القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري / الجزء (25) شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري: تتمة باب قول النبي: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا"

2024-03-12

صورة 1
الجزء (25) شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري: تتمة باب قول النبي: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا"

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن بعض قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا».

 وتكلمنا عنه حديث عمار «من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم» وبينا ذلك جملةً وتفصيلا، وبينا بأن هذا الحديث من معلقات الإمام البخاري في «صحيحه» وهو مجزوم به.

ثم بعد ذلك ذكر الإمام البخاري / حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له».

 وسمعتم بقية الأحاديث كالفظ الآخر حديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة، وحديث أم سلمة، وحديث أنس، ويأتي الكلام عليهم إن شاء الله.

وحديث ابن عمر وفيه: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الهلال»: والهلال هذا يخرج في أول الشهر، وهو غرة القمر؛ يعني مقدمة القمر وأول القمر، إلى سبع ليالٍ من الشهر، فيسمى الهلال هلالًا إذا خرج في غرة القمر إلى سبع ليالٍ فهذا يسمى هلالًا، يعني اليوم الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع فهنا القمر يسمى هلالًا.

وبعض أهل اللغة يقولون: بأن الهلال يسمى هلالًا من غرة القمر إلى اليوم الثالث، يعني اليوم الاول والثاني والثالث من رمضان أو غيره فيسمى هنا هلالًا، لكن أرى بعض أهل اللغة يقولون إلى السابع وهذا ظاهر في القمر.

ويطلق على القمر في أواخر الشهر من ليلة السادس والعشرين منه إلى آخره، من ليلة السادس والعشرين والسابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين فهنا يسمى هلالًا.

فعندنا من ابتداء القمر لليوم السابع يسمى هلالًا، ومن الليلة السادس والعشرين إلى آخر الشهر سواء كان تسع وعشرون أو ثلاثون فهذا يسمى هلالًا، وما بين ذلك يسمى قمرًا.

 فعندنا من الليلة الثامنة إلى الليلة الخامسة والعشرين يسمى قمرًا، وما بين هذا يسمى قمرًا، ما بعد الثامنة يسمى هلالًا، وما بعد السادس والعشرين يسمى هلالًا فهذا اسم للقمر.

وكذلك يطلق على الهلال في اللغة: الماء القليل في أسفل البئر، فهذا الآن خارج المراد مراد القمر هذا معنى من معاني اللغة العربية، الهلال أي معنى كلمة الهلال يسمى الماء القليل في أسفل البئر يسمى هلال.

وكذلك يسمى الهلال: الدفعة من المطر، أول دفعة من المطر يسمى هذا هلالًا.

 والغبار: يسمى هلالا، ويسمى الجمل المهزول هلالًا؛ لأن الهلال ضعيف؛ ولذلك يسمى الجمل الضعيف والمهزول هلالًا.

 وتسمى كذلك الحجارة المصفوفة هلالًا، والحية تسمى هلالا كذلك، أو ذكر الحيات يسمى هلالًا، أو سلخها يعني سلخ هذه الحية يسمى هلالًا.

   ويطلق على الشيء كالهلال في حسن طلعته أول ما يطلع كالمولود يسمى هلال عند ابتداء طلعته كالغلام الحسن الوجه يسمى هلالًا أو في شكله، وكالبياض الذي في أصل الأظافر يسمى هلالًا.

ويقال هل الهلال هلًا: ظهر، فإذا قيل أن الهلال هل يعني معناه أنه ظهر، وفلان هل: فرح، والشهر ظهر هلاله: بدى، والمطر اشتد انصبابه: السحاب قطر قطرا له جعل له صوتًا.

ويقال أهل الرجل: نظر إلى الهلال، ويقال أهللنا عن ليلة كذا: رأينا الهلال، والشهر ظهر هلاله وبدى.

وفلان رفع صوته وصاح، يقال أهل الصبي إذا صاح، وأهل الملبي بالتلبية إذا رفع صوته.

وانظر: «المعجم الوسيط» (ص992)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص326)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص290).

وقوله «غم»: الغم واحد الغموم، تقول منه غمه فاغتم، وتقول غمه أي غطاه، فالغَمة والغمة: الكربة، وأمر غمة أي مبهم وملتبس، قال تعالى: ﴿ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً﴾ [يونس:71]: أي فيه لبس، ما يكون هذا الأمر فيه لبس.

ويقال غم الهلال على الناس: إذا ستره الغيم، أو غيره فلم يرى، والغمام: السحاب، والواحدة غمامة، وقد اغتمت السماء: أي تغيمت

وانظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص201)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص235).

فإذًا المراد بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا غم»: أي غطت السحاب أو الغيم الهلال، فيكمل الناس الشهر ثلاثين يومًا، ويأتي هذا الكلام في الأحكام، فالآن نحن نتكلم عن معاني ألفاظ هذه الأحاديث وإن كنا قد تكلمنا عن هذا الدروس التي مضت، لكن فيه بعض الأمور فيه فائدة نبينها.

«فإذا غم»: يعني ستر هذا الهلال بالسحاب فعلى الناس أن يكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا.

وقوله: «لا تصوموا حتى تروا الهلال»: أي إذا لم يكتمل شعبان ثلاثين يومًا، فلا تصوموا حتى تروا الهلال، فلا يصوم الناس، ولا يجوز للناس أن يصوموا، أو يقولون أنه دخل رمضان، حتى يروا الهلال ومن هنا يصومون بعد ذلك.

فإذا غم عليهم يكملون عدة شعبان ثلاثين يومًا.

وليس المراد من الرؤية: رؤية جميع الناس، بحيث يحتاج كل فرد إلى رؤيته، بل المعتبر رؤية بعضهم، وهو العدد الذي تثبت به الحقوق، وهو عدلان، إلا أنه يكتفي في ثبوت هلال رمضان بعدل واحد، يشهد عند القاضي أو عند السلطان.

وانظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج4 ص520).

فإذًا فليس المراد بالرؤية؛ لأن بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «لا تصوموا»: جمع، «ولا تفطروا»: جمع، فالمراد من ذلك ليست الرؤية جميع الناس لابد أن يرون الهلال، بل يكتفي ببعضهم، وإن رأى الهلال واحد يكتفى به كما في حديث ابن عمر ويأتي الكلام عليه، وإن كنا تكلمنا عنه في الدروس التي سلفت.

وقوله: «فإن غُم عليكم»: بضم «الغين» المعجمة، وتشديد «الميم»، أي إن حال بينكم وبين الهلال غيم في صومكم أو فطركم فاقدروا له، بـ«همزة» وصل، وضم «الدال»، وهو تأكيد لقوله: «لا تصوموا حتى تروا الهلال»، ومعناه: قدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا، أي انظروا في أول الشهر واحسبوا ثلاثين يومًا كما جاء مفسرا في الحديث اللاحق ولذلك ذكره الإمام البخاري؛ لأنه مفسر للحديث الأول، وبيأتي الكلام عليه.

 «فغم»: بضم «الغين» المعجمة، وهذا اللفظ معناه إن حال بينكم وبين الهلال غيم لا يراه الناس، ماذا يفعل الناس هنا؟ عليهم أن يحسبوا تمام العدد لشعبان ثلاثين يومًا، بعد هذا اليوم يجب على الناس أن يصوموا روا الهلال أو لا؛ لأن تكلمنا في الدروس التي سلفت وكذلك بيأتي الكلام على ذلك بأن الشهر يكون تسعًا وعشرين أو ثلاثين ولا ينقص ولا يزيد على ذلك وبيأتي الكلام عليه بعد ذلك، فاقدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا، وهذا من العد والحساب.

ويفسر هذا حديث ابن عمر عندكم، عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين».

هذا الحديث مفسرًا للحديث الآخر واللفظ الآخر، وهكذا كما بينا كثيرًا لا بد من جمع الطرق حتى يتبين لك الحكم الصحيح في الشرع، فلابد من جمع الطرق وجمع الألفاظ فهذه الأحاديث تفسر بعضها بعضًا.

فبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الشهر تسع وعشرون أو ثلاثين يومًا، فالشهر أما أن يكون 29 أو يكون 30، ولا ينقص عن ذلك ولا يزيد.

قوله: «أكملوا العدة»: العدة بكسر «العين»، يقال عدة: أحصاه، فلابد أن نحصي عدة شعبان ثلاثين يومًا، يقال: عدة أحصاه العدد والعديد، يقال هم عديد الحصى، وعده فاعتد أي صار معدودًا والأيام المعدودات، والعدة بضم «العين» الاستعداد، يقال كانوا على عدة، أي استعدادًا، فهؤلاء كانوا على استعداد، فهذا من الاستعداد، فالعِدة من الإحصاء والعدد، والعُدة من الاستعداد.

وانظر «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج4 ص520)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج4 ص27)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص175).

وقوله: «الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه»: أي الهلال «فإن غم عليكم»: في صومكم «فأكملوا العدة»: عدة شعبان «ثلاثين يومًا» وهذا مفسر ومبين لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في الحديث السابق: «فاقدروا له»، وأولى ما فسر به الحديث بالحديث. وهذا واضح.

بعد ذلك اللفظ الآخر من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، يقول: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشهر هكذا وهكذا» وخنس بالإبهام في الثالثة، وفي رواية: «وحبس»، بالإبهام في الثالثة، وكل ذلك لغة.

فقوله «الشهر هكذا وهكذا»: أشار بيديه الكريمتين ناشرًا أصابعه مرتين، فقال هكذا أشار هكذا فهذا كم؟ عشرة، وبعد ذلك أشار مرة ثانية فهذا عشرون، ثم خنس الإبهام كم هذا؟ تسعٌ وعشرون، فهكذا فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الشهر هكذا ثم قال وهكذا، أشار بيديه ناشرًا أصابعه مرتين فهذا عشرون.

وقوله: «وخنس الإبهام»: بفتح «الخاء» المعجمة، و«النون» المخففة، آخره مهملة، أي قبض أصبعه الإبهام، ونشر بقية الأصابع في المرة الثالثة.

فالجملة: تسعة وعشرون يومًا، فهذا تفسير للحديث.

 وفي رواية أبي زهر هذا من روايات البخاري كما قلت لكم في الصحيح والكشميهني، وحبس الإبهام بالحاء المهملة ثم الموحدة أي منعها من الإرسال يعني لم يفعلها هكذا وألا يكون ثلاثون فلن يرسلها.

وانظر «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج4 ص521)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج4 ص27)، و«زاد المعاد» لابن القيم (ج2 ص46)، و«المحلى» لابن حزم (ج3 ص272)، و«فيض الباري في شرح صحيح البخاري» للكشميري (ج4 ص70)، و«عمدة القاري» للعيني (ج9 ص34).

والحاصل: أن العبرة بالهلال فتارة يكون ثلاثين، وتارة تسعة وعشرين، وقد لا يرى فيجب اكمال العدد ثلاثين، وقد يقع النقص متواليًا في شهرين وثلاثة، ولا يقع في أكثر من أربعة أشهر، ممكن النقص يكون تسعة وعشرين في الشهر الأول والثاني والثالث، ما يزيد عن ذلك، هذا عُرف بالاستقراء والتتبع تتبع العلماء لذلك، وبعد ذلك ممكن أن يكون تسعة وعشرين وممكن أن يكون ثلاثين. 

الحديث الرابع حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أو قال: قال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».

هناك في رواية ابن عمر: «غم عليكم»، وهنا: «غبي عليكم»: بمعنى واحد.

قوله «غبي»: يقال غبيت عن الشيء بالكسر، وغبيته أيضا غباوة فيهما، إذا لم تفطن له؛ لأنه من الغباوة، والغبي: قليل الفطنة، ولكن المراد هنا شيء آخر، فهذا من عدم الفطنة أيضًا غباوة، وغبي بتخفيف «الباء»، غبي عندنا عندكم في الكتاب بتشديد الباء، هنا غبي على الشيء بالكسر غباوة إذا لم تعرفه، والغبي على فعيل القليل الفطنة، وتغابى تغافل

المراد هنا: بغبي بتشديد «الباء»: خفي عليكم الهلال، هذا معناه كذلك في لغة العرب، ومعناه خفي عليكم الهلال، وهو من الغباوة عدم الفطنة، لم يفطن له الناس للهلال، لم يروه استعارة لخفاء الهلال. وانظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص 196).

هذه رواية «غبي»، وللحموي «فإن غبي» بتخفيف الباء، بفتح المعجمة وكسر الموحدة كعلم، وقال القاضي عياض: «غبي» بفتح «الغين»، وتخفيف «الباء»، ولأبي ذر كذلك، وعند القابسي بضم الغين غبي، وشد الباء المكسورة غبي، بضم الغين وتشديد الباء غبي وكذا عند الأصيلي، وللكشميهني أغمي بضم الهمزة وزيادة ياء مبنيًا للمفعول من الإغماء، أغمي، وللمستملي غم بضم المعجمة وتشديد الميم غم كما في رواية ابن عمر «إذا غم» أي حال دونه غيم رقيق.

وقوله: «فأكملوا عدة شعبان ثلاثين»: فيه تصريح بأن عدة الثلاثين المأمور بها في حديث ابن عمر تكون من شعبان، لا من رمضان كما يقول البعض، فينحسب من شعبان فيكون شعبان ثلاثين إذا غم علينا الهلال فعدوا ثلاثين يومًا.

قلت: ومعنى هذه الأحاديث على أن الصوم إنما يجب لرؤية الهلال؛ والهلال تارة يكون تسعًا وعشرين يومًا وتارة يكون ثلاثين يومًا.

 وانظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج4 ص522)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج4 ص 27)، و«فيض الباري في شرح صحيح البخاري» للكشميري (ج4 ص 70)، و«عمدة القاري» للعيني (ج9 ص 33).

وهذا فيه رد: على الذين يصومون بالتقويم الفلكي، فهذه الأحاديث كلها وكلام أهل العلم في رد على الذين يصومون على التقويم الفلكي ويتركون الهلال كما هو حال بعض البلدان أو حال بعض الأحزاب في الغرب يصومون هكذا فهؤلاء ليس لهم إلا الإثم؛ لأن الصيام على الهلال واجب فالاعتبار لرؤية الهلال والإفطار عليه كذلك.

 فالشخص ينتبه لفتن هذا الزمان ولعل إن شاء الله نكمل إن شاء الله بقية الأحاديث والأحكام إن شاء الله في أيام أخر إن شاء الله.

 ولعل إذا انتهينا من الكتاب ندخل ((صحيح البخاري)) ونشرح نكمل أحكام الصيام ولا ننتظر إلى السنة القادمة، نعم فيه أي سؤال؟.

سؤال: يقول السائل: فضيلة الشيخ امرأة دفعت لأخيها مبلغ مائة دينار في حاجته للمال ثم نوت بعدما أعطته المال أنه زكاة، فهل يصح ذلك منها؟

الجواب:

فهذا لابد ابتداءً أن يعتبر زكاة ابتداء وينوي هذا العبد ذلك، أما إذا دفعت شيء وبقى فترة وممكن أشهرًا أو ما شابه ذلك أو بعد فترة طويلة، ثم ينوي مثلا زكاة أو ما شابه ذلك فهذا لا تصح، فهذا تعتبر صدقة من الصدقات وعليها أن تخرج الزكاة مرة ثانية.

سؤال: هل يجوز إعطاء زكاة الذهب إلى الأقارب أو الأهل إذا كانوا في حاجة؟

الجواب:

هذا تكلمنا عنه كثيرًا كذلك بالنسبة عن الزكاة إذا كان هؤلاء الأقارب في حكم الفقراء والمساكين وما شابه ذلك كذلك الأهل فيجوز الدفع لهم الزكاة والأقربون أولى بالمعروف، فمثلا الأب في حكم الفقير وممكن صاحب الزكاة مثلًا الابن يدفع لأبيه من المساعدات والنفقة لكن لعل هذا الأب لا تسد حاجته هذه المساعدات فيحتاج إلى أموال أكثر فلا بأس بدفع الزكاة إليه وهذا قول شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيره من العلماء.

وبعض العلماء لا يجوزون، لكن الصحيح يجوز لأن الأصل الصنف والجنس إذا كان من جنس الفقراء والمساكين فيجوز؛ لأن الله سبحانه وتعالى اطلق الزكاة المعروفة للفقراء والمساكين وهذا الأب في حكم الفقير، وكذلك الأم مثلًا أو الأخت أو الأقارب كالعم مثلًا أو الخالة أو غير ذلك فيجوز دفع الزكاة إليهم.

سؤال:.....

الجواب:

إذا دفع الرجل دينًا لشخص وأراد أن يزكي، لا يكون هذا الدين زكاة حتى يرجع إليه المال، لا يقول والله أنا زكيت بهذا، أو مثلًا الشخص يعطي مساعدات ثم بعد فترة.. السنة القادمة مثلًا يقول هذه الزكاة التي دفعتها إليك أو هذه المساعدة زكاة أو ما شابه ذلك، فهذا لا تكون زكاة، فالزكاة لها شروط ولها نيات فإذا استلم الدائن المبلغ بعد ذلك يزكي وهذا أضبط للشريعة.

 سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan