويتركوا هؤلاء كل واحد فاعل نفسه أنه من أذكى الأذكياء، وهو في الحقيقة ليس عنده عقل ما دام أنه لا يريد هذا الإسلام، ولا يريد أن يكون مسلمًا ويوم القيامة أشكال هؤلاء يعترفون أنهم كانوا مجانين، وأنهم لا يعقلون، وأن المسلمين هم أعقل الناس كانوا في وجه الأرض أو على وجه الأرض، فعليك بهذا الإسلام وأن تكون مسلمًا.

ثم بعد ذلك نبين وجوه هذه التسمية فلماذا سُمي يوم الجمعة؟ وبينت لكم أنا أذكر لكم يعني هذه الأمور للفائدة فقط، وإلا الله سبحانه وتعالى سمى هذا يوم الجمعة والمعنى اللغوي الاجتماع وانتهي الأمر، فقيل فيها وجوه في هذه التسمية أولًا قيل سُمي بيوم الجمعة لأن خلق آدم جُمع في يوم الجمعة، وذكروا هنا أحاديث كلها ضعيفة لا تصح؛ لأن خلق آدم جُمع في يوم الجمعة، وذكروا أحاديث منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا سلمان -سلمان الفارسي رضي الله عنه- ما تدري يوم الجمعة به جُمع أبوك أو أبوكم» الحديث، هذا الحديث وهذا الحديث أخرجه ابن خزيمة في «صَحِيحِهِ»؛ بإسناد ضعيف، ولا يصح، وهذا الحديث ذكره ابن حجر في «فَتْحَ البَارِي» (ج2 ص353)، وذكره مرفوعًا، كذلك ذكره موقوفًا ولا يصح.

وأخرجه الخطيب البغدادي في «تَارِيخَ بَغْدَادَ»؛ بلفظ: «إنما سُميت الجمعة لأن آدم جُمع فيه خلقه»، وإسناده ضعيف لا يصح.

وذكر العيني في «عُمْدَةَ القَارِي»: أثر عن ابن عباس معلقًا ضعيفًا، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «إنما سُمي يوم الجمعة لأن الله جمع فيه آدم عليه السلام»، ولا يصح كذلك.

فهذا المعنى الأول لا يصح أنه سُمي يوم الجمعة لأنه جُمع خلق آدم عليه السلام ما يصح، وفيه بعض أهل العلم يعني رجحوه لهذه الأحاديث كلها ضعيفة وما يصح.

ثانيًا: وقيل إنما سُمي بذلك لاجتماع الأنصار مع ابن زرارة الخزرجي قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة، فصلى بهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا إليه، إلى آخر الحديث، وهذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في «المُصَنَّفِ» من طريق أيوب عن ابن سيرين قال: «جمّع أهل المدينة قبل أن يقدم الرسول ...» وهو حديث مرسل ضعيف؛ لأن ابن سيرين من التابعين يروي هذا الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو تابعي، فالحديث مرسل ما يصح.

فإذًا التسمية هذه لاجتماع الأنصار مع ابن زرارة الخزرجي لا يصح، والأول كذلك لا يصح.

ثالثًا: وقيل سمي بذلك لاجتماع الناس للصلاة فيه يعني لصلاة يوم الجمعة، وبهذا جزم ابن حزم في المحلى بالآثار، لكن هذا كذلك لا يصح ولا فيه أي دليل على أنه سُمي يوم الجمعة لاجتماع الناس للصلاة لأن أصلًا هذا الأمر ليس عليه أي دليل، والمعنى اللغوي يدخل فيه أن معنى يوم الجمعة معناه الاجتماع فقط، معناه الاجتماع في اللغة العربية، أما في الاصطلاح أو سمي لأجل هذا الأمر فليس فيه دليل، حتى يعني بعض أهل العلم كابن حجر وغيره يعني ردوا على ابن حزم في هذا.

رابعًا: وقيل سُمي بذلك لما جُمع فيه من الخير وجمع يعني الناس فيه من الخير، فسُمي بهذا الأمر بيوم الجمعة، وكل ذلك يعني ليس بصحيح.

فهذا للفائدة وبالنسبة للمعنى الشرعي لا يثبت فيه أي دليل في ذلك، ولو في شيء لبيّنه النبي صلى الله عليه وسلم للناس، وليس فيه كبير فائدة أصلًا لهذا، لكن المعنى اللغوي صحيح أن معنى الجمعة الاجتماع والشيء المجموع، والناس كما ترون الآن يعني يجتمعون للصلاة في يوم الجمعة، لكن ليس هذا فيه دخل لهذا المعنى أصلًا.

ومن أراد الزيادة في هذا فلينظر إلى: «فَتْحَ البَارِي» لابن حجر (ج2 ص353)، وَ«الإِصَابَةِ فِي تَمْيِّيزِ الصَّحَابَةِ» لَهُ (ج1 ص34)، وَ«المُحَلَّى بِالآثَارِ» لابن حزم (ج5 ص45)، وَ«عُمْدَةَ القَارِي» (ج5 ص238)، وَ«المُصَنَّفِ» لعبد الرزاق الصنعاني (ج3 ص159)، وَ«الجامع الصحيح» لابن خزيمة (ج3 ص118»، وَ«تَارِيخَ بَغْدَادَ» للخطيب (ج2 ص397)، فهذا مختصر لكلام طويل لأهل العلم فلا تشغل نفسك به، فهذا المختصر، لكن من أراد أن يطلع على أكثر هذه المعاني فيرجع إلى هذه الكتب، وبيّنت ذلك.

* لكن هذه المعاني الشرعية يعني معنى يوم الجمعة في الشرع ما يصح فيها شيء، لكن الصحيح المعنى اللغوي وهي أن الجمعة من الاجتماع.

بقي باب واحد في المعاني، والاصطلاحات هذه، وبعد ذلك ندخل في الأحاديث يكون الدرس القادم وبعد ذلك ندخل في شرح الأحاديث.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan