القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام الهجرة / الجزء (11) من أحكام الهجرة: أحكام زواج المهاجرين - للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله

2024-04-21

صورة 1
الجزء (11) من أحكام الهجرة: أحكام زواج المهاجرين - للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام الهجرة، وهذه الأحكام قد بينها الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى في القرآن، وكذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السنة، والصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم بينوا هذا وبينا ذلك.

والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] ، فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى سهل للناس هذا الدين.

والتيسير هذا لا يستطيع على تبيينه ولا تطبيقه كدين يسر فييسر على نفسه ويؤثر على الناس، إلا بالفقه في الدين، فإذا تفقه المسلم في دينه عرف كيف ييسر على الناس وإلا لابد أن يقع في التعنت والغلو والشدة وغير ذلك.

 وبيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الشدة والغضب والعصبية ما يعجز عنها أحد، الكل يستطيع يغضب ويتعصب بزعمه لأجل الدين، وهذا ليس من الدين! لماذا؟ لأن ما يعرف كيف ييسر على نفسه وييسر على الناس.

 ولابد من العزائم وكذلك لابد من الرخص، فلابد أن يساوي بين العزائم وبين الرخص وإلا وقع إما في الإفراط فيفرط أو في التفريط فيفرط كذلك.

فإذا رأيت الإخوان المفلسين قد تساهلوا كثيرًا، لماذا؟ لأنهم ما يعرفون شيئًا في أحكام التيسير، ويظن هؤلاء الجهلة إنما يفعلونه مع العامة من مسايرة العامة أن هذا من الدين! لأن الدين يقولون: يسر، فيقعون في البدع والبلاوى.

بعد هذا اليسر بزعمهم شدة، يأمرون الناس بماذا؟ بالخروج وحمل السلاح ونصب الخيام في الاعتصامات ويأخذون شهور، الطعام قليل والشراب قليل والشمس والحر والبرد، حالتهم حالة، هذه شدة، أهذا تيسير؟!

فلذلك هؤلاء لا يعرفون شيئًا، لماذا؟ لأن هؤلاء لم يفقهوا في ديننا شيئًا من العلم، كل واحد منهم حاطب ليل ولا عنده علم، هذا إخواني ماذا يقول؟ عنده بلاوى، وإذا أدخل عقله في القرآن والسنة وفي الغيبيات فمصيبة كبيرة.

فلذلك لابد تعرف أنت وتفقه أحكام الدين لكي تعرف كيف تيسر على نفسك وإلا سوف تقع كما يقع العوام، كما ترون أكثر العوام هلكوا، كثر منهم في العالم جنائز وتحت التراب وجثث، وبزعمهم العامة هؤلاء يقولون: أن الدين يسر، وأنتم الملتزمين بالدين فيكم شدة! بل أنت يا العامي الجاهل أنت الشديد والغالي والبلوى، أما نحن من أهل التيسير لأن ديننا يسر ونعمل بالعزائم كذلك وفق الكتاب والسنة.

فالعوام هؤلاء الذين يرمون المتمسكين بالكتاب والسنة وبالتشدد هم أهل الشدة أصلًا، وأكبر دليل كثر منهم تحت التراب، وكثر منهم الآن أحياء هالكون في الشدة في الدنيا والدين.

فلذلك لابد من هذا، فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بين أن دينه يسر، فالذي يقع في الغلو والشدة في الدين فهذا ما عرف الدين ولا يكون على دين الإسلام، فلابد أن يُكفر الأمة ويخرج على الأمة ويفعل البلاوى كما ترون من الداعشية والإخوانية والسرورية وغير ذلك.

وأكبر دليل أن هؤلاء المبتدعة حُقَّاد على أهل السنة والجماعة، يتعاملون مع أي واحد من أهل الغلو وأي جماعة تغالي في الدين في العالم كله إلا مع أهل السنة والجماعة، ما يتعاملون لأن أولئك على شاكلتهم.

وكما ترون يدَّعون أن الدين يسر لكن ما عندهم تطبيق ولا شيء أصلًا ولا يستطيعون إن استطاعوا ولا يستطيعون، فكما ترون تمر الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات ترى هؤلاء من شدة إلى أخرى ومن بلوى إلى أخرى ومن شيء صغير إلى شيء كبير .

يعني مثلًا: من بدعة صغرى إلى بدعة كبرى، لماذا؟ هذا يدل على أن هؤلاء ليس عندهم ضوابط.

ولذلك يقول الزركشي في المنثور: الأخذ بالرخص والعزائم في محلها مطلوبٌ راجحٌ.

فالرخص اتيانها حتى لو قال لك المبتدعة والحزبية أنت فيك وأنت كذا، قل لهم: فيكم أنتم، أما أنا فآخذ بالرخص، في الأسفار، في الأحضار، في البيوت، في البلد، في الصلاة، في الطهارة، في الحج، في الدعوة وغير ذلك.

فالأمر الأول والأخير أن ترضي الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وتعلم أن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى راضٍ عنك في هذا الأمر، كيف ذلك؟ طبق الأدلة وانتهى.

إذا طبقت الأدلة فتعلم أن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى راضٍ بفعلك، بعبادتك، مثلًا: تركت المسجد لعذر وصليت في البيت، فتعلم أن صلاتك هذه مقبولة عند الله، والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى راضي عنك بفعلك هذا  وانتهي الأمر.

فمثلًا: في الحر الشديد الناس ما يطبقون هذه الرخصة- عساهم ما يطبقون، في الصلاة والصيام والحج والرخص لابد لهم من تعلمها، فقط يشاهدون هذه الإعلانات يتعلمون منها ما يهمهم من أمور الدنيا فقط.

فكما تريد تعرف دنياك وتتبع في الأنترنت (ماذا حدث ومالنا وما علينا وهكذا)، تتبع فقه أهل الأثر في الانترنت وانظر ماذا يقولون في الصلاة، في الصيام، في الحج، في العقيدة، في التوحيد، فتطبق لأن أهل الأثر يبينون لك العزائم ويبينون لك الرخص.

هذا الإمام الزركشي يبين لك في محلها مطلوب، يقول: مطلوب يعني: مطلوب من الشرع، وهؤلاء العوام أو هؤلاء المبتدعة ومن تابعهم من العوام يقولون: غير مطلوب، يعني: ما يطبقون إلا الرخص التي يعرفونها، من قال لكم؟!

ديننا واسع، في مسائل الرخص هذه واسع، بحر لا ساحل له في فعل الرخص، ما تستطيع أنت تقول أطبق مثلًا: هذه الرخصة أو عشرة أو مئة أو مئتين، لالا، ترى لا يوجد حدود أصلًا.

فالمبتدعة ما يفقهون هذه الأمور، لأن مشكلته هذا ما يرفع أنفه عن التقليد، ما يرفع أنفه عن التعالم، لا يوجد شيء عنده، لا يريد، لكن هذا لا يرفع نظره وينظر ويتفقه في دينه ويتعلم ويسأل، بعد ذلك سيعرف، وإلا الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى طبع على قلبه كيف يرى هذا؟.

مطبوع على قلبه، خلاص انتهى، خُتم عليه، ما يرى إلا الضلالات، ما يرى إلا الحقد، فبعد ذلك يهلك ويموت، بعد ذلك يعرف أن أموره هذه أصلًا التي يريد أن يؤذي بها أهل السنة والجماعة ما تجدي بشيء، فيعرف بعد ذلك.

 وبيَّن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن هذه الأشكال لا يفيد فيهم إلا التراب، بعد ذلك يستيقظ.

وذكرنا لكم من الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم في هذه المسألة وبينا كثيرًا.

ومن أهم الأمور للمهاجرين والمهاجرات خاصة في دول الغرب- فلا بد لأي رجل أو امرأة يريدان أن يهاجرا لابد أن يتعلما أولًا أحكام الهجرة، لا يهاجر هكذا الرجل ولا تهاجر المرأة هكذا.

فلابد على الرجال المهاجرون أن يتفقهوا في دار هجرتهم، ما يأتون فقط للوظائف أو ما شابه ذلك، وهذا قد تكلمنا عنه، كذلك النسوة لابد أن يتفقهن في أحكام الهجرة لكي لا يقعن في أشياء.

وهؤلاء الذين في الغرب فعلوا هكذا، هاجروا من أجل الدنيا فوقعوا في مخالفات شرعية، فمنهم من وقع في الكفر مع النصرانيات، فتن وعلاقات، وأمور أخرى حتى والعياذ بالله الخنزير يأكلونه، في المطاعم أو (أكل السندوتشات وغيرها)، هذا كله عرفته عندما ذهبت إليهم، سنوات، وقلت لهم: هؤلاء وقعوا في هذه الأشياء لأنهم ما يفقهون شيئًا.

ومنهم من وقع في الشرك مع الرافضة، لأن الرافضة عندهم مغريات أموال ومتعة، وهؤلاء الرجال والنسوة كذلك جهال لم يلتزموا بالدين فوقعوا في هذه الأمور وصاروا شيعة.

كذلك وقعوا مع الصوفية ومع الأحباش، وقعوا مع المبتدعة، حتى هؤلاء أهل الغرب كالأمريكان وقعوا خلق منهم مع الصوفية، صوفي يقول لك: أسلم، قلت: لا أسلم ولا شيء، من كفر النصرانية إلى كفر التصوف، ولا مسلم ولا شيء.

فعند إسلامه كما قلت لكم ابتداءً هذا مسلم له ما له على المسلمين وعليه ما عليه مع المسلم، في الجملة مسلم.

الآن ماذا يفعل في هذا الإسلام؟ في تطبيقه للإسلام وتعليم الإسلام لابد يتعلم، ويتعلم على يد أهل السنة والجماعة لكي يعتبر أن هذا مسلم، لكن هؤلاء النصارى يسلمون على يد الأحباش الجهمية، قلنا: هؤلاء ليسوا مسلمين ولا شيء، هؤلاء الأحباش أعداء الله وأعداء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعداء المؤمنين.

كذلك الرافضة، وهناك أحزاب وفرق وقع معهم هؤلاء المهاجرون أو عدد من المهاجرين وعدد من المهاجرات ووقعوا كذلك في الشهوات والرغبات.

فانظر في أهل السنة والجماعة هناك، أين وجود أهل السنة والجماعة؟ أمة الإجابة في الغرب، في دول الغرب كلها، ماذا تسمعون؟ لو يوجد شيء لسمعتم، لو يوجد شيء ظهروا، لا يوجد، أفراد وعوائل أعداد قليلة.

 لكن هذا الكم الهائل من الموجودين كلهم أحزاب ومجرمين، اذهب وانظر، ممكن ترى مثلًا عشرة من أبناء الإسلام، انظر إلى أشكالهم- لو قالك أنك ترى هذا اسمه فلان وهذا اسمه فلان ما تعرفهم، أخس من اليهود والنصارى في أشكالهم وفي عداوتهم.

والمراكز التي هناك كلها قائمين على أهل البدع من الإخوانية وغيرهم، والمساجد- مرجئة وصوفية وسرورية وقطبية.

 لو دخلت أنت بشكلك هكذا مسلم حقيقة ملتزم بالكتاب والسنة يطردونك المبتدعة الصوفية أو المرجئة أتباع ربيع أو الأحباش أو السرورية أو القطبية أو الإخوانية، يعرفون أنك ستخرب عليهم فتطرد وينظرون إليك نظرات خبيثة، أي إسلام عندهم هؤلاء؟!

هؤلاء لماذا وقعوا في هذه البدع والشرك والذين في المعصية معصية، لماذا؟ لأن هؤلاء لم يتفقهوا.

فلذلك أنت إذا أردت أن تفعل شيئًا أو المسلم يريد أن يفعل شيئًا يهاجر مثلًا أو غير ذلك لابد أن يتفقه قبل أن يذهب، ما يأتي هكذا كالمغشي عليه ويتضرر بعد ذلك.

لابد أن يُعدِّل من نفسه ويطور من نفسه في بلده ويستعد ويشاور، فبعد ذلك إذا هاجر لأي بلد يكون على بينة، السارق يأتي للبيت، إما يصيب أو يخيب، فلا فائدة من ذلك.

فلذلك لابد من الاستعداد والنظر والاستشارة، ليس فقط الواحد يقدم على الشيء هكذا، أنت شخص تريد أن تنقل من بيت إلى بيت أو من شقة إلى شقة إيجار، فذلك الأمر يظنه الناس بسيط، ولكن عليك ألا تنقل حتى تفقه فقه الإيجارات.

فقه الإيجارات تعرف ما لك وما عليك، لماذا؟ ممكن أن صاحب العمارة يكون جاهلًا، وهذا في الغالب كما ترى، هذا قد تقع معه في ظلم يظلمك، أنت تعرف كيف تتعامل مع هذا، وتجعل حسناته لك يوم القيامة وتبين له أنه مخالف للشريعة.

أنا مثلًا سأعطيك، أنا سأعمل لك، لأن أنت محتاج للسكن، فأنت لا تفوِّت عليك الفرص في حياتك، حياتك هذه فرص لكي تأخذ حسنات هذا وحسنات هذا وحسنات هذا وتجعلهم مفلسين فعلًا يوم القيامة.

ليس فقط أنت من يريد الحسنات، فهكذا الراتب لا تصبر عليه وتريد أن تبحث لك عن مصدر آخر للدخل وتريد الادخار أيضًا، كيف تتعامل مع الناس مع اختلاف أصنافهم الآن مع العوام ومع غيرهم، تحصل على حسناتهم إذا ظلموك، فلابد أن تفقه هذه الأمور.  

كذلك الشخص الذي يبني عمارة يريد أن يُأجرها، قبل أن تنتهي وقبل أن يأجرها لابد أن يفقه كتاب الإيجارات، فهو موجود في كتب الفقه، ويسأل لكي لا يظلم الناس ويأخذون حسناته، وسكنك هذا وما يكون فيه من رأفة بالناس ورحمة لهم تحصل به على أجر الدنيا وأجر رحمتهم ورأفتك بهم وتحصل على الحسنات كذلك، يعني: دنيا ودين، لكن أكثر الناس لا يعرفون ذلك.

وهذا الكلام موعدنا إن شاء الله يوم الإثنين في عدم الشكر.

* وكما ترون في هؤلاء يعني: لا رحمة ولا رأفة من أصحاب العمارات من سنوات طويلة، فالله ضيق عليهم في هذه الأيام، ويخافون أن يتركهم المستأجر، فهذا بسبب ماذا؟ بسبب أن هؤلاء ما رحموا أنفسهم ولا الناس، لأن أكثرهم مسلمون.

فلابد أن تعرف كل شيء ولا يكن همك فقط المال والدنيا فلا ترحم الناس ولا ترأف بهم، وتقوم بافتعال الخلافيات والعداوات، فلابد أن تعرف هذه الأمور وترى عصابات كثر، فأنت لابد تعرف كيف تتعامل في هذا الدين لكي تنجو من هؤلاء الذئاب الموجودة في بلدك وفي غير ذلك.

وفتن والشيطان يتربص بالناس، يوقعهم في محرمات وبلاوى وأشياء أخرى، فلذلك لابد أن يتفقه الناس في هذا الأمر، سواء مهاجرين أو غير مهاجرين، لأن ممكن غير المهاجر في بلده يذهب للدراسة مثلًا من عمله أو شيء آخر ....إلخ، فيعرف كيف يتصرف في البلد.

ولا يخفى عليكم الأحكام كثيرة تكلمنا عنها، ويوجد أحكام أخرى مهمة جدًا، ترى كثر من الرجال غير متزوجين ونساء كثر غير متزوجات، والأمور خاصة في الغرب المهاجرين في الغالب يحتاجون لهذا الأمر، وهناك حالات تقع للرجال والنساء الذين يريدون أن يتزوجوا، الأصل في الزواج: (لا نكاح إلا بولي)، لابد من الولي سواء كان أبًا أو أخًا، وإذا مثلًا الأب غير موجود الأخ موجود مثلًا، فإن كانت لا يوجد عندها أحد فيكون العم مثلًا وهكذا، وهذا يكون في الحضر وفي الأوطان لغير المهاجرين، فلابد من الولي، لكن في دار الهجرة يختلف، فهناك حالات.

 فأحيانًا الولي موجود حي، لكن المرأة التي تريد أن تتزوج تكون في بلد الهجرة والأب في بلد آخر.

 وأحيانًا الحالة الثانية الأب يكون كافرًا فلا ولاية له، فماذا تفعل هذه المرأة وهذا الرجل؟

وكذلك الحالة الثالثة: المرأة هذه ليس عندها ولي نهائيًا، لا أب، لا أخ، حتى مثلًا كافر، وهاجرت أو مثلًا وقعت حروب في بلدها ومات أبوها كما هو الحال الآن في البلدان، يوجد بلدان الآن كثر من النسوة.

 يوجد مثلًا في الشام- أباءهم توفوا وأزواجهم وإخوانهم وليس عندهم أحد، فتكون هذه في دار الهجرة فماذا تفعل؟

فالشارع وضع أحكام في دار الهجرة تختلف عن الأوطان، وأيضًا غير ذلك وما شابه ذلك من الحالات.

 وأحيانًا الأب الذي في بلده وابنته في بلد الهجرة لا يرضى بالزواج من هذا الرجل، وهذه الأمور كلها جاءت عنها أسئلة وكذلك عندما كنت في الغرب كلها موجودة حقيقة في الواقع.

وبيَّنا لهم الأحكام التي سوف تأتي ماذا تفعلون؟ رضي الولي أو لم يرض؟ إذا كانت هذه البنت أو هذه المرأة في دار هجرتها، بشرط ان بيكون هذا الرجل كفء، يعني: ملتزم بدينه، صاحب خلق، وليس شخص يشرب الخمر مثلًا- هذا لا يجوز لها أن تتزوجه.

زوج مجرم كذلك لا يجوز لها، زوج سارق، وهناك كثير منهم تزوجوا رجال هكذا، الرجل يشرب الخمر وتعلم به وتزوجته، تظن هذه المسكينة أنه مجرد زوج ويقوم عليها وبأمورها، فلابد أن يكون كُفئًا، فإذا جاء الكفء عند أهل العلم في دار الهجرة وافق أولم يوافق الولي؟.

الأمر الآن الأول والأخير للمرأة، إن وافقت فيكون هذا الزواج صحيح، وإذا لم توافق فهذا أمر آخر، لكن إذا هي رغبت في هذا الزوج الكفء يقول أهل العلم: يجوز لها أن تتزوج بدون هذا الولي، لماذا؟ للضرورة.

وهي رخصة لها لكي لا تتضرر، لأن كما رأينا أن رجال تتضرروا في دار الهجرة ونساء تتضررن كذلك، لماذا؟ لأنهم ما يعرفون هذه الأشياء.

فلذلك لابد من المهاجر أن يتفقه في هذه الأمور والمهاجرة، لأن ممكن أن تظن المرأة أن هذا الأب لا يجوِّز لها ولا يرضى وتظن أن قوله صحيح وفعله صحيح فتبقى هكذا فتتضرر، رغم أن هذا كفء، فإذا كان كفئًا فيجوز لها إذا رغبت، ولا يجوز لأي أحد أن يمنعها لأن هذا هو الأصل.

ولذلك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بين هذه الأمور في القرآن والسنة والآثار وسيأتي.

فأمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بالزواج من الصالحين من المسلمين في قوله: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ} [النور: 32] ، فقول الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بين أن تتزوجوا من الصالحين وتتزوجوا من الصالحات.

 ولغة العرب إذا أطلقت على الرجال وهذا في الغالب فيدخل فيها النساء، يعني: نكاح الصالحين من الرجال ونكاح الصالحات من النساء، وهذا بلا شك هذه الحياة إذا الصالح هذا تزوج صالحة أو صالحة تزوجت صالح فهذه الحياة وهذه السعادة، لأن سوف يقوم فيما بينهم دنيا وين معًا.

ولا يلزم من هذا أن لا يقع خلافيات بين هذا الصالح وهذه الصالحة، لا، هذا في الصدر الأول كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وقعوا في الخلافيات.

فلابد لأن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كتب لكن هذه الخلافيات التي تقع بين الصالح والصالحة في الزواج أمور طبيعية.

ولذلك كما ترون استمرت زواجات الصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم مع الصحابيات رَضِي اللهُ عَنْهُن، وكذلك السلف، وخلق من الناس مع أن هناك خلافيات، لكن هذا الأصل.

وما دام الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى أمر الناس بنكاح الصالحين فعلى الرجل أن ينظر ويبحث ويسأل عن  المرآة الصالحة على الكتاب والسنة والآثار.

وكذلك المرأة الصالحة تبحث وتنظر في الرجل الصالح، فهذا هو الأصل في هذه الأمور، فأمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.

كذلك في دار الهجرة ما يتزوج المهاجر أي مهاجرة لجمالها مثلًا لكنها غير صالحة للزواج، هذه تسبب له مشاكل كما يحدث في الغرب، أكثر المقابلات والجلوس كلها مشاكل الزوجين، وهذا بسبب الجهل، نجلس معهم وبوجود أقاربهم ممكن من بعد صلاة العشاء حتى الساعة الواحدة أو الساعة الثانية ولا ننتهي، هذا بسبب الجهل، حيث تبين لي أن المرأة جاهلة في أحكام الهجرة والرجل جاهل.

وكذلك المسلم هناك الرجل تعجبه نصرانية فيتزوجها، هذه عندهم عادات، عندهم أشياء ما تليق أصلًا بالمسلم حتى لو أسلمت، تسبب مشاكل، ولذلك هذا المتزوج يقول لي: أذهب إلى العمل ثم أرجع إلى البيت فإذا بها غير موجودة، تأخذ السيارة وتذهب لا إذن ولا شيء! هذه عاداتهم، لماذا أنت متزوج هذه؟

ويقول: أين كنتِ؟ تقول: كنت مع صديقتي في المرقص في الفندق أو في مكان آخر، تأتي الساعة الواحدة يعني: عندها هذا الأمر عادي أن تتأخر لهذا الوقت، هذا وهي مسلمة فكيف لو لم تُسلم؟.

فيأتون يأخذون أمثال هؤلاء، ويوجد أناس يفتتنون في الجمال هناك، حتى في الخليج يأخذ هكذا، يفتتن ويأخذ واحدة هكذا تسبب له مشاكل وبلاوى.

لابد تنظر أنت كذلك في مسألة هذه العادات وغير ذلك فلا تأخذ هكذا.

فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يأمر الناس من المسلمين أن يأخذوا صالحين، فلا يرى الرجل امرأة غنية فيأخذها من أجل غناها، هذه تسبب له مشاكل، أو من أجل النسب أو من أجل الجمال، ماذا تفعل في الجمال الذي سبب لك هذه المشاكل والبلاوى؟.

وهذا في الغالب أن هذه الأصناف لا تصلح للزواج، نسب وغنى وكذا، يعني: نادرًا التي تصلح بعد ذلك، تعلمت الإسلام والسنة وما شابه ذلك، وتلبس الغطاء الشرعي وتصبح طالبة علم فهذا نادر، فأنت انظر في هذا الأمر.

فما دام الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى أمر الناس بنكاح الصالحين والصالحات فلابد من تطبيق هذا النص، وإلا كما ترون، فإن غالب الناس يقولون: أن هناك مشاكل كثيرة في الزواج والمحاكم امتلأت من مشاكل الزوج والزوجة، بسبب ماذا؟ كل واحد يأخذ على الذي في رأسه، ما ينظر إلى الصلاح، حتى لو تتأخر شيئًا، حتى لو ألا تتزوج إذا لا يوجد صالحات، نعم ممكن في بلد لا يوجد صالحات في الغرب وفي غيره.

أهل  دنيا وأهل فسق وفجور ومعاصي ومحرمات وتريد حريات كما ترون من النسوة في البلدان، وأنتم ذهبتم إلى بلدان هنا وهناك رأيتم، لا يوجد إذًا: لا تتزوج.

مثلًا نقول: لا يوجد إذًا سآخذ أي امرة؟ نقول له: لا، فهناك علماء ولم يتزوجوا، ولعل هذا يكون خير لك تتفرغ لدين الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وأمور أخرى، فلماذا تتعبون أنفسكم في هذه الحياة؟ فهناك ناس شقوا على أنفسهم في هذه الحياة وطوروها هكذا فتعبوا كثيرًا.

لو جعلوا حياتهم متواضعة كالسابق لارتاح الناس، المهاجرين والمهاجرات والمواطنين والمواطنات ارتاحت كالحال سابقًا، حياة بسيطة متواضعة، الناس مرتاحين، أما الحال الآن فبما كسبت أيديهم.

يريدون تطور الله أعطاهم وانشغلوا به فلا يستطيعون تخليص أنفسهم، فمن يستطيع الآن يترك الهاتف؟، حتى ما يسمى: (الواتس أب) حتى لو لم يوجد فيه شيء تراه لابد أن يفتحه ويستغرق وقتًا طويلًا في مطالعته ولا يستطيع تركه ويده دائمًا تلعب فيه كالطفل يلعب في لعبته، فلم يسلم من هذا لا الرجال ولا النساء فالحالة واحدة.

فلذلك اعرف هذه الأمور، فالناس لو تركوا دنياهم متواضعة قل مثلًا من أربعين سنة، خمسين سنة كان أفضل لهم مما هم فيه، أما العيشة الآن فالله المستعان.

والصالح ابتلش هذه الأمور، فلذلك أيديهم تلعب في التليفون ولا شيء ولا فيه شيء أصلًا، يعني: الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى أمر بهذا فلابد تطبيق هذه الأمور.

وكما يقول الناس الآن سُبْحَانَ الله منهم من يعقد قرانه وتراه ما يمر عليه شهر أو شهرين إلا وطلق زوجته والله أعلم منه وهذا يقول لك هذا من الزوجة، الله هو أعلم.

وبعد ذلك تسمع أنه تزوج أخرى ونفس الشيء ما يمر عليه شهر أو شهرين أو ثلاثة إلا وطلق، ثلاث مرات أو أربع مرات، فهذا كله من المرأة؟!! بل هذا من نفسك.

فهم لا يقرؤون الآيات ولا يدرون بهذه الآيات، لأن يأخذ واحدة هكذا ممكن.

حتى قد يكون رجل صالح يأخذ واحدة هكذا، فلذلك لابد تنظرون في هذه الأمور.

ولذلك بيَّن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى في الكتاب بقوله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37].

وهذه الآية تدل على أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج زينب بنت جحش رَضِي اللهُ عَنْها بأمر الله تعالى، وقد تزوجها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدون ولي للضرورة الشرعية، وهذا يدل على الجواز للحاجة الماسة لمثل هذا الزواج لرفع الحرج عن الزوجين في الإسلام.

فعن أنس بن مالك رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: (لما انقضت عدة زينب رَضِي اللهُ عَنْها جاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عليها بغير إذن)، أخرجه مسلم في «صَحِيحِهِ»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وأحمد في «المسند»، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»، والطبراني في «المعجم الكبير»، وأبو يعلى في «المسند».

وعن أنس بن مالك رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: (أنَّ زينب بنت جحش رَضِي اللهُ عَنْها كانت تقول: زوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات)، يعني: بدون ولي. أخرجه البخاري في «صحيحه»، والترمذي في «سننه»، وأحمد في «المسند»، والحاكم في «المُسْتَدْرَكِ»، وعبد بن حميد في «المُنْتَخَبِ مِنَ المُسْنَدِ»، والبيهقي في «السُّنَنِ الكُبْرَى».

قال الحافظ بن كثير رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في تفسيره تحت قوله هذا: (الوطر هو الحاجة والأرض، أي: لما فرغ منها وفارقها يعني: زيد رَضِي اللهُ عَنْهُ زوجناكها، وكان الذي وَلِيَ تزويجها منه هو الله عَزَّ وَجلَّ).

بمعنى: أنه أوحى إليه أن يدخل عليها بلا ولي ولا مهر ولا عقد ولا شهود من البشر، فماذا سيقول الآن المتعالمة والمقلدة في العالم؟

هذا إمامنا تزوج بدون ولي وهو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن باب أولى نحن نتزوج بلا ولي، وهذا يكون عند الضرورة، فنحن نتكلم عن المهاجرات والمهاجرين الذين في أوروبا وغيرها، أما أنتم شيء آخر.

لا مهر ولا عقد ولا شهود ولا شيء

 الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدخل عليها بلا ولي ولا مهر كذلك لأنه لم يتوفر عنده.

 إذا قبلت المرأة يعني: المهاجرة أن تسقط المهر لأن هذا مثلًا ليس عنده شيء، وإلا ممكن الآن يعني: شيء متوفر [20] دينار، [30] دينار مثلًا، يعطيها ويكفي، لكن نقول: إذا ما عنده نهائيًا؟ يجوز يتزوج، وهي راضية بدون مهر يجوز، لماذا؟ لأنه ضرورة وسيكون لها شيء أعظم من هذا المهر، وهو أنه سيكون لها زوج صالح يقوم بأمورها، ينفق عليها، وإلا يعني: ممكن تبيع أشياء في الشوارع لكي تكتسب، كما ترون في التواصل المرئي أشياء كثيرة.

فلذلك يوجد أشياء تقع فيها المرأة، فلأجل ما تمر به المرأة في هذه الحياة من ظروف ولكي لا يتعرض لها الرجال قد تضطر من الزواج من شخص مجرم فقط لأجل أن ينفق عليها وتجد المسكن وما تحتاجه.

ويبين الحافظ بن كثير: ولا عقد- الأصل في هذا الآن أن هذه الأوراق كإثبات وإلا إذا وقع العقد بشهود، مثلًا في دار الهجرة الآن شهود إمام أو خطيب ثقة فيكفي ذلك.

هم هناك قلت لهم أنا: أنتم تريد تثبتون هذا الأمر لحق الزوجة أو حق الزوج بعد ذلك ممكن تكتبون هذه العقود في أوروبا مثلًا في محاكمهم لتثبيت هذا الأمر أن هذه زوجته، فيعرفون الأولاد أن لهذا ولهذه تثبيت الأمور، لكن الزواج يقع هكذا للمهاجرات وغير المهاجرات.

مثلًا: المواطنين- يقع، وإذا كان هناك بالولي والشهود فيكفي ذلك، أوراق وغيرها هذه إذا أراد مثلًا، ولابد منها في الأوطان لتثبيت الزواج أن هذه زوجته وهذا زوجها وكذا وكذا، أصبحت أمور ضرورية.

وإلا الأصل في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤتى بالشاهدين يعني: ليس من الأمور الضرورية يؤتى بالشاهدين والولي وانتهى الأمر.

والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزوجهم، كذلك في عهد عمر وفي عهد الصحابة والتابعين وغير ذلك ولا يوجد أوراق ولا يوجد شيء أصلًا، هذه أمور ضروريات صارت فلا بأس بها.

لكن الناس الآن من جهلهم يظنون أنه لابد أن يُكتب العقد هذا ويكون عندهم ويعتبرون بعد ذلك بنتهم متزوجة وأن هذا زوجها، لا، يكفي الشاهدين والولي والقاضي ويكفي ذلك، ولا ورقة ولا شيء، لكن لا بأس أن يُكتب لأن صار شيء ضروري الآن، لكن هكذا في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا أحد يقول: لا، هم ما متزوجين ما عندهم عقد ولا شيء، من قال لكم؟!

الزواج في القرآن هكذا، فانتم تخالفون الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وتخالفون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذه من القوانين وما شابه ذلك.

فلا يجوز لأي أحد يقول: هذا ليس زواج، الله يقول زواج وأنت تقول ليس بزواج، الرسول يقول زواج وأنت تقول ليس بزواج، أين ورقتكم؟!

الورقة هذه! هذا الشرع شاهدين وولي وقاضي وانتهى الأمر، وإذا بعد في دار الهجرة أوسع ضروريات شاهدين ولا ولي، خطيب أو شيء ثقة يزوجهم وانتهى الأمر .

هذا زواج، هم يوثقون هذا الأمر في محاكمهم هناك في الغرب مثلًا لهم، لكي يثبت حقوق الزوجة وحقوق الزوج والأولاد وما شابه ذلك، لكن هذا زواج فلا يجوز لأي واحد يقول: هذا ليس بزواج.

وهذا الحافظ بن كثير يبين فيقول: ولا شهود من البشر- ولا واحد، هذا زواج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيقولون باطل؟.

 إذا قال أن هذا الزواج لا فيه شهود ولا كذا باطل هذا كافر، كفر وارتد، لماذا؟ هذا مكذب للقرآن.

سواء كان مفتي أوعالم أو شيخ من هذه الأصناف الموجودة الآن المتعالمين وغيرهم والمذهبيين وغيرهم سيقول: هذا ليس بصحيح! هذا كفر بالله، لأن كما بين شيخنا في شرح رياض الصالحين- هذا مكذب للقرآن، مكذب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج هكذا وصار زواجًا، وهو من أعظم الزواجات، فقد كانت زينب رَضِي اللهُ عَنْها، منفقة فقيهة، فكيف يأتي هذا ويقول: لا؟!

لا، هذا شرح الحافظ بن كثير، وهذه الآية صريحة، تزوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قد يقول لنا قائل: هذا خاص بالنبي، لا، إذا فعل النبي شيئًا يكون لجميع الأمة، فهذا عام ضرورة، في دار الهجرة يجوز للمرأة أن تتزوج هكذا لأنها ضرورة.

وأنس بن مالك رَضِي اللهُ عَنْهُ يبين هذا الأمر، ولم يقل شيئًا، لأنه يعرف أن هذا جائز، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج زينب رَضِي اللهُ عَنْها.

ولعل الدرس القادم يتكلم عن التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقل لها: اذهبي ائت بوليك ولا غير ذلك، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطلع عليها أمام الصحابة.

فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يرغب فيها، فقام أعرابيًا (وهي فرص) لذلك الناس يتخذون هذه الفرص في الزواج أو في طلب العلم أو في الدنيا في التقاعد في هذه الأيام.

 إذا يوجد واحد راتبه عالي فهي فرصة لكنه بشرط يتفرغ للدين وكذا، لكن جالسين (يشاخرون) للصباح ويقوم أكل وشرب وذبائح وذاك وذي ولا يدري بالدين، بعد مصيبة وضيع أوقاته.

يعني: هذه فرص، يعني: هذه الأيام ذهبت ولن ترجع، لكن بشرط يكون عندك راتب عالي، يعني: أقل شيء [700] دينار أو [800] دينار لكي تستطيع تقوم أمورك، أما إن كان أدنى من ذلك فعليك أن تصبر.

فرص هذه الدنيا، لا تعود هذه الفرص، يعني: حتى طلب العلم عندما ترى نفسك نشيط فهذه فرصة أن تطلب العلم لأنك لا تعلم متى تفتر، وبعد ذلك ماذا تفعل؟

تدرس عند المبتدعة، أو في الأشياء الأكاديمية في الانترنت أو ستأخذ لك كتاب، أو تدرس االتجويد وتلزم نفسك بالذهاب لدراسته، التجويد مطلوب وغيره مطلوب ولكن أنت تركت طلب علم، تركت التوحيد والفقه والآثار وأشياء كثيرة عند أهل الأثر، فأين ستحصل على العلم بعد ذلك انتظر وإنا معك منتظرون.

تحصل العلم، فأين ستحصل العلم؟!

 فلذلك قام رجل قال: يا رسول الله زوجنيها، فأنكحه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على ماذا؟ على آية من القرآن.

مهر [5000] آلاف، ولا [100000] ألف....، لا، آية من القرآن وسعد بها.

وهم الآن في جنات النعيم، صحابي وصحابية وهبت نفسها للنبي (القصة).

ولعل إن شاء الله نقصها عليكم غصة في الحزبيين، وأشياء فيها أحكام جميلة ومفيدة.

الأسئلة:

السؤال: هل يردد خلف المؤذن إذا كان الأذان في المساجد قبل الوقت؟

الجواب: لا فائدة من الترديد قبل دخول الوقت لأنه قبل دخول الوقت فلا تقل شيئًا، فهذا ليس من السنة، بل لا بد من الترديد خلف المؤذن إذا كان الأذان عند دخول الوقت، فهذه سنة ولك الأجر.

فمثلًا أذان الفجر أذن، فلا تقل مثله ولا تدعو بالدعاء بالوسيلة لأنه لا فائدة من ذلك لأن الأذان كان قبل الوقت، والنبي صلى الله عليه وسلم بينا لنا أحكامًا وعلمنا سننًا وحدد لنا أوقاتًا لها فلابد لنا من أداءها في أوقاتها، وإلا فليس لك أجر ولم تطبق السنة ولا فائدة لك من عملها إن لم تكن في الأوقات المحددة لها شرعًا، ولذلك إذا أردت أن تصيب السنة وتطبيق الأحكام للأذان فلا بد أن تتعلم أوقات الصلوات الخمس وتعرف أحكام الأذان لكي تطبق.

ولذلك الآن كثر من الناس لا يعرفون أحكام الأذان ولا أوقات الصلوات ويظنون أن التوقيت الفلكي هو التوقيت الصحيح، فلذلك كثر من الناس سوف يأتون يوم القيامة لم تقبل صلاتهم لأنهم لا يعرفون شيئًا في أحكام الأذان ومواقيت الصلوات بسبب الإعراض والإهمال، فهذا الإهمال أضر بكثير من الناس في الدنيا وسيضرهم في الآخرة، وإلى الآن العوام لا يريدون أن يتعلموا ومتمسكين بجهلهم وتعصبهم، ولكن سيعلمون الحق في قبورهم بعد موتهم، فأنت الآن افتح رأسك وعقلك وقلبك للكتاب والسنة والآثار.     


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan