الرئيسية / شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري / الجزء (1) شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري: مقدمة في كيفية الوصول إلى العلم الشرعي
2024-02-07
الجزء (1) شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري: مقدمة في كيفية الوصول إلى العلم الشرعي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وفي هذه الدروس التي سوف تأتي سوف نتكلم عن «أحكام الصيام من صحيح البُخَارِيِّ» رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وذلك بمناسبة اقتراب شهر رمضان لسنة: «1426هجرية»، ولا يخفى عليكم في هذه الأيام أهمية هذه الأحكام لكل مسلم.
وقبل أن ندخل في «شرح كتاب الصيام من صحيح البخاري» لعل نلقي كلمة في «كيفية الوصول إلى العلم الشرعي»، ولا شيء يدرك بدون السعي في طلبه، والإرادة التامة، والهمة العالية؛ هي التي تحمل صاحبها إلى تحصيل العلم، وبذل الجهد، واغتنام الأوقات لإدراكه.
فلا يدرك أي شيء إلا بالسعي في طلبه، ومع السعي لابد من الإرادة التامة؛ لينال هذا الأمر، ولابد أن تكون عنده الهمة العالية؛ لتحصيل هذا الأمر، ومن ذلك تحصيل العلم الشرعي، فلابد على العبد أن يسعى في طلبه، مع الإرادة التامة، والهمة العالية؛ ليحصل هذا العلم الشرعي.
ويبذل الجهد؛ لتحصيله، ويغتنم الأوقات؛ لإدراكه، فإذا فعل ذلك؛ حصل له مراده، والعلم الشرعي كما لا يخفى عليكم عزيز، لا ينال إلا بما ذكرناه، فإذا لم يفعل العبد ذلك فاته هذا العلم.
والعلم الشرعي الجميع يريد أن يحصل عليه، لكنه يريد كما هو معلوم لديكم بالراحة، وهذا الأمر فوت على الناس هذا العلم الشرعي، وهذا العلم العظيم؛ الذي به يعرف الإنسان أنه على الحق، وجميع الناس يريدون أن يعرفوا أو ينالوا الحق، وكذلك به النجاة من عقاب الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، في الدنيا وفي الآخرة، وبه بإذن الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى يدخل العبد الجنة، وينجو من عذاب الله في النار.
فكثير من الناس يتمنى ذلك، لكن لا يحصل له العلم الشرعي؛ لأنه يريد أن ينال هذا العلم بأي شيء، ولذلك نرى كثيرًا من الناس، وخاصة الشباب يريدون أن ينالوا هذا العلم بالشهادات، ولم ينال هؤلاء، ويريدون أن ينالوا هذا العلم بالقراءة في الكتب وسماع الأشرطة، والكتابة في الجرائد، وقراءة الجرائد، أو جلوسًا في الحلقات، لكن بدون اهتمام، وغير ذلك فهؤلاء لا ينالون هذا العلم الشرعي.
وإن أُطلق عليه شيخ فهذا في الجملة، وإن أُطلق عليه طالب علم؛ فهذا في الجملة لكنه في الحقيقة ليس هذا بشيخ، وليس هذا بطالب علم، فلابد أن يشهد له علماء أهل السنة والجماعة؛ فلذلك هؤلاء تبين جهلهم كما لا يخفى عليكم.
فلابد أن ننتبه لهذا الأمر، لكي تنال العلم الشرعي المنهجي الذي يضيء لك الطريق ويرسم لك ما تريده، من سلوك الصراط المستقيم، فلا بد أن يكون له هذا العبد، هذه الأمور لكي يسعى حثيثًا، في طلب العلم الشرعي.
ولا تغتر، بمشيخة الحزبية فإن هؤلاء ليس عندهم أي علم، بل هؤلاء رؤوس أحزاب، كل حزب يرفع هؤلاء، وإلا عندما عرض طلبة العلم أمور هؤلاء الرؤوس إلى العلماء أفتوا العلماء بهم؛ بأن هؤلاء جهال، وأهل بدع، ليس عندهم علم لا في التوحيد ولا في العقيدة ولا في الفقه، لكن هؤلاء رفعوا على أكتاف اتباعهم الحزبية.
ولذلك أهل العلم المعروفين رفعهم الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى بالعلم حقيقةً كشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، كالشيخ ابن باز، كالشيخ الألباني، كالشيخ الفوزان وغير هؤلاء؛ فلذلك على العبد أن يسير كما سار هؤلاء العلماء حقيقةً، فإذا أطلق عليه عالم، أو طالب علم، أو صاحب علم، أو داعية يكون على الحقيقة، لا التزييف.
