الرئيسية / أحكام الهجرة / الجزء (9) من أحكام الهجرة: التكاليف والأخذ بالرخص في الهجرة - للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله
2024-04-21
الجزء (9) من أحكام الهجرة: التكاليف والأخذ بالرخص في الهجرة - للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ومازلنا في تبيين أحكام الهجرة في الكتاب والسنة والآثار، وتكلمنا عن الآيات التي في الهجرة وكذلك في السنة وكذلك في الآثار وبيّنا أحكام ذلك.
ولعل نُكمل أحكام الهجرة، فإذا عُرض للمكلف ما يجعل العمل بالحكم الكلي ضررًا شاقًا أو متعذرًا فإن الشارع يعتبرها ضرورة تبيح مخالفة الأحكام الكلية ويستبدل بها أحكامًا استثنائية بها يتمكن المكلف من تأدية ما وجب عليه ولو في الجملة.
وتزول هذه الأحكام الاستثنائية بزوال أسبابها فيُرخص الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى للمكلف أن يترك الأحكام المطالب به إلى حكم طارئ تيسيرًا ورفعًا للحرج والمشقة بالرخصة دفعًا للضرر مثل...
ولعل نكمل الآن ونشرح هذه العبارة.
فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف الخلق بهذا الإسلام قديمًا وحديثًا حتى في الأمم السالفة يُسمى دين أي نبي ورسول يُسمى إسلامًا، وكذلك دين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الإسلام، والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بيّن هذا في القرآن، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السنة.
والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف الخلق من مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا الإسلام، وهذا التكليف يسره الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى للناس تيسيرًا لم يكن هذا التيسير في الأمم السالفة، يعني: في إسلامهم وذلك رفعًا للحرج على المسلمين وعلى المسلم ودفعًا للمشقة أحيانًا التي تحصل للمكلف هذا.
* فرخص الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى له أشياء مع هذا التكليف، لماذا؟ لدفع الضرر، وسواء هذا المكلف رجل أو امرأة، ولذلك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى لم يكلف الصغير حتى الذي يميز، لماذا؟
لأنه لا يتحمل ماذا؟ التكاليف تشق عليه، ثم فهمه قليل يصلي ويتلفت جاهل ما يعرف وما يفهم، فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى خلق الخلق وخبير بهم بالصغير، بالكبير، بالرجل، بالمرأة.
فلذلك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف الرجل أشياء لم يكلف ماذا؟ المرأة، لماذا؟ لأنها ما تتحمل هذه التكليف فأعطاها الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى عبادات تقوم بها وأشياء، وأعطى الرجل لأنه يستطيع.
مثل الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف الرجال بالجهاد ولم يكلف المرأة لأنها ما تتحمل، ولم يكلف الصغير، وحتى أن الصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم إذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يختار للجهاد فإذا رفع يده الصغير فلم يقبله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كابن عمر فلم يقبله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى كان عمر يقف على بعض الأشياء لكي يُعرف أنه.
فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف العباد بأشياء كثيرة، لكن هؤلاء الخلق أقسام كما ترون، وهذا يدل على نظام هذه الشريعة وهذا المنهاج وهذا المنهج من الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
فلذلك حتى أن بعض الأشياء المكلفة للرجل والمرأة البالغان تسقط أحيانًا دفعًا للحرج، فانظر إلى سماحة الإسلام في هذا الأمر، يعني: حتى تكليف الرجال بأشياء ثقيلة، الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى أسقطها عليهم تخفيفًا عليهم ودفع الضرر عنهم.
* لأن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يعلم ضعف هذا الإنسان وأنه يضعف في بعض الأشياء، ومع هذا الأمر وهذا التيسير بسبب جهل الناس بهذه الشريعة وإعراضهم عن العلم تركوا الدين منهم كلًا ومنهم جزءً، وتركوا الواجبات.
ومنهم من يتنطع، الله رخص له في أشياء يؤديها فيشق عليه فينفر بعد ذلك من الدين ويترك الدين، حتى منهم يترك الصلاة! مشقة، الله رخص لك ألا تحضر؟ صلاة الجماعة في المطر، في الحرب.
فلذلك هؤلاء يعجزون ثم بعد ذلك يثقل عليهم الإسلام والأحكام ينزوون إلى المبتدعة الحزبية ولابد، كما ترون من المبتدعة في كل فترة يشق عليهم الإسلام الصحيح والصلاة الصحيحة والجماعة الصحيحة في المساجد والدعوة الصحيحة فيثقل عليهم.
* لأن هذا القرآن أُنزل وهو ثقيل على العباد لكنه يسير على من يسر الله عليه إذا مشى بالعزيمة أحيانًا والرخصة أحيانًا لكي ترتاح هذه النفس، ترى شيئًا من المشقة ثم بعد ذلك تيسيرًا، فهي في هذه الحياة هذه النفس بين العزيمة وبين الرخصة فيكون عليها الإسلام والأحكام والدين خفيف كما هو على أهل الحديث قديمًا وحديثًا.
والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى شرح صدورهم لهذا الإسلام، ما رأينا ولله الحمد ولا قرأنا قديمًا وحديثًا أن واحد من أهل الحديث ثقُل عليه الإسلام وأنه قال: الإسلام هذا كذا أو ترك الصلاة أو كذا أو كذا أو كذا لا يوجد نهائيًا، هؤلاء يتركون ليسوا من أهل الحديث أصلًا، فهذا الدين خفيف ويسره الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كما سوف يأتي.
فلذلك أنت خذ هذا الدين هكذا، فإذا أخذت هذا الدين على ما أمرك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بالعزائم وعلى ما أمرك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بالرخص فتجد هذا الدين سهل وهين لك وتأدية جميع هذه العبادات بسهولة ويسر.
ولذلك قدوتك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما ثبت في صحيح البخاري ومسلم حديث أنس: ما رأيت أخف صلاة من صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر هذا إمامنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمامنا.
لكن انظر الآن من المبتدعة إذا صلوا رغم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتم الركوع والسجود وأحيانًا يطيل القراءة وأحيانًا يقصر وأحيانًا كذا وأحيانًا يتم، ومع هذا انظر ماذا يقول أنس: يراها خفيفة.
لكن انظر الآن الناس نفرت من هؤلاء الأئمة الحزبية في المساجد بسبب أن صلاتهم ثقيلة ليست صفة صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ففر الناس.
فلذلك اعرف هذا الأمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف الناس لكن جعل لهم استرواح وراحة في دينهم وفسحة فسدد وقارب سواء في دينك أو في دنياك، فالحكم الكلي الذي هو أمر من الله وفرض تؤديه أحيانًا ممكن يسقط.
تؤدي الأصول الكلية بدليل وتترك الأصول الكلية بدليل وتحصل الأجر على هذا وتحصل الأجر على هذا، لكن إذا ما عندك علم ولا تعرف كيف تفعل ممكن أحيانًا تترك أصول كلية ويصير عليك إثم.
وأحيانًا تترخص وعليك إثم، لماذا؟ لأن أنت لست على القاعدة أنت على الجهل كما شيخ الإسلام ابن تيمية، أما الجهل البسيط أو الجهل المركب يقول: لابد ما في، ما يفلت، الجاهل ما يفلت، الجهل البسيط مثل العوام كما ترون هذه أخف.
والجهل المركب المبتدعة كلهم في المساجد وفي غيرها هذا على الجهل المركب، وكل واحد يسوي نفسه يعرفه ما يعرفه ما يعرفه، فاعرف هذه الأمور جيدًا.
فالصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم اقتدوا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدوا كل شيء قال به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو فعله سواء الناس تقبلوا هذا أو لا افعل وليس عليك من الناس.
ولذلك لا يخفى عليكم رخص الصحابة التي فعلوها سواء في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الناس يصلون مثلًا الجمعة والصحابة يصلون في البيت أو بعض الصحابة وعدد من الصحابة الذين لهم رخصة ولا يلتفتون لأحد، لماذا؟.
* لأن هذا دين عندهم ما يلتفتون إلى الناس أو اختلاف الناس أو المتأخرين أو المعاصرين أو كذا، أو المعاصرين لم يقولوا بهذا القول، كيفهم؟ نحن عندنا دليل من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن الصحابة لم يفعله أحد لم يقول به أحد، كيفهم؟.
نحن عندنا قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قول الصحابة وفعل الرسول وقول الصحابة وفعل الصحابة، ماذا نريد بالباقي؟.
إذا كان من علماء السنة هؤلاء مجتهدون اجتهدوا ولهم توقيرهم واحترامهم ولهم أجر على اجتهادهم، أما قولهم هذا ما يؤخذ.
ولذلك بيّن الشيخ الألباني في مسألة الرخص ما لها حصر يقول: ما لها حصر الرخص، ماذا ستقول للجمع لكذا وشمس حارة وشمس باردة أو برد، لا لا لا يوجد أشياء ثانية الكل بحسبه ممكن واحد ما يرى سجاد المسجد طول عمره إلى أن يموت وأصاب السنة وله الأجر وإن شاء الله له الجنة بإذن الله.
ويوجد أناس لا لابد يأتون المسجد، فهذا أصاب السنة وذا أصاب السنة، يأتيك جاهل يقول: لا كيف هذا؟ نعم لا يأتي هذا الله رخص له طول عمره يصلي في بيته لأسباب الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى كلف هذا بشيء وكلف هذا بشيء على حسب.
فلذلك الضروريات والحاجات والأعذار تستبدل الحكم الكلي إلى حكم استثنائي من الشرع وهذا كله دين، لكن القوم (قومكم) ما يفهمون ولا يريدون يفهمون، ما عليك منهم اتركهم، {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل: 10].
الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى علمك شيء طبقه فرصة لك، لأن ممكن ما تستطيع بعد ذلك أن تطبق هذا الشيء فذهب عليك الأجر وذهب عليك تطبيق السنة، وتطبيق السنة في العزائم والرخص بركة عليك وعلى أهلك وعلى أولادك وعلى منطقتك وعلى بلدك.
من أهم الأمور أن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ينزل عليك الأمن والأمان في بلدك ممكن من أجلك أنت قائم على السنة والقوم الله المستعان، فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ينزل على بلدك بسببك أنت.
أرأيت قول علماء: أن ممكن أحيانًا الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يطعم البهائم ولا يعاقب الخلق من أجل البهائم، فما بالك بني آدم، ما بالك إذا كانت جماعة قائمة على الكتاب وعلى السنة ونشر العلم ليلًا ونهار وبقوة ورجالًا ونساء، أبناءً وبناتًا.
فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وعد أن على هؤلاء على هذا البلد ينزل البركات والأمن والأمان تتغير حياة الناس، فيقولون العوام: يوجد ناس يتباركون على ناس، هذا منها وجود أهل السنة ونشرهم للسنة يُنزل الله الأمن والأمان، على بالهم القوم من كدهم سيحوا تمتعوا بوجود أهل السنة أنتم لكم آثار وأهل السنة لهم الأجور هم أمة الإجابة مادام ينشرون أحكام العزائم وأحكام الرخص والدعوة هذه الصحيحة نشر العلم.
ولا يخفى عليكم لابد أن ينبري الحقاد والحساد في الخارج والداخل على أهل السنة ولابد، لماذا؟ ليزداد أهل السنة يقين بالكتاب وبالسنة وبهذا الإسلام وبهذا الدين ليُعرف المبتدعة ويُعرف المنافقين.
فلابد يحدث هكذا خلافيات بين أهل السنة وأهل البدعة فيتبين أشياء لعل الداخلين مع أهل السنة فيهم شك من كثرة الشُبه يسمعون شُبه هنا وهناك يأتيك يدخل عليك، أو الحلقة ما شاء الله عيونه شغل عدل الحلقة الثانية تفتر، لماذا؟ ماذا بك، وغيبة قالوا وافعلوا، ولماذا؟
فلذلك تدور أشياء وشبه ويأتيك ويدخل علينا وعيونه كأنها عيون بعير هايج، وما أحد قال لك: اسمع الشبه ويذهب يسمع هذا ما أحد قالك، نحن نقول لك: مبتدعة وشبهة.
فاعرف هذه الأمور يوجد شُبه، يوجد مبتدعة حقاد حساد، ترى أيضا المبتدعة حقادهم يتفاوتون، يوجد ناس مجرمين، ويوجد ناس أخف لكن يبغضون على كل حال.
فاعرف لا تجالس أحد نهائيًا ولا تسمع لأحد اعمل حضرًا أي شخص يرسل لك شيء من هؤلاء المبتدعة، من هذه الطقات، اعمل له حضر ولا تناقشه ولا شيء، تدخل عليه تجد عيونه كأنها عيون بقرة.
سمعتم عن مرض جنون البقر؟ نهائيًا حتى لو تميل، ولابد حتى لو تميل إلى شيء من فقههم توافقهم في شيء وهم يوافقونك، في الأصول ما يوافقونك نهائيًا، لكن في بعض الفقه لابد، فلا تميل لأجل هذا الحكم تميل معهم لا ذهبت عليك، فيصير بعد ذلك من الذئاب والعياذ بالله.
والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى حذر من هذه الأمور ومن أهل البدع ومن المنافقين ومن أهل الكفر لكي لا يقع الناس، ومع هذا مازال الناس يتساهلون في هذه الأمور رجال ونساء، أبناء وبنات، فاعرف هذه الأمور الله أمرك بهجر أهل الكفر وأهل البدع، إذًا: أطع الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرك بهجر أهل الكفر وأهل البدع فأطع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]، هذه آية تبين لك أطع الرسول ولا تطع هؤلاء.
وهذه الدنيا لها مغريات وأهل البدع عندهم مغريات في أيديهم، هذه مشكلة كبيرة على ضعاف النفوس يغررون العبد المسكين فيقع معهم، فننتبه لهذا.
ولذلك أنت الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يقول لك: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، هذا الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يحذرك، وهذا يدخل في ماذا؟ هجر أهل الكفر وهجر أهل البدع، لا تلقي نفسك وتهلك نفسك معهم لا أهل الكفر في الخارج ولا أهل البدع في الداخل.
وهذه الآية الذي يقعون مع أهل البدع وهم لا يشعرون يمرون عليهم ولايفهمونها، كيف يفهمها وهو ما عنده أصول التفسير ولا يعرف أحكام التفسير ولم يتعلم التفسير! فيمر عليهم، فقط يرى يد ويرى هلكة ما يدري ما المقصد من هذا، ما يدري أن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يحذره من أهل الكفر ومن أهل البدع في الداخل خاصة.
{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} [الأحزاب: 48]، الآن سيأتيك الجاهل هذا، ماذا يقول على الآية؟ أن ما نطيع لا الكافرين ولا المنافقين، عنده المنافقين متى؟ في زمن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما ينتبه، ما يدري المسكين، وهو يطيع الكفار في الداخل ويطيع المنافقين ولا يدري، لماذا؟.
أكيد الجهل، لكن لماذا وقع في هذا؟ (يأخذ الشيخ هنا أجوبة الطلبة) مغريات، هو في قلبه يوجد شيء أكيد، لكن هو يميل لهم، لكنه بعد هو حب الدنيا نعم هذه اقترب بو صالح عدل، يعني: ما عنده ماذا؟ أن أهل البدع يدخلون في هذه الآية، ولا يدري وجاعل نفسه ويعمل نفسه يعرف، وأنهم يعرفون.
الآن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، يعني: الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى قال: لا تطيع الكافر ولا تطيع المنافق ولا تطيع ماذا؟ المبتدع، انتهى الأمر، إذا عرفنا هذا فما نطيع هؤلاء، لكن من جهلهم يطيعون هؤلاء ويتركون أهل السنة.
* لأنه لا يوجد قرآن خاص بالكفار وخاص بالمنافقين وخاص بكذا، لا حتى المسلم يدخل به إذا كان مثلهم، والمبتدع يُدخل، أي آية في الكفار تبين أمر، فاعلم أن المبتدع داخل في هذه الآيات آيات الكفار ، لأن المبتدعة نسخ من الكفار في ديار المسلمين، أي شيء عند الكفار صفة فاعلم أنها عند المبتدع.
بعض الأشياء ما يستطيع عليها أن يفعلها المبتدع لأن ما فيها حرية تامة في بلدان المسلمين، يوجد حريات لكن ليست بتامة له وألا يفعل عادي، الكفار عندهم في بلدهم أي شيء.
ألا ترى أن الكفار أحيانًا رجالًا ونساءً يتفسخون ما عليهم شيء على البحار أو على يطوفون على الأشجار التي يسمونها شجرة الحياة، المبتدعة لو لهم هذه الحرية لفعلوا عادي عندهم وفعلوا أشياء كثيرة.
وهذا يدل على أن هذه الآيات وهذا القرآن ينزل عليهم على المبتدعة في كل شيء، انظر أعطوهم حريات في السياسات انظر، لا يوجد واحد إلا دخل، لا يوجد اجعلوا عندكم حريات ثانية وانظر.
لكن هنا منعوا من أشياء لا يوجد لهم حرية فيها فلا يفعلونها، ولذلك يوجد أشياء كثيرة ممنوعة عندهم هنا في بلدان المسلمين إذا ذهبوا الغرب يفعلونها عادي، مثل الآن يجلسون المراقص هم وأهاليهم وأولادهم عادي.
فلذلك اعرف المبتدعة هؤلاء كما بيّن علماء السنة أخطر من اليهود والنصارى والمجوس في الخارج فلا تميل إليهم، لأن أنت ترمي نفسك في التهلكة، وفعلًا كل الذين ذهبوا وجالسوا هؤلاء وتعاملوا معهم هلكوا.
والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ما يوفق هؤلاء ولا في شيء، لا يوجد للمبتدعة إلا يتمتعون في هذه الحياة وأجرهم أخذوه في هذه الحياة وليس لهم نصيب في الآخرة وأجرهم أخذوه في الدنيا ما لهم شيء في الآخرة.
فأنت كذلك إذا تريد الأجر عليك بأمة الإجابة، ويوجد أشياء الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى حكمة منه ما يعطيك إياها، شيء تحتاجه في الدنيا، ويوجد أشياء يدخرها لك يوم القيامة وهذا أفضل لك.
وبيّن ابن القيم وغيره من أهل العلم: المسلم يدعو الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يوجد أشياء يستجيب له في الدنيا ويوجد أشياء يدخرها له يوم القيامة وهذا أفضل للعبد، لا تريد كل شيء مثل هؤلاء العوام الغجر والهمج ومنعوا أشياء كثيرة كما ترون، لأنه لا يوجد شكر.
فلذلك أنت لا تلقي نفسك في التهلكة لا في الدنيا ولا في الابتداع والمعاصي والفسق والفجور وغير ذلك، النفس تريد لكن لابد من منع النفس وضبط النفس في هذا الدين.
وعندك رخص كثيرة افعلها- أنت تطالب بقرض حسن لأجل أن تشتري بيتًا تعبت ما وجدت يضيق صدرك بدون سكن ولك حق فيه لم تجده وستتضرر وأهلك سيتضررون، خذ قرض ربوي الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى بيّن لك ذلك ورخصة لك ولا بأس ويجوز لك ولا يجوز لغيرك ولا يضيق صدرك ولا شيء، هذه فسحة لك تأخذ.
ويوجد أناس يستفتوننا في الداخل والخارج قلنا لهم: خذوا، والآن أخذوا ذاك ومرتاحين، وأشياء أخرى وأخرى وأخرى فسحة لك كذلك، فجعل لك عزائم الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وجعل لك رخص، لكن هذه الأمور تؤديها بضوابط، وهذه الأمور تؤديها بضوابط.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.