القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام الهجرة / الجزء (15) من أحكام الهجرة: أحكام صيام المهاجرين - للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله

2024-05-09

صورة 1
الجزء (15) من أحكام الهجرة: أحكام صيام المهاجرين - للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام الهجرة، وفي هذا الدرس سوف نتكلم عن فرض الصيام.

وتكلمنا في الدروس التي سلفت أنه على المهاجرين أن يعرفوا أحكام الهجرة خاصة ويعرفوا أحكام الإسلام عامة، لماذا؟.

* لكي ينضبطوا مع الشرع الصحيح ومع الدين الصحيح ومع الإسلام الصحيح، لماذا؟ لأن من أخذ بهذا الدين على علم دخل الجنة والله وعد بذلك، ومن أخل بهذا الدين بحسبه دخل النار والعياذ بالله، فهذا الدين إما جنة أو نار.

فلذلك على المهاجرين أن يضبطوا الدين في البلدان التي هاجروا إليها، فهناك بلدان إسلامية لها حاكم مسلم، فإذا أعلن هذا الحاكم المسلم دخول شهر رمضان فعلى المهاجرين رجالًا ونساءً أن يصوموا مع هذا الحاكم في بلد هجرتهم.

ولا يجوز لأي واحد منهم أن يتخلف يقول مثلًا: أنا سأصوم على بلدي، فإذا قال هذا كذلك آخر يقول: أنا سأصوم على بلدي وهذا على بلده فأصبحت فوضى في بلاد المسلمين.

فلذلك هذا الحكم لابد أن يُعرف، لأن وجد من المهاجرين الحزبيين يصومون تعصبًا ولا يريدون أن يصوموا مع المسلمين بل يصومون مع جماعتهم الإخوانية، لأن الجماعة الإخوانية في عدد من البلدان خاصة في أوروبا وفي أمريكا وغيرها يصومون لوحدهم ويأمرون أتباعهم بهذا الصوم، فهؤلاء صومهم باطل ولم يعرفوا أحكام الهجرة ولا شيء ولم يعرفوا أحكام الدين في ذلك.

كذلك الرافضة، الرافضة في بلدان المسلمين هذا جنسيته كذا وهذا جنسيته كذا، لكن ما يصومون مع حاكم البلاد إذا أعلن، يصومون على إيران وعلى طهران، والعائلة الواحدة الرافضية الأم على فلان والأب على فلان والبنت على فلان والأبن على فلان، وهم في بلد مسلم وحاكمه مسلم والشعب مسلم, ومع هذا انظر.

 فالمفروض والذين يهاجرون يأتون في بلدان المسلمين كذلك يصومون على إيران على كذا، فهؤلاء ما عرفوا أحكام الدين...وإلخ عصابات كثيرة يُنقل عنهم أنهم يفعلون هكذا، ما يصومون على بلدان المسلمين.

*  وهذا يدل على أن هذا الصنف منافقون في بلدان المسلمين ولم يظهروا ذلك، وهذا يدل على أن هؤلاء لهم دين جديد ليس دين الإسلام.

 فلذلك هذا الحكم مهم للمهاجرين المسلمين أن يعرفوا هذا الحكم جملةً وتفصيلًا لكي يثابوا في صيامهم وفي هجرتهم ويعرفون الأحكام.

* فهذا أمر أن المهاجرين المسلمين إلى البلدان الإسلامية هؤلاء يجب عليهم أن يصوموا مع حاكم البلد ومع المسلمين ويعيدون، يعني: يفطرون مع حاكم البلد ومع المسلمين ما ينتظرون أن يُعَيد بلدهم، يعني: الإقامة الأصلية الأساسية، لا بل يصومون مع المسلمين ويفطرون مع المسلمين في بلد هجرتهم.

الأمر الثاني: هناك مهاجرون في بلدان يكون الحاكم كافر، نصراني، يهودي، شيوعي...إلخ في دول الغرب ومسلمون كُثُر هناك هاجروا فلابد أن يعرفوا هذا الأمر، فهؤلاء عليهم كلهم أن يصوموا مع بلد الحرمين مع السعودية، لأنها بلد مسلمة وقائمة على الإسلام الآن في جميع نواحي الإسلام.

