الرئيسية / شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري / الجزء (34) كتاب الصوم من صحيح البخاري: تتمة باب قول الله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}
2024-03-26
الجزء (34) كتاب الصوم من صحيح البخاري: تتمة باب قول الله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود وبينا ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف، وأقوال المفسرين، وشرحنا حديث عدي بن حاتم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وكذلك حديث سهل بن سعد وبينا ذلك.
ثم نشرع في تكملة هذا الشرح وبعد هذا البيان القرآني والفيض الرباني، فقد بين الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رَضِيَ اللهُ عَنْهُم حد التبين، وصفاً بما لا يدع مجالاً للشك أو الجهل، والذي يجهل الفجر الصادق فهذا من تقصيره ومن جهله، ولقد ركب رأسه، ولا يريد أن يتعلم، ولا يريد أن يبحث، ولا يريد أن يقرأ، ولا يسأل من هو أعلم منه، ويريد على ما في فكره ويمشي على هذه التقاويم.
فهذا في الحقيقة جهل مركب لا يعتد به في الشريعة ولا يعتبر بأقواله، وإلا الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال أهل العلم، واضحة في ذلك، والشاعر يقول:
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل.
وبينا بأن الفجر فجران، الفجر الكاذب: وهو لا يحل صلاة الصبح، ولا يحرم الطعام عن الصائم، والفجر الصادق: هو الذي يحرم الطعام على الصائم، ويحل صلاة الفجر.
وهؤلاء يؤذنون على الفجر الكاذب، ويصلون على الفجر الكاذب، ويأمرون الناس بذلك، وقد أثموا وهذا الفجر الكاذب لا يحل صلاة الصبح، ولا يحرم الطعام على الصائم، ويأمرون الناس بالإمساك على هذا الوقت، وهذا غلط وبينا ذلك.
والأصل أن يكون الأذان أذان الفجر وصلاة الصبح على الفجر الصادق وهو الذي يحرم الطعام على الصائم، ويحل صلاة الفجر هذا الأصل ولابد على الناس الاتباع.
وتبين هذا الحديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال: «قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفجر الفجر فجران فأما الأول فإنه لا يحرم الطعام ولا يحل الصيام»، هذا قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنسبة عن الفجر الكاذب، لا يحرم الطعام، فلماذا هؤلاء يحرمون على الناس الطعام في هذا الوقت؟! ولا يحل الصلاة، فلماذا يأمرون الناس بالصلاة في الفجر الكاذب؟!
ثم يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فأما الثاني فإنه يحرم الطعام ويحل الصلاة» فهذا هو الفجر الصادق، يحرم الطعام عن الصائم ويحل الصلاة، فهنا نصلي.
وهذا الحديث: أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه»، والحاكم في «المستدرك»، والدارقطني في «السنن»، والبيهقي في «السنن الكبرى» من طريق سفيان عن ابن جرير عن عطاء عن ابن عباس، وإسناده صحيح.
وله شاهد عن جابر: أخرجه الحاكم في «المستدرك»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، والدارقطني في «السنن».
وله شاهد آخر: عن ثوبان أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وكلاهما فيهما مقال، لكن كل حديث يشهد للآخر.
والفجر الكاذب: هو البياض المستطيل، الساطع المصعد كذنب السرحان يعني الذئب، يكون كالعمود على فوق، وبعده ظلمة.
والفجر الصادق: هو الأحمر المستطير المعترض على رؤوس الشعاب والجبال، المنتشر في الطرق والسكك والبيوت، وهذا هو الذي تتعلق به أحكام الصيام والصلاة، هذا هو الأصل.
ويبين هذا حديث سمرة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يغرَّنَّكم أذانُ بلالٍ، ولا هذا البياضَ لعمود الصبح حتَّى يستطير» يعني لأن بلال كان يؤذن الأذان الأول ليستعد الناس للسحور وغير ذلك، وبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا تغتر بالبياض يعني بالفجر الكاذب هذا، كالعمود المستطير فهذا لا يغتر به.
ومع هذا الآن هؤلاء المتعالمون يفتون الناس بهذا الوقت، ويغترون بهذا الفجر، مع أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين ونهاهم وبين لهم أن هذا الفجر فجر كاذب ليس عليه إمساك طعام وليس عليه صلاة، ومع هذا يخالفون السنة.
وهذا الحديث: أخرجه مسلم في «صحيحه».
ويبين هذا الأمر كذلك حديث طلق بن علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «كُلوا واشْرَبُوا، ولا يَهِيدَنَّكُمُ السَّاطِعُ المُصْعِدُ، فكُلوا واشْرَبُوا حتى يَعْتَرِضَ لَكُمُ الاحْمَر»، يعني الحمرة في المشرق، وهذا الفجر الصادق، ثم بعد ذلك ينتشر النور.
وهذا الحديث: أخرجه الترمذي في «سننه»، وأبو داود في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وابن خزيمة في «صحيحه» من طريق عبد الله بن النعمان عن قيس عن طلق عن أبيه وإسناده صحيح.
فهذا الحديث كذلك يبين هذا الأمر واضحًا، وهذه الأدلة تبين الفجر الكاذب والفجر الصادق، وأن الإمساك يكون على الفجر الصادق والصلاة تكون على الفجر الصادق.
واعلم أيها الموفق إلى طاعة ربه إن أوصاف الفجر الصادق هي التي تتفق والآية الكريمة التي عندكم بأن وقت الفجر إذا اعترض في الأفق على الشعاب ورؤوس الجبال ظهر كأنه خيط أبيض، وظهر من فوقه خيط أسود، هو بقايا الظلام الذي ولى مدبرًا وهذا واضح.
وهناك زيادة: عند أحمد، وابن جرير في تفسيره وغيرهما «وكان المؤذن يؤذن إذا انفجر الفجر» يعني انفجر الصبح، وخرج النور، وكان المؤذن يؤذن إذا انفجر الفجر، هذا واضح.
فثبت أن الإمساك عن الطعام قبل طلوع الفجر الصادق بدعوى الاحتياط بدعة محدثة، ليس لها أصل بل الآية والنصوص وأثار السلف وأقوال أهل العلم تبين هذا الأمر بأن الإمساك على طلوع الفجر الصادق والصلاة كذلك، أما أن نمسك قبل ذلك بزعم من زعم أن هذا أحوط للعبادة، ولذلك تسمعون المفتون يقولون بذلك وهذه بدعة محدثة بيناها من أقوال أهل العلم في شرح المواقيت مواقيت الصلوات الخمس في شرح صحيح مسلم.
وبينا أقوال أهل العلم وأن الأذان متقدم على الفجر الصادق بكثير وعلى حسب مطالع البلدان وأنكر أهل العلم أو بعض أهل العلم هذا الأمر وبعض المشايخ وبينت لكم ذلك هذا الأمر، مازال بعض أهل العلم يذكرون هذا الأمر ليقيمون الحجة على الناس وعلى من عاند وعليه المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى، تغير هذا أو لا.
فعلى الذي وضع هذه التقاويم ويقر على هذا أنه صحيح وعليه المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، لكن أهل العلم مازال أهل العلم يذكرون ذلك، وقد أنكر ابن حجر في زمنه هذا الأمر، ولعل ننقل قول ابن حجر ومن أراد الزيادة فينتقل إلى الأشرطة التي بينت فيها أقوال أهل العلم بشرح مواقيت الصلوات الخمس، من شرح صحيح مسلم.
فيقول ابن حجر في «الفتح» (ج4 ص199): (من البدع المنكرة ما حدث في هذا الزمان يعني في زمانه، من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وأطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعمًا وما أحدثه أنه من الاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم لذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب، بدرجة لتمكين الوقت زعموا فأخروا الفطر وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير وكثر فيهم الشر والله المستعان). اهـ
وكأن ابن حجر يبين زمننا وما يحدث في هذا الزمن، فهذا الذي نراه الآن من المخالفات الشرعية لصلاة الصبح، والإمساك والتأذين قبل الفجر وهذا في زمان ابن حجر فما بالك بهذا الزمان، فيقول من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة، ولذلك أحيانًا على الفصول أحيانًا يتقدم بنص ساعة أحيانًا أكثر أحيانًا أقل وهكذا.
ولذلك على أهل الإسلام أن لا يقعوا في هذه البدع المنكرة عليهم أن يطبقوا السنة، وليس كأهل البدع وأهل التحزب يفعلون هذه البدعة المنكرة ويأثمون على ذلك وليس لهما أجر في هذا الأمر ليس لهم إلا الإثم، ومن يفتي لاتباعه الهمج الرعاع بذلك فعليه إثمان إثم هذه الفتوى وإثم من ضل من اتباعه، ولا ينقص من أوزار اتباعهم شيئًا.
فلذلك على أهل العلم وعلى طلبة العلم وأهل الإسلام ... الذين يريدون الخير لأنفسهم وللأمة أن يطبقوا السنة وألا يفعلوا هذه البدعة المنكرة، ولذلك لاتزال بدعة الإمساك قبل طلوع الفجر وتمكين الوقت قائمًا على قدم وساق في زمان الناس هذا فإلى الله المشتكى، فمازال هذا الأمر، ولله الحمد ما يقع في هذا الأمر إلا الهمج والرعاع والذي ليس عنده علم وإلا هذا الأمر واضح ويوضح هذا هذه الأحاديث التي سوف تأتي.
فعن زر بن حبيش قال: «تسحرت، ثم انطلقت إلى المسجد، فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان، فدخلت عليه، فأمر بلقحة فحلبت وبقدر فسخنت، ثم قال: ادن فكل. فقلت: إني أريد الصوم. فقال: وأنا أريد الصوم، فأكلنا وشربنا، وأتينا المسجد، فأقيمت الصلاة، فقال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: أبعد الصبح؟ قال: نعم، هو الصبح غير أن لم تطلع الشمس».
وهذا الحديث: أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار»، وابن حزم في «المحلى» من طريق روح بن عبادة حدثنا حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش به.
وإسناده حسن من أجل عاصم ابن أبي النجود الكوفي حسن الحديث روى له البخاري ومسلم مقرونًا وهو صدوق وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهذا الحديث يبين هذا الأمر جيدًا، وبين حذيفة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لزر بن حبيش وهو من التابعين، وهو إمام لم ينكر على حذيفة ذلك، بل أطاعه لأن أهل العلم يأخذون من الذي أعلم منهم، فأخذ ذلك واستدل له حذيفة بفعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفعل وطبق هذه السنة بخلاف هذا الزمان مع دعاة الجهل فينكرون هذه الأمور، رغم أن هذا من العلماء ومن أئمة التابعيين، ولا يعرف هذه السنن وهذا العلم إلا أهل العلم ومن تعلم، أما الجاهل فدائمًا تراه معترض.
ولا يعادي في الحقيقة السنن وأهل العلم إلا أهل الجهل؛ لأنهم لا يدرون ولا يعلمون، فهؤلاء آثمون وهذا الأمر يبين هذا، وهو ذاهب إلى المسجد مر على حذيفة وبين له حتى يقول إني أريد الصوم فقال له حذيفة وأنا أريد الصوم فنحن كذلك نريد الصوم لستم فقط أنتم تريدون الصوم، نحن كذلك نريد الصوم ونريد أن نصيب السنة في صومنا وفي شهرنا هذا المبارك.
أما أن نفعل البدع والمخالفات فهذا ذهب عليه الأجر، فأقيمت الصلاة يقول وهم قد تسحروا وهذا السحور هو الذي فيه البركة، على من استطاع ذلك أن يفعل حتى لو بشيء يسير بماء أو أي شيء، ففعل هذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الوقت، زر يقول أبعد الصبح؟ قال: نعم، هو الصبح غير أن الشمس لم تطلع يعني في النور وهذا هو الأصل وهذا هو الفجر الصادق لابد أن يتبين ويتضح لناس.
إن كان بعض العلماء يرون الإمساك مع طلوع الفجر الصادق ابتداءً يعني مع الغلس، وبعض العلماء لا يقولون إذا اتضح الصبح وخرج النور وهذا فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعل السلف، والضوء موجود.
وكذلك هذا الحديث: أخرجه ابن ماجه في «سننه»، والطبري في «تفسيره» من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن حذيفة قال: «قلت تسحرت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم قال له: هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ » فإذا كان هناك ضوءً فهنا فلا بأس الأكل في هذا لأن هذا هو الفجر الصادق، ثم يمسك عليه ثم يمسك على هذا وهذا إسناده حسنًا.
قال أبو بكر بن عياش: ما كذب عاصم على زر ولا زر على حذيفة، وكذلك نحن لا نكذب على الناس، وننقل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصحابة عن التابعين، عن أهل الحديث هذه هي السلسلة الذهبية التي تثبت هذا الأمر واضحًا وتبين السنة في الإمساك وتبين الفجر الصادق الذي يمسك عليه الناس طعامًا شرابًا وفعل الصلاة.
وهذا قول أبو بكر بن عياش: أخرجه الطبري في «تفسيره» بإسنادٍ حسن.
وبين ذلك الشيخ أحمد شاكر في «تفسير الطبري» (ج3 ص52): (أراد بذلك التوكيد والتوفيق)، أن فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا كان يتسحر ويمسك في الفجر الصادق، وعليه نقل حذيفة وزر وهكذا.
وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» وفي «السنن الصغرى»، والطبري في «تفسيره»، وأحمد في «المسند»، وابن حزم في «المحلى»، من طريق سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن حذيفة قال: «كان النبي ﷺ يتسحَّر وأنا أرى مواقعَ النَّبل. قال: قلت أبعدَ الصبح؟ قال: هو الصبح، إلا أنه لم تطلع الشمس» إسناده حسن.
كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتسحر، هذا هو السحور الذي فيه البركة الذي على السنة، ((وأنا أرى مواقع النبل)) يعني خرج الفجر والصبح واضحًا، ((قال: قلت أبعد الصبح؟ قال هو الصبح إلا أنه لم تطلع الشمس))، هذا هو الأصل.
وأخرجه الطبري في «تفسيره» من طريق عمرو بن قيس وخلاد الصفار عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: «أصبحت ذات يوم فغدوتُ إلى المسجد، فقلت: لو مررت على باب حذيفة! ففتح لي فدخلتُ، فإذا هو يسخّن له طعامٌ، فقال: اجلس حتى تطعَم. فقلت: إنّي أريد الصوم. فقرّب طعامه فأكل وأكلت معه، ثم قام إلى لِقْحة في الدار، فأخذ يحلُب من جانب وأحلُب أنا من جانب، فناولني، فقلت: ألا ترى الصبح؟ فقال: اشرب! فشربتُ، ثم جئتُ إلى باب المسجد فأقيمت الصلاة، فقلت له: أخبرني بآخر سَحور تسحَّرته مع رَسول الله ﷺ. فقال: هو الصبح إلا أنه لم تطلع الشمسُ» وإسناده حسن.
والحديث صححه الشيخ الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (ح2032) وفي «صحيح سنن ابن ماجه» (ج1 ص 283).
فهذه الألفاظ لحديث حذيفة يبين الأمر الذي بيناه من الأحاديث، وفي الدرس الذي سلف من الآيات في هذا الشأن وأن الإمساك يكون على طلوع الفجر الصادق، والفجر الصادق هذا نور ينتشر في السكك ولا بأس بالأكل والشرب في هذا النور كما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل ذلك، وهذا فعل السلف، وبينت لكم في الدرس الذي سلف هذا كذلك ابن مسعود، كما أخرج ذلك عنه الطبري بإسناد صحيح كان يتسحر في هذا الوقت.
وكذلك نقلت لكم عن الأعمش، هذا الأمر في ((شرح صحيح مسلم)) في شرح المواقيت، فهذا الأمر واضح من السلف، وعلى هذا أهل العلم كما نقلت لكم.
وأما الذين يخالفون هذا الأمر ففي الحقيقة لم يعلموا أصلًا بدين الله سبحانه وتعالى إلا الأمور اليسيرة الظاهرة لديهم، وهؤلاء في الحقيقة جامدون في التقليد ولا يريدون أن يحركون ساكنًا في هذه الأحكام ولا في غيرها، ولا يريد الواحد منهم أن يسأل من هو أعلم منه لكي يعلمه، فهؤلاء لا يبحثون ولا يسألون فيظل على هذا الأمر وعلى هذه العادة في رمضان وفي غير رمضان يعني طوال السنة على ما عندهم من هذه الأحكام.
ولا يدرون بهذه الآثار وفاقد الشيء لا يعطيه ووصلت في هذه الأقاويل في شرح المواقيت في صحيح البخاري في صحيح مسلم ممكن أن يرجع الناس إلى هذا وهذا واضح وبنيت لكم في الدرس الذي سلف وفي هذا اليوم، نعم في أي سؤال؟
سؤال:.....
الجواب: هو في النهار إذا اتضح النهار له للشخص أن يأكل ثم يمسك.
سؤال:...
الجواب: نعم نعم تدل على هذا.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.