فإن أراد العبد أن يدرك هذا العلم فلابد أن يسعى في طلبه، بالإرادة التامة والهمة العالية؛ ليحصل هذا العلم الشرعي، أما بالنسبة للإخلاص لله، والتبعية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، فهذا أمر معروف لديكم.
لكن هذه الكلمة في كيفية الوصول إلى العلم الشرعي، بالسعي في طلبه، بالإرادة التامة والهمة العالية، والبعض إنما يؤتى من ضعف همته فلا يحصل العلم، وعزيمته الميتة، فلا يحصل على العلم؛ ولذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ من العجز والكسل، كما في «صحيح البخاري ومسلم» من حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لأن العجز والكسل قاطع عن كل خير، كما أن العزيمة جالبة أو جالبة لكل خير.
فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ من العجز والكسل، وعلى العبد أن يقتدي بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويدعو في سجوده وفي صلاته وفي يومه ويتعوذ من العجز والكسل؛ لأن إن عجز وكسل فلا يحصل على الخير، لا علم ولا غير ذلك.
حتى أرزاق الدنيا لا يحصل عليها، وإن حصل فمن التكفف يتكفف الناس، هذا الأمر كذلك لا يرضي الناس، فالعجز والكسل قاطع عن كل خير، فلا تعجز ولا يصيبك العجز في طلب العلم فلا تحصل عليه، ولا تكسل كذلك في طلب العلم فلا تحصل عليه، كما حال كثير من الناس، عندهم عجز والكسل؛ فأصابهم الجهل في دين الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى.
فلذلك على العبد أن يدعو بدعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتعوذ من العجز والكسل، ويعزم على طلب العلم بقوة، ويأخذ هذا الدين بقوة؛ لأن العزيمة جالبة لكل خير، تجلب لك كل خير، أعزم على طلب العلم، ولا تعجز ولا تكسل؛ لأن هذا الأمر يقطع عليك الطريق، ويقطع عليك طلب العلم، كم من شخص طلب العلم وعجز وكسل وانقطع عن طلب العلم، وفاته خير كثير، واجر عظيم؛ بسبب العجز والكسل والعياذ بالله.
يلهي في هذه الدنيا ما عنده همة، ما عنده إرادة، عنده همة للتكسب، وجمع الدرهم لا جمع الأجر، وعنده عزيمة لجمع الدرهم والدينار، ما عنده عزيمة لجمع الأجر من طلب العلم، فعنده عزيمة وإرادة وهمة عالية لجمع الدرهم والدينار، وأما بالنسبة لجمع الأجر فلا؛ لأنه عنده عجز وكسل.
وممكن للشخص الحقيقة أن يكتفي بأجر يسير أو من شيء ما، فمثلاً تقول له: قصر ثوبك؛ لأن هذه من الواجبات ولك أجر عظيم، قال أحصل الأجر من الصلاة مثلاً، ولابد أن يكون الأجر من الثوب القصير أو من طلب العلم، أو غير ذلك، فيكتفي بما عنده؛ فلذلك لابد أن تكون عند العبد همة عالية وإرادة، على جمع الأجور.
فالشخص لابد أن يسعى في ذلك؛ ولذلك يبين هذا الأمر الشيخ السعدي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في «مجموع الفوائد» (ص 166) يقول: (فالعزم والثبات هما السبب الأكبر لنيل المطالب المتنوعة). اهـ فالعزم والثبات، فاعزم وتثبت على السير، لا تكن كأصحاب الأهواء، وأمراض القلوب أو مرضى القلوب؛ الذي جعل هذا الدين كأنه عنده مؤقت، وطلب العلم عنده مؤقت، والالتزام عنده بالدين مؤقت، بل والسلفية عنده مؤقت، إذا شاء ضربها في عرض الحائط والعياذ.
وترك كتاب الله وسنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وراء ظهره؛ خسر الدنيا والآخرة، وجعل العلم خلف ظهره، فلذلك هؤلاء لا يخفون عليكم، رأيتموهم فليس عندهم عزم ولا ثبات؛ ولذلك من هؤلاء من انزوى مع أهل البدع، ومن هؤلاء من انزوى مع أهل المعاصي، ولا عنده إيه همه في أي شيء إلا الدنيا والعياذ بالله.
فيبين الشيخ السعدي: (فالعزم والثبات هما السبب الأكبر لنيل المطالب المتنوعة)، فعليك بالعزم والثبات، ومن دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد»؛ لأن بالأمرين يحصل الكمال للعبد، العزيمة على الرشد التي هي أمور الخير كلها ثم الثبات على ذلك.
فهذا من دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحصل الثبات في هذا الدين، والعزيمة على الرشد، والرشد: كل خير؛ لأن بالأمرين يحصل الكمال للعبد، فأنت تريد أن تكمل نفسك، بالحصول على العلم الشرعي، على التقوى، على الهدى، وغير ذلك، فتحصل بالعزيمة والثبات، فتعزم على طلب العلم وتثبت عليه سوف تحصل التقوى، والورع والهدى، ورضا الله، والنجاة من النار، والدخول الجنة، وغير ذلك مما يريد هذا العبد؛ لأن بالأمرين يحصل الكمال للعبد، العزيمة على الرشد التي هي أمور الخير كلها، وهذا هو الرشد، ثم الثبات على ذلك فهذه فائدة كبيرة.
ثم يقول رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (والنقص إما من عدم العزيمة، أو العزيمة على ما ليس برشد وهي الأمور التي لا نفع فيها في الدين، ولا في الدنيا أو عدم الثبات الذي سببه التردد، وعدم التصميم)، فهكذا يحصل للعبد النقص، من عدم العزيمة، ما عنده عزيمة، أو العزيمة يعزم على شيء ليس برشد، وممكن أن يكون فيه منفعة لكن ليس المنفعة المرادة عند الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى.
من كمال هذا العبد بدين الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، والحصول على التقوى والورع، والهدى وتحقيق التوحيد وصحة العقيدة، ووضوح المنهج والثبات على هذا الدين القويم، فلابد من هذه الأمور فيعزم المسكين على الأعمال الخيرية، وهذه الأعمال الخيرية وإن كانت فيها منفعة، لكن ليس هي المرادة، فيعكف هؤلاء المساكين على الأعمال الخيرية؛ لأن لهم مصلحة كبيرة في جلب المال، فيتركون طلب العلم، ويعكفون على أمور سطحية، وليس لهم إلا المحاضرات، والدروس اليسيرة.
لكن هؤلاء كدسوا في الأعمال الخيرية كما ترون ليلاً ونهارًا ليس عنده وقت حتى لأهله ولا لأولاده، ولا لنفسه ليلاً ونهار يشتغل، لكنه يحضر درسًا علميًا منهجيًا فلا يستطيع، ولذلك أكثر هؤلاء لم يطلبوا العلم على العلماء، ولم يزاحموا العلماء في المساجد، فهؤلاء ليس عندهم إلا هذه الشهادات بل أغلب هؤلاء، ولذلك إذا شرح كتاب في التوحيد أو في الاعتقاد أو في الفقه خبط وخلط، كما لا يخفى عليكم.
بل ممكن أن يُجعل هذا الرجل مفتي الديار الفلانية، وهو يخبط ويخلط ليس عنده العلم، رغم أنه مفتي؛ لأنه عنده شهادة، ولذلك سمعنا في شريط بصوت هذا المفتي المزعوم يقول بأنني رأيت النبي في المنام ورأيته في اليقظة، بل كنت جالسًا في بيتي، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عليَّ الغرفة، في اليقظة هذا مفتي، مفتي الديار، وحتى إن الحاضرون يضحكون عليه، عوام، همج، يضحكون من كلامه.
حتى واحد منهم من الحاضرين يقول له ماذا قال لك؟ حدثنا ماذا حصل بينك وبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال هذه أمور خاصة لا تتدخل، كيف أمور خاصة؟ أنت تستطيع أن تخدع الناس، فلذلك هذا مفتي دكتور عنده شهادة كبيرة بزعمهم، يقول هذا الكلام.
فلذلك لابد أن نأخذ العلم كما تكلمت كثيرًا على العلماء الربانيين، وطلبة العلم المتمكنين؛ لكي يحصل له العلم الذي ينور عليه ويضيء له الطريق، وتستنير له هذه الدنيا به نور يمشي به بين الناس، فيكون بالإرادة التامة والهمة العالية، والجهد واغتنام الأوقات، وبالعزيمة والثبات، هذا هو الأصل.
فيحصل له النقص بعدم العزيمة أو العزيمة على ما ليس برشد، كم من شخص يطلق عليه مفتي أو شيخ أو عالم وهو صاحب خبط وخلط كما صاحبنا هذا والعياذ بالله، ومن كلامه يوحي أنه يدعي كأنه يريد أن يدعي النبوة، فلذلك لابد أن نتنبه على ذلك.
ممكن أن تعزم على شيء لكنه ليس برشد، فعليك بطلب العلم، أعزم في طلب العلم، ثم يقول بعد ذلك (أو عدم الثبات الذي سببه التردد وعدم التصميم، كل ما شرع في عمل نافع أن يوطن نفسه على تكميله من كل وجه، ويوجه له وجهته الظاهرة والباطنة، ويستبطئ النتيجة النافعة بل ثابر عليه مثابرة الجازم الذي لا تثنية عنده ولا تلوم). اهـ كلام الشيخ السعدي.
فهذا هو الأصل، فعليه أن يوطن نفسه لتكميله، من كل وجه، في الظاهر والباطن، لكن عليه ألا يستعجل النتيجة النافعة، يصبر فالعلم لا يحصل له في يوم أو يومين، أو سنة أو سنتين أو ثلاث أو أربع ممكن في أكثر ويتمكن في أكثر وأكثر وكلما مضى بالعزيمة والثبات حصل على العلم، إلى أن يموت، ولذلك العلماء طلبوا العلم إلى أن ماتوا يدرسون ويتعلمون، فيقرؤون في كتب أهل العلم، ويحصلون على المعلومات والأحكام، فلذلك لا يستعجل العبد النتيجة.
ولذلك أهل الأهواء يريدونك أن تنتهي من الكتاب حتى في شهر أو شهرين، مثلاً في الإجازة الصيفية، ومرادهم الظواهر، إن عندنا حلقات وعندنا كذا وعندنا كذا، لكن هل يحصل هؤلاء الناس العلم؟ فلا، فلذلك هؤلاء يستعجلون في طلب العلم؛ لأن مرادهم الظواهر أمام الناس، فليس مرادهم طلب العلم.
طلب العلم لا يكون كذلك، لابد من عدم الاستعجال والمثابرة، وكذلك بين هذا الأمر ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص46)؛ فيقول رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (ولما كان هذا العهد الكريم والصراط المستقيم والنبأ العظيم لا يواصل إليه أبدًا إلا من باب العلم والإرادة، فالإرادة باب الوصول إليه والعلم مفتاح ذلك، الباب المتوقف فتحه عليه). اهـ فبالإرادة تصل إلى ما تريده.
والعلم يفتح لك كل شيء في دين الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، في التوحيد، وفي العقيدة، وفي الفقه، وفي أصول الفقه، وفي النحو، وإلى آخره، والعلم مفتاح ذلك الباب ومتوقف فتحه عليه، كذلك ذكر كمال كل إنسان لابد عليه بالهمة، وعلم يتبصر به، ثم قال: (فإن مراتب السعادة والفلاح إنما تفوت العبد من هاتين الجهتين، أو من أحدهما فلابد أن يكون عنده همة وعلم، ليحصل له مراتب السعادة والفلاح) وإلى آخر ما ذكره رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
فلذلك على هذا الإنسان إذا أراد أن يصل إلى طلب العلم فعليه بالسعي في طلبه أولاً، بإرادة تامة، وهمة عالية، وببذل الجهد، وترك أوقات لطلب العلم فلابد من مراجعة في بيتك، في سوقك، ومذاكرة، ولابد من بحث، ولابد من قراءة، ولابد من شراء الكتب، ولابد من السؤال عما أشكل على العبد في بعض الأحكام، وفي بعض المسائل، ولابد له من الصبر؛ لكي يحصل على ذلك، وملاك ذلك العزيمة والثبات، لكي تحصل على هذا العلم، وبذلك تحصل العلم.
والعلم يفتح لك شيء، وتحصل لك بعد ذلك السعادة والفلاح، والسعادة مراد الجميع، والفلاح مراد الجميع، ولكن كيف يحصل على ذلك إلا بطلب العلم.
وهذه نبذة في كيفية الوصول إلى العلم الشرعي، ولعل بعد ذلك ندخل إن شاء الله في شرح ((كتاب الصيام من صحيح البخاري))، نعم في أي سؤال؟
سؤال: يقول السائل: عندما كنت فقيرًا وكنت اقرأ عن صيام النبي زكريا عليه السلام، هو أنه لا يكلم الناس ثلاث ليال فنذرت أن أصوم مثل صيامه ولم أقدر فهل هذا خاص به عليه الصلاة والسلام، وماذا عليَّ أنا بعدم متابعة هذا الصيام؟.
الجواب:
هو كيف يعني يصوم؟ فهذا الأمر آية للأنبياء والرسل لا يختص بها الناس، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر صوم أمور منها صيام الإثنين والخميس وإلى آخره.
وأما بالنسبة للصيام عن الكلام فهذا خاص بالأنبياء والرسل، والشخص إن أراد أن يصوم عن الكلام؛ فله أن لا يتكلم بالغيبة والنميمة والمحرمات التي تكون باللسان، هذا شرعنا الذي بينه، وكما بينت للشخص أن يصوم الصيام المعروف، من النوافل وغير ذلك، فهذا هو فيه الأجر، أما هذه الآية فهي خاصة بزكريا عليه السلام، وهو من الأنبياء والرسل.