والحرمين في بلدهم وهي القبلة وغير ذلك، فإذا أعلنت حكومة بلد الحرمين دخول شهر رمضان فعلى على المسلمين في هذه الدول في الغرب أن يصوموا مع السعودية على بلد الحرمين فيها القبلة، فيها مكة، فيها المدينة قائمة على الإسلام.

ولا يجوز لأي واحد أن يتخلف عن هذا، لأن هذا الأمر ثابت في الكتاب والسنة ولا يُنظر إلى اختلاف المطالع، وبالنسبة للمهاجرين والمقيمين تكلمنا عن هذا كثيرًا في شهر رمضان وإنَّ إذا أعلنت بلد الحرمين دخول شهر رمضان فعلى بقية الدول كلها تصوم معهم ولا يجوز أي بلد أن يتخلف والذي يتخلف آثم، لماذا؟

* لأن الشرع لم يعتبر اختلاف المطالع الذي الآن يدندن فيه الإباضية والرافضية وغيرهم، لأن هذا الأمر كما بيّنا كثيرًا أجمع عليه السلف الصالح ما يعتبرون اختلاف المطالع.

كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتيه الرجل ويقول: رأيت الهلال، فيأمر الناس هكذا، يقول ابن عمر: فأمر الناس، يعني: الذين في المدينة والذين في مكة وبقية البلدان...وإلخ، فلم يتخلف ولم نسمع أن بلد تخلف عن صوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصوم الصحابة.   

ولا يصح حديث كُريب- حديث ابن عباس رَضِي اللهُ عَنْهُما، فهذا المدعو أحمد الخليلي هذا الإباضي يستدل بهذا، ترك إجماع الصحابة وترك الكتاب والسنة وأقوال العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة وغيرهم وغيرهم، ذهب إلى هذا الحديث، لماذا؟.

* لأنه يصلح حق هواه فيتبع هواه، وليس يوجد أي دليل على اختلاف المطالع، وبينت هذا وهو واضح.

وابن العباس رَضِي اللهُ عَنْهُ كان موجود في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما سمعنا خالف ولا بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو هذا أصلًا الخليلي هذا ما يستدل بأقوال الصحابة ولا أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن وجد شيء من هواه وإلا يستدل بأحاديث الإباضية ومسند الربيع يسمونه الجامع الصحيح، فالاثنين كلها أحاديث ضعيفة، أي جامع صحيح؟! الجامع الضعيف يسمونه.

 فهو بهواه بعد ذلك اضطر أن يرجع إلى كتب السنة، لكن أين أنت من أقوال ابن عباس رَضِي اللهُ عَنْهُما في الأسماء والصفات؟ وكذلك السلف في الأسماء والصفات ابن عباس يثبت أن القرآن كلام الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى غير مخلوق، فلماذا لا ترجع إلى ابن عباس في هذا الشيء؟ وترجع إلى الصحابة في هذا الأمر؟ .

وكذلك إثبات الصفات الأخرى- إثبات صفة اليد والعينين والوجه وغير ذلك، إذا تزعم أنت تحتج بأحاديث أهل السنة ارجع إلى الأصول.

لكن إذا اشتهيت يا الإباضي رجعت إلى كتب السنة حالك حال غيرك مثل الرافضة إذا لهم الأمر في كتب أهل السنة قالوا: انظروا هذا كتب أهل السنة يقولون كذا كذا يوافقون.

الأمور الأخرى في الأسماء والصفات في الأصول، في الفروع، بيّنوا لكم التوحيد والشرك الذي وقعتم فيه، لماذا لا ترجعون إلى أهل السنة في هذه الأمور؟ أما أن تأخذون حرفًا من أهل السنة وكلمة من هنا وحرفًا من هنا....وإلخ، فلذلك اعرف أهل البدع.

 فإذًا: على المهاجرين في العالم في البلدان النصرانية واليهودية والشيوعية وغيرها أن يرجعوا إلى بلد الحرمين في دخول صوم رمضان والخروج منه.

 هذا الأمر بيّنه الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وبيّنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الناس يرجعون إلى بلد صام يصومون، أفطر يفطرون، فالصوم صوم الناس والفطر فطر الناس.

والإباضية والرافضية يدَّعون الوحدة.... وإلخ، هم يخالفون ويتعمدون ويصرون، هم المفرقون للأمة.

 فعلى المسلمين هناك أن لا يختلفوا وينضبطوا في الاجتماع الصحيح الذي دعا إليه الإسلام والاعتصام بالكتاب والسنة فيرجعون إلى بلد واحد.

ولا أي واحد من المسلمين يرجع إلى جماعة الإخوان هناك في دول الغرب أو الأحباش أو الرافضة أو الصوفية أو الأشعرية أو الربيعية أو السرورية أو القطبية وغيرهم، ولا يرجعون إلى هذه العصابات، يقولون لا نحن موجودين في الغرب وسوف نصوم مثلًا غدًا وبلد الحرمين صامت اليوم، فعلى الناس أن يصوموا.

ولا يختلف كما بيّن الشيخ ابن باز، يعني: في هذا الوقت الأجهزة متوفرة والاتصالات والرؤيا...وإلخ.

 يقول الشيخ ابن باز: ما يتعدى يوم يصوم كل العالم، يعني: ما يخرج اليوم إلى يوم ثاني لقرب الاتصالات وهذه الأجهزة المعروفة.

 فيقولون: هذا تطور...وإلخ، لابد أن نستخدمه فيستخدمونه في هذا الأمر، لكن يستخدمون هذه الأشياء على أهوائهم، فيستخدمون هذا الأمر على الاجتماع الصحيح الذي أمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى به والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم.

وإذا صَامَت هذه العصابات على أهوائهم فعلى جميع المسلمين أن لا يطيعوا ولا عصابة ولا جماعة ولا فرقة ويصومون على بلد الحرمين وينتهي الأمر ويكون اجتماع المسلمين هناك.

وهذه الجماعات ليس بمسلمين ولا شيء، هم أصلًا متفرقين ولا يوفقون في شيء ولا في اجتماع ولا في شيء، فلذلك على المهاجرين أن يعرفوا هذا الأمر، فمن أراد الجنة فعليه بالاجتماع وإلا إذا أراد الافتراق فليس له إلا النار.

فعلى المهاجرين أن يضبطوا هذه الأحكام جيدًا ويعرفوا هذه الأحكام لكي لا يقعوا مع رؤوس الضلالة ومع هذه الفرق الضالة فيتيه العبد معهم ويتيه الناس الذين يتبعون هذه الفرق.

والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى فرض الصوم وهو أحد المباني الخمسة للإسلام وقد فرضه الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى لغاية عظمى وهي: التقوى، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، يعني: تتقون.

 يعني: لعل هذه للتحقيق، يعني: إذا صمتم بأمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سوف تحصلون على التقوى والله وعد، فقط على الناس أن ينضبطوا صفة صوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرين والأنصار.

 ولا تتحصل هذه الغاية إلا إذا التزم الناس في بلدانهم بما لهذه الفريضة من أحكام شرعية، ولا عليك بما يفتي الإخوان في الهجرة والحزبيون والصوفيون وغيرهم لا تسمع منهم شيئًا، عليك أن تعرف الأحكام الشرعية في الهجرة وتلتزم بهذه الأحكام لكي الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يرزقك الأجر والتقوى والرضا والجنة وإلا لا يوجد.

والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بيّن كيف تُرزق التقوى بالتزامك صفة صوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، لعل ليس للترجي هي للتحقيق، يعني: محقق أن تحصل على التقوى.

 أين التقوى في قلوب الأحزاب في شهر رمضان من الرافضة والإباضية والإخوانية والسرورية والقطبية! ما عندهم إلا جمع التبرعات في شهر رمضان لا يوجد شيء ثاني، أي تقوى عندهم هذه؟! هم مبتدعة حتى في رمضان يضلون الناس وينشرون الضلالات والأحكام الباطلة في الصيام بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة.

 هذا المفتي الخليلي هذا يفتي الإباضية بالباطل وأنه يجوز أن نختلف مع البلدان، يعني: يقصد نختلف مع المسلمين، لكن ما يريد أن يصرح، فمادام أنت تختلف مع المسلمين فرأسك لابد يختلف وقلبك لابد يختلف ولابد، وهذا الذي حصل لك بعد ذلك ماذا فعلت؟!

تركت المسلمين أهل توحيد وذهبت إلى الرافضة أهل الشرك ولابد، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يونس: 32]، فهذا الذي لا ينضبط مع أحكام الشرع لابد أن يقع في الضلالات مع أهل الضلالة، هذا إخوانك يوم القيامة الرافضة، على رأي العوام فكك نفسك بعد ذلك.

تترك المسلمين أهل الصلاح أهل التوحيد أهل العقيدة الصحيحة الصيام الصحيح أهل الوحدة أهل الاجتماع، تذهب إلى هؤلاء أهل التفرق! فيدل أنك أنت أهل التفرق لأنه يرمي أهل التوحيد أنهم يفرقون المسلمين هذه بصوته.

فلذلك اعرف هذا الأمر جيدًا، فعلى المهاجرين أن لا يخوضوا مع هؤلاء المبتدعة فيضلوا فيهلك من أجل الدنيا ومن أجل المال، ما فعل لك شيء المال! أنت في نار جهنم الآن تصوم بالباطل ومع أهل الباطل ما لك صيام.

إذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أخبر أن الصائم إذا اغتاب وفعل المعاصي ما كأنه صام، ليس له إلا الجوع والعطش في المعاصي، ما بالك البدع والضلالات؟! ما له شيء ولا له صيام، والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وعد ما يُقبل إلا شرعه الذي أنزله.

الناس يفتون بأمور هذا شيء راجع لهم، فالذي يطبق الشرع رضي الناس أو لا، ولا تخاف في تطبيق الشرع فطبق على حسبك، حتى بانفرادك بدولة تبطش وعصابات تبطش في أهل السنة ممكن تفعل الأشياء بانفرادك.

والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى جعل الدين هكذا، حتى الأفراد يستطيعون يقومون بالدين، أرأيت قول الفقهاء: إذا سُجن صاحب السنة وتُرك عاريًا في السجن ولا يوجد ماء ولا شيء، حتى يصلي بدون وضوء ويصلي بعينه وأي مكان، الدين يسر، فهؤلاء الأعداء لا يعلمون أن هذا يصلي!

واقف، جالس حتى لو عاريًا مُكره فيجوز، انظر بمفرده، فهنا سيأتونك هؤلاء فرقة الجماعة والمميعة ويقولون لك لابد أن يذهب إلى المسجد، كيف يذهب إلى المسجد عاريًا؟! فأمور كثيرة يقولها هؤلاء المتشددة.

فأنت حتى في بلدك، في بيتك تصلي في أي مكان ستصلي وستصوم حتى لو يقول لك: في شهر رمضان قد تحصل مضايقات لأهل السنة في بلد شيوعي فهم مثلًا الشيوعية لا يريدونه أن يصوم- فيصوم.

إذا قالوا له: كل أمامنا فيأكل والإثم عليهم وهو صائم، قالوا له: كفى، إذًا: ما عليه شيء، هذا صومه صحيح مُكره، ولا يقول كما يقول بعض الموسوسة أو المتشددة: أن صومي غير صحيح إذا أفطرت مكره، فيتشدد ويعرض نفسه للقتل من قِبل هؤلاء الشيوعيون.

وبيّن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى للناس والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصحابة يفعل الشخص إذا أُلزم بهذا وأُكره، لكن بشرط واحد: أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان، انظر وليس بكافر عند الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى، إذًا: انتهى هذا المطلوب.

 إن كان مكره، هناك أمثلة كثيرة يعني: الآن مثلًا في هذا الزمان ما نرى هذه الأشياء، لكن نقول مثلًا: إن وجدت، فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ما يلومك على أي شيء ولا يؤاخذك على أي شيء في هذه وهو ما ذكرها.

 ومع هذا الناس في كل العالم غربًا وشرقًا يصومون مع الناس، وحتى الغرب وغيرهم الكفار وأعداء الإسلام ما يمنعون المسلمين يصومون، وولاة الأمر في دول الإسلام يأمرون بالصيام والعيد.... وإلخ والصلوات وكما ترون.

فلذلك على المهاجرين أن يضبطوا أحكام الهجرة لكي لا يقعون مع العصابات، وشهر رمضان هو الطريق الأعظم للحصول على هذه الغاية الجليلة التي توصل الشعوب الإسلامية إلى السعادة والفلاح واجتماع الكلمة وحصول الوحدة الدينية الحقيقية والألفة الإيمانية، ويكون ذلك ابتداءً برؤية هلال شهر رمضان وخروجه واجتماع البلدان الإسلامية كلهم على صومه جميعًا.

* لأن هناك مهاجرون في الدول الإسلامية، وهناك مهاجرون في دول الغرب في الدول الكافرة، فعلى هؤلاء أن يجتمعوا على هذا الأمر، فإذا رأى أهل بلد لزم المهاجرين الموجودين في الدول الإسلامية أن يصوموا والدول الكافرة يصومون في الغرب.

 وهذا الأمر تكلم فيه حتى الفقهاء ويزعمون أنهم يأخذون من الفقهاء المالكية يرون هذا والحنفية والحنابلة وخلق من العلماء يرون إذا أعلن بلد مثل بلد الحرمين على الجميع أن يصوم.

 وهذا الأمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يكشف لك المنافقين مثل: الرافضة، الإباضية، الصوفية غيرهم الذين يقولون: نحن نجتمع مع المسلمين ونغدو مع المسلمين ونريد الوحدة وعلى الناس أن يأتلفوا...وإلخ.

ثم المسلمون يصومون اليوم مثلًا وهم غدًا، وبعد ذلك يعلن الصوفي أو الإباضي أو الرافضي نبارك للأمة الإسلامية دخول شهر رمضان، كيف يصير ذلك! فهؤلاء منافقون.

ولعلنا إن شاء الله الدرس القادم نتكلم عن الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»، والعمل بظاهر النصوص.

لكن هؤلاء يحرفون ويؤولون مثل النصارى الذين حرَّفوا الإنجيل ومثل اليهود الذين حرَّفوا التوراة، {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]، فلذلك هؤلاء هكذا أهل التوراة، وهذه لغة لأهل العرب على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأها به أو الصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم.

ولذلك على الناس أن يلتزمون بالقرآن، لماذا؟ لكي لا يقعوا مثل ما وقع اليهود في التوراة وحرَّفوها، وكذلك النصارى في الإنجيل وحرَّفوه، والله عاقبهم في هذا الأمر وضلوا ضلالًا بعيدًا تتجارى بهم الأهواء.

انظر كيف وصل هؤلاء إلحاد وإباحية وبلاوى، فلذلك اعرف هذا الأمر.

فالذي لا يقرأ القرآن ولا يعمل به على حسبه لابد أن يُحرف في القرآن ويُحرف في السنة، وهذا ظاهر من الفرق الضالة الكبرى والصغرى.

 ولابد يصل إلى تحريف اليهود للتوراة وإلى تحريف النصارى للإنجيل، لأن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يبتليهم بهذا الأمر فينالون من القرآن، وما أكثر الذين الآن الموجودين من الفرق وغيرهم يُحرِّفون القرآن ويؤولون القرآن.

فلذلك على المهاجرين أن ينضبطوا مع الكتاب والسنة لكي لا يصلوا إلى هذا الأمر المخزي، فإن الدنيا والمال....وإلخ ما ينفعهم في بلدان هجرتهم، وإلا كما ترى من المهاجرين من وقع مع الربيعية ووقع في الإرجاء والتجهم وبلاوى ربيع المدخلي.

 ومنهم من وقع مع الإخوان ومنهم من وقع مع السرورية ومنهم من وقع مع الصوفية، مع الرافضية وفي دول الغرب لهم هناك مساجد خلق منهم، فما تسوى عليه هذه الدنيا هلك مع الهالكين، فلذلك أنت لابد أن تنتبه لهذا الأمر.

ولعل إن شاء الله درسنا القادم نُكمل.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan