الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (14) أحكام اللعن: لعن من يمثل بالأنسان أو الحيوانات (تفريغ)
2025-07-16

الجزء (14) أحكام اللعن: لعن من يمثل بالأنسان أو الحيوانات (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعن في الشريعة المطهرة، وعندنا في هذا الدرس التمثيل بالإنسان والحيوان، فالذي يمثل بالناس في الحروب وفي غيرها فهذا ملعون، وكذلك الذي يمثل بالحيوان فهذا ملعون كذلك في الشريعة المطهرة، والتمثيل تعذيب الإنسان، قطع شيء من أعضائه؛ من يده، من رجله، أو يوضع هدفا ويرمى بالحجارة وما شابه ذلك ويعذب، وهذا يكون من قبل أهل الكفر في الخارج من اليهود والنصارى والشيوعية وغيرهم، ويكون هذا التمثيل كذلك من قبل أهل البدع في الداخل من الداعشية والإخوانية والقطبية والربيعية وغيرهم، وسيأتي الكلام على ذلك.
فالتمثيل بالإنسان في ديننا محرم وملعون الذي يمثل بالإنسان سواء كان مسلما أو كافرا، فلا يجوز التمثيل به، وكذلك الحيوان سواء كان حمارا أو حصانا أو أي حيوان أو كان من الطيور لا يجوز التمثيل بالحيوانات والطيور؛ أن توضع مثلا هدفا بدون أي شيء، للتعذيب، للعب، فاللعب بهذه الطريقة ما يجوز، يوضع هدفا ثم يرمى هذا الحيوان أو الطير، فلا يجوز هذا، فعلى أهل الإسلام أن يعرفوا هذا الحكم جيدا، فإذا كان هذا من الكبير يفعل في طيرا هكذا يقطع رجله أو يقطع ذيله فهذا تمثيل لا يجوز، أو هذا الكبير يضع هذا الطير ثم يرمي به بحجارة أو بأي شيء، فهذا لا يجوز، وهذا محرم في ديننا، وأناس كثر –والعياذ بالله- من الرجال والنساء يفعلون ذلك في الحيوانات والطيور بجهل منهم بالغ، فلذلك التمثيل بالإنسان ملعون فاعله، وكذلك التمثيل بالحيوان أو بالطير فيكون كذلك فاعله ملعون.
والدليل على ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مثل بأخيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، وإسناده حسن، وحسنه السيوطي في «الجامع الصغير».
ولا يخفى عليكم أن المثلة محرمة في الشريعة، والتمثيل محرم في الشريعة، وكذلك لا يجوز قتل الأبرياء حتى من الكفار، ما بالك بالمسلمين الذين يقتلون رجلا أو امرأة؟ فالقتل محرم فما بالك التمثيل والقتل؟ والمثلة في الإنسان أو الحيوان؟
كذلك يدخل الكي بدون حاجة والوشم، الذي يفعل هذا الوشم في الجسم من أهل الكفر في الخارج وأهل المعاصي في الداخل عندنا، من الرسم هذا في الظهر أو اليد اليمنى أو اليسرى أو على الجسم فهذا لا يجوز كذلك، وهذا مثلة وتغيير لخلق الله سبحانه وتعالى، فالذي يفعل هذا ملعون، الوشم الذي يفعلونه، فالذي يمثل بالإنسان فعليه لعنة الله سبحانه وتعالى والملائكة يلعنونه، والناس أجمعين يلعنون هذا الذي يمثل، والذي يمثل لا يفلح، وكل ذلك إذا أعطي شيئا من الأيام أو الشهور أو السنوات يروج له، فيفعل ما يشاء كالداعشية فإن هذا استدراج، يتركه الله سبحانه وتعالى لكي يزداد إثما على إثمه، ما في شيء آخر، فلا تغتر بذلك، ولا يغرنكم بالله الغرور، فإن هذا استدراج في هذه الحياة الدنيا، والله سبحانه وتعالى يوفي هؤلاء آثامهم يوم القيامة، فلذلك لا تغتر بهم، وبطول زمنهم أحيانا؛ يأخذون سنة وسنتين وثلاث وعشرة... إلخ، كما هو حال الرافضة المجرمين الذين يمثلون بالمسلمين في البلدان، كالشام وكالعراق وكإيران، مجرمين، لا تغتر بهؤلاء، فهؤلاء تكتب عليهم سيئاتهم، وانتظر حتى يأتي لهم أمر الله، وهذا بين، كل فترة الله سبحانه وتعالى يقمعهم ويأتي عذاب الله سبحانه وتعالى لهم، ويخرج أناس.. وهكذا، وتكتب آثار هذا العذاب للناس، وكذلك من الداعشية، وكذلك من الإخوانية، وكذلك من الربيعية الذين يقتلون المسلمين في ليبيا أتباع ربيع المخربي ويمثلون بهم ويطعنون فيهم، فهؤلاء لهم نصيب من اللعنة، فربيع هذا ملعون من الله ومن الملائكة ومن الناس أجمعين، وهذا استدراج له في القديم على أن يتوب، ولا يريد أن يتوب، فالله سبحانه وتعالى استدرجه، فوقع في هذه البلوى أن أتباعه في ليبيا يقتلون المسلمين ويمثلون بهم، بل يقتلون أهل السنة هناك، المحبين للسنة والمحبين للسلفية يحاربونهم، فهؤلاء الربيعية عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فاحذر أن تقع في هذه الأهواء المضلة وتظن أنك على الإسلام وتظن أنك على الإسلام والسنية وتظن أنك على السلفية وأنت في أسفل السافلين. لماذا؟ لفقدان الدليل، بل هناك عقول ورؤوس تشتغل في الدين، فوقعوا فيما وقعوا فيه من الضلالات البينة، لأن ربيع المخربي وأتباعه المخاربة يرمون أهل السنة بالخروج، فإذا هو من الخوارج وأتباعه من الخوارج، فعاد إليه، فمن كفر شخص وليس بكافر عاد هذا الكفر إليه، ومن بدع شخص وهو غير مبتدع فعادت البدعة إليه، ومن رمى أهل السنة بالخوارج وما شابه ذلك عاد الخروج عليه، وهذا بين، وعلامة كبيرة من المخربي في ليبيا وفي غير ذلك أنه يفتي هؤلاء الثوار الخوارج أتباعه بالحروب والقتل، وهم ينفذون، فهو الخارجي وأتباعه هم الخوارج.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل) وهي المثلة بضم الميم؛ وهي تشويه الخلقة بقطع بعض الأعضاء، كما بين ابن الأثير في النهاية في «غريب الحديث» (ج4 ص 294)، وكذلك بين ذلك المناوي في «فيض القدير» (ج6 ص227)، فالمثلة هذه قطع عضو كيد أو رجل أو أنف أو فقأ عين وما شابه ذلك فهذا لا يجوز، وفاعل هذا ملعون، فلذلك احذر أن تمثل بإنسان، سواء في حرب أو في بلدك أو في منطقتك، والشخص يغضب أحيانا فيفعل أشياء ويقتل ويمثل حتى في بيته، حتى في منطقته، حتى في بلده، ما يلزم هذا في الحرب، فلا يجوز هذا الأمر.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لعن الله من مثل بالحيوان»، أخرجه النسائي في «السنن»، والدارمي في «المسند»، وأحمد في «المسند»، وإسناده صحيح، ورواه البخاري في المتابعات.
وأخرجه البخاري في «صحيحه» عن ابن عباس تعليقا، فيبين هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يلعن من يمثل بالحيوان أو يمثل بالطير، أو غير ذلك، ونحن لا نتكلم عن الحروب يقتل فيها شخص، كمسلم يقتل كافرا، بل نحن نتكلم الآن الكلام العام.
فالقتل لا يجوز ومحرم وهذا لا يخفى عليكم، سواء قتل الكافر أو المسلم، فإذا كان هناك قتل وتمثيل ازداد حرمة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لعن الله من مثل بالحيوان»، فالذين يمثلون بالحيوانات وبالطيور لا يجوز فعلهم، وهذا واضح من الحديث، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (مثل) وهي المثلة بضم الميم وهي تشويه الخلقة بقطع بعض الأعضاء، والمثلة بالحيوان هو أن تنصب فترمى أو تقطع أطرافها وهي حية، وذكر هذا ابن الأثير في النهاية في «غريب الحديث» (ج4 ص294)، فالحيوان ينصب كهدف ويرمى بالحجارة، أو بمسدس أو بغير ذلك فهذا لا يجوز، وفاعله ملعون، أو يقطع طرف من أطرافه كيده أو رجله وهو حي سواء حيوان أو طير فلا يجوز هذا الأمر.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى لعن الذي يمثل بالحيوانات فما بالك بالذي يمثل بالناس؟ فهذا أشد حرمة، الذين يمثلون بالإنسان فيقطعون يده وهو حي وغير ذلك، أو حتى يضرب فهذا من المثلة، وفعل الرافضة هذا أمر معروف يعذبون الإنسان بالضرب، في البطن، في الوجه، في الظهر.. وغير ذلك، فهؤلاء الرافضة ملعونون، الله سبحانه وتعالى لعنهم، والملائكة تلعنهم، والناس كذلك يلعنونهم، فالأمر خطير جدا، فهؤلاء يأتون يوم القيامة وقد طردوا من رحمة الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى ما يعطيهم وزن ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم، وانظر عذاب الله لهم في الدنيا من الحروب التي يدخلونها والناس يقتلونهم، والسجون، والزلازل، والجوع، والبلاوى والمنكرات من الزنا وغير ذلك، والشرك والبدع والضلالات والجهالات، هذا كله عذاب، فهذا يدل على أن اللعنة أصابت هؤلاء، فلا تكن كهؤلاء، ارحم الناس واعف عنهم واصفح، ما دام الذي آذاك من المسلمين اعف عنه واصفح، حتى في مالك أحيانا، في شيء من الأذى والضرر، لكن بينا أنه ما يكون الضرر البالغ، فهذا أمر يرجع للإنسان، ممكن يخبر ولي الأمر عن ذلك، فيحاكم هذا، لكن فيه أشياء كثيرة ما يحصل الضرر البالغ، وكلام ومخاصمات ومشاجرات بالكلام، فاعف عنهم واصفح وارحم، ما دام الأمر ليس للدين بل لأمر دنيوي، والله سبحانه وتعالى يغفر لك، ما تريد الغفران؟ هو بالصفح وبالعفو عنهم، هذا على الحكم العام.
وهناك أمور خاصة كمخاصمة أهل البدع، فهؤلاء لا تعفو عنهم، بل بين أمرهم، وخاصمهم وحاربهم، واشتك عليهم، ويحاكمون، هذا من الدين، لكن نحن نتكلم عن الأمور العامة التي تقع بين المسلمين، إذا أردت الغفران أوقف عنك المخاصمات والمشاجرات والإعراض والمقاطعة والهجران واصبر تحصل على المغفرة في كل هذه الأشياء، وأنت تدعو الله ليل ونهار اللهم اغفر لي، لعل ما يستجاب لك، فالغفران في هذا، فرصتك اعف واصفح، كله تبي تتهاوش وتعصب ما تنسى انظر ماذا قال لك النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا، لا تشاجروا، لا تهاجروا»، وأشياء كثيرة في الأحاديث العامة، في هذه الأحاديث العامة بين لك النبي صلى الله عليه وسلم أن اصفح واعف لكي تستمر هذه الحياة، خاصة بين طلبة العلم، هذا يصفح عن هذا، وهذا له أجر، إذا تريد الأجر فهو في هذا، تقول: اللهم اغفر لي وارحمني، فهو في هذا، فالله سبحانه وتعالى يغفر لك، وهذا الأمر معروف، لكن نحن نتكلم الآن عن أهل البدع وأهل المنكرات والأباطيل.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا»، أخرجه مسلم في «صحيحه»، والنسائي في «السنن»، وأحمد في «المسند»، وأخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»؛ بلفظ: «لعن الله من فعل هذا»، وفي ذلك قصة عند الإمام مسلم يقول سعيد بن جبير: مر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، قال ابن عمر: من فعل هذا؟ فانظر إلى أبناء الصحابة وأبناء التابعين يهابون من العالم، قال ابن عمر: «من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا»، غرضا يعني يجعله هدفا ثم يرميه يمثل به، وهذا فيه كذلك اللعن لهذين بعينهما، فكيف لا يلعن اللعن المعين، أحيانا إذا يستحق ذلك، فابن عمر يقول: من فعل هذا لعنه الله، والنبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الأمر فلعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا، من إنسان، أو حيوان، من طير، المهم أي شيء فيه روح يتخذ هكذا، يمثل به، يجعل هدفا، يمثل به في الحرب، والطير كذلك يمثل به في البيت أو في المنطقة فهذا لا يجوز، فالله سبحانه وتعالى يلعن الذين يمثلون بالإنسان أو بالحيوان أو بالطير، فالأمر خطير جدا، فلا بد على المسلم أن يفهم هذا الأمر ويعرف أحكام اللعن، لكي لا يفعل شيئا وهو لا يدري أن هذا الفعل أو فاعله ملعون، فتعلم أحكام اللعن، وتعرف على الأشياء التي يلعن عليها من الله سبحانه وتعالى من والنبي صلى الله عليه وسلم، ومن الملائكة، من الناس، وتطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى وأنت ما تدري، وتصيبك اللعنة.
و(غرضا) بفتح العين المعجمة وفتح الراء فضاد معجمة وهو في الأصل: الهدف يرمى إليه، ثم جعل اسما لكل غاية يتحرى إدراكها كما ذكر النووي في «شرح صحيح مسلم» (ج11 ص108)، فأي شيء فيه روح ما يجوز أن يمثل به على الأصل، فتجعل لك إنسان ترمي به بالحجارة أو حيوان أو طير، والحديث فيه تحريم اتخاذ الحيوان هدفا يرمى إليه، والحكمة في النهي هو تعذيب الحيوان وإتلاف نفسه، وتضييع قيمته، وتفويت ذكاته.
وكذلك أهل العلم كالنووي وغيره أدخلوا الإنسان، لأنه من الروح، وإن كان هذا في طير أو ما شابه ذلك، فيدخل الإنسان، وهذا من باب أولى، فالمثلة في الإنسان ملعون فاعلها، وكذلك الحيوان وكذلك الطير.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في الوجه، فقال: «لعن الله الذي وسمه» أخرجه مسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، وابن حبان في «صحيحه».
وبين النووي في «شرح صحيح مسلم» (ج 14 ص 97) عن الوسم: أثر الكي، فهذا الحمار مر على النبي صلى الله عليه وسلم وكان في وجهه أثر الكي، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله الذي وسمه» يعني: دعا النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعين، ما قال: اللهم العنهم، كما يقول هؤلاء المميعة اللعن العام، بل عام وخاص ومعين، النبي صلى الله عليه وسلم هنا دعا على هذا الذي وسم، والوسم هو العلامة، علامة الكي وأثر الحرق على وجه هذا الحمار، فالنبي صلى الله عليه وسلم عين هذا الشخص، يقولون: ما يجوز اللعن المعين، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم لعن هذا الذي أحرق وجه الحمار، فما بالك بالذين يعذبون الإنسان؟ والناس في البلدان؟ سواء في بلدان أهل الكفر أو في بلدان أهل البدع، يعذبون المسلمين في السجون وغير ذلك، فهؤلاء ملعونون، فلذلك الأمر خطير جدا على الذي يعذب الناس والذي يعذب الحيوانات والذي يعذب الطيور.
ولا يدخل –كما بينا- بالنسبة للصغار الذين يلعبون بالطيور، كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم شقيق أنس بن مالك: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ وكان عنده طير صغير يلعب به فمات بدون قصد، ومن صغير كذلك، والصغار أصلا لا يقصدون، لكن هذا على المتعمد من أهل الكفر في الخارج وأهل البدع في الداخل، وأهل المعاصي والفسق كذلك، فالأمر خطير على هؤلاء، والرجل البالغ والمرأة البالغة يفعلون هذا في الحيوانات مثلا في باكستان، في الهند، في اليمن، وغير ذلك من الأماكن التي يستخدمون فيها الحمير، أو يستخدمون الحيوانات، فهؤلاء إذا فعلوا هذا فهم ملعونون، سواء جهلوا ذلك أو لا، فعلى الناس أن يتعلموا هذه الأحكام، خاصة مثل هذه الأحكام، لا بد أن يتفقه فيها الشخص، لأن فيها لعن وفيها طرد من رحمة الله سبحانه وتعالى، فيعرض عن هذه الأحكام فيقع في هذا اللعن والطرد وهو لا يدري، فالأمر خطير جدا.
والوسم هو أثر الكي، وهي العلامة في الشيء، ولذلك علامته وتوسمت فيه كذا أي رأيت فيه علامته، والوسم في الوجه منهي عنه بالإجماع لهذا الحديث، كما بين النووي في المنهاج وكذلك البغوي في شرح السنة، فهذا الأمر خطير جدا، فهذه الأحاديث على لعن من مثل بالإنسان ومن مثل بالحيوان ومن مثل بالطير، أو بأي روح، والأفاعيل التي يفعلها الناس من التمثيل بالناس هم الداعشية، وكذلك اللادنية، وكذلك الربيعية، وكذلك الثورية، وكذلك عرعور وأشكاله يأمر بالتمثيل والقتل، وكذلك الرافضية، وكذلك البعثية، كل هؤلاء يمثلون بالإنسان، سواء في ليبيا أو الشام أو غير ذلك، وكذلك الإخوانية فهؤلاء وغيرهم من الإباضية والصوفية وغير ذلك لو تمكنوا فتراهم يمثلون بالناس والمسلمين، ولا يخافون الله، فأشخاص نزع الخوف من قلوبهم، فلا يخافون الله سبحانه وتعالى، فيمثلون بالناس، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التمثيل وهذا التمثيل ضرره خطير جدا، ولذلك عقوبة هذا اللعن، لشدة نكارة التمثيل، فالله سبحانه وتعالى وضع هذا الحكم الغليظ وهو اللعن والطرد من رحمته، وانظر إلى الداعشية كيف يقطعون الأيدي ويقطعون الرجل ويمثلون! ويقطعون الرأس وما شابه ذلك، والناس أحياء –والعياذ بالله-، حتى يتجرؤون على التمثيل بالنساء والتمثيل بالأطفال الصغار والتمثيل بكبار السن، فهؤلاء ملعونون في أي دولة إسلامية يقومون بهذا وهم ملعونون مطرودون من الإسلام، فانظر في هذا الأمر.
كذلك الربيعية ملعونون وربيع ملعون، وأتباعه ملعونون من الله سبحانه وتعالى ومن النبي صلى الله عليه وسلم ومن الملائكة ومن الناس أجمعين، يقتلون الناس من المسلمين على قولهم في المغرب العربي، في ليبيا، ويمثلون بالمسلمين، وبالناس، ولا يخافون الله، وربيع جالس يفتي لهم ويحرضهم على القتل مثل إبليس، يحرض على المنكرات والقتل وغير ذلك، مثل عرعور جالس قديما ويحرض السوريين على القتل والتمثيل وغير ذلك، هذا ربيع جالس مثل إبليس في المدينة يحرض الربيعية المسلمين على القتل، وهذا الأمر المفروض ألا يتدخل فيه أصلا وليس له فيه شيء، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، هذه الحروب هذه للدول الإسلامية الكبرى هي التي تتدخل في الحروب، ليس واحد فرد مثل ربيع هذا الإخواني، يتدخل ويفتي الناس بالقتل ويزيد الفتن، ولذلك أنكروا عليه الليبيون أفعاله الخسيسة ويظن أنه يصلح، وأنه يقوم بالسنة والدين والجهاد، فهذا خارجي مجرم على أشكال الداعشية، من هم الداعشية؟ هم خوارج يقتلون الناس، هذا كذلك داعشي، لا بد أن يكون مع الداعشية، وهذا إخواني لا بد أن يكون مع الإخوانية، وهذا أفعاله مثل أفعال الإخوان، الفتاوى في الحروب والتدخل في الحروب كلها من الأفكار الإخوانية، فهذا كذلك ربيع ملعون وأتباعه ملعونون، يمثلون بالناس، ويقتلون الناس، ويزرعون الفتن في ليبيا وفي غيرها كما بينت لكم كثيرا، وكذلك الثورية والرافضية والبعثية.
وأخيرا ربيع المخربي وأمثاله من المميعة برزخ بين الفرقة السفلية والفرقة الإخوانية، هؤلاء برزخ في النصف، بين الفرقة السلفية والفرقة الإخوانية، فأخذوا من السلف شيئا صحيحا من الاعتقاد، وجهلوا أكثره، وقاموا يدعون الناس به، وأخذوا من الإخوانية أصولا فاسدة عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة، فأوردتهم المهالك في دعوتهم الربيعية، فارتكزوا في الأفكار المحضة الإخوانية، فخلطوا بين السلفية والإخوانية.
وانظر إلى ربيع المخربي وأتباعه المخاربة كيف وقعوا في التنازل عن الأصول في الدين، وهذه من الأفكار الإخوانية، ونشر الإرجاء هذا من الأفكار الإخوانية، عدم تكفير المشرك القبوري هذا من الأفكار الإخوانية يسمونه الشرك السياسي الذي كان ربيع المخربي ينكره على السيد قطب فوقع فيه، لأنه حاطب ليل، لا يعرف ولا يميز ولا يفرق بين الاعتقاد الصحيح والاعتقاد الفاسد، فالمشرك القبوري بالنسبة للإخوانيين لا يكفرون ذلك، يقولون: هذا الشرك سياسي، وربيع المخربي كان ينكر هذا الأمر على السيد قطب كان يقول له: ماذا تقول؟ ومن أين أتيت بالشرك السياسي؟ وكان يكفر فوقع في هذا الأمر الآن، الربيعية لا يكفرون المشرك القبوري الذي وقع في الشرك الأكبر، لأن بزعمهم أنه معذور ولا بد أن تقام عليه الحجة، العذر بالجهل هذا من أفكار الإخوانية، أخذ ربيع هذا الفكر ونشره على أنه سلفية، فهو برزخ بين الجماعة السلفية والجماعة الإخوانية.
رابعا: تحريف الصفات من الأفكار الإخوانية، انظر إلى سيد قطب، انظر إلى حسن البنا، مثل تحريف ربيع لحديث الصورة، الدخول في الحروب السياسية والإفتاء فيها من الأفكار الإخوانية، فانظر إلى ربيع وأشكاله، ربيع المخربي وعبيد الجابري وأشكال هؤلاء يفتون في الفتن وفي الحروب السياسية في ليبيا، هذه من الأفكار الإخوانية، فهؤلاء برزخ بين الجماعة السلفية والجماعة الإخوانية، وهم شر من الإخوان.
خامسا: التمييع داخل الجماعات الحزبية عن طريق الدورات والدروس الأكاديمية، ثلاثة أيام، أو أسبوع، أو عشرة أيام، هذه من الأفكار الإخوانية، من أفكار السرورية، من أفكار القطبية، الآن عبيد المكابري على هذا الفكر في هذه الدورات التي ليس فيها فائدة، كذلك صالح السحيمي المميع محترق في التمييع، كذلك سليمان الرحيلي، ومحمد المخربي وأشكال هؤلاء، يتميعون الآن في هذه الدورات، وكان هؤلاء ينكرون هذه الدورات وينكرون على أصحاب هذه الدورات، والآن وقعوا، فالفرقة الربيعية هؤلاء برزخ خطير بين الجماعة السلفية والجماعة الإخوانية.
سادسا: الافتراق فيما بينهم في البلدان، والمشاجرة والخلافات على الرئاسات، كما اعترف ربيع بصوته، فهذه من الأفكار الإخوانية، هم الذين يفترقون على الرئاسات وما شابه ذلك.
سابعا: التمييع ودخول مراكز الحزبيين من أجل الدرهم والدنيا من الأفكار الإخوانية، وهذه من أفاعيل الربيعيين عندنا دخلوا مع التراثية في مراكزهم، مع السرورية، مع القطبية، مع الإخوانية، كما ترون، من أجل الدرهم والدينار، وربيع يعلم بهم، هذه من الأفكار الإخوانية، هؤلاء برزخ بين السلفية والإخوانية.
ثامنا: التلون في الدين والتناقض في الأحكام، ما يثبت ربيع المخربي على شيء، يتلون في الدين، مرة هكذا ومرة هكذا، والأحكام مرة هكذا ومرة هكذا، ولذلك كان يفتي قديما بأشياء والآن تراجع عنها، يفتي بأشياء أنكرها في القديم على الصوفية وعلى الإخوانية وعلى القطبية وعلى السرورية وعلى التراثية، الآن يقول بها ويفعلها، هذا من الأفكار الإخوانية، فكيف يدعي أنه قائم على السلفية وهو برزخ خبيث بين السلفيين وبين الإخوانيين، ينشر منهج الإخوان صراحة وبخبث وعداوة لأهل الإسلام وللبلدان الإسلامية، هو عدو، إبليس في الخليج يعادي الدول الإسلامية، يعادي أهل السنة، فهذا إبليس، والأحكام التي كان ربيع المخربي وأتباعه ينكرونها الآن يقولون بها ويطبقونها على أنها من الدعوة السلفية وهي ضلالات الفرق الضالة القديمة والمعاصرة، يعني جمع لك ضلالات الفرق الضالة القديمة والفرق الضالة الجديدة وهو يدعي السلفية، فهذا أمره خطير، فلذلك ما يجوز السكوت عنه ولا عن أتباعه، ولا يقال: يعتق ويترك وكفى، هذا دين، وهذا خطير، ويدعي أنه من المفروض أن نشتغل بالصوفية، لا، هذه ناس معروفة عند الناس أنهم مشعوذة وسحرة، وعلى باطل، لا تسمى بالسلفية، بل يسمون بالصوفية والأشعرية والجهمية وإخوانية وما شابه ذلك، أنت لا تقول بالسلفية وتدعو إلى كل هذه الضلالات وهذه البدع، تقول: ما نشتغل بك، لا لا، نشتغل بك إلى أن تموت وإلى أن نموت كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين، إلى أن يوضع رأسك بالقبر، فعليك بأهل البدع ومحاربة أهل البدع، وركز على الأهم فالأهم، ولذلك التركيز على هذا المخربي والمخاربة لأنهم ينشرون الضلالات التي في الفرق القديمة والجديدة.
إذا فالفرقة الربيعية برزخ بين الجماعة السلفية والجماعة الإخوانية، وهذا الذي عليه عبيد المكابري وصالح السحيمي، وعبد المحسن العباد، وعبد الرزاق العباد، وسليمان الرحيلي وإبراهيم الرحيلي، ومحمد بن ربيع المدخلي، ومحمد المخربي، وفلاح إسماعيل المميع ومن تابعهم، وهذا يدل على أن هؤلاء جهال بأصول الدعوة السلفية، وإلا كيف وقعوا في الإخوانية؟ هذا بسبب التمييع قديما، فوقعوا في هذه الضلالات بسبب البدعة.
ولذلك بين شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ما يقع الشخص في البدعة إلا لنقص في السنة، فكيف ذلك؟ فهؤلاء يعتبرون منافقين، فهم برزخ بين السلفية والإخوانية، فهم منافقون، فهم النفاقية، فيدعون السلفية ثم ينشرون الإخوانية، هذا هو النفاق، فعليهم لعنة الله، وعليهم لعنة الملائكة، ولعنة الناس هؤلاء مجرمون ينشرون هذه الضلالات بين الناس ويسمونها سلفية، ويدعون أنهم يحاربون أهل البدع، وهم ينشرون ضلالات أهل البدع، فهم منافقون، ولذلك المنافقون برزخ بين المسلمين في عهد النبي وبين المشركين، ومن أخطر المنافقون أم المشركون؟ المنافقون، فهم أخطر من الإخوانية، أخطر من السرورية، ومن التراثية، والقطبية، يدعون أنهم يحاربون السرورية والقطبية وهم أخبث منهم، فلا بد من التركيز عليهم؛ ولذلك القرآن ركز على المنافقين أكثر من الكافرين المشركين، لخطرهم، وجعل عقاب الكافرين فوق عقاب المنافقين، وجعل المنافقين في الدرك الأسفل من النار لخبثهم، فهؤلاء الربيعية مبتدعة ضلال، فلا بد من التركيز عليهم، فهم برزخ بين السلفية والإخوانية، يعني هم المنافقون الآن، هم الكرابيسية الذين كانوا بين أهل السنة وأهل التجهم في عهد الإمام أحمد.
وهؤلاء مثل الأشاعرة المبتدعة؛ فالأشاعرة برزخ بين السلف والجهمية، ويدعون أنهم أهل السنة والجماعة، أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا وأخذوا من هؤلاء أصولا فاسدة ظنوها صحيحة وهي تجهم من علم الكلام، هؤلاء الأشاعرة المجرمون الذين يدعون أنهم أهل السنة.
فهذا ربيع المخربي وأتباعه كالأشاعرة كذلك، وهؤلاء الأشاعرة برزخ بين السلف والجهمية، فهم منافقون كذلك، ويدعون أنهم من أهل السنة، وانظر إلى ربيع وأتباعه يدعون أنهم من أهل السلف وأنهم سلفيون وهم ضالون مضلون، وانظر ماذا يقول هذا المجرم من فترة في وسائل التواصل الاجتماعي وما ينقله أتباعه الجهلة على الصوفية وما يفعلونه من الشرك والبدع والقبورية والشعوذة والسحر، يقول: السلفيون ما يكفرون هؤلاء وهو كاذب، فالسلفيون يكفرون هؤلاء، لكنه يقصد الربيعيون ما يكفرون هؤلاء، المبتدعون ما يكفرون هؤلاء، هو هذا المرجئ المبتدع الذي لا يكفر أشكال هؤلاء المشركين، انظر له وهو يدعي ويقول: السلفيون ما يكفرون هؤلاء، وكذب وافترى على السلفيين، السلفيون هم الصحابة والتابعون، هم أهل الحديث، هم أهل السنة والجماعة، يكفرون هؤلاء وكتبهم وأقوالهم موجودة، بيكذب على السلفيين، فنقول له: هم الربيعيون المبتدعون الذين لا يكفرون المشركين، فما دام هكذا فلا يترك لا هو ولا أتباعه، فالأمر خطير جدا.
إذا فربيع وأتباعه برزخ بين الهدى والضلال، إلى أن يتوبوا ويرجعوا، ولن يستطيعوا على ذلك، إلى أن يرجعوا عن هذه الفكرة الخبيثة الإخوانية، والآن الربيعية الذين عندنا كيف يقبلون على التراثية والإخوانية والسرورية والبناءية الإخوانية والقطبية الإخوانية في مراكزهم، في مساجدهم، في منابرهم، وهذا يدل على أن هؤلاء برزخ خبيث بين السلفية والإخوانية، وهؤلاء هم أهل النفاق كما بينت لكم، مثل المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، الذين بين المسلمين وبين المشركين، هؤلاء هم المنافقون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر معروف لديكم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.