الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (1) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: ضبط كلمة " الجمعة " - وأوجه القراءات فيها
2024-06-29
الجزء (1) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: ضبط كلمة " الجمعة " - وأوجه القراءات فيها
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وانتهينا في الدروس التي سلفت عن صلاة الخوف، وكيفيات صلاة الخوف، ولعل نبتدأ في «شرح كتاب الجمعة في صحيح مسلم»، وقبل أن ندخل فيه إلى حديث وهذه الأبواب، فلعل نتكلم عن ضبط كلمة الجمعة وأوجه القراءات فيها.
ولعل في الدرس القادم نتكلم عن مقدمة في عظم هذا اليوم، وأن الله سبحانه وتعالى عظم يوم الجمعة، وجعله يوم عيد للمسلمين لعظمه، وفي الحقيقة هذا اليوم فيه فوائد كثيرة من العبادات قل من يعرفها، ما فيه إلا أن الناس يقبلون على صلاة الجمعة المعروفة، ويجتمعون ويقرؤون سورة الكهف، هذا مبلغهم من العلم، وفي الحقيقة هؤلاء فاتتهم أحكام كثيرة وعبادات كثيرة وأجور عظيمة في هذا اليوم، ما يعرفونها، فإذا انتهت صلاة الجمعة لا يعرفون شيئًا من ذلك.
ولذلك على المسلم أن يعرف هذه العبادات وهذه الأحكام خاصة الشهور الخاصة، وكذلك الأيام كيوم الجمعة، فيعرف الأحكام ويعرف العبادات فيها ويطبقها، لأن هذا العبد في الحقيقة يفاجئه الموت، ما يدرك بعد ذلك، ولا يخفى عليكم ما يحصل في الصيف من البلاوى والعقاب والابتلاءات، وكذلك الشتاء إعصارات وأشياء كثيرة لا يخفى عليكم، لا يدري العبد، فلماذا العبد يعني هذا الإعراض عن العلم الشرعي لماذا؟ وهذه الأحكام يعني موجودة على المسلم أن لا يكون عاميًا كهؤلاء، فهؤلاء في الحقيقة يموتون ولا يعرفون شيئًا في الإسلام إلا حرفًا هنا وكلمة هناك، ومنطق هناك.
* لذلك هذا اليوم يوم عظيم والنبي صلى الله عليه وسلم عظمه وبيّن فيه أشياء كثيرة وفيه أبواب وفوائد، فالشخص يطبق هذه الواجبات، وهذه السنن في يوم الجمعة، يحصل على أجور كثيرة وكبيرة لا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى.
وسوف نتكلم عن مقدمة في الدرس القادم لتعرف عظم هذا اليوم، كأنك تعيش أول مرة تسمع عن يوم الجمعة، من أدلة من الكتاب والسنة والأثار، كم جمعة الآن صادفتك أنت؟ الألوف المؤلفة، لكن سوف تأتيك الأخبار وتقول هذه الأحكام موجودة في يوم الجمعة، إذا هؤلاء الخطباء والذين على شكلتهم لا يعرفون سنة قراءة قاف فوق المنبر، لم نسمعها من خطيب إلى الآن، كم يخطب هؤلاء من الجمع؟ ما في، لكن إن شاء الله سيأتي ذلك.
* فعندنا ضبط كلمة الجمعة، وأوجه القراءات فيها:
وردت كلمة الجمعة في الذكر الحكيم في قوله تعالى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُدِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعِ﴾ [الجمعة:9] هذا في سورة الجمعة الآية التاسعة، الآن في هذه القراءة، وهي قراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود الأسدي، يقرأ بهذه القراءة، وهي عندنا بضم الجيم وضم الميم، وهذا يسمى في القراءات التثليث، الجُمُعة بضم الميم، ويأتي الكلام عليها الآن، فهذه القراءة معروفة لديكم وهي في أصل المصحف، وفي الرسم العثماني، وهذه الأمور بيناها في أبواب القراءات في الدروس التي سلفت.
* فلا بد للمسلم أن يعرف على الأقل أشياء تفيده، حتى لو لم يستطع أن يطبقها، يستفيد ويعرفها علميًا، لعل يطبق شيئًا منها ويعرف شيئًا منها، هذا أقل شيء للمسلم.
وفيها ثلاث لغات وقراءات، كلمة الجُمُعة، هذه قراءة في أصل المصحف، وفيها ثلاث لغات وقراءات، عندنا اللغة الأولى والقراءة الأولى من القراءات: الجُمُعة بضم الجيم وضم الميم مثقلة، فتقول هكذا: الجُمُعة وهي مثقلة، وهي قراءة جمهور القراء، هذه القراءة الضم قراءة جمهور القراء، ولغة أهل الحجاز في جزيرة العرب، وبها قرأ عاصم بن أبي النجود الأسدي شيخ القراء بالكوفة، وأحد القراء السبعة، وهو معروف ومشهور، فيقرأ فيها، وهذه قراءتنا نحن، وعندكم في المصحف الجُمُعة.
وَانْظُرْ: «فَتْحَ القَدِيرِ» لِلشَّوْكَانِيِّ (ج5 ص227)، وَ«روح المعاني» للألوسي (ج28 ص99)، وَ«غاية النهاية لطبقات القراء» للجزري (ج1 ص346).
وهذا الألوسي المفسر هذ جد الألوسي الذي شرح مسائل الجاهلية، وهذا ليس الألوسي الذي شرح مسائل الجاهلية، وهذا يختلف عن هذا، الألوسي هذا يختلف عن هذا.
هذه القراءة الآن يعني القراءة الثانية للقراء الجُمْعة، بضم الجيم وتسكين الميم مخففة، فتكون قراءة الجمعة هنا مخففة الجُمْعة بضم الجيم، بعد ذلك سكون الميم الجْمْعة، القراءة الأولى قراءة الجمهور وهي المشهورة بضم الميم الجُمُعة، أما هنا الجُمْعة، وبها قرأ الإمام الأعمش وهو سليمان بن مهران الأسدي وهو معروف من كبار القراء قرأ بها، ولذلك البعض يشذّذ قراءة الأعمش وهي قراءات صحيحة، وهذه قراءة صحيحة، وبيّنا في أبواب القراءات ما يجوز لأي شخص أو شيخ من أصحاب هؤلاء التجويد أن يشذّذ قراءة من القراءات، بناءً على تقليد فلان وعلّان وهكذا.
* بيّنا لا بد بدليل أن هذه القراءة شاذة، ولا يلزم أن القراء لم يقرأوا بها تكون شاذة، حتى لو لم يقرأ بها القراء المعروفين، فهي غير مشهورة عندهم، لم يقرأوا بها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها، الصحابة قرأوا بها، التابعين قرأوا بها، القراء هؤلاء المشهورين لم يقرأوا بها، يضربون عليها ويقولون هذه شاذة، ليس بصحيحة، قلنا القراءة على الإسناد، إذا ثبت إسناد القراءة فثبتت القراءة، سواء قرأ بها القراء أو قرأ بها الناس في هذا الزمان أو لم يقرأوا بها، فهي ثابتة قراءة ثابتة، ما يجوز أن نقول أنها شاذة، ولذلك قراءة الجُمْعة صحيحة، لو قلت يوم الجُمْعة صحيحة قراءتك، ولو قرأت الجُمُعة صحيحة، والجُمْعة صحيحة كذلك فهي قراءة، قراءة الأعمش وهو من كبار القراء.
وتسكين الميم الجمْعة لغة بني عقيل، وبني عقيل هؤلاء من العرب، وبينت لكم في دروس الكلام على القراءات واللغة العربية أن هناك قبائل كثيرة وبطون كثيرة من العرب يتكلمون بالعربية، وبينت لكم هناك أحرف سبعة وعشرة وأربعة عشر، وغير ذلك، وفيه شيء لم يذكر كما قال الطبري وغيره من العلماء، لم تذكر هذه القراءة، ولم يقرأ بها الناس ولم تشتهر، فهناك لغات أخرى لم تشتهر، لكنها هي قراءة صحيحة، فلذلك لو قرأ شخص بقراءة غير مشهورة قراءته صحيحة، فلا يجوز لأي أحد ولا يجوز لأهل التجويد هؤلاء، والقراء في هذا الزمان ينكرون ذلك، يقولون أن هذه القراء لم يقرأوا بها وهي شاذة، فلذلك ننتبه لهذا الأمر.
فإذًا القراءة الثانية الجُمْعة بضم الجيم وسكون الميم، وتكون مخففة، وهي أيسر للناس، لأن الجُمُعة فيها شيء من التثقيل خاصة على العوام، لكن العوام ماذا يقولون الآن؟ الجُمْعة يمشون في كل مكان حتى الذي لا يعرف لا يقرأ ولا يكتب، لو يجعلونهم يقرأون بهذا لأنه أين يصير الجُمُعة، فالقراءة هذه المخففة أيسر للناس، فعلى الناس أن يقرأوا بذلك ييسرون على الناس، فالدين هذا دين يسر في القراءة وغير ذلك.
قال ابن منظور في «لِسَانَ العَرَبِ» (ج8 ص58): (خففها الأعمش، وثقلها عاصم وأهل الحجاز)، انتهى كلام ابن مَنْظُورٍ.
فخففها الأعمش بالقراءة يعني سكن الميم، وثقلها عاصم والبقية من القراء بضم الميم، الجُمُعة هذه تثقيل، الجُمْعة تخفيف، وهي قراءة أهل الحجاز وثقلوها أهل الحجاز، وما زالت هذه القراءة موجودة في الحجاز وفي غير ذلك من البلدان، والتثقيل أن تتبع الضمة الضمة، وبه كما بينت لكم قرأ الجمهور منهم حيوة ابن شريح الحمصي الحافظ، وإبراهيم بن أبي عبلة التابعي له حروف في القراءات، وهي رواية لأبي عمرو بن العلاء بن عمار مقرئ أهل البصرة من الطبقة الرابعة، والتخفيف كذلك من رواية أبي عمرو وهو من قراء أهل البصرة البصري المعروف، وكذلك له رواية أخرى، فهؤلاء القراء قرأوا بهذا التخفيف وهؤلاء حفاظ، فأين الناس وأين المجودين في هذا الزمان لماذا لم يقرأوا بهذه القراءة؟ ولماذا لم نسمعها إذا قرأوا سورة الجمعة؟ فتُقرأ هذه أحيانًا وهذه أحيانًا.
وَانْظُرْ: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص78 و83)، وَ«غاية النهاية في طبقة القراء» للجزري (ج1 ص 265)، وَ«البَحْرَ المُحِيطَ» لأبي حيان (ج8 ص267)، فهذه قراءة.
ويقول الزبيدي في «تَاجَ العَرُوسِ» (ج5 ص 306): (والجُمْعة بضم الجيم وتسكين الميم لغة بني عقيل)، فهي قراءة وقرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه من لغة العرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهي قراءة ثابتة، فمن أراد إصابة السنة والأجر فينوع في القراءات على حسب استطاعته، وتابعه الفيومي في «المِصْبَاحَ المُنِيرَ» تابع الزبيدي في (ص118)، وزاد عليه بقوله: (وأما فتح الميم فلغة بني تميم، وضم الميم لغة أهل الحجاز، وأما الجمْعة بسكون الميم فاسم لأيام الأسبوع أولها السبت)، فذكر كذلك القراءة الثالثة بفتح الميم الجمَعة بفتح المي هذه لغة بني تميم، وبنو تميم معروفون باللغة وفصاحة اللغة العربية، وهناك قراءات كذلك لهم، وضم الميم لغة أهل الحجاز.
وأما الجمْعة بسكون الميم فهناك معانٍ، فالقراءات هذه تقرأ ولها معانٍ يستفيد منها في الأحكام وفي المعاني، وتعرف تعريفات لكلمات، فهذه القراءة تعني كذا، وهذه القراءة تعني كذا وهكذا، والناس للأسف الآن يقرأون هذه القراءات أو بعضهم يقرأ هذه القراءات لكنه ما يعرف معناها، فالأصل المعنى، القراءة مع المعنى لأن هناك أحكام يستفيد منها المسلم.
* فالآن إذا قلنا الجمعة بتسكين الميم، فهذا اللفظ أو هذه الكلمة تعني لأيام الأسبوع، أولها السبت، يعني من السبت إلى الجمعة هذا الأسبوع يسمى جمْعة، فبسكون الميم الجمْعة تعني في لغة العرب من يوم السبت إلى الجمعة هذا الأسبوع يسمى جُمْعة، الأسبوع كله يسمى جمْعة، فلذلك إذا ذكرت الأسبوع يقول لك هذه جمْعة، فلا بد أن تعرف أن قوله صحيح.
ولذلك بعض أهل العلم أخذوا بهذا وقالوا يجوز قراءة سورة الكهف يوم السبت أو الأحد أو الاثنين أو الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس أو الجمعة، وأنتم أول مرة تسمعون هذا الكلام، كم جمعة صليتم الحين كم جمعة؟ من بلغتم ورحتوا المساجد إلى جمعة، كم سنة وأعماركم كم، أول مرة تسمعون أن الأسبوع كله يسمونه جمْعة.
ولذلك بعض أهل العلم قالوا: يجوز قراءة سورة الكهف يوم السبت، ويوم الأحد، أو الاثنين أو الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس أو الجمعة لأن في الأحاديث أطلق النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لكن الصحيح لا مقصد النبي صلى الله وسلم الجمعة المعروف، الذي هو الجُمُعة بضم الميم، ولذلك البعض هنا من رؤوس الأحزاب يفتون الناس بهذا أنه يجوز تقرؤون سورة الكهف في طول الأسبوع ولا يعني بذلك يوم الجمعة، المعروف لكن لا، الصحيح المقصد يوم الجمعة يوم الجمعة المعروف، وهذا عليه أكثر العلماء، وهو الصحيح.
ويقول ابن منظور في «لِسَانَ العَرَبِ» (ج8 ص85): (والأصل فيها التخفيف) يعني الجمْعة بسكون الميم بضم الجيم وسكون الميم، والأصل فيها التخفيف لكن الناس قرأوا هذه القراءة الجُمُعة بضم الميم واشتهرت كما لا يخفى عليكم، والصحيح أنه يجوز الضم في الميم ويجوز السكون.
والقراءة الثالثة: الجُمَعة بفتح الميم، وهذه قراءة كذلك بضم الجيم وفتح الميم، وهي لغة بني تميم كما ذكر الزبيدي وغيره، وبها قرأ بعض القراء منهم أبو العالية رفيع رياحي، وهو من التابعين معروف إمام من أهل الحديث، وعدي بن الفضل البصري روى الحروف عن أبي عمرو البصري، هو راوٍ الحروف هو روى قراءة أبي عمرو البصري هو هذا عدي بن الفضل البصري.
وفتح الميم القراءة الثالثة رواية لأبي عمرو البصري، ما دام عدي البصري هذا قرأ بها فهي كذلك قراءة لأبي عمرو البصري بفتح الميم، وهذه القراءة الثالثة في سورة الجمعة تفتح الميم في قراءتك، وهذه القراءة شددها أبو حيان الأندلسي لكن ما أصاب، لكنه صحيح قراءة من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ومن القراءات المعتمدة في ديننا، وقرأ بها هؤلاء الحفاظ هؤلاء القراء وهؤلاء الأئمة كأبي العالية، وفي الحقيقة القراء لم يقرأوا بها في هذا الزمان، ولم تشتهر وهي رواية لأبي عمرو من بعده لم يقرأ أحد من القراء كما قال الألوسي في روح المعاني وغيره، لكنها قراءة صحيحة قراءة الفتح فتح الميم قراءة صحيحة.
وَانْظُرْ: «معرفة القراءة الكبار» للذهبي (ج1 ص149)، وَ«غاية النهاية في طبقة القراء» للجزري (ج1 ص510)، وَ«زَادَ المَسِيرِ» لابن الجوزي (ج8 ص262)، وَ«البَحْرَ المُحِيطَ» لأبي حيان (ج8 ص٢٦٢).
ولذلك يقول الفراء في «معاني القرآن» (ج3 ص156)؛ عن الجمعة يقول: (خففها الأعمش -كما بينت لكم- فقال الجُمْعة، وثقلها عاصم الأسد الكوفي وقال الجُمُعة وأهل الحجاز، وفيها لغة جمَعة بالفتح فتح الميم وهي لغة بني عقيل لو قرئ بها كان صوابًا)، فالفراء وهو من القراء يصوب هذه القراءة الثالثة بفتح الميم، وهي صواب يقول ويقرأ بها لكنها غير مشهورة، والذين قالوا بذلك ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يوم جمَعة، كما تقول رجل ضحَكة للذي يكثر الضحك، فبفتح الميم صفة لهذا اليوم وهو يوم الجُمَعة، وتعرف أن بهذه القراءات أن يوم الجُمَعة الجمعة المعروف اليوم الواحد هذا.
وهذا يؤكد لك أن قراءة سورة الكهف يكون في هذا اليوم بضم الميم وفتح الميم، بخلاف سكون الميم الذي يعني جميع الأسبوع، وبضم الميم وفتح الميم يعني بهذا اليوم المعروف الذي هو يوم واحد، وعينه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة منها في مسألة نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصيام عن يوم الجمعة، وبيأتي أحاديث كثيرة في هذا اليوم خاص بهذا اليوم، من ذلك قراءة صفة الكهف.
ويجوز العبد أن يقرأ سورة الكهف من الليلة، فإذا غربت الشمس من يوم الخميس دخلت هذه الليلة في الجمعة، فهي من ليلة الجمعة؛ فيجوز أن يقرأ سورة الكهف من الليل، ويجوز أن يقرأ في الضحى من يوم الجمعة، والظهر والعصر قبل أن تغرب الشمس من هذا اليوم لأنه إذا غربت الشمس دخل يوم السبت وهي الليلة، وهذا ينحسب باللغة العربية أنها ليوم السبت، وهكذا يعني يبين الفراء أن هذه القراءة هي صواب كقراءة الضم وكقراءة السكون وقراءة الفتح.
ولذلك يقول الأزهري في «معاني القراءات» (ص490) يقول: (اتفق القراء على الجُمُعة يعني بضم الميم بضمتين ضمة الجيم وضمة الميم، وقال الفراء أنه لو قرأ الجُمَعة بفتح الميم كان جائزًا)، وليس بقراءة شاذة ولا شيء حتى لو لم يقرأ بها الناس ولم تشتهر، الآن لم يقرأ بها الناس فلم تشتهر، ولا حتى عند القراء يعني أكثر القراء لم تشتهر بهم هذه القراءة لكنها جائزة، ثم يقول: (ولكن لا تجوز القراءة بها لأنه لم يُقرأ بها)، لكن الصحيح أنه يقرأ بها، وبينت لكم في أحكام القراءات ما دام هي قراءة ثابتة وعن العرب فيجوز القراءة بها.
ولذلك الآن عندنا الجُمُعة بالضم مثل الجُمْعة بالإسكان يعني ضم الميم وإسكان الميم، معناه المجموع أي يوم الفوج المجموع، ولذلك سُمي هذا الجُمُعة لأن الناس يجتمعون في الصلاة، وسُميت المساجد الجوامع لأنه يجتمع فيها الناس للصلاة وللخطبة، ويسمعون الذكر، وبيأتي الكلام عليها، وبفتح الميم الجامع يوم الوقت الجامع.
فهذه معاني الجمعة واللغات والقراءات، وممكن لو زاد أراد أن يزيد الشخص فلينظر: «مصحف القراءات العشر المتواترة» للحمراني (ص576)، وَ«القراءات العشر» لأميرة بنت علي شرف (ص25-27)، وَ«معجم القراءات القرآنية» (ج5 ص١٢٣)، وَ«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص70).
فاهمين شيء مفهوم وإلا في كلام آخر كذا فأنا أترك الخلافيات والأشياء هذه وأهذب كلام القراء أو الفقهاء أو المحدثين ونسهله للناس ليسهل على الناس فهمه.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.