الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (8) أحكام اللعب والرياضة: اللعب بالكرج وهو الحصان الخشبي ويسمى في زماننا (سكوتر)
2024-06-21
الجزء (8) أحكام اللعب والرياضة: اللعب بالكرج وهو الحصان الخشبي ويسمى في زماننا (سكوتر)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم بعد ذلك نأتي إلى اللعب بالكرج، وهذه الأشياء أسماء قديمة، بنأتي بالأشياء الجديدة التي تعرفونها لا بد، لكن نريد أن نبيّن أن اللعب حتى في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان صغار الصحابة يلعبون من أبناء وبنات، كذلك في القديم في عهد التابعين، وفي القديم كذلك في ألعاب هي شبيهة بهذه الألعاب، لكن هي الآن مستحدثة ومصنعة بأشياء مطورة، بالألومنيوم، بالحديد، بالقطن، في هذا الزمن آلات، لكن هي كانت موجودة من الخشب، من الصوف، هي هي كما بيّنت لكم.
فالكرج هذا الذي يلعب به هو يتخذ مثل المهر يلعب عليه، المهر هو ولد الخيل، يعني: يصنعون شيئًا من الخشب مثل الخيل ويركبون عليه ويلا، وسباق هذا في القديم، قديمًا يعني: وجد في عهد الصحابة، ويذكر صاحب المعجم الوسيط الكرج مهرٌ خشبيٌ يلعب عليه الأطفال قديمًا، وهذا الكرج هو عمل نقاله صغيرة يمشون بها الصبيان، وهي مثل الخيل الصغيرة، كان أولاد العرب يلعبون به قديمًا.
أحين مثل الكاروكه، وكذلك يسمونه الآن بالسكوتر، وفي قبل اسمه الكاروكه، في القديم هذا كانوا يضعون خشبة أفقية، وخشبتين عمودتين على اليمن وعلى اليسار، وخشبة كذلك لوضع الرجل عليها، ورجل على الأرض، وشخط هذا أطفال مال أول، فهذا الآن اللي يسمى كذلك يعني: قديمًا من أربعين سنة وكذا كاروكة، كذلك الآن في هذا الزمان السكوتر، والآن تطور على كهرباء، ما يحتاج، يضرب الزر، هذا يعمل من الألواح قديمًا، هذا لعب الكرج من الألواح.
فيقوم الفتيان بالتسابق فيها بوضع رجل على العارضة والأخرى تدفع بالأرض، وتعرف في هذا الزمان السكوتر، هذا الآن بالنسبة للكرج، وهناك حديث ضعيف عن عمر بن الخطاب أنه رأى بالمدينة الكرج فقال: (أما لولا أني رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرك ما قررتك)، بس هذا أثراً ضعيف لا يصح، أخرجه أبو داود في ((المراسيل))، وكذلك الفاكهي في ((أخبار مكة))؛ لانقطاعه بين عمرو بن دينار وبين عمر بن الخطاب رضيَ اللهُ عنهُ، لكن هذه اللعبة معروفة.
ويستفاد من هذا جواز اللعب بالكرج وعلى هذا الآن مستوى في هذا العصر، يستفاد الجواز باللعب بالقاعدة الشرعية، كما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (ج21 ص50 و36)، و(ج29 ص16) في الأصل في الأشياء الإباحة، حتى لو الآن يعني: بالنسبة لي الكرج منحوتًا نحتًا كاملًا على هيئة خيل صغيرة للصغار يركبون عليها فلا بأس، كما بيّنا في الدرس الذي سلف، ما دامت هذه لعبة للصغار.
وبينت لكم قول شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين كذلك هنا، يعني: يُسأل الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما حكم اقتناء لعب الأطفال التي على شكل تمثال من حصان أو حمار أو طير أو غير ذلك؟ فأجاب -رحمه الله تعالى-: الألعاب التي يلعب بها الصبيان نتسامح فيها قليلًا؛ لأن عائشة رضيَ اللهُ عنهُا كانت عندها لعب بنات تلعب بها، ويسامح للصغار ما لا يسامح للكبار كما في ((لقاء الباب المفتوح)) في الإجابة 143، وهذا بيناه في الدروس التي سلفت أن يتسامح بالنسبة للعب الأطفال ما لا يتسامح للكبار، وهذا الأمر يبيّن أن لا نضغط على الصغار بالنسبة للعب كما نضغط على الكبار.
فالأطفال حتى لو كان يلعبون في تمثال من اللعب كما أسلفنا، أو حصان أو حمار أو طائر أو غير ذلك فيجوز لهم ولا ننكر عليهم ونضجرهم بهذا، والشريعة سمحت لهم بأن هذا يحدث أشياء فصلنا فيها في الدروس التي سلفت فلا حاجة إلى إعادتها، وكذلك نقيس على بقية الألعاب، الكرج هذا على بقية الألعاب.