الرئيسية / شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري / الجزء (35) كتاب الصوم من صحيح البخاري:باب قوله "لايمنعنكم من سحوركم أذان بلال" - حتى باب بركة السحور
2024-03-26
الجزء (35) كتاب الصوم من صحيح البخاري:باب قوله "لايمنعنكم من سحوركم أذان بلال" - حتى باب بركة السحور
بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَمْنَعَنَّكُمْ مِنْ سَحُورِكُمْ أَذَانُ بِلاَلٍ».
(1918) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَالقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ بِلاَلًا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لاَ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ»، قَالَ القَاسِمُ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَذَانِهِمَا إِلَّا أَنْ يَرْقَى ذَا وَيَنْزِلَ ذَا.
بَابُ تَأْخِيرِ السَّحُورِ.
(1920) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ تَكُونُ سُرْعَتِي أَنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
بَابٌ: قَدْرِ كَمْ بَيْنَ السَّحُورِ وَصَلاَةِ الفَجْرِ.
(1921) حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟، قَالَ: «قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً».
بَابُ بَرَكَةِ السَّحُورِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ.
لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ وَاصَلُوا وَلَمْ يُذْكَرِ السَّحُورُ.
(1922) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاصَلَ، فَوَاصَلَ النَّاسُ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَنَهَاهُمْ، قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: «لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَظَلُّ أُطْعَمُ وَأُسْقَى».
(1923) حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً».
الشرح:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهذه الأبواب في أحكام السحور، وسمعتم هذه الأحاديث وقبل أن نتكلم على أحكام هذه الأحاديث لعلنا نبين السحور لغةً واصطلاحًا ثم نتكلم بعد ذلك على الأحكام، فعندنا السُّحُور لغةً: السحرُ: كلُّ ما تعلق بالحلقوم من قلبٍ وكبدٍ ورئةٍ، وجمع ذلك: سحورٌ؛ كفلس وفلوسٍ، وكلٌّ ذي سحرٍ مفتقرٌ إلى الطعام.
والسَحَرُ- بفتحتين – فتح السين والحاء معناه: قبيل الصبح.
والسُّحُور – بضمتين – ضم السين والحاء، السُّحُور - بضمتين - هذه لغة كذلك، والجمعُ: أسحارٌ.
والسَّحُور: ما يؤكل في ذلك الوقت من الطعام والشراب في وقت السحر.
يقال: تسحرت: أكلتُ السَّحور.
والسُّحُور –بالضم- فعل الفاعل.
والسَّحور: ما يؤكل من الطعام والشراب في ذلك الوقت وانظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (ص 114).
قال الرازي في ((مختار الصحاح)) (ص122): (السَّحَرُ: قبيل الصبح، وأسحرنا: سرنا وقت السحر، واسَّحَرَ: الديك صاح في السَّحر)، والسَّحُور – بالفتح – ما يُتسحر به، فبالفتح: ما يُتسحر به، وهذا قول الرازي وقد انتهى، والسَّحور هو: الأكلُ في آخر الليل، هذا اصطلاحًا وشرعًا، السَّحور هو: الأكل في آخر الليل سمي بذلك؛ لأنه يقع في وقت السحر، لأن هذا الطعام الذي يؤكل يقع في وقت السحر، فسمي السَّحور.
قال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في ((الشرح الممتع)) (ج6 ص433): (السُّحُور بالضم، وهي كذلك بالفتح)، فهو يتكلم الآن بالضم، يقول شيخنا بعد ذلك: (لأن سَّحورًا - بالفتح – اسمٌ لما يتسحر به) يعني الطعام هذا يسمى سَّحور –بالفتح -؛ (لأنه يؤكل في وقت السحر، وسُّحور – بالضم – اسمٌ للفعل يفعل سُّحورًا ولهذا تقول: وَضوءًا – بالفتح – بفتح الواو: اسمٌ للماء، الماء يسمى وَضُوءًا، ووُضُوءًا – بضم الواو – اسمٌ للفعل يتوضأ، رجل يتوضأ هذا فعل يقول: بالضم، هذا وضوء يعني الشخص يتوضأ، وإذا قيل عن الماء يكون بالفتح وَضوء، هذا اسم للماء، وتقول: طَهور - بالفتح – اسمٌ لما يتطهر أو يتطهر به وطُهور – بضم الطاء –اسمٌ لفعل الطهارة، الوضوء للحدث الأصغر أو للغسل من الجنابة أو الحيض للمرأة)، هذا كلام الشيخ /.
وينبغي للمتسحِر أن ينوي بسحوره امتثال أمر النبي r، والتقوي به على الصيام؛ ليكون سَّحوره عبادةً، وأن يؤخره؛ لأن النبي r كان يفعل ذلك.
فيجب على المتسحر أن ينوي بهذا السَّحور امتثال أمر النبي r كما سمعتم من الأحاديث، ولكي يتقوى على الصيام أو يقوى على الصيام ويتقوى به على طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
وأن يؤخر هذا السَّحور؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يؤخر السحور.
عندنا بعد ذلك الحكمة من السحور: أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسحور تفريقًا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب؛ لأن أهل الكتاب لا يتسحرون، فلذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر الأمة أن تتسحر، وتخالف اليهود والنصارى، والدليل على ذلك: حديث عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ»، وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ في ((صحيحه)).
فالتفريق بين صيام أهل الكتاب وبين صيام المسلمين: أكل السحور، فلذلك على الناس أن يتسحروا؛ لكي لا يتشبهوا باليهود والنصارى، فهذا الأمر امتثال أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيه تفريق بين صيام أهل الكفر وبين صيام أهل الإسلام، ويعني هذا الحديث: ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا بعد النوم، هؤلاء أهل الأمم السالفة إذا ناموا مُنعوا من الأكل والشرب والنكاح، فلا يأكل أحدهم إلا في الليلة القابلة كما كان أول الأمر في الإسلام للمسلمين وبينا هذا في الدروس التي تقدمت في تبيين أحكام الصيام من صحيح البخاري، أي: إذا نام أحدهم لم يطعم حتى الليلة القابلة فهذا الحكم لأهل الكتاب وكُتب ذلك على المسلمين في بداية الإسلام، وبعد ذلك نُسخ واستقر الأمر كما الآن، سواءً ناموا المسلمين أو لا فيحق لهم ما لم يطلع الفجر الصادق أن يأكلوا ويشربوا.
وكما قال الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} [البقرة]، فهكذا كان الأمم السالفة تصوم كما قلنا بهذه الطريقة التي بيناها من قبل، فكان الوقت والحكم على وفق ما كُتب على أهل الكتاب ثم نُسخ، فاستقر الأمر على ما نحن عليه، ومن أراد الزيادة في ذلك، ينظر: ((زاد المسير)) لابن الجوزي (ج1 ص184)، و((التفسير)) لابن كثير (ج1 ص213)، و((الدر المنثور)) للسيوطي (ج1 ص110).
بعد ذلك بالنسبة للسَّحور بركة، وهي بركتان:
الأولى: بركةٌ شرعية.
أي: الذي يتسحر تحصل له بركتان:
الأولى: بركةٌ شرعية وهي: الاقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وامتثال أمره، وهذه بركة شرعية ما يحصل للعبد من العلم، وامتثال أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما يحصل له من الأجر والطمأنينة بتطبيق السنة، ويحصل له رضا الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى ودخول الجنة؛ لأن هذا العبد دائمًا وأبدًا يمتثل بأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والامتثال في أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو امتثال لأمر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
البركة الثانية: بركةٌ بدنية؛ إذا تسحر المسلم حصلت له البركة البدنية كذلك، وهي ما يحصل به من الإعانة على طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى فيقوى هذا العبد في النهار على طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى؛ لأن الصيام يضعف الهمة في العبادة ويتكاسل العبد إذا لم يتسحر، أما إذا تسحر الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى يعين على الطاعة، وتراه يجتهد ليلًا ونهار بخلاف الذي يترك هذه السنة فتراه يتكاسل، وكذلك أن الصائم المتسحر لا يمل إعادة الصيام فيحب أن يصوم إلى نهاية الشهر؛ لأنه يقوى ويُشعر بقوة في جسمه ونشاط، فيحب أن يصوم أما غير ذلك فنراه يتكاسل ولعله لا يحب أن يأتي لليوم الثاني، يحب أن يكون كله ليل؛ لكي يأكل ويشرب ويلعب، ويلهى، فالسحور هذا فيه قوة للبدن، وترى العبد ينشط في الصيام، وترى الناس ينشطون في الصيام في العبادة، هؤلاء الذين يتسحرون، خلافًا لمن لم يتسحر فإنه يجد حرجًا ومشقةً يثقلان عليه العودة إلى الصيام؛ لأن ليس فيه بركة لا يهتم بهذه السنة، فعلى الناس أن يطبقوا هذا السَّحور ويتسحروا على ما بينا في هذا الدرس.
والدليل على ذلك: حديث عبد الله بن الحارث عن رجلٍ من صحابة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: دخلت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يتسحر فقال: ((إنها بركةٌ أعطاكم الله إياها فلا تدعوه))، أي: السحور، وهذا حديثٌ صحيح، أخرجه النسائي في ((السنن الصغرى))، وأحمد في ((المسند))؛ بإسنادٍ صحيح.
فدل هذا الحديث على أن السحور بركة، وهذا من عند الله سُبْحَانَهُ وَتعَالَى، وأمرنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتمسك به، ودليل آخر حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، وهذا الحديث عندكم في الكتاب، وكذلك أخرجه مسلمٌ في ((صحيحه))، وهذا من فضل السحور، أن السحور فيه بركة، فعلى الناس الاتباع، وكون السحور بركةٌ ظاهر من هذه الأحاديث؛ لأنه اتباعٌ للسنة ويقوي على الصيام، وينشط الرغبة في الازدياد منه لخفة المشقة على الصائم.
وفيه مخالفةٌ لأهل الكتاب فإنهم لا يتسحرون.
بعد ذلك نقول: ويُستحب السحور كما عندكم في الكتاب حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، وهذا الحديث أخرجه البخاري في ((صحيحه))، ومسلمٌ في ((صحيحه)).
قال ابن المنذر في ((الإجماع)) (ص47): (وأجمعوا على أن السحور مندوبٌ إليه).
ونقل ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج4 ص139): الإجماع على ندبه واستحبابه.
ويُستحب تأخير السحور إلى قبيل الفجر؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزيد بن ثابت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة فصلى وكان بين فراغهما من هذا الأمر ودخولهما في الصلاة كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آيةً من كتاب الله، وهذا الوقت قصير بين سحور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصلاة، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسحر ثم قام فصلى بالناس، وهذا قريب، فكان سحور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هكذا.
فالشخص أقل القليل أن يشرب ماءً ويأكل تمرًا، ويشرب لبنًا وهكذا؛ لكي يصيب هذه السنة ويصيب البركة في ذلك.
ويجوز للمسلم أن يأكل ويشرب إلى أن يتبين له طلوع الفجر، كما بينا في الدروس التي سلفت.
قال ابن كثير في ((تفسيره)) (ج1 ص221): (وفي إضاحته تعالى جواز الأكل إلى طلوع الفجر دليلٌ على استحباب السحور، ويُستحب تأخيره إلى وقت انفجار الفجر، فذلك من السنة).
وحديث زيد يبين هذا في ((صحيح البخاري)) ومسلم يقول: تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسَّحُورِ قَالَ: «قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً».
وكذلك كان فعل الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم من تأخير السحور، فعن سهل بن سعد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: «كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي ثُمَّ تَكُونُ سُرْعَتِي أَنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ» ومعنى السجود هنا: الصلاة، أن يدرك الصلاة وعندكم في الكتاب هنا ذكر المؤلف هذا في باب تأخير السحور ذكر حديث سهل بن سعد عندكم «أَنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ»، والسجود هنا بمعنى: الصلاة مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، وهذا الحديث في ((صحيح البخاري)).
والسجود هنا: صلاة الفجر أن يدرك صلاة الفجر وهذا يتبين لأن الصحابة يتسحرون قبيل الفجر وقبيل الصلاة، فيتسحرون ثم يذهبون يصلون مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعبَّر بالسجود عن الصلاة هنا؛ لأنه ركنٌ أساسي منها من الصلاة، فهذه أحكام السحور.
ولعلنا إن شاء الله نقرأ أبواب أخرى.
في أي سؤال؟
سائل يسأل: .......
الشيخ يجيب: حتى لو تسحر في نصف الليل ولعله من التعب أو كذا نام إلى أن استيقظ للصلاة فلا بأس بذلك لكن عليه أنممكن أن يستيقظ قبل ذلك بقليل حتى لو يشرب ماءً ويشرب لبنًا وتمرًا؛ لكي يصيب السنة قبيل الفجر كما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل والسلف.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.