الرئيسية / أحكام الهجرة / الجزء (3) من أحكام الهجرة: عظم أجر المهاجرين عند الله تعالى حتى في هذا الزمان- للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله
2024-04-15
الجزء (3) من أحكام الهجرة: عظم أجر المهاجرين عند الله تعالى حتى في هذا الزمان- للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكلمنا في الدرس الذي سلف عن أحكام الهجرة، وبينَّا أن أمر الهجرة أمر عظيم وفيه ثواب كبير وعظيم كما بينت لكم، كما بينت لكم أن أكثر الناس لا يفقهون شيئًا في أحكام الهجرة، فأكثرهم يهاجرون لأجل الدنيا ولا يعرفون شيئًا في أحكام الهجرة.
وقليل منهم يهاجر لله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى لأجل دينه ويقوم بدينه، فلابد للناس أن يعرفوا هذه الأحكام جيدًا، والهجرة يحتاج إليها كثير من الناس في هذا الزمان، وكثير من الناس والأُلُف المؤلفة هاجروا إلى الشرق والغرب لكن لا يعرفون هذه الأحكام، فلابد من تعديل هذه الأمور والتفقه في أحكام الهجرة، لأن الهجرة هذه ليس بعدها إلا رضا الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى والجنة.
فلابد أن يُعدِّل نيته هذه، وبيَّنت لكم فلا بأس أن تكون الهجرة لله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى النية الصحيحة، ولا بأس أن يصيب ما يصيب من هذه الدنيا من المال وغيره، فيجمع بين الدنيا والدين.
ولذلك كما قلت لكم ثبت عن عمر بن الخطاب رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»، أخرجه البخاري في ((صحيحه)) ومسلم في ((صحيحه))، وأخرجه أصحاب ((السنن)): أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.
فلذلك هذا الحديث يبين لك ويفصل لك الهجرة الفاسدة والهجرة الصحيحة، الهجرة الفاسدة، الذي يهاجرون للفسق والفجور والسياسيات في الغرب، يسمونه اللجوء السياسي، هجران الخوارج في أوروبا وأمريكا وما شابه ذلك، كل هذه هجرة فاسدة.
أو يهاجرون لأجل أن يتزوج امرأة، أو لأجل الدنيا للعمل، هذه هجرات كلها فاسدة، على حسب فساد هذه الهجرة يأثم الشخص.
والخوارج الذين يهاجرون من الخليج مثلًا إلى أوروبا إلى كذا يسمونه اللجوء السياسي، هؤلاء كفرة وفسقة وفجرة، ويوجد أناس يؤثمون على هذا الأمر، عاصي هو مسلم لكنه عاصي، فيهاجر مثلًا لأجل العمل، هجرته هذه يأثم عليها لكن يبقى إسلامه وهو مسلم عاصي على ما بيَّنا.
ولذلك لابد أن تكون الهجرة لله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ولأجل دينه وإقامة الدين وإقامة الدعوة وإقامة التوحيد، لأجل طلب العلم، هذه الهجرة العظيمة التي ليس بعدها بإذن الله إلا الجنة، فلابد من معرفة هذا الأمر.
وبيَّنا هجرة الأنبياء عليهم السلام، إبراهيم عليه السلام هاجر، وموسى عليه السلام هاجر، وكذلك لوط عليه السلام هاجر، وغيرهم من الأنبياء وبيَّنا هذا الأمر، ومادام الأنبياء هاجروا فاعلم أن الهجرة عظيمة وهي عظيمة عند الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
وبيَّنت لكم ثواب المهاجرين، فبيَّنت لكم أن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يرحم هؤلاء المهاجرين، ومن الذي لا يريد الرحمة، حتى المقيمين يدعون الله بالرحمة، فالمهاجرون يحصلون على الرحمة بشرط أن تكون الهجرة هذه لله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
كذلك بيَّنت لكم بالنسبة لدعاء المهاجر، دعاء المهاجر مستجاب، وكثير من الناس في العالم الآن يريدون أن يستجب الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى دعاءهم، فالمهاجر يستجيب دعائه، فعلى المهاجر أن يُصلح نيته وقلبه مع الله، ويصلح العلاقة وتكون هذه الهجرة لله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى؛ فيحصل الرحمة واستجابة الدعاء، وكذلك دخول الجنة وكذلك أن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ييسر له أنصار.
بيَّنت لكم أن المهاجرين ليس فقط المهاجرون في المدينة أيام الصحابة، لا حتى في هذا الزمان وقبل هذا الزمان وبعد هذا الزمان إلى قيام الساعة.
وثواب الهجرة وأجر الهجرة أصابها الصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم والصحابيات، كذلك يحصل عليها المهاجرون والمهاجرات في هذا الزمان إلى قيام الساعة، فعلى الناس أن يحسنوا النية والمقصد.
كذلك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ييسر لهم الأنصار، الآن الأنصار ليس فقط في عهد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المدينة، لا الأنصار إلى قيام الساعة لهم وجود، فإذا هاجر أُناس إلى بلد معين فعلى أهل هذا البلد أن يكونوا أنصارًا لهم، ينصرونهم ويعينونهم بالمال وبكل شيء، كما حصل بين الصحابة من المهاجرين والأنصار.
فالمهاجرون هؤلاء إذا أحسنوا النية فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ييسر لهم الأنصار فينصرونهم بالمعاملات الطيبة وبالخُلُق وبالأموال والسكن...وإلخ، فعلى الناس أن يقوموا بهذا الأمر.
فعندنا هنا بالنسبة للآيات قلت لكم الآيات كثيرة لكن نحن نختصر، فالآيات التي تكلمت عن الهجرة كثيرة بيّنتها لكم، وفي بعض الآيات سوف أبينها لكم لما فيها من عظيم الأمر، لعل المقيمين الآن ما يحتاجون إلى الهجرة، لعل يأتيهم يوم يحتاجون إلى الهجرة فيكون عندهم من العلم ما عندهم في أحكام الهجرة.
فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يُبين في قوله تعالى: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} [آل عمران: 195]، فانظر إلى المهاجرين وثوابهم.
فهؤلاء الذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم ظلمًا أو بسبب الفسق والفجور في البلد أو بسبب الظلم أو ضعف الدين أو عدمه، فإن وجد أناس في البلد أفراد من الرجال والنساء فيجوز لهم أن يهاجروا إلى بلدان أخرى فيها إقامة الدين والدعوة ووجودا لأمن والأمان.
وبيَّنت لكم، ولعل قائل يقول: إذا ما يستطيعون أو لا يوجد بلد يستقبل هؤلاء المهاجرين؟ فليبقوا في بلدهم ويصبروا إلى أن يموتوا على السنة وعلى الإسلام ولهم الجنة بإذن الله.
لكن الآن كما ترون خلق من الناس يهاجرون من المسلمين ويستقبلهم الناس والبلدان الإسلامية، نعم قد يوجد أفراد لا يستطيعون الهجرة فعليهم أن يصبروا، لكن يوجد أناس يستطيعون الهجرة لكن لا يهاجرون لأنهم هم مبتدعة ولهم مطامع في بلدهم وأشياء ومصالح ومناصب لا يهاجرون وإنما يبقون على الفسق والفجور والبدع، مثل الحماسيين في فلسطين.
لماذا هؤلاء ينكرون على الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني عندما أفتوا بالهجرة من فلسطين؟ أما من فلسطين إلى أماكن أخرى أو من فلسطين إلى أماكن بلدان أخرى، أنكروا عليهم هؤلاء الحماسيون لأن الحماسيون لهم مصالح ومآرب وباقين على البدع والضلالات كما ترون.
فهؤلاء آثمون ببقائهم هكذا، ويُضلون الناس وقائمين بالأفكار الإخوانية البدعية، هؤلاء آثمون يستطيعون على الهجرة، ولذلك يوجد أناس كُثُر من الفلسطينيين هاجروا في الشرق والغرب كما ترون.
كذلك الأماكن الأخرى فعليه ماذا؟ عليه أن يهاجر وكذلك المرأة تهاجر، سيقولون لنا: لابد أن يكون معها محرم، أي محرم؟ أين تأتي بالمحرم هذه؟ ما عندها أحد أصلًا، يأتيك مقلد لا لا لابد أن تهاجري بمحرم، هي ما عندها أحد أصلًا؟! تريد تهاجر بدينها لكي لا تقع في الشرك والبدع، ظلم في بلدها، تُظلم المرأة، يمنعون الحجاب وما شابه ذلك.
فيجوز لهذه المهاجرة أن تهاجر بدون محرم، ينتقل من الأصل الكلي إلى الأصل الجزئي ويجوز لها فهذه ضرورة، والضرورات تبيح المحظورات، تريد أن تدفع عن نفسها الضُر فيجوز لها أن تسافر بدون محرم.
وهكذا ستأتي هذه الأحكام لأهل الهجرة من الرجال والنساء، ماذا يفعل هؤلاء؟ فلذلك لابد من معرفة هذا الأمر.
وفي هذه الهجرة لو هاجر الشخص ومات، أو هاجر الشخص ولم يمت، وكان يقوم بالطاعة والدين والدعوة، فهذه الهجرة في نفسها فيها تكفير من الذنوب، مكفرة للذنوب والسيئات.
لكن أكثر المهاجرين لا ما يفقهون هذا، إذا يأتون يهاجرون يفعلون المحرمات والمنكرات، ممكن يسرقون، ممكن كذا، ممكن كذا، هذا كيف يكفر الله عن سيئاته وهو يفعل السيئات؟! فهذا لابد ماذا؟.
لابد أن يستقيم في هجرته ويُعدِّل نيته في الهجرة لكي تكون هذه الهجرة كفارة وهي فرصة له، لأن ممكن أن يموت في هذه الهجرة، فالله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يُكفر عنه سيئاته.
وأناس كُثُر الآن يذهبون إلى الحج وإلى العمرة وإلى كذا وإلى كذا يريدون ماذا؟ تكفير السيئات والذنوب.
فهذه الهجرة فيها تكفير السيئات كما بيَّن الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى، فالشخص إذا كُفِّر عنه سيئاته أو المهاجرة كفَّر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى عنها سيئاتها لدخلت الجنة، وهذا الرجل دخل الجنة، والناس الآن يريدون دخول الجنة، فالجنة الآن تحت الهجرة هذه.
وأُناس كُثُر مهاجرون لابد أن يعرفوا هذه الأحكام لكي يكفر الله عنهم سيئاتهم، وكم رجل مهاجر وكم امرأة مهاجرة ماتوا ولم يستفيدوا شيء من الهجرة إلا المال وحصل لهم ما حصل لهم من المشقات والمضرات بلا فائدة، لأنهم لم يعرفوا شيئًا من أحكام الهجرة.
عندهم مثلًا فقر في بلدهم وقلة أموال وما شابه ذلك يهاجرون لأجل المال، ويوجد أُناس كُثُر لم يوفقوا من المهاجرين والمهاجرات لأنهم ما يعرفون شيئًا في الدين إلا الصلاة وبعض الأشياء، حتى أنهم يأتون ببدع يفعلونها في دار هجرتهم، وتقول لهم: أن هذه بدعة وهذا كذا وهذا شرك وعليك بالتوحيد وعليك بكذا والحكم كذا وكذا، لا ما يغير، ويأتي بالشرك الذي كان فيه.
فليس لك إلا نار جهنم إذا مُت على هذا الشرك والبدع، فلذلك لابد تعرفوا هذه الأشياء.
ولذلك الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يقول: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100]، فانظر إلى هذا الثواب للمهاجر أو المهاجرة سواءً مات هذا المهاجر أو لم يمت فلابد أن يحصل هذا الثواب.
* {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، أجر عظيم، لا تقول: بعشر حسنات، مئة، ألف، مليون، مليونين، لا ما يعلم بها إلا الله، أجور كثيرة، فهذه للمهاجرين والمهاجرات.
* {مُرَاغَمًا}، المراغم يعني: الطرق الواسعة، يعني: الآن الذي يريد أن يهاجر فهذه الأرض فيها طرقات واسعة لا تضيق على نفسك في بلدك.
تقول: والله أنا سأجلس في بلدي تربيت فيه، ما معنى تربيت فيها؟! أجلس وكذا! شرك وبدع وكفر وظلم ما بعده ظلم.
تقول: سأجلس فيها وأنا ما أعرف إلا في وطني، لا، لك طرق في الأرض واسعة تستطيع أن تهاجر فيها.
والله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يسر الآن الهجرة لم ييسرها من قبل، لوجود القطارات والسفن والطائرات، بسهولة تهاجر.
وممكن أن تهيئ نفسك في البلد التي تريد أن تأتي إليها قبل أن تأتي بالاتصالات وكذا وكل شيء الآن مُيسر، تهيئ لك السكن، العمل وما شابه ذلك، فمُيسرة الهجرة، فعلى الناس هؤلاء أن يهاجروا.
وسعة في الأرض، ليست ضيقة الأرض لكي لا تستطيع أن تهاجر، لا واسعة لك، والله يسر للملايين من الناس أن يهاجروا في هذا الزمان كما لا يخفى عليكم، تيسير من رب العالمين.
أما قبل؟ لا، يعني: يهاجرون هكذا، وشهور إلى أن يصل البلد الآخر، وممكن هل يحصل على سكن أو لا أو ناس أو كذا.
* الآن لا، ممكن أن تهيئ نفسك وتؤمن لك أناس وسكن ومال وعمل، وترسل لك التأشيرة وما شابه ذلك، والناس يستقبلونك في المطار ...وإلخ، فهذا أيضًا نعمة للمهاجرين، يعني: كان سابقًا تحصل مشقة لهم.
فهذا الأمر متيسر، ومع هذا انظر إلى ثواب الهجرة، ثواب المهاجرين ثواب عظيم جدًا، ولذلك يقول الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20].
* وهذه الهجرة للصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم وغيرهم، وكذلك الهجرة لأهل هذا الزمان إلى قيام الساعة، ولهم ما لهم من الدرجات، ولم يحصلوا على درجة هجرة الصحابة رَضِي اللهُ عَنْهُم والصحابيات، لكن لهم درجة في هذا الزمان.
ومن قبل هذا الزمان وإلى قيام الساعة للمهاجرين درجات عند الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى، لكن عليهم أن يصبروا ويحسنوا النية في دار هجرتهم، أما إذا كانوا سيبقون هكذا مثل هؤلاء العوام الذي يهاجرون ولا يدرون بشيء فهؤلاء ليس لهم شيء ولا درجة ولا شيء.
ويُبين الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى: {هُمُ الْفَائِزُونَ}، الفائزون برضا الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى وبالإيمان وبالجنة، هم الفائزون.
فعلى المهاجرين أن يعرفوا هذا الأمر، {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ} [التوبة: 21]، هؤلاء المهاجرون، انظر رحمة ورضوان وجنة ونعيم مقيم، لكن يهاجرون ولا يدرون بشيء، يأتي ويشتغل وبعد ذلك يشتغل لك على سيارة لنقل المعدات ومواد البناء، فهل هذه هجرة؟!.
هذا المهاجر ما يعرف شيء في الهجرة هذه، فأشياء كثيرة لابد أن يفقهونها، كثير من الناس هكذا يعيشون في الهجرة ما يعرفون شيئًا، لا يعرفون قيمة هذه الهجرة وعظم هذا الثواب الآن، رحمة ورضوان من الله وفوز وجنة ونعيم مقيم، ما يدرون، هذه كلها آيات موجودة.
فلذلك الذين يحسنون الآن أحكام الهجرة قلة، ولم يتعلموا هذه الأحكام إلا من أهل الأثر فقط، لا يوجد أحد، يتعلمون من مذهبيين حزبيين؟!
المذهبيين هؤلاء حالتهم حالة، تجدونهم على كتاب المختصر أو على مختصر المختصرات، وغيرها، وأما القُصَّاص فما عندهم إلا الحمامة والعنكبوت في غار حِراء فقط، ويكذبون على الناس بالقصص الضعيفة والموضوعة والمنكرة.
والعوام جهلة يتبعون هؤلاء القُصَّاص والوعاظ والخطباء، والدكاترة فهؤلاء يضيعونهم لأنهم ما يعرفون شيء بدينهم، ويظنون أنهم يعرفون وهم لا يعرفون شيئًا! وهذه الأحكام في الحقيقة لا يوجد أحد يتكلم فيها جملة أو تفصيلًا.
تكلمنا عن أحكام الرياضة في [39] جزء، لا يوجد أحد من هؤلاء الوعاظ وغيرهم تكلموا عنها ويوجد أشياء كثيرة مفيدة، والمتنطعة ينهون الناس عن الرياضة وكذا يقولون: أن هذه الأشياء حرام، يظنون أنها فقط كرة قدم هم، فلذلك اعرفوا هذه الأمور.
ويظن هؤلاء المتنطعة وأمثالهم الذين ضيعوا الناس وضيعوا الدين، يظنون أن كل الذين يقولونه صحيح، فأنت إذا أتيت إلى بلدهم ترى أعاجيب وإفتاء عجيب، تقول لهم: لا هذه ليس من السنة؟ هذه أحاديث ضعيفة، ويتعجبون من قولك، ويقولون: هذه بلدي وأفتوا فيه مشايخنا، أبق أنت ومشايخك!.
أي مشايخك! هذا الدين كتاب وسنة وآثار، أي مشايخك أي بلدك، نحن أحناف، ما علينا منك، نحن نريد كتاب وسنة ما نريد هذه الأشياء هذه، فلذلك لابد من معرفة الأحكام الآن على الآثار.
وأكثر الناس تراهم ضيعوا الدين وأمة الإجابة قلة في العالم هي التي تعرف هذه الأحكام الصحيحة والأحاديث الصحيحة، فلذلك لابد أن تعرفون هذا الأمر.
يقول الله بعد ذلك: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: 22]، هذه للمهاجرين، للأنصار الذين يقومون بالكتاب والسنة والآثار، هذا أجرهم، فعلى الناس أن يعدلوا نيتهم في الهجرة.
كذلك حتى الأنصار في البلدان فعليهم أن يعدلوا نيتهم أنهم ينصرون المهاجرين من إخوانهم وأخواتهم المهاجرات لله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى؛ لكي يقوموا بدينهم وبطاعة الله وبالدعوة وبالعلم وما شابه ذلك، فهذه الأمور معروفة.
ولعل إن شاء الله نُكمل الدرس القادم.
وهنا حتى الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ذكر موالاة المهاجرين ومعاملاتهم، كيف تعاملهم؟ كيف كذا؟ كل شيء مذكور في القرآن، لكن في بعض الأشياء لابد أن نتكلم فيها عن ثواب المهاجرين.
السؤال: هل يجوز البيع والشراء في أوقات الصلوات الخمس؟.
الجواب:
لا يجوز هذا مادام أن المؤذن أذن، فهذا الوقت حق الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى، وهذا الوقت جعله الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى للصلوات، فلا يجوز لأي شخص أن يبقى في دكانه أو في أي شيء إلا من عذر، أما الذي ليس عنده عذر فلابد من إغلاق هذا الدكان.
وكذلك الأمور الأخرى والذي في البيت لابد أن يتهيأ للصلاة ويذهب للصلاة إلا من عذر كما بيَّنا كثيرًا.
أما بالنسبة للبيع والشراء في أوقات الصلوات فلا يجوز وهذا حرام.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.