القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح: «غاية المنتهى في معرفة المسائل العشر التي تدور الدنيا عليها عقيدةً وعبادةً وسلوكا» / الجزء (2) شرح غاية المنتهى للعلامة الشنقيطي رحمه الله:

2024-04-29

صورة 1
الجزء (2) شرح غاية المنتهى للعلامة الشنقيطي رحمه الله:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فالمسألة الرابعة هي تحكيم الشرع الحكيم، فهذا لا بد من تطبيقه سواء على الحكام أو المحكومين، فلا بد أن يطبقوا شرع الله سبحانه وتعالى، وذكر هنا الشيخ رحمه الله تعالى سبب النزول في هذه الآية ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام:121]، وهذه لا يصح سبب النزول ضعيف، وإن صححه الحافظ ابن كثير.

وهذا الأمر معروف لدى أهل الإسلام، فلا بد من تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى سواءً الشرع العام كإقامة السلاطين أو الحكام أو ولاة الأمر حكم الله سبحانه وتعالى في الناس، أو الحكم الخاص بالناس، فإقامة شرع الله سبحانه وتعالى وحكم الله سبحانه وتعالى في المناطق، أو بين الأسر، أو بين الأهالي أو بين الناس، أو من بين عموم المسلمين بعضهم ببعض، فلا بد من إقامة شرع الله سبحانه وتعالى.

ونحن نختصر للانتهاء إن شاء الله من هذه الدروس لأن آخر يوم هذا.

وهنا المؤلف رحمه الله تعالى بيّن نقطة مهمة جدًا بالنسبة للشياطين، فالشياطين يوحون إلى الناس حكم إبليس لينفذوه في الناس، فمثلًا الشرك فيوحون إلى الناس أن يشركوا بالله سبحانه وتعالى، وبيّن هنا المؤلف بأن الذي يقع في الشرك الأكبر فهو كافر؛ لأن الشرك الأكبر مخرج من الملة، وهذا بإجماع المسلمين كما بيّن المؤلف، وهو شرك أكبر مخرج من الملة الإسلامية بإجماع المسلمين كما ذكر الشيخ الشنقيطي.

ثم ذكر كيف يفعل الشيطان في بني آدم؛ لأنه عدو للإنسان، وعلينا بعبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك لا كما بينا في المسألة الأولى في مسألة أقسام التوحيد: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يس:60] عدو مبين، ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس:61]، فهذا هو الأصل عبادة الله سبحانه وتعالى وحده، وهو الإسلام، والإسلام الاستسلام لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له في كل شيء.

وبيّنا بالنسبة للأوامر لا بد أن نأتمر بأوامر الله سبحانه وتعالى، وننتهي مما بيّنه الله سبحانه وتعالى لنا من المحرمات، وبيّنا بالنسبة لمراتب الإيمان، بالنسبة لأصل الإيمان، والإيمان الواجب، والإيمان المستحب، وبالنسبة لأصل الإيمان فهذا أدنى شيء فلا ينقص إن نقص خرج الشخص من الملة، فلذلك لا بد على العبد أن يجتهد على نفسه على أصل إيمانه حتى يرتفع إلى الإيمان الواجب، وأما أن يبقى في الإيمان الواجب أو عليه بالاجتهاد إلى أن يصل إلى الإيمان المستحب وهو أعلى الدرجات، وحتى صاحب الإيمان الواجب لو دخل الجنة له ما أعطاه الله سبحانه وتعالى من نعيم الجنة، لكن صاحب الإيمان المستحب له درجات العلا فهو أعظم.

فلذلك يجب هنا الاجتهاد لا نكون كالعوام أو المتكاسلين، أو الذي اعتمد على شيء من العبادات لكنه يعني لا يريد أن يزداد إيمانًا ويزداد عبادة، فهو مقتصر مثلًا على الصلاة، ولعله لا يستطيع مثلًا الحج، فلا يقتصر الشخص فقط على بعض الأعمال ويبقى هكذا إلى أن يموت، فهذا في الحقيقة فعل العوام، فديننا في الحقيقة عبادة وتكميل لأنه لا بد من الاجتهاد في العبادة لتكميل الإيمان، وازدياد الإيمان، وتكميل العبادات، وإلى آخره كما بيّنا ذلك.

وتسمعون أناس هنا يقولون أن الإيمان في القلب ولا يعمل شيئًا، فهذا ليس له نصيب في الإسلام، وهذا ترك ماذا؟ العمل وهو ما يسمى ماذا؟ جنس العمل، يعني ترك جنس العمل يعني أصل العمل خلاص ما بقي من إيمانه شيء، فهذا هو الإرجاء الذي كثير من الناس سقطوا فيه، وفرق هناك تكلمت عن هذا، وبيّن أهل السنة والجماعة هذا الأمر كالشيخ ابن تيمية في كتابه الإيمان، وهو من أعظم الكتب التي كتبت فيه مسائل الإيمان والرد على المرجئة والمعتزلة والجهمية والكرامية والخوارج، فلا بد من العمل كما بيّنا ذلك.

الخَامِسَةُ: هي أحوال الاجتماع، فالمجتمع لا بد أن يصادفه هذا الإنسان، والمجتمع كيف تتعامل أنت مع المجتمع وكيف تجتمع، وكيف الاجتماع؟ أولًا: لا بد أن يكون الاجتماع صحيحًا والتعاون يكون صحيحًا ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة:2]، فلا بد من هذا الأمر، ولا بد من اجتماع جميع المسلمين على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح، وتكون العقيدة صحيحة والتوحيد صحيح.

فلا مجرد الاجتماع فقط، فنجتمع تباين بالعقيدة، تباين بالتوحيد، مجرد أجساد، فممكن الآن تسمعون هنا وهناك من يجتمع مع النصراني، مع اليهودي، مع المجوسي، وهذا يسمونه تقريب الأديان، أو من اجتمع مع الرافضي والأشعري والإخواني وغير ذلك يسمونه تقريب المذاهب هذا ليس مراد الله هذا مراد الناس، وهو فاشل بلا شك، لكن ليس مراد الله سبحانه وتعالى لا، مراد الله سبحانه وتعالى أن الناس يوحدوا كما بيّنا لا يشرك به شيئًا، والاجتماع يكون صحيحًا كلهم أصحاب سنة، وممكن هذا يقع في معصية وهذا كذا وهذا كذا، فهذا لا بأس به لأن الناس يتوبون وهذه أمور عارضة، فلا بد الإنسان أن يذنب لكنه يرجع، وبيّنا هذا في الدرس الذي سلف.

فهذا الأمر معروف في الناس لضعف الناس ولضعف الإيمان وما شابه ذلك، لكن الأصل أن نجتمع على أصل وهو كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح لا غير، أما مجرد الاجتماع فهذا ليس مراد الله سبحانه وتعالى، ولا بد أن نخفض الجنح للمؤمنين هذا أصل لا بد منه، وعدم الترفع عليه والتكبر مهما يكون، حتى العالم مهما يبلغ من العلم، أو الشخص مهما يبلغ من الغنى والمكانة، فلا بد أن يخفض الجناح لأهل الإسلام، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة صلى الله عليه وسلم ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ [آل عمران:159].

فلا بد من هذه الأمور الرحمة بالناس، واللين، والرفق، وعدم الإغلاظ عليهم إلا في مواضع ولناس معينين الذين يغلظون على السنة ومعاداة السنة من أهل البدع كالرافضة والمعتزلة والجهمية والقطبية والسرورية والصوفية والتبليغية أمثال هؤلاء يغلظ عليهم؛ لأن هؤلاء لا يريدون أن ينتهوا إلى الآن مع أن العلماء نصحوهم وبيّنوا لهم كالشيخ ابن باز، كالشيخ صاح الفوزان، كالشيخ الألباني، وغير هؤلاء العلماء، وهؤلاء يعادون، وفرّق الشيخ شيخ الإسلام ابن تيمية بالنسبة للذي يعادي والذي يدعو، عند جمهور أهل العلم هذا يحذر منه ويبين له ويهجر ويرد عليه، أما المبتدع الذي لا يعادي والساكت نسكت عنه، فلا بد أن نفرق بين هذا وذاك، وهذا قول السلف في التفريق بين الداعية وغير الداعية.

وفي الحقيقة الناس تنفر من غليظ القلب، وليس المسألة اللطف واللين أن نداهن على حساب الدين، وممكن أنا أفتي هذا مثلًا أراه حليقًا أفتي له بحلق اللحية مثلًا، أو مسبلًا مثلًا أو تبليغي مثلًا يسألني عن كذا فعلى ما يرى هو، أو ما يرى الأشعري أو الإخواني، ولذلك إذا أخطأ رجل من الحزب فأداهنه، وإذا أخطأ غير رجل من الحزب أقوم عليه، فهذا ليس هو مراد الإسلام وليس مراد اللين هكذا لا، اللين لا بد أن يكون فيه عدم التنازل عن أي شيء من الدين لأجل فلان أو علان أو الجماعة الفلانية أو كذا وكذا، هذا فلا، وهذا لا يكون الشخص غليظ فيه أو شديد كما يقال أنتم شديدون لا، نحن متمسكون هذا هو الأصل في الدين.

فبيّن هنا الشيخ وسوف نتكلم عن ذلك بأن الشدة في موضع الشدة هذا من الدين، واللين في موضع اللين فهذا من الدين، لكن تليين موضع الشدة فهذا ليس من الدين، أو تشد موضع اللين فهذا ليس من الدين، فلا بد من الإنصاف في كل شيء، وتقرير هذا في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك انظر السلف ماذا فعلوا، علي بن أبي طالب تلطف موضع اللطف مع الخوارج ابتداءً، ونصحهم وبين لهم وناظرهم ابن عباس ورجع منهم من رجع وبقي منهم من بقي، حتى كفروا الصحابة، فهل الآن هؤلاء نلطف بهم، أو الصحابة يلطفون بهم؟ لا، شدوا عليهم، وأجمع الصحابة رضي الله عنهم بقتال هؤلاء الخوارج وقاتلوهم، فأي شدة أكبر من هذا؟ فالمسألة هنا لا بد من الشدة.

وحتى إن علي بن أبي طالب قطع رؤوسهم وضعها في مسجد الخيف، وذكر هذا أبو أمامة عندما دخل المسجد ورأى رؤوسهم وبكى وبيّن أن هؤلاء كفار كما في حديث أبي غلابة، وهو في الشريعة للآجري، وكذلك اللالكائي في الاعتقاد، وهو حديث حسن ومعروف وطويل جدًا، فانظر هنا!.

أما هذا كالقرني وأشكاله الذين يخرجون هنا وهناك في التلفاز، ويقول لك لا بد أن نناظر هؤلاء، وأن نلاطف هؤلاء الخوارج الآن أتباع بن لادن، فلماذا محاربة هؤلاء بهذه الطريقة، وهؤلاء إذا حاربناهم يزيدون كما هو الظاهر يقول والمشاهد لا، لكل شيء شيء، ولماذا يقول العلماء لا يناقشونهم؟ لماذا العلماء لا يخرجون إليهم في أماكنهم يناقشونهم؟ فهذا لا يدري ماذا يخرج من رأسه، فكل شيء له شيء، فهو الأمر صار لا بد، من مقاتلة هؤلاء، هؤلاء يقتلون الناس ويفجرون في الناس، نلاطفهم، نناقشهم، نحاورهم يقول، وهذا المنهج هو الذي أفسد عقول أتباع هؤلاء، لا، المنهج صارم لا بد أن يكون.

فعندنا شدة في موضع الشدة، عندنا لين في موضع اللين، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان السلف، وأكبر دليل علي بن أبي طالب مع الخوارج، كيف ابتداءً كان معهم؟ لطيفًا بهم رحيمًا بهم، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم تبلغ الآفاق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك شريط للشيخ الألباني رحمه الله تعالى بيّن الشدة واللطف، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يشد، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يلطف بالناس، فالكل بحسبه لا بد من النظر لهذه الأمور لكي لا تنخرم السفينة لا بد من الاعتدال في كل شيء.

الآن الاعتدال عند هؤلاء الحزبية لا اللطف مطلقًا، والذي يتساهل عندهم هو الذي يوضع في التلفاز الآن يحاضر هذا معتدل عندهم، القرني عندهم معتدل، سلمان العودة معتدل، سفر معتدل، محمد العوضي معتدل، كل هؤلاء أهل بدع وأحزاب أي معتدلين، قصاص في الحقيقة، وأضلوا الناس، وأين الشيخ ابن باز؟ وأين الشيخ الألباني؟ وأين الشيخ ابن عثيمين؟ وأين هؤلاء دعوة هؤلاء؟ لأن إما هؤلاء على حق أو هؤلاء على حق، ما فيه، وينظر العبد لأن منهج هؤلاء يختلف عن منهج هؤلاء، ولا يلتقي الضدان أبدًا، فلذلك دعوة الشيخ ابن باز هي الصحيحة، الشيخ الألباني هي الصحيحة، الشيخ ابن عثيمين هي الصحيحة، ودعوة هؤلاء باطلة.

وتبين لنا في الواقع، ولذلك أصبح أتباع هؤلاء كلهم أشرار، فلذلك لا بد النظر إلى أحوال الاجتماع والمجتمع، وكيف نجتمع مع الناس، ممكن فيه أناس يقول لك اذهب مع أهل البدع وجالسهم، والشيء الصحيح خذه والشيء الخطأ اتركه، الناس ما يميزون أصلاً الآن بين أخطاء هؤلاء وإصابات هؤلاء أصلاً، وكيف الجاهل يعرف أن هذا خطأ وأن هذا صواب!.

وممكن يقول لك اجلس مع أهل المعاصي وادعوهم لا، هذا غلط كم من شخص جلس مع أهل البدع وأصبح منهم وحكمة السلف في هجر أهل البدع معروفة؛ لأن عندهم مرض معدٍ، أي واحد يجالسهم يعديه، كالمرض الحسي وهذا مرض معنوي، كذلك أهل المعاصي بأي طريقة.

ولذلك نظرنا لبعض التبليغيين الذين رأيناهم أعرف أناس منهم الآن من العصاة، فالدعوة طريقة ليست أي طريقة، دعوة النبي صلى الله عليه وسلم معروفة أنا أدعوهم لكن لا أجالسهم في المجالس العامة كصحبة لا، أدعوهم من الخارج، أبين لهم من الخارج، وهناك كتب وهناك أشرطة، وممكن أبين أباشرهم أحيانًا بالنصح لكن هذا أحيانًا ليس على سبيل الدوام، فلا بد من النظر إلى هذه الأمور.

فالأصل أن نرحم على الناس، ونلاطف الناس، ونلين مع الناس، لكن في أحيانًا بعض الناس الذين قامت عليهم الحجة وبيّنا لهم وتعصبوا وعادوا السنة وعادوا أهل السنة والجماعة في كل مكان هذا أمر آخر، ولذلك الله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:90]، فهذا الأمر لا بد يعرفه المسلم.

وهنا أمر ثانٍ كذلك يقول المؤلف: (لما كان المجتمع لا يسلم فرد من أفراده كائنًا من كان من مناوئ يناوئه ومعاد يعاديه من مجتمعه الإنسي والجني).

الأصل في هذا أن أقيم الدعوة على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في المجتمع، وكيف أخالط المجتمع، وكيف أتعامل مع المجتمع، وكيف أجتمع معهم، وكيف أفارقهم، وأفارق من، وأجتمع مع من؟ لا بد نعرف هذه الأمور وهذه الأصول، أما أن ننخرط هكذا بدون كتاب ولا سنة ولا علم ولا دراية ولا سؤال أهل العلم، فهذا الغالب من هؤلاء اللي ينخرطون هكذا بدون وعي؛ ففي الغالب إما أن يكون مبتدعا أو يكون عاصيًا ولا بد ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس:32]، فالذي ما يكون على الحق يكون على الباطل وهذا لا بد.

وهذا الذي يبينه ابن القيم في مدارج السالكين، فالأمر لا بد النظر في المجتمع هذا لأن المجتمع ليس سواء، فيه الكافر، وفيه المبتدع، وفيه العاصي، وفيه الصالح، وفيما بين ذلك، ومنهم من خلط عمل صالح وعمل سيء، وهكذا، فلا بد النظر لهؤلاء كلهم، لكن الأصل أن أخالط مجتمعي وأتعاون معه، لكن على الكتاب وعلى السنة لأن يتهمون الآن السلفيين بذلك وأهل الأثر بذلك منعزلين عن الناس، لا من قال منعزلين عن الناس؟ نحن مع الناس، لكن ما نعطي الناس كل شيء، وما نجالس أي ناس، ولا بد النظر من هو الصالح من هو الطالح، من هو الداعية إلى الكتاب والسنة، ومن هو الدعية إلى نار جهنم والعياذ بالله.

فلا بد من النظر لهذه الأمور، فلا بد إذا أردت أن تقوم بالكتاب والسنة حقيقة فلا بد أن يعاديك الناس، أما عموم المسلمين أصحاب الفطرة السليمة فهؤلاء إذا بيّنت لهم سوف يتعاونون معك، ويعرفون أنك على الحق ولا بد، وأهل الحق معروفين سوف يوافقونك من علماء وطلبة علم وبين ذلك، وعموم المسلمين كما قلت لكم، فلا بد من الصبر، أما بقية الناس من أهل البدع والذين تابعوا أهل البدع من عوام أهل البدع هؤلاء، هؤلاء لا بد أن يعادونك ويعادون السنة التي تنشر لأنه يخافون من السنة؛ لأنه إذا انتشرت السنة قمعت البدع يعني قمعتهم، وكشفتهم للناس، كلما صدوا السنة عن الوصول إلى بدعتهم لكي لا تُدحر وتضعف هذه البدع على قدر ما تنتشر البدع في الناس؛ لأنه إذا انتشرت بدع هؤلاء كسبوا الناس وسيطروا على الناس؛ لأن هؤلاء ظلمات أي: في ظلمات هؤلاء العامة الذين مع أهل البدع ينصرونهم وينصرون عدوهم ولا يدرون، لكن بقية الناس الذين عندهم السنة يعرفون أن هذا على البدعة، فلا بد من معاداة السنة.

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسمى الصادق الأمين عندما صدع بالحق سموه ساحر ومجنون وإلى آخره، وهذا أمر معروف، انظر للإمام مالك ضُرب وسُجن كما بيّن ابن القيم، وكذلك الإمام الشافعي، وكذلك الإمام ابن تيمية وابن القيم وإلى آخر هؤلاء، فهؤلاء كلهم عودوا لأنهم أظهروا السنة.

وأمر هنا مهم جدًا ذكره المؤلف رحمه الله تعالى في الموضع الثالث في قوله تَعَالَى، وقال: (أن ذلك العلاج السماوي يقطع ذلك الداء الشيطاني)، والأمر هذا ما هو؟ لا بد إذا دُفعت أنت بالقوة لتقمع السنة وأنت تريد أن تقمع البدعة ففي الحقيقة هؤلاء الآن إما أن يصبر على دعوة السنة فهذا هو النجاح العظيم والفوز المبين إن صبر؛ لأن لا بد إذا خرجت بالسنة لا بد أن يتصدى لك أهل البدعة وأصحاب الأهواء فهنا لا بد من الصبر لتنجح، أما إذا لم تصبر ففي الحقيقة هذا هو الخسران المبين؛ لأنه خلاص قل من ضل مع أهل البدع رجع كما بيّن السلف.

ولذلك بيّن السلف بأن المبتدع ليس له توبة كيف ذلك؟ المبتدع يرى أن فعله هذا عبادة فكيف يرجع عن عبادة؟ فلذلك أندر من النادر من أهل البدع من تاب كما بيّن ابن تيمية وغيره من أهل العلم، فيصعب بعد ذلك ترجع إلى السنة، أعطني واحد تاب من بدعته، بل تتجارى بهم الأهواء كما ترون كما تتجارى الكلب إلى صاحبه، من بدعة إلى بدعة، من مصيبة إلى مصيبة، من منكر إلى منكر، أعطني واحد رجع، بل هؤلاء في امتحان عظيم الآن من البدع والمنكرات التي وقعوا فيها، في أكبر من المنكر أن الشخص يوالي رافضي أو الرافضة ويثني عليهم ويقول إخواننا وكذا فأي بلاء هذا فيه؟ وكيف يرجع هذا؟ وكيف يتوب؟ هذا يصعب الآن.

فلذلك على المسلم أن لا يجر نفسه علي أن يثبت على السنة ولا يتزحزح عن ذلك مهما يكون في البلاد من فتن ومصائب وقوة لأهل البدع، فإن الله سبحانه وتعالى معك.

وبيّن بعد ذلك القلة، فبيّن مسألة الرفق والليل لكنا نختصر الاقتصاد، لا بد من الاقتصاد وبيّن أن مسألة الاقتصاد راجعة إلى أصلين: حسن النظر في اكتساب المال، وحسن النظر في صرفه في مصارفه، فالأمر هذا لا بد من الاعتدال في جميع الأموال، ولا بد أن نصرف هذا المال في مصارفه الشرعية سواء في الأعمال الخيرية العامة هذه أو في الأعمال الخاصة لك ولأسرتك ولأولادك ولأقاربك.

والمسلم يكتسب المال لا بد أن يصرفه المصرف المعروف الشرعي، فالآن الأحزاب يصرفون أموال المسلمين لأجل أحزابهم كما ترون، ولا يضعون هذه المصارف أو هذا المال في موضعه الشرعي، فهؤلاء ما وضعوا في الحقيقة مال الله سبحانه وتعالى وأموال الناس وأموال المسلمين في مصارفها الشرعية، والله سبحانه وتعالى أعطى هذا الناس المال ليصرفوه في مصارفه الشرعية، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى هنا: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة:198].

ولا بد أن نضرب في الأرض ونبتغي من فضل الله سبحانه وتعالى، لكن هذا الفضل لا بد أن نضعه في موضعه وفي مصارفه الشرعية هذا هو الأصل، والذي يخل بهذا عليه المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى، فالأمر خطير جدًا يوم القيامة المخل بهذا، وبيّن الله سبحانه وتعالى هنا ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان:67].

المسألة السابعة: هي السياسة، وذلك أن السياسة التي هي مصدر ساس يسوس إذا دبر الأمور وأدار الشؤون، تنقسم إلى قسمين: خارجية، وداخلية، فالخارجية هي إعداد القوة الكافية لقمع العدو والقضاء عليه والثانية هي الوحدة الصحية الشاملة حول تلك القوة، فمثلًا لا نفترق، فإذا كانت الأمة مفترقة أو أهل بلد خاص مفترقون، فهؤلاء لا يستطيعون على العدو، فالعدو يهزمهم كما هو ظاهر في الناس، وكما هو ظاهر في فلسطين إلى أن وصل الناس هذه الأحزاب الآن أن تتقاتل فيما بينها، وكل هؤلاء ينتسبون إلى الإسلام، وحتى الآن قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ وإلى آخره، والكل يقتل الثاني.

فهذه مصيبة كبيرة جدًا في الحقيقة، هذه بسبب أن هؤلاء ليس عندهم سياسة، ولا بد أن نفرق بين السياسة الشرعية والسياسة البدعية، السياسة الشرعية السياسة الصحيحة سياسة الناس في أمور دينهم ودنياهم وفق الكتاب والسنة، هذه هي السياسة الصحيحة، هي سياسة النبي صلى الله عليه وسلم، وسياسة الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم السلاطين، هذه هي السياسة الصحيحة هذه هي السياسة الصحيحة إذا قامت في أي بلد فليبشر أهل البلد بالنصر والتمكين، وإذا كانت في جميع المسلمين فيبشروا بالنصر والتمكين في الأرض، وقمع أهل الكفر، وإقامة الجهاد الصحيح ليست التفجيرات هذه الانفرادية، والعمليات الانتحارية، فهذا ليس لها أصل، هذا فيها قمع للمسلمين، وتدمير المسلمين، وتدمير ديار المسلمين كما هو ظاهر، فلا بد من السياسة الصحيحة.

 السياسة البدعية هي السياسة الآن سياسة أهل الكفر، وأخذها من؟ أخذها أهل البدع السياسيين من الإخوان المسلمين والقطبيين والسرورين وغيرهم، وقدموها للمسلمين على أنها سياسة صحيحة، وهي سياسة خارجية بدعية تدمر الناس وتدمر البلدان مظاهرات ومسيرات واعتصامات وتخريبات وفوضى وتكسير وتدمير وتفجير، وإلى آخره، هذه السياسة البدعية.

فلا بد على أهل العلم وطلبة العلم وعموم المسلمين تبيين للناس الذين وقعوا في هذه السياسات البدعية أن يبينوا لهم كما بيّن ذلك الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، الشيخ صالح الفوزان وغيرهم من أهل العلم، مسألة المظاهرات والعمليات الانتحارية والمسيرات وغير ذلك.

فلا بد من تجديد مفاهيم الناس في هذه الأمور، وأن هذه الأمور غلط، وهي تدمر بلدانكم، وتبديل هذه السياسة إلى السياسة الشرعية من السمع والطاعة والجهاد الصحيح، فهذا هو الذي عليه أهل العلم، وبيّن الله سبحانه وتعالى هنا: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران:103].

 وأما السياسة الداخلية فهي راجعة إلى الأمن والطمأنينة داخل المجتمع وكفّ المظالم ورد الحقوق إلى أهلها، فلا بد من هذه السياسة إعطاء حقوق الناس، كم من شخص الآن لا يعط حقوق الناس، وكذلك نشر الأمن، فيه أناس يخربون، فيه أناس يفجرون عصابات وأحزاب، فهذا يفسدون ونشر الطمأنينة، فهذا لا بد من المجتمعات الإسلامية أن يجتهدوا على هذه الأمور حكامًا ومحكومين، وينشروا الأمن والطمأنينة، وينشروا هذا الدين، وتحكيم الشريعة كما بيّننا، وعلى الناس الاتباع، على هذه الشعوب التعاون في نشر الأمن والطمأنينة، وإقامة الدين، وإقامة الدعوة الصحيحة وهكذا، ورد الحقوق إلى أهلها، فهذا الأمر.

وهناك ستة أمور هي قائمة عليها السياسة الداخلية:

الدين، نشر الدين.

والأنفس من إقامة القصاص وغير ذلك.

والعقول لا بد من المحافظة على العقل لأن العقل إذا ما مرض والعياذ بالله، فلا يستطيع هذا الإنسان أن يقوم بدينه، ويعرف هذه الدنيا على حقيقتها من أخذ خيرات هذه الدنيا ورد الشرور، فإذا فسد العقل فهذا الرجل والعياذ بالله أفسد دينه وأفسد دنياه، كأصحاب المخدرات مثلاً وأصحاب الخمور، فانظر إليهم أفسدوا دنياهم ودينهم، فلا بد من المحافظة على العقول.

الأنساب: عدم الزنا وتبيين أمر الزنا.

والأعراض كذلك المحافظة على الأعراض، فلا يقذف أي شخص مثلاً بالزنا أو أي شيء، أو مثلاً تكفيره، فعلى أي شيء يكفر مثلاً، أو يفسق، أو أي شيء يبدّع هذا مبتدع هذا كذالا، كل شيء بضوابط، تكفير الشخص بضوابط، تبديع الشخص بضوابط، تفسيق الشخص بضوابط، هكذا لا بد الشخص يكون عنده ضوابط شرعية في كل شيء حتى يحافظ على أعراض الناس، وإلا لا يكون الشخص كالعوام تراه مثلاً ممكن يلعن، ممكن يرمي شخص بأنه يزني، أو امرأة تزني، أو ما شابه ذلك، فلا بد من المحافظة على أعراض الناس.

الأموال كذلك، وهذا أمر معروف.

الثامنة: هي تسلط الكفر على المسلمين، وبيّن فيه المؤلف رحمه الله تعالى لماذا الله سبحانه وتعالى يسلط الكفار على المسلمين، بسبب التفرق، والتشتت، وفعل المعاصي، وفعل البدع وفعل الشرك، فالله سبحانه وتعالى يسلط الكفار على المسلمين؛ لأنه ممكن يأتي لنا مسلم جاهل ويقول: كيف نحن مسلمون نعبد الله سبحانه وتعالى ونرى الكفار أقوى منا، وأن الكفار تسلطون علينا؟ الله سبحانه وتعالى بيّن لك، لكن أنت ما تقرأ، لكن لو تسأل لانتفت هذه الشبهة ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل:43].

فماذا يقول الله سبحانه وتعالى هنا؟ ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران:165]، هذا من نفسك أنت، انظر إلى نفسك قائم بدينك متمسك بدينك؟ قائم بصلاتك، بصيامك؟ عندك صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وإلا أي صلاة؟ قائم بصفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإلا أي صوم؟ ممكن أن تفعل المحرمات وأنت صائم، قائم بحجك صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم «خذوا عني مناسككم»، «صلوا كما رأيتموني أصلي»، أو أي حج؟ ترف وأمور ترك الواجبات ممكن أركان الناس يخلون بأركان الحج كما ترون الآن الذين يعتمرون، أشياء كثيرة من البدع لكل شوط دعاء، للسعي أدعية بدعية، وأذكار بدعية، وأمور، وانظر إلى النساء ما عندهن أي حياء تلصق بالرجال، تطوف مع الرجال أشياء كثيرة، تزاحم الرجال والعياذ بالله في تقبيل الحجر! امرأة وكم امرأة هكذا؟ وانظر إلى المعاصي والمصائب التي عند الناس.

فهذا الآن تسليط الكفار بسبب هذا، وإلا حتى لو كانت فئة قائمة بكتاب الله سبحانه وتعالى، ومحكمة كتاب الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى ينصرها على أهل الكفر وعلى أهل البدع، فالأمر هذا معروف، فلذلك لا بد من تطبيق الشريعة على أنفسنا وفق الكتاب والسنة، ولينظر بعد ذلك أهل الإسلام ماذا الله سبحانه وتعالى يفعل في أهل الكفر.

التاسعة: هي مسألة ضعف المسلمين وقلة عددهم بالنسبة إلى الكفار، لكن في الحقيقة وإن كان أهل الإسلام قلة مثلًا فهما قوة بالله سبحانه وتعالى، وما عندهم من العلم والإيمان، فالله سبحانه وتعالى ينصرهم على عدوهم، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة تحت الكفار قلة وضعف، مع هذا الله سبحانه وتعالى نصرهم، نصرهم في بدر وحنين وغير ذلك من الغزوات، وأنتم تعرفون هذا الأمر.

ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:249]، فالله سبحانه وتعالى ينصر عباده القائمين بطاعته، وبيّنا كثيرًا بالنسبة إذا رأيت المسلمين هذه أحوالهم على كثرتهم، بسبب ذلهم، بسبب المعاصي وما شابه ذلك، فعلى الطائفة المنصورة أن تقوم بدينها، والله سبحانه وتعالى ينصرها بالحجة والبيان بقمع أهل الكفر بالبيان والحجة كما هو حادث، وهذا بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية.

وحتى أن النبي صلى الله عليه وسلم يجعل حسام بن ثابت رضي الله عنه أنه يهجو المشركين، ويقول: «أنكى عليهم من النبل ومن السيف»، فإذا أهل الإسلام ضعاف في الجهاد بالسيف، عليهم أن ينكّلوا بأهل الكفر بالحجة والبيان، وأنكى عليهم من النبل هذا، كذلك الله سبحانه وتعالى هذا من الداخل، والله سبحانه وتعالى ينصرهم من الداخل على أهل البدع كما هو حاصل، ما تخرج فرقة من الفرق البدعية هذه إلا نكّل بها أهل السنة والجماعة كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين في حياتهم، وغير ذلك من إخوانهم من أهل السنة والجماعة وطلبة العلم من أهل السنة والجماعة لهم بالمرصاد.

انظر عندما خرج هذا ابن لادن ومنهجه التكفيري هذا قاموا عليه في كل مكان، وغير هؤلاء؛ حماية للدين، وحماية لأهل السنة والجماعة أن يُلصق فيه ما ليس منه، فيُقال هذا من عند الله وهو ليس من عند الله، وهذا من السنة وهو ليس من السنة، وهذا من مذهب أهل السنة والجماعة وهو ليس من مذهب أهل السنة والجماعة، أو هذا الشخص من أهل السنة ومن السلفيين وهو ليس كذلك، لا بد أن يصدع أهل الحق في هؤلاء، ويبينون هذا الأمر، فإذا ضعفت الأمة بالجهاد بالسيف، فالله سبحانه وتعالى رزقها الجهاد بالحجة والبيان.

وبيّن ابن القيم هذا أكبر الجهاد أكبر من الجهاد بالسيف، وبيّن شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الأمر، وهذا الأمر معروف، ولذلك نسمع هنا وهناك بأن الجهاد معطل وأن الجهاد كذا، الجهاد قائم لكن أنت ما تفهم ما هو الجهاد، الجهاد أنواع، فهو لا بد بزعمه لابد أن يقوم بالجهاد السيف، وهذا لا بد له من إمام وله راية وله قوة وأمور أخرى بيّنها شيخنا الشيخ ابن عثيمين وغيره من العلماء، لكن الآن ضعف المسلمين بذلك، فإلى الآن المسلمون قائمون بالجهاد الأكبر وهو بالحجة والبيان يصدعون على أهل الكفر، وشبه أهل الكفر من اليهود والنصارى والشيوعيين.

خرجت كتب وفتاوى في هؤلاء كالكلام على العلمانية والشيوعية، وغير ذلك من هؤلاء الذين دخلوا علينا في بلداننا الإسلامية، وبيّنوا أمرها، والمستشرقين، كذلك على أهل البدع في الداخل من المعتزلة والجهمية والإباضية والرافضة والسرورية والإخوانية والسياسيين وغيرهم بيّنوا أمرهم، بيّنوا هذه الأمور الأناشيد البدعية هذه ليست لها أصل.

فهذا الأمر معروف، والله سبحانه وتعالى على كثرة الفتن والمعاصي وأهل البدع وأهل الكفر، ومع هذا السنة قائمة، وأهل السنة معروفون يشار إليهم بالبنان.

العاشرة: هي مشكلة اختلاف القلوب، التفرق في الحقيقة هذا يقسم ظهر الأمة، وبيّنا هذا، فالأصل في ذلك أن نجتمع الاجتماع الصحيح كما بيّنت لكم، مع اجتماع القلوب يعني اجتماع الأجساد واجتماع القلوب، هذا أصل لا بد منه، اجتماع الأجساد واجتماع القلوب هذا هو مراد الله سبحانه وتعالى، أما مجرد اجتماع الأجساد مع تفرق القلوب فهذا ليس مراد الله سبحانه وتعالى، ماذا الذي الله سبحانه وتعالى يقول؟ ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ [الحشر:14].

وهذا الذي حاصل، ولذلك يقولون عنا نحن لا نجتمع مع الناس ولا نجالس الناس، نحن فارقنا أهل البدع كما لا يخفى عليكم، ولن نجالس هؤلاء، ونحن شاذون ونحن كذا ونحن كذا، فنجتمع مع الصوفي الأشعري والإخواني والإباضي والرافضي وكذا وكذا، ونقول اجتمعنا لقمع المنكرات في البلد وما شابه ذلك، فهذا ليس باجتماع، هذا أنكره الله سبحانه وتعالى على اليهود الذين يجتمعون بتباين فيما بينهم، ومنكرات فيما بينهم ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾.

فهذا الاجتماع هنا هو الاجتماع الصحيح على الكتاب على السنة، حتى لو كانت الطائفة المنصورة قلة، وهذا وصفها أصلاً قلة، فالأصل في هذا أن نجتمع على الكتاب وعلى السنة، واعلم إذا اجتمعنا وصبرنا على نشر السنة هكذا، فالله سبحانه وتعالى ينصر السنة وناصر دينه، >ويأتي النبي ليس معه أحد، ويأتي النبي وليس معه إلا الرجل أو الرجلان< كما في حديث ابن عباس في صحيح مسلم.

فالأصل حتى لو لم يستجب لي لأحد، فلا أذهب مع أهل البدع، أو تظن نفسك على باطل لا، من قال إن الحق مع الكثرة؟ وبينا هذا كثيرًا، الحق كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كان معه فهو على الحق حتى لو كان واحد، وبينا ابن مسعود هذا الأمر «الجماعة موافق الحق ولو كنت وحدك»، هذا النبي يأتي يوم القيامة وهو الجماعة، وقوم على ضلالة، والله يكبهم كلهم في النار، وهذا النبي يدخل الجنة، فليس على الكثرة.

فاجتماع الآن أحيانًا من الجماعة الحزبية لأجل مصالحهم في الحقيقة ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾، فلا تجتمع مع هؤلاء ولا في شيء، لا في مظاهرات، ولا مسيرات، ولا اعتصامات، كل هؤلاء دعاء ضلالة، في الفتن أمسك بيتك فهذا هو الأصل، والزم السكوت فلا تتكلم إلا بكتاب، ولا تتكلم إلا بسنة، وعلى فهم السلف الصالح هذا هو الأصل، فلا تخض مع الخائضين، فهذا هو الأصل في هذا.

فالشخص ليس عليه إلا تبيين الكتاب، وأما هؤلاء في الحقيقة اختلفت قلوبهم الآن، فلا تنضم معهم، وعليك بالسنة حتى لو كنت لوحدك في بلدك، لو كان في بلدك ثلاثة ملايين مثلًا في ضلالة وأنت على السنة فامسك بهذا، لا تختلط معهم، ولذلك بيّن هذا الأمر النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة في الصحيحين >على أن تعض على أصل الشجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك<، هذا هو الأصل، يعني أوصله النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنت تبقى لوحدك إلى أن تموت، لكن تفارق هذه الفرق والأحزاب دعاة على أبواب جهنم.

ففيه أشخاص ضعاف النفوس والإيمان يدعو يدعو أولًا، ثم ينظر أن هذه جماعات وأحزاب لهم إمكانيات، وهذا مدير وأموال وكذا، والآن عندهم عمارات الآن، وأشياء كثيرة، فينظر أن هؤلاء في الحقيقة كأنهم على الحق وأنا على الباطل، فينزوي معهم، هذا من جهله.

انظر إلى هذا النبي ثبت لوحده ما تنظر لهذا النبي؟ ثبت لوحده، يعني الله يحذر الناس من هذه الأمور ولابد من الثبات على الدين وبين النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة أن يعض على أصل شجرة إلى أن يموت إلى أن تموت في بلدك هذا هو الأصل وبين هنا وبالجملة فالمصالح البشرية التي بها نظام الدنيا راجعة إلى ثلاثة أنواع درء المفاسد لابد من درء المفاسد المفاسد عند من؟ عند أهل المعاصي وعند وأهل البدع؛ فكيف تدخل معهم إن دخلت معهم كيف تدرء المفاسد؛ درء المفاسد هكذا بالابتعاد عن أهل المفاسد فهذا أمر معروف؛ المعروف عند أهل الأصول بالضروريات وحاصلة دفع الضرر، ولابد دفع الضرر عنك وعن مجتمعك؛ عنك تبتعد عن أهل المعاصي وعن أهل البدع؛ وعن مجتمعك تبين لهم إن هذه معصية وإن هؤلاء أهل معاصي ابتعدوا عنهم وإن هذه بدعة وإن هؤلاء أهل بدع ابتعدوا عنهم وهكذا وليس هذا كما يقال من الغيبة وهذا بينا ذلك كثيراً بل بين السلف كما ذكر هذا الخطيب البغدادي في الكفاية بأنه هناك غيبة محرمة وهناك غيبة جائرة الغيبة المحرمة وقوعك في المسلم أو في الشخص لأمور شخصية حقد وحسد فتتكلم فيه وغل أما الغيبة الجائزة لا، لأجل الدين أحذر من البدعة وأحذر من أهل البدع لكي لا يقع الناس فيها ومع أهل البدع وهذا من الدين وبينه السلف بل الإمام شعبة بن الحجاج رحمه الله تعالى كما أخرجه ذلك عنه الخطيب البغدادي في الكفاية بأسانيد صحيحه بين أمر مهم قال تعالى نغتاب في الله الكذابين غيبة في الله ذكر فهذا الأمر قل من يفهمه الثاني جلب المصالح؛ فلابد جلب المصالح لنفسك من الحاجيات وكذلك حاجيات مجتمعك فلابد من تبيين هذه الأمور وهناك أمور كثيرة جلب المصالح الدينية والدنيوية؛ الدنيوية من البيوع كما ذكر المؤلف وإلى آخر الأمور هذه؛ وهذا أمر معروف فلابد من درء المفاسد وجلب المصالح ولابد النظر إلى هاتين القاعدتين لابد النظر حتى تنفعك هذه القاعدة؛ وإلا أما أن تقع مع أهل المعاصي أو مع أهل البدع إذا ما تعرف كيف تدرء المفسدة وكيف تجلب المصالح نعم هذا آخر ما عندنا والنوع الثالث في حديث مكارم الأخلاق وهذا تكلمنا عنه في الدروس التي سلفت نعم في أي سؤال؟.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan