الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (2) أحكام اللُّعب والرياضة: الأنواع المحرمة من اللعب والرياضة
2024-06-03
الجزء (2) أحكام اللُّعب والرياضة: الأنواع المحرمة من اللعب والرياضة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأن المتأمل لأنواع اللعب في الإسلام يجد أنها أقسام:
القسم الأول: ما كان من اللعب مفضيًا إلى ما حرم الله، وهو ما كانت مفسدته خالصة، وكانت مفسدته راجحة على مصلحته، فهذا قد حرمه الإسلام، اللعب المفضي إلى المحرمات، صرف الأموال الطائلة لكل شيء، وضياع الأوقات وضياع الصلوات والعبادات، والنظر إلى العورات وما شابه ذلك، فهذا اللعب محرم في الشريعة؛ لأنه يجر الناس إلى أضرار ومحرمات وضياع عبادتهم، وأضرار كثير يقعون فيها، فجاء الإسلام لينفي هذه الأضرار ويقلل المفاسد، ويجري عليهم المصالح التي تنفعهم في الدنيا وفي الآخرة.
فلا تلعب هذه اللعب المحرمة التي تضعف عندك العبادة والنفس، حتى منهم تكسر، ومرمي بعد هذا اللعب الطويل، ويشار إليه بالبنان، ويسمونه محترف، في البيت مكسر محد له، لا يستطيع يصلي، وهذا اللعب وما عليك من الجمهور، فإنها فتنة، يصرخون، يصوتون عليك، بعدين يلغونك ولا كأنك شيء تذكر، حتى ما في أحد يزورك، هكذا تلبيس إبليس، فهذا محرم اللعب، ولذلك هذا اللعب يجرك إلى غلظة القلب والعبث وقسوة القلب؛ لأن هذا اللعب يلهيك عن العبادة، وعن الذكر فيقسو قلبك، فلا تهتم بهذا الدين.
ومنهم لا يرى زوجته ولا أولاده ولا أمه ولا أبوه، من مكان لمكان، ومن لهو للهو، ما يدري بشيء، حتى منهم من لا يرغب في الزواج، فهذا بسبب ماذا؟ بسبب هذا اللهو المطلق، والمفاسد على الناس كما هو حاصل، يصلون إلى المشاجرة وإلى القتل والقتيل وهم مسلمون، هذا اللعب محرم لم يأتي به الشارع، ما أتى الشارع بالمفاسد، لا بالمصالح، فلا بد على العبد أن ينتبه لهذا، ولذلك الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة:90].
فالأمور هذه التي تجر المفاسد سواءً لهو أو لعب أو أي شيء، فإن هذا من عمل الشيطان، فلا بد من اجتناب مثل هذا اللعب واللهو الذي يجر العداوة والبغضاء بين المسلمين وبين الناس، فلا بد من اجتنابه لكي لا تكون هناك عداوة ولا بغضاء، ولا شيئًا من ذلك، ولذلك الخمر الآن حُرم؛ لأنه يجر إلى العداوة والبغضاء، ومن عمل الشيطان هذا الأمر، الميسر القمار وغير ذلك من الأمور التي من عمل الشيطان، فهي تجر إلى العداوة والبغضاء، وتضعف الناس، وتضعف المسلمين؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أمر بالألفة والمحبة والاجتماع والتعاون على البر والتقوى.
والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ لم يأمر بالتفرق والبغضاء والعداوة؛ لأن في ذلك ذهاب الريح، وقمع الكافرين للمسلمين؛ لأنهم في تفرق وتشتت، فلذلك الذين يلهون ويلعبون الآن، انظر إلى بلدانهم دمار في دمار، وما فيها من الأنصاب الأصنام، والشرك والبدع، الله دمرها؛ لأن ليس فيها مصلحون بل مفسدون من أولهم إلى آخرهم، فهم يعملون بعمل الشيطان، فهؤلاء لا يفلحون، فلذلك لا بد أن يكون أناس في البلد يدعون إلى الله، ويصلحون، وإلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ إذا لم يوجد هذا الصنف من الناس يعني من المصلحين، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ يدمر البلد.
فلا بد على الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر، يقول القرطبي في «تفسيره»: كل لهوٍ دعا قليله إلى كثيره، وأوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه، وصدٌ عن ذكر الله، وعن الصلاة، فهو كشرب الخمر، وأوجب أن يكون حرامًا مثله، سواءً لعب، لهو، أي شيء، أوقع الناس في العداوة والبغضاء، وفي السب، ويصلون إلى المشاجرات، وإلى القتل، والمخاصمات، هذا البلد يخاصم هذا البلد من أجل اللعب، ولأجل اللهو، هذه مصيبة، ويتقاتلون، فهذا محرم ما في شك، يقول القرطبي: مثل الخمر.
لا، تأتي جماعة من الجماعات الحزبية تقول: هذا لعب وهذا لهو، لا، هذا الأمر ما دام يجر ويكثر فيكم فهو محرم حتى لو كان لهوًا ولعبًا، فلذلك أهل السنة والجماعة لا بد أن ينتبهوا لهذا الأمر، فلا يكثرون من هذا الأمر، مثل: الحزبية، ولا يتركون هذا الأمر كالصوفية والخوارج وغيرهم من أهل الغلو، فعليهم أن يتوسطوا، وأهل السنة وسط حتى في اللهو واللعب، وسط في العبادة، وسط في كل شيء، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى»: إذا اشتملت على محرم أو استلزمت محرمًا فإنها تحرم بالاتفاق.
يعني: هذا اللعب واللهو مثل اشتمالها على الكذب واليمين الفاجرة أو الخيانة، أو على الظلم، أو الإعانة عليه، فإن ذلك حرامٌ باتفاق المسلمين، ولو كان ذلك في المسابقة والمناضلة، فكيف إذا كان مثل الشطرنج والنرد؟ فهذا الأمر إذا يجر إلى محرمات، فيحرم هذا الأمر؛ لأجل ما وقع الناس في محرمات، وكذلك يبين مثل اجتماع على مقدمات الفواحش أو التعاون على العدوان أو غير ذلك، مثل أن يفضي اللعب بها إلى الكثرة والظهور من العجب وغير ذلك على الآخرين، فهذا يجر إلى محرمات.
ولذلك يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في «الإرشاد إلى معرفة الأحكام»، ضابطًا لهذا الأمر: كل مغالبة ألهت عن واجب، أو أدخلت في محرم فهي من المحرمات، فلذلك هذا اللهو وهذا اللعب من المحرمات، ومن الأمثلة على هذا الأمر الضابط في اللعب المحرم، اللعب المشتمل على مس التوحيد كالسحر والإنحناء والسجود لغير الله، فهذا محرم.
في أناس يلعبون بالسحر، تكون مباراة فيما بينهم، ويلعبون ويلهون كالأعراب وغيرهم، والذي يحني ظهره كما ترون في بعض الألعاب فهذا أمرٌ محرم، منهم من يسجد لمدربه، ينحني لمدربه وهذه الأمور كلها محرمه، ألعاب لا تُلعب، اللعب المفضي إلى تضييع الصلوات أو التفريط في حق من يعولهم، يشاهدون هذا اللعب واللهو، ويترك أهله بدون حاجات، ولا يفعل حاجتهم، تعال هات لنا خبز باجله، يقول: بشوف مباراة كأس العالم، أي كأس العالم، قم بأمور أهلك وأولادك، وهذا الصنف موجود كثير في العامة، يضيعون حقوق الأهل والأولاد ويحتاجون إلى مستشفى، ويحتاجون إلى أمور، وهو يرقص في المدرجات، وابنته مريضة، وولده مريض، وحاجات يريدون، وطعام وشراب وهو، هذا أمر محرم، ويأثم على هذا الأمر، فلا بد من مراعاة هذا الأمر، كل شيء وسط، هذا ديننا وسط، لا إفراط ولا تفريط، فيلهون ويلعبون، ويتركون الأهل والأولاد وأمور أخرى لا يخفى عليكم.
حتى منهم يترك العمل ما يأتي، بعد ذلك يأتي برخصة من المستشفى وهو ليس فيه شيء، فمصيبة، فتضييع الأوقات والأموال وأشياء كثيرة، ولذلك تحصل مشاجرات بين الأزواج وطلاق وأشياء كثيرة؛ لأن هؤلاء خالفوا أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ في هذا الأمر، فلا بد أن يحدث للناس هكذا، منهم من عقله يذهب إذا يرى اللعب واللهو ككرة القدم مثلًا، يرمي ولده ولا يدري جووول، والله، ابنه يفلته، وهذه مصيبة العوام الآن.
ولا يدري به كذلك أين ذهب، أين رُمي به، من كثر الناس، وهذه الأمور محرمة لا بد على الناس أن ينتبهوا لها.
* اللعب المفضي إلى الفواحش وأشياء أخرى، اختلاط الرجال والنساء، يسبب فواحش وأمور ينظرون إلى المصارعات مثلًا، وأشياء أخرى، فهذا اللعب محرم، فلا بد أن المسلم ينزه نفسه خاصة طالب العلم، من المشاهدات هذه، ولا يفتتن في مثل هذه الألعاب؛ لأنها فتنة للناس، فلا ينظر؛ لأن قلبه سوف يذوب ويقسو، وهذه الألعاب الآن فتنة من عمل الشيطان، تذهب عليك طلب العلم، وتذهب عليك أمور أخرى، فلا بد أن ينتبه لها الناس.
* اللعب المشتمل على التماثيل والصور المحرمة، ويستثنى من ذلك لعب الأطفال بالبنات، الأطفال ما في بأس، ولا يشدد الأب ولا الأم على أولادهم في هذا، كما سوف يأتي من قول شيخ الإسلام ابن تيمية إنه لا يشدد على الأطفال كما يشدد على البالغين في هذا الأمر؛ لترويح أنفسهم، وبيأتي كيف ذلك؛ لأنه ممكن يجرهم منعهم من هذا اللعب واللهو وإلى آخره، إلى أمور وشرور، فأنت تفعل هذا الأمر بالأمور المباحة فيذهب عنهم هذه الأمور، وبيأتي الكلام على هذا.
* اللعب المفضي إلى العداوة والبغضاء، والسباب والقتال، فهذه الأمور كلها محرمة، واللهو واللعب هذا محرم ولا ينظر إليه؛ لأنه للأسف يعني حتى من الملتزمين وقعوا في هذا الأمر، أما الحزبيين حدث ولا حرج، حتى ترون في هذه المخيمات ينظرون إلى اللهو واللعب هذه، هؤلاء ماتت قلوبهم، فأنت لا تقع في هذه الفتن، وانظر في هذا الأمر، فلك أن تروح عن نفسك وجسمك في ألعاب أخرى مع زملائك.
* اللعب الذي يصاحبه كشف للعورات، واختلاط الرجال والنساء، فهذا اللهو واللعب يترك، ولا يشاهد كذلك؛ لأنه لا تظن أن هذه الأمور نظرة أو لعب أو شيئًا من ذلك، لا، هذا يجرك إلى عمل الشيطان، حتى ممكن تترك الصلوات دينك، ويفتتن العبد في هذا اللهو واللعب، وفي اللاعبين، فالآن في أناس كثر من العامة يحبون اللاعبين الكفرة من اليهود والنصارى، ويبغضون المتدينين، ويبغضون المسلمين.
انظر هؤلاء ليس لهم إلا النار والعياذ بالله، فليتمتعوا إلى الحين، يحبون الكفرة من اليهود والنصارى ويبغضون المسلمين، هذا ماتت قلوبهم، ماتت قلوب هؤلاء، وهؤلاء منهم من نعلم بهم لا يصلون، الله عاقبهم بهذا، ويحبون الممثلين والممثلات حتى لو من الكافرين، المغنيين، يحبون الكفرة ويقتدون بهم، في أشكالهم، في لباسهم، في كلامهم، وغير ذلك، ويلهون ويلعبون، فلا تقع مثل هؤلاء، فالأمر خطير جدًا.
تقرب إلى العلم، وتقرب إلى السنة والعبادة، وتوسط في هذا الدين في كل شيء، لا إفراط ولا تفريط؛ لأن من الذي تدين انتهى وأصبح من الكفرة كالخارجي من الخوارج، والداعشين، هؤلاء كفرة وفجرة.
* اللعب المؤدي إلى الهلاك والضرر، هذا لا بد أن يجتنبه العبد، للكفرة هؤلاء يرمون أنفسهم من جبل عالي على مطاط، وكم شخص توفى، منهم من يلعب مع الأسد، مجنون، هذا يلعب مع الأسد ويضع رأسه في فم الأسد كله، مصيبة لا أحد يلعب مع السبع وما شابه ذلك، مثل هؤلاء الكفرة، فذهبت أنفس.
الآن من أبناء المسلمين من يربي هذه الأسود، وما شابه ذلك، هي مصيبة، يقلدون هؤلاء، كلش كلش عليك بالقطارة، فأشياء ممكن العبد إذا أحب هذه الحيوانات عليه بالحمام، فلذلك ممكن الشخص يحب هذه الأمور، فعليه بتربية الحمام، لكن ما تلهو عن الصلاة، ولا عن ذكر الله، وبعض الحيوانات التي يسمونها الأليفة، لكن ما يفعل ويقلد هؤلاء؛ لأن الآن من أبناء المسلمين يقلدون الكافرين، يربون الأسود والنمور، وما شابه ذلك، فهذه فيها أضرار، وما يجوز.
ولذلك منهم ما يذهب إليهم في الغابات، فلا بد على الشخص ألا يلعب الأمور الخطيرة، ففي أناس من أبناء المسلمين يلعبون، يعني: الأمور الخطيرة هذه، الملاكمات، فهذه أمور خطيرة، فلا يلعبوها، ولا يصارع إخوانه.
أحد الحضور: ...
الشيخ: السيارات وما شابه ذلك، هذه كلها أمور، فلذلك كل شيء في حدود، يعني: الآن الدراجات الهوائية تسمى هذه، تنطلق في بلد، ويفعلون أشياء وحركات، كذلك النارية وما شابه ذلك، فطالب العلم يترك هذه الأمور، المسلم يترك هذه الأمور، فيكون وسط، في أشيء كثيرة أنتم أعلم منا فيها، فلتترك في أوقات معروفة، ما تكون فيها حركات وكذا كذا، يكون الشخص وهو يلعب فيها مستقيم، لا يتحرش بها.
اللعب الذي فيه ترويع للمسلم، يزنط، إخوانه، يربطهم وما أدري شنو يسوي فيهم، هذه كلها فيها أضرار وأشياء، ما ينبغي للمسلم أن يفعل هذا الأمر، اللعب المؤدي إلى أذى البهائم، يلعبون في البهائم لكن يؤذونها، في ناس يرفسونهم، فلذلك أنت تلعب مع البهائم لكن تلطف بهم.
أحد الحضور: المصارعات بين الدئمه.
الشيخ: وهذه كلها من التحريش والأشياء هذه بين الحيوانات، هذا الآن نحن نأخذ قاعدة، ونأصل هذا الأمر، بعد ذلك بتأتي الأمثلة، ماذا يلعب المسلم، وماذا يترك؟
* اللعب المشتمل على التشبه بالكفار كما قلنا: هذه كلها مجملة أي شيء يأتي به الكفار، فهو فيه ضرر، ذهاب أنفس وأموال، وأوقات وصلوات وعبادة.
* اللعب المشتمل على تشبه الرجال بالنساء، أو النساء بالرجال، في التمثيليات والمسارح الذي يفعلها الإخوان المفلسين، وكذلك الداعشين الذين ينشدون وينشرون الأناشيد وما شابه ذلك، هذه كلها وقعوا في اللهو المحرم، ويدعون أنهم مجاهدين.
* اللعب المشتمل على الفخر والرياء، لذلك على سبيل الرياء والغلبة فلذلك ما يفعل الشخص هكذا، اللعب المشتمل على الميسر، القمار، اللعب المشتمل على الإسراف والتبذير في الأموال، فهذا اللعب مثل ألعاب الدول وما شابه ذلك الآن، اللعب المشتمل على أصوات المعازف والموسيقى، فهذه ألعاب محرمة، وكذلك قبل بدء اللعب يعزفون بالموسيقى ويغنون وما شابه ذلك، في الملاعب الكبرى في العالم.
فلذلك لا تنظر إلى هذا اللهو واللعب؛ لأنه يقسو القلب ويذهب بالعبادة، فأنت حافظ على نفسك وعلى دينك، وهؤلاء يعني اليهود والنصارى وأشكالهم، فليتمتعوا إلى الحين، والعصاة كذلك، الذين يتشبهون بهؤلاء، فليتمتعوا إلى حين، لعل نكمل الدرس القادم؛ لأن هذا عندنا القسم الثاني، هذا القسم اللهو، القسم الثاني ما كان من اللعب معينًا على الحق، أو ذريعة إليه، فإنه مندوب فعله، ومثابٌ فعله، وبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، والصحابة، لعل إن شاء الله نتكلم الدرس القادم.
سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك.