القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري / الجزء (22) كتاب الصوم من صحيح البخاري: باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم

2024-02-28

صورة 1
الجزء (22) كتاب الصوم من صحيح البخاري: باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم

بَابُ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ، وَالعَمَلَ بِهِ فِي الصَّوْمِ.

(1903) حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

الشرح:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف /: «باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم»، ثم ذكر حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كما سمعتم.

وهذا الحديث كذلك أخرجه أبو داود في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، والقسطلاني في «إرشاد الساري».

قوله «باب من لم يدع»: أي يترك.

وقوله: «قول الزور والعمل به»: أي قول الكذب.

«والعمل به»: أي بمقتضاه.

وفي رواية عند ابن ماجه في «سننه»: «من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به، أو الجهل والعمل به».

«والجهل» هنا: السفه.

قال القسطلاني / في «إرشاد الساري» (ج4 ص514): (قوله: باب من لم يدع قول الزور: أي من لم يترك الكذب والميل عن الحق، والعمل به: أي بمقتضاه مما نهى عنه الله سبحانه وتعالى في الصوم). اهـ

وقوله «الزور»: والزور يطلق على عدة معان:

(1) يأتي بمعنى الباطل.

(2) ويأتي في اللغة بمعنى شهادة الباطل، يعني شهادة الزور.

(3) ويأتي بمعنى الكذب، فيشهد بالكذب وهو المراد هنا في هذا الحديث، المراد بالزور هنا الكذب، أن يترك الكذب، على الصائم أن يترك الكذب.

(4) ويأتي بمعنى مجلس اللهو أو الغناء: فالزور يطلق على اللهو والغناء فمجالس اللهو تسمى زورًا مجالس الزور، وأماكن الغناء كالمسارح وما شابه ذلك هذه كذلك يطلق عليها مجالس الزور، وهذه الأمور كلها محرمة.

وانظر: «المعجم الوسيط» (ص406)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص116)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص136).

فإذًا فهذا الحديث يبين أمر مهم للناس، وهو محرم، وما فيه من الفساد ما يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى، وهو الكذب، فالصائم يجب عليه أن يترك الكذب.

وبيأتي ليس المقصد فقط الكذب، بل جميع المحرمات، ولكن الشارع شدد في ذلك وخصص الكذب لأموره العظيمة المفسدة بين الناس وبين المسلمين، فهذا الزوج يكذب على زوجته، أو الزوجة تكذب على زوجها، أو الأب يكذب على أولاده، وبالعكس أو الأولاد يكذبون على الأب أو الأم.

 وكذلك إذا كان الجيران يكذبون على جيرانهم، وكذلك في الوظائف، إذا المسلمون يكذبون على بعض في الوظائف، وكذلك في الطرقات، وأعظم من ذلك إذا كان في المساجد الكل يكذب على الآخر، ويفشى بينهم الكذب، فلا تسأل هنا عن المفسدة الكبيرة العظيمة التي تحدث بسبب الكذب؛ لأن الكذب مفسد بين الناس وبين المسلمين، وبسببه تصل إلى المقاطعات والتهاجر حتى يصل إلى القتل؛ لأن عندنا النميمة.

النميمة هذه من الكذب، لو نقل رجلٌ على أحد بالكذب أنه فعل كذا وكذا فيفسد بين هذا الرجل وبين هذا الرجل، بل هؤلاء الكذابون يفسدون بين المرء وزوجه، وبين البلدان كما ترون المفاسد الكثيرة والعظيمة التي تكون بسبب الكذب في الإذاعات كم يكذبون وينشرون الكذب والنميمة بين الناس، بل تكون هناك حروب كثيرة وأمور كثيرة وتشويش.

بل المفاسد التي تكون بسبب الكذب في الإذاعات، وخروج أهل البدع دعاة التكفير بالمظاهرات والمسيرات في البلدان بسبب ماذا؟ كله بسبب الكذب على ولاة الأمر، بل على أهل البلد.

 وبسبب الكذب ينتشر البغضاء والحقد والحسد وإلى آخره، وكم طلاق صار بسبب الكذب على الزوجين؛ فلذلك ركز الشرع على هذا الأمر العظيم الذي بسببه تحدث أمور كثيرة ومفاسد.  

فإذًا الذي لا يدع الكذب، فليس لله حاجة في صيامه؛ لأن صيامه هذا مجروحٌ وناقص، وإن كان بعض العلماء أفسد صيامه، لكن الصحيح كما سوف يأتي وهذا قول جمهور أهل العلم بأن المعصية كالكذب ينقص من الأجر وينقص من الصوم ويجرح هذا الصوم.

وممكن ويحتمل أن الله سبحانه وتعالى لا يتقبل صيامه، لكن عند التحقيق لهذه المسائل وهي وقوع بعض الصائمين في المعاصي وفعلهم للمعاصي فهذا يجرح صيامهم وينقص أجرهم، وينقص صيامهم.

والعلم عند الله ممكن أن الله سبحانه وتعالى يحبط عمله، لعل بإصراره أو ما شابه ذلك، ولكن في التحقيق فأهل العلم يبينون بأن فعل المعاصي من قبل الصائم تجرح صيامه وينقص أجره، فهذا هو التحقيق الصحيح.

فإذًا من لم يدع: أي يترك، قول الكذب: والعمل بمقتضاه من المحرمات وما نهى عنه الله سبحانه وتعالى.

وبينا بالنسبة للزور يطلق على عدة معان في لغة العرب: يطلق على الباطل، ويطلق على شهادة الباطل، ويطلق على الكذب وهو المراد في هذا الحديث، ويطلق على مجالس اللهو والغناء، فمجالس اللهو والغناء بجميع أنواعها تعتبر من مجالس الزور والمراد هنا الكذب، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ [الفرقان:72]: أي لا يشهدون الكذب.

والذي لا يكذب فهذا قوي الإيمان، وإيمانه ينمو شيئًـا فشيئًا حتى يكون كالجبال، كما بين الإمام أحمد وغيره من أهل السنة والجماعة.

وممكن بسبب المعاصي والبدع مازال إيمانه ينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء، وهذا بيناه كثيرًا، وهذا اعتقاد السلف؛ كابن المديني، وابن راهويه، والأوزاعي، والبربهاري، وغيرهم من أهل العلم.

﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ [الفرقان:72]: أي الكذب.

قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج4 ص118): (والمراد بقول الزور: الكذب). اهـ

وقوله «فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»: فليس المراد من ذلك أن يترك الصائم صيامه ويفطر ويأكل ويشرب في نهار رمضان فليس المراد هذا، لكن المراد التحذير من أن يقع من الصائم الكذب وغيره من المحرمات فيأثم على ذلك وينقص صومه وأجره، فهذا المراد.

المراد من ذلك: التحذير تحذير الصائم أن يقع في الكذب وأن يقع في المعاصي والمحرمات، فهذا زجرٌ له، ووعيدٌ له أن يقع هذا الأمر، فليحذر العبد من الكذب ومن المحرمات؛ لأن الأمر خطير جدًا على هذا الصائم.

قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج4 ص 117): (واستدل به أي بالحديث- على أن هذه الأفعال تنقص الصوم). اهـ

ولا تبطل الصوم فالمحرمات فإن وقع فيها العبد فهي تنقص الصوم وتجرح الصوم.

وقال القسطلاني / في «إرشاد الساري» (ج4 ص 515): (نعم هذه الأفعال تنقص الصوم). اهـ

ففعل المحرمات والمعاصي تنقص من الأجر وتنقص هذا الصوم.

وعلى العبد أن يحذر من ذلك وعليه أن يدعو الله سبحانه وتعالى في إتمام صومه وأن يكون صومه تامًا، فالعبد عليه أن يحرص على ذلك ولا يتهاون في هذا الأمر، ولا يتهاون في مسألة الصوم، لا يأتي رمضان ثم يذهب وأنت غير مهتم بصومك وعبادتك، وممكن أن تتساهل في الوقوع في المحرمات.

والشخص في الحقيقة يخطئ وممكن العبد هذا يعصي ولكن عليه أن يبادر بالإقلاع عن هذا المحرم والتوبة من ذلك، ولا يصر العبد فالإصرار أمره خطير على العبد.

قلت: والمقصود به في الأصل: الإمساك عن جميع المخالفات، فإيراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهذا الحديث هو الأصل الإمساك عن جميع المخالفات؛ عدم الوقوع والمخالفات في الواجبات يعني ترك الواجبات؛ لأن بترك الواجبات يأثم عليها العبد، أو الوقوع في المعاصي فهذه مخالفات شرعية لا يجوز للعبد أن يقع فيها.

قال الحافظ ابن بطال / في «شرح صحيح البخاري» (ج4 ص23): (فيه أي الحديث- دليل أن حكم الصيام الإمساك عن الرفث-يعني الفسوق والمعاصي- وقول الزور-يعني الكذب- كما يمسك عن الطعام والشراب- كما أن العبد يمسك عن الطعام والشراب فعليه أن يمسك عن المعاصي والكذب وغير ذلك، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقص صيامه وتعرض لسخط ربه، وترك قبوله منه، وليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه إذا لم يدع قول الزور، وإنما التحذير من قول الزور). اهـ

 فليس المراد ترك الصيام؛ لأن ممكن بعض الجهال يرى نفسه يعصي في نهار رمضان فيأكل ويشرب ويبطل صومه ولا يصوم رمضان بسبب هذه المعاصي فيقول لماذا أنا أصوم.

فالأصل في هذا التحذير من المعاصي في شهر رمضان، وبينا كثيرًا بأن العبد مأمور بترك المعاصي جميعها في رمضان وغير رمضان، ولكن تخصيص رمضان لعظم شانه كما أسلفنا في الدرس التي سلفت.

وقال الحافظ ابن بطال / في «شرح صحيح البخاري» (ج4 ص23): (وكذلك حذر الصائم من قول الزور-أي الكذب- والعمل به ليتم أجر صيامه). اهـ

فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبين لهذه الأمة ما يصلح لها، وينفعها، ولذلك تحذير الشارع من هذه الأمور لينفعك، لا ليضرك، فالعبد بمخالفة الشارع يضر نفسه، والشارع يريد أن يستفيد من هذا الصيام، والاستفادة الكبرى الأجر ليتم  له الأجر التام، فإذا انسلخ شهر رمضان  أعطاه الله سبحانه وتعالى الأجر التام.

وبينا بأن من فضل أو فضائل شهر رمضان أن الله سبحانه وتعالى يعطي الصائم الأجر الكثير، والله سبحانه وتعالى يضاعف له الأجر، فلا يجرح العبد صيامه بأي شيء، ويهتم ويحرص عليه كما يحرص على نفسه، وعلى أولاده، وعلى عمله، ويحرص على أمواله، فعليه أن يحرص على عبادته أشد من حرصه على الدنيا.

فالعبد إن ذهبت عليه الدنيا أو شيءٌ منها تحسر وتندم، لكن إن ذهب عليه شيء من دينه أو دينه فلا تراه يتغير وجه أو يتحسر أو يندم أو يغضب كذلك.

فالأمر خطير جدًا في هذه المسألة الوقوع في المعاصي، بل -والعياذ بالله- فيه أُناس يدعون إلى المعاصي من دعاة الفسق والفجور ومن اتبعهم في ذلك، وهذا الأمر خطير عليهم وعلى هؤلاء الذين يتبعونهم في ضلالهم.

 فانظر ماذا يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكيف يحذر من هذه الأمور والمعاصي، وذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معصية واحدة وهي الكذب، إذا يكذب الشخص وهي معصية واحدة لا حاجة لله سبحانه وتعالى في صيام هذا الرجل، فما بالك بالذي يقع في المعاصي، وما بالك في الذي يدعوا للمعاصي، بل ممكن أن تبين له أن هذه معصية ويغضب لها وينكر عليك ويقول لك دعني، ماذا له هذا في هذا الأمر وفي أي خطر هذا العبد.

فالأمر خطير جدًا، فالشخص بدل أن يصون نفسه عن المعاصي بل ويأمر غيره من أهله وأولاده وجيرانه بل الأمة كلها يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر وعن المعاصي ما يدعوا إلى المعاصي، فالأمر خطير جدًا على هذا العبد، ما يدري هذا العبد ماذا له في هذا الغيب الذي لا يعلم به، فالأمر خطير جدًا.

والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى امرأة لم تطعم هرة في النار، هذه رأت هذا الأمر هين وسهل أن تعذب هذه الهرة، فما بالك الذي يعمل المعاصي الكبيرة ويراها لا شيء ماذا له هذا ما له إلا الوعيد، فالأمر خطير جدًا.

فالأمر الذي هو أعظم الذي يفعل هذه الأمور المعاصي في شهر رمضان فالأمر أخطر عليه فيبين أن هذا الأمر عنده هين، وعند الله عظيم، فلابد على العبد أن ينتبه لهذا خاصة في البيوت لابد من أمر الأولاد والزوجة بالمعروف ونهيهم عن المنكر وعن المعاصي والتبين لهم كل شيء بحسبه بيسر ولين.

ولابد من الزوجة أن تأمر زوجها إذا كان يفعل المعاصي فإن أطاعها فاز، وإن أصر على ذلك فلا يلومن إلا نفسه، كذلك الزوج إذا أمر الزوجة للكف عن المعصية فإن كفت ففازت بذلك وإلا الويل لها يوم القيامة، فالأمر ليس بسهل خاصة إذا قامت الحجة على العبد وعلى الناس.

ولذلك كثير من أهل البدع الآن قامت عليهم الحجة ما بقي إلا أن يهلكوا كل واحد يعرف أمره جيدًا؛ لأن الإصرار على البدعة أو الإصرار على المعصية ليس الأمر بالسهل فعند الله عظيم ويسخط الله سبحانه وتعالى على هؤلاء، فلذلك لابد من تجديد التوبة في كل يوم كما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل.

قال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «مجالس شهر رمضان» (ص46): (ومن الآداب الواجبة-أي الواجبة تركها- أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من الأقوال والأفعال، ويتجنب الكذب وهو الإخبار بخلاف الواقع، وأعظمه الكذب على الله ورسوله بأن ينسب إلى الله أو إلى رسوله تحليل حرام، أو تحريم حلال، ويجتنب الغيبة والنميمة ويجتنب الغش في جميع المعاملات، من بيع وتجارة وصناعة، ويتجنب المعازف وهي آلات اللهو بجميع أنواعها). اهـ

وقال شيخنا / في «مجالس شهر رمضان» (ص47): (فاحذروا أيها المسلمون نواقض الصوم ونواقصه وصونوه عن قول الزور والعمل به). اهـ

فهذا الشيخ / يبين هذا الأمر لابد من اجتناب المعاصي، وعلى العبد أن يتوب، والشارع بلا شك يريد للعبد الهداية والطمأنينة والسكينة في دنياه، وله الأجر وأن يستفيد من ترك المعاصي؛ لأن المعاصي تضر بالعبد في الحقيقة، تضر بالعبد حتى أنها تجلب للشخص والناس والمجتمع الأمراض.

 انظر بالنسبة للزنا يجلب الأمراض بفعله للبلد، انظر إلى الغرب ماذا الله سبحانه وتعالى ابتلاهم بأمراض كثيرة بسبب الزنا، فالمعاصي تجلب للمجتمع جماعات وأفراد، والشارع لا يريد للناس إلا الخير إذا نهاهم عن شيء فاعلم أن في ذلك خير فإذا تركته حصلت هذا الخير، فإذا لم تترك هذا المحرم لأتبعت الشر وماذا بعد الحق إلا الضلال.

فهؤلاء الذي يفعلونه أهل المعاصي ولا يبالون انظر إليهم انظر إلى حياتهم، وانظر إلى أهل الطاعة حتى الفقراء منهم مطمئن ساكن في دنياه لا يبالي في هذه الدنيا، وانظر إلى هذه المعاصي كيف يركضون لأهل الدنيا، وانظر إلى أهل البدع من أهل التحزب كيف يركضون لأهل الدنيا يركضون ولا يبالون لا في دين ولا في غير ذلك.

يكذب يزور يلعب في أموال المسلمين في التبرعات إلى آخره، فبين الشيخ صالح الفوزان حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىَ في «شرح مسائل الجاهلية»: فالشخص إذا ترك الحق ابتلاه الله بالباطل، والشخص إذا ترك الحلال ابتلاه الله بالمعاصي، فإذا قام بالحلال تلاشى منه المحرم تلقائيًا، كذلك إذا أصر العبد على الحق تلاشى منه الباطل وهكذا، فالشخص حتى يرى الباطل والعياذ بالله أنه حق فيركض إليه ويلزمه ويدافع عنه ويدعو إليه، بسبب ماذا؟ أن هذا اُبتلي بهذا الباطل.

 فهؤلاء المبتدعة عندما سرقوا دين الله سبحانه وتعالى والدعوة إليه ابتلاهم الله بالدنيا، فيكذبون ويزورون والله المستعان.

 قلت: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن المحرمات، قلت والصوم لا يفسد بهذه الأمور لكن ينقصها، وذهب العلماء على أن الكذب والغيبة والنميمة لا تفسد بالصوم وهذا الذي استدل به بعض أهل العلم، هذا الحديث يستدل به على ذلك بأن الصوم لا يفسد بهذه الأمور لكنه ينقصها، وذهب بعض العلماء إلى أن المعاصي لا تفسد الصوم، وانظر: «إرشاد الساري» (ج4 ص 1515).

سؤال: هل يقول إني صائم إذا شُتم؟

الجواب: أي نعم

وهذا الباب مهم جدًا للصائم، لعل غدًا نتكلم عنه.

سؤال: ...(29:55) ؟

الجواب:

   هذا بيأتي كفارة غليظة في الذي يأتي أهله في نهار رمضان، بيأتي الكلام عليها إن شاء الله بعد ذلك وفيها تفصيل مهم جدًا سوف نبينه في أثناء الشرح إن شاء الله.

سؤال: هل وردت أدلة صحيحة حول توجيه المحتضر إلى القبلة؟

الجواب:

بالنسبة لهذه المسألة لا توجد أي أدلة على أن الشخص إذا أُحتضر أن يوجه إلى القبلة، ولا فيه أي دليل على ذلك، بل الأدلة واردة في ذلك في المحتضر أن يلقن لا إله إلا الله، ولم يرد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توجيه المحتضر هذا إلى القبلة، بل يلقن لا إله إلا الله.

  سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan