الرئيسية / شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري / الجزء (20) كتاب الصوم من صحيح البخاري: باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان
2024-02-28
الجزء (20) كتاب الصوم من صحيح البخاري: باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان
بَابٌ: أَجْوَدُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي رَمَضَانَ.
(1902) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
الشرح:
الدرس الأول في الباب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين: قال المؤلف /: «باب: أجود ما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكون في رمضان»، ثم ذكر حديث ابن عباس كما سمعتم: «كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان، حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة».
فهذا الحديث كما قال عنه أهل العلم حديث عظيم في جود النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخاصةً في جود النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو القدوة لنا في كل شيء، فلابد علينا أن نقتدي به في كل شيء، خاصة في رمضان.
وقوله: «أجود»: يُقال جاد الرجل، يجود من باب قال جُودًا بالضم تكرم فهو جواد، والجمع: «أجواد»، والنساء جود، وجاد بالمال بذله.
قال العيني / في ((عمدة القاري)) (ج9 ص26): (قوله: أجود؛ أفعل التفضيل من الجود وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، ومعناه أسخى الناس). اهـ
وقال القسطلاني / في ((إرشاد الساري)) (ج4 ص513): (كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس أسخاهم بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان). اهـ
فإذًا هذا المعنى يبين لنا بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان كريمًا جوادًا سخي فيعطي العطاء الكثير، وهذا بلا شك من الكرم والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ رزق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الصفة العظيمة؛ التي هي الجود والكرم والسخاء والبذل والعطاء وهي صفة عظيمة، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ يرزقها لعبيده، بخلاف البخيل فهو مذموم شرعًا.
بشرط فيه الإخلاص أن يكون لوجه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ لا يريد العبد بهذه الصفة أي شيء من أغراض الدنيا.
فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أجود الناس، أسخى الناس وأكرم الناس بالخير ولجميع الناس، لا يستثني في ذلك فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعطي الناس الخير، وهذا بلا شك من المسلمين وإذا كانت هناك حاجة وضرورية لإعطاء الكافر لتأليف قلبه على الإسلام فلا بأس بذلك.
والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى كافرًا شاةً كثيرة من وادي حتى أسلم كما في بعض الروايات، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أجود الناس واتقى الناس وكان كريمًا، وأجود ما يكون في رمضان.
فلابد علينا أن نقتدي بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن يكون العبد جوادًا كريمًا يعطي العطاء، ولابد في ذلك من أمرين: الإخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ، والتبعية تبعية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك أن يعطي المحتاج والمسكين، ويعطي حتى الكفار؛ لتأليف قلوبهم على الإسلام؛ فلذلك فهذه التبعية من سنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما ترى أناس خلاف، خلافًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كرمهم، أو جودهم أو عطائهم لا يريدون من ذلك إلا الدنيا، وكذلك رياءً وسمعة وتنافسًا على الدنيا فهؤلاء غير داخلين في هذا؛ فلذلك كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوادًا كريمًا وأجود ما يكون في رمضان.
وقوله: «ينسلخ»: يمضي وينتهي؛ يعني يمضي رمضان وينتهي، «وسلخ الشهر»: آخره، وانظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (ص63 و148)، و((مختار الصحاح)) للرازي (ص 49)، و((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)) للقسطلاني (ج4 ص514).
وقوله: «وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن»
«والقرآن»: يقال قرأ الكتاب قراءةً وقرآنًا بالضم، وقرأ الشيء قرآنًا بالضم أيضًا جمعة وضمه، ومنه سمي القرآن؛ لأنه يجمع السور ويضمها، ويتلى كذلك ويقرأ، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة:17] أي قراءته، وانظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص220).
فالقرآن من الجمع والضم هذا في لغة العرب، وكذلك من القراءة يعني من التلاوة، فالقرآن جُمع وجَمع، وكذلك ضم أمورًا كثيرة من القصص والأحكام والسور والآيات وغير ذلك.
وكذلك بمعنى القراءة أي التلاوة فلذلك سمي القرآن؛ لأنه يجمع السور ويضمها، وكذلك يتلى ويقرأ وهذا في الجملة.
أما تعريف القرآن في التفصيل:
فقد اختلف العلماء في لفظ القرآن، لكنهم اتفقوا على أنه اسم على أن القرآن اسم فليس بفعل ولا حرف.
فالقرآن اسم وهذا الاسم شأنه شأن الأسماء في اللغة عربية أما أن يكون الاسم جامدًا أو مشتقًا.
فذهب بعض العلماء ومنهم الإمام الشافعي / إلى أن القرآن اسم جامدٌ غير مهموز، وبه قرأ عبد الله بن كثير المكي أحد القراء السبعة المعروف، وهو اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل، فهذا مذهب بعض العلماء بأن القرآن اسم وهذا الاسم جامد غير مهموز؛ أي بدون همز.
والذي بالهمز فتتلفظ به تقول القرآن هذا فيه همز، وهو من القراءة وهو من القراءة، وبدون همز قرآن وهذه قراءة للمكيين وهي قراءة ابن كثير المكي وهذا المذهب اختيار الإمام الشافعي / وهو اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل.
فإذًا عندنا الآن في المذهب مذهب الإمام الشافعي وغيره بأن هذا الاسم جامد غير مهموز بدون همز، في القراءات الأخرى قرآن معروف بيأتي الكلام على هذا.
وذهبت طائفة من العلماء إلى أن هذا الاسم مشتق غير جامد الجامد ما يشتق منه شيئًا إن هذا الاسم مشتق، ثم افترقوا إلى قولين، هذا المذهب افترقوا إلى قولين:
(1): فقال بعضهم: أن النون أصلية وعلى هذا يكون الاسم مشتق من مادة «قرن» «ق- ر-ن»، وهؤلاء كذلك اختلفوا:
- فقالت طائفة منهم ومذهب هذه الطائفة كذلك ذكره أبو الحسن الأشعري المعروف: أنه مشتق أو مأخوذ من «قرنت الشيء بالشيء أي ضممته»، وضممته إليه ولذلك القرآن يضم السور والآيات، ومنه قولهم: قرن بين البعيرين إذا جمع بينهم، ومنه سمي: الجمع بين الحج والعمرة في إحرام واحد «قران»، فإذًا على هذا المعنى بأن معنى القرآن الجمع وسمي قرآنًا؛ لأنه يجمع السور ويجمع الآيات.
- والطائفة الأخرى واختار هذا المذهب الفراء من أهل اللغة: أنه مشتق من «القرائن»، أما الطائفة الأخرى من القرن وقرن الشيء بالشيء، أما هذا بالقرائن جمع قرينة، لأن آياته يشبه بعضها بعضًا، فسمي قرآنًا على هذا لأنه مشتق من القرائن فالقرآن يشبه بعضه بعضًا في سوره وفي آياته كذلك.
- وأما القول الأول أنه مشتق أو مأخوذ من قرانة الشيء ضممته بعضه ببعض، أما هذا يشبه بعضه بعضًا.
(2): وقالت طائفة منهم: أن «الهمزة أصلية» في القرآن، أما القول الأول أن النون أصلية في القرآن، وهنا أن الهمزة أصلية، ثم افترقوا إلى قولين:
- فقالت طائفة ومنهم أبو الحسن اللحياني اللغوي: أن القرآن مصدر مهموز، يوزن: الغفران كالقرآن على وزن غفران، مشتق من قرأ، بمعنى: تلى؛ ولذلك القرآن يتلى،
وسمي به المقروء، تسمية للمفعول على وزن مفعول بالمصدر، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة:17]، وقرآنه يعني تلاوته وقراءته.
- والطائفة الثانية ومنهم الزجاج اللغوي: أنه وصف على وزن «فعلان»، قرآن فعلان، أخران قرآن كلها أوزان عليه، مشتق فعلان مشتق من «القرء»، بمعنى: الجمع. ومنه: قرأ الماء في الحوض، أي: جمعه، قرأ الماء في الحوض إذا جمعه.
- وانظر: «البرهان في علوم القرآن» للزركشي (ج1 ص278)، و«الإتقان في علوم القرآن» للسيوطي (ج1 ص 87)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج4 ص30)، و«دراسات في علوم القرآن» للرومي (ص18).
فإذًا لو ترى في جميع هذه الأقوال بأن أقوالهم مترادفة، ومتقاربة، فمنهم من يقول بأن معنى القرآن الضم وهو كذلك يضم السور ويضم الآيات ويضم أحكامًا وقصصًا والى آخره.
وكذلك بعضهم يقول بأن القرآن من القرائن والقرائن يشبه بعضها بعضًا والسور والآيات والأحكام وغير ذلك مما في القرآن يشبه بعضه بعضًا وهذا المعنى كذلك صحيح.
وكذلك منهم من قال بأن من المقروء والقراءة يعني التلاوة، وأن القرآن يتلى.
ومنهم من يقول بأن القرآن بمعنى الجمع، والقرآن يجمع السور والآيات وغير ذلك.
فإذًا هذه الأقاويل مترادفة ومتقاربة.
فإذًا فمعنى القرآن الجمع والضم والتلاوة، والتفصيل عندكم.
قال ابن الأثير / في «النهاية» (ج4 ص 30): (وسمي القرآن قرآنًا؛ لأنه جمع القصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد في آيات النار والعذاب والى آخره، والآيات والسور بعضها إلى بعض وهو مصدر كالغفران والكفران). اهـ
فهذا ابن الأثير جمع لك جميع هذه المعاني وبين ووضح ماذا المراد بكلمة القرآن، سمي القرآن قرآنًا لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور وغير ذلك.
فإذًا مجمل معنى القرآن:
الطريقة الأولى لأهل العلم: «القرآن» لغةً: اسم جامد ما يشتق عندهم منه شيئًا وبدون همز قرن، أما بالهم قرآن وهتان قراءتان، فاسم جامد وهو قول الشافعي.
واسم مشتق كذلك على قول بعض أهل العلم وعندهم الهمزة زائدةً وأصلها قرن من قرنت الشيء بالشيء وهو قول أبي الحسن الأشعري.
ومن القرائن وهو قول الفراء والنون زائدة على قول، وصف على وزن فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع وهو قول الزجاج ومصدر كالغفران مشتق من قرأ بمعنى تلا، سمي به المقروء تسميةً للمفعول بالمصدر وهو قول اللحياني.
والطريقة الثانية التي اتخذها بعض أهل العلم: «القرآن لغةً: غير مهموز وهو اسم جامد وهو قول الشافعي، ومشتق والهمزة زائدة مأخوذ من قرن من قرنت الشيء بالشيء وهو قول الأشعري، ومن القرائن هو قول الفراء مهموز مشتق وصف على وزن فعلان مشتق من القرن بمعنى الجمع، وهو قول الزجاج مشتقٌ المصدر من قرأ؛ لأن مصدر القرآن القراءة من قرأ بمعنى تلا سمي به المقروء تسميةً للمفعول بالمصدر وهو قول اللحياني.
تعريف القرآن اصطلاحا: هو كلام الله تعالى المنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المتعبد بتلاوته، وهذا هو القرآن في الاصطلاح.
شرح التعريف:
فقولنا «كلام الله»: خرج به كلام الإنس والجن والملائكة فإن المتكلم من الجن والإنس والملائكة ليس كلام الله بل كلام الله القرآن.
قولنا «المنزل»: خرج به ما استأثره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ بعمله، أو ألقاه على ملائكة ليعلموا به لا ينزلوه على أحد من البشر، ذلكم أن من كلام الله ما نزل إلى الناس، ومنه ما استأثره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ عنده، أو علمه الملائكة، كما قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾[الكهف:109] فكلام الله لا ينتهي، وهذا القرآن شيء من كلام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ، وهناك كلام استأثره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ عنده.
وقولنا «على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»: خرج به المنزل على غيره من الأنبياء، كالتوراة المنزل على موسى عليه السلام، والإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، والزبور المنزل على داود عليه السلام، والصحف المنزلة على إبراهيم عليه السلام.
فإذًا هذا التعريف يبين لنا بأن لا يجوز لنا من بعد بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتنزيل القرآن عليه أن نأخذ أي دين، أو أي مصحف، أو أي كتاب؛ ولذلك تعلم بطلان دين النصارى الذي يدعونه، واليهود كذلك، والإنجيل الذي عندهم المحرف والتوراة، فالإنجيل الآن غير معتبر والتوراة كذلك.
فالأصل عندنا القرآن الكريم، ودين الإسلام، وبقية الأديان منسوخة، والكتب منسوخة كذلك، فإذًا هذا هو القرآن المنزل على محمد، فلا يأتينا إنسان يقول نزل عليه شيئًا من الإنجيل ما نزل من قبل أو التوراة، أو كتاب آخر، أو ادعى أنه نبي من الأنبياء من مدعي النبوة ولذلك هؤلاء من الكذابين، وهؤلاء بهذا التعريف لا يدخلون، فالقرآن هو المنزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقولنا «المتعبد بتلاوته»: خرجت به الأحاديث القدسية.
ونريد بالمتعبد بتلاوته أمرين:
الأول: أنه المقروء في الصلاة.
الثاني: أن الثواب على تلاوته ولا يعادله ثواب أي تلاوة لغيره.
فتلاوة القرآن لا يعدلها ثواب، ولا أي قراءة، فالمتعدد بتلاوته خرجت به الأحاديث القدسية ونريد المتعبد بتلاوته أمرين: أنه المقروء في الصلاة، ثانيًا: أن الثواب على تلاوته لا يعادله أي شيء، للقرآن تلاوة وثواب مخصص للناس.
-ومن أسماء القرآن:
(1) القرآن: قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ [الواقعة:77].
(2) الكتاب: قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:2].
(3) الذكر: قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9].
(4) الفرقان: قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان:1].
(5) النور: قال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا﴾ [التغابن:8].
(6) الروح: قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى:52].
(7) الوحي: قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ﴾ [الأنبياء:45].
(8) القصص: قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ [آل عمران:62].
وغير ذلك من الأسماء الواردة في الآيات القرآنية الكريمة التي تبين أسماء القرآن وهذه أهمها.
قال الفيروز آبادي / في «بصائر ذوي التمييز» (ج1 ص 88): (اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء يوم القيامة دلت على كمال شدته، وكثرة أسماء الداهية النازلة دلت على شدة نكايتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دلت على علو رتبته وسمو دراجته، وكذلك أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته). اهـ
ومن صفات القرآن العظيم:
(1) أنه مبارك: قال تعالى: ﴿وهذا كتاب أنزلناه مبارك﴾.
(2) هدى ورحمة للناس: قال تعالى: ﴿هدى ورحمة للمحسنين﴾.
(3) أنه حكيم: قال تعالى: ﴿تلك آيات الكتاب الحكيم﴾.:
(4) أنه كريم: قال تعالى: ﴿أنه لقرآن كريم﴾.
(5) أنه الفصل: قال تعالى: ﴿أنه لقول فصل﴾.
وغير ذلك من صفات القرآن الكريمة التي تبين صفات القرآن العظيم.
قلت: وسمي القرآن بالكتاب إشارةً إلى جمعه في السطور؛ لأن الكتابة جمعت الحروف ورسم الألفاظ؛ فسمي الكتاب إشارةً إلى جمعه في السطور ولأن الكتاب جمع للحروف ورسم للألفاظ، وكما أن في تسميته بالقرآن إيمائة إلى حفظه في الصدور؛ لأن القرآن مصدر القراءة وفي القراءة استذكار.
ونحن إذا بينا في مادتي «كتب وقرأ» فإننا نجد أنهما تدوران على معنى الجمع والضم مطلقًا، كتب: جمع، وكتب: ضمه كذلك، وقرأ: كذلك جمع وضم مطلقًا، وهو مكتوب في السطور، ومجموعًا من الصدور.
ولعل إن شاء الله نكمل غدًا، فيه أي سؤال؟
سؤال:.....
الجواب: أي نعم هذه همز، بدون الهمز «قران» ، وبالهمز «قرآن».
سؤال: ما الفرق بين الهمزة والهمز؟
الجواب: لا ما في فرق بين الهمز والهمز بمعنى واحد.
سؤال: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم، هذه السائلة تقول: ذكرت أن.... عليه يومًا في قضاء اليوم وأنا ما تذكرت ذلك إلا في يوم الشك، فهل عليه الصيام أم لا، علمًا بأن يوم الشك لا يصام؟.
الجواب:
بالنسبة لهذا السؤال إذا شك العبد بأن يومًا بقي عليه وهو شك في ذلك ولم يتذكر يقينًا إلا في يوم الشك فهذا إذا تيقن أنه عليه يوم فهذا يجب عليه أن يصوم في يوم الشك، وتحريم صيام يوم الشك هذا للذي ليس عليه صيام ولا عليه صيام نفل كان يداوم عليه، أما إذا كان يداوم على صيام فيصوم، وكذلك إذا كان عليه قضاء وفرض فهذا يصوم وليس عليه شيء.
والنهي هنا في الذي يريد أن يتطوع وليس عليه قضاء فهذا لا يجوز له أن يصوم يوم الشك، أما إذا كان عليه فيصوم فلا بأس بذلك.
والأمر الثاني إذا كان الشخص شاك بأن عليه يوم ولم يتيقن فهذا يطرح هذا الشك وأن ليس عليه شيء يعني ليس عليه صيام.
سؤال: أحسن الله إليكم ويقول جزاكم خيرًا الحقن التي تعطى طلبة المدارس وكذلك حشوة الأسنان وهل الحقن تفطر في نهار رمضان؟
الجواب:
وأما بالنسبة عند الحقن هذه المعروفة للتطعيم، أو المخدر هذا للأسنان، أو الإبر هذه التي تكون في العضل، أو ما شابه ذلك؛ فهذه لا تفطر فعلى العبد أن يواصل صيامه إذا أخذ شيئًا من هذه الإبر وهذه الحقن.
أما بالنسبة للإبر المغذية إذا أخذها فهذا لابد عليه أن يفطر وأن يقضي بعد رمضان يومًا أو يومين على حسب مرضه أو حسب هذا أو هذه الإبر المغذية التي أخذها.